غزة ـ الناصرة ـ «القدس العربي» من أشرف الهور ووديع عواودة: توقع رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، أن تدخل التهدئة مع إسرائيل حيز التنفيذ في غضون شهرين، رغم تأجيل الراعية مصر لجولة المباحثات الثانية التي كانت مقررة مطلع الأسبوع الجاري، بسبب طلب حركة فتح أن يسبق هذا المسار تطبيق اتفاق المصالحة.
ففي لقاء له مع عدد من الكتاب والمحللين السياسيين، أكد السنوار في غزة أمس، أنه ستكون هناك خلال أسبوعين ورقة حول التهدئة، متوقعا أن يكون هناك تحسن ملموس في رفع الحصار عن غزة.
ونفى السنوار أن تكون المباحثات التي جرت في القاهرة قبل إجازة العيد حول التهدئة قد ناقشت إقامة مطار في إيلات. وقال إن حركته لا تريد الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، مشيرا إلى أن حركته لا تخشى هذه المواجهة في حال وقعت. ولفت إلى أن الحركة جهزت نفسها جيدا خلال الأعوام الأخيرة، والنتائج التي يمكن أن تحققها في أي مواجهة «ستكون مبهرة».
ووصف السنوار رد حركة فتح الأخير على المقترحات المصرية بأنه «كان سيئا».
من جهته حمّل عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، خلال لقاء مع الصحافيين في غزة، المسؤولية عن عدم إتمام المصالحة إلى «تعنت» حركة فتح والسلطة الفلسطينية. ونفى الحيّة وجود «اتفاق جديد للتهدئة»، مؤكداً أن ما يتم تداوله هو «تثبيت للتفاهمات القديمة المعمول بها منذ عام 2014».
وأكّد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة من الكل الفلسطيني بديلة عن الحكومة الحالية التي وصفها بأنها غير «مؤهلة وغير قادرة على تحمّل مسؤوليتها».
من جانبها وصفت حركة «فتح» خطاب الحية بـ« الفئوي الجغرافي الضيق ويسيء للحالة الوطنية ولجميع تجمعات شعبنا في كل الأماكن والشتات».
وقال عاطف أبو سيف، المتحدث باسم الحركة: «نقول علينا التفكير بصورة أكثر شمولية، فالقضية الفلسطينية ليست غزة، هي قضية شعب فلسطيني بالكامل».
إلى ذلك أعلن المبعوث الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات عن إيجاد قيادة بديلة «تملأ الفراغ» في حال استمر الموقف الفلسطيني الرسمي برفضه مشاركة السلطة الفلسطينية في تفاهمات التهدئة التي تتوسط فيها مصر حاليا.
وحذر المبعوث الأمريكي في بيان صحافي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من استمرار مقاطعته للتسوية الأمريكية للقضية الفلسطينيّة، بالقول «إن هناك من سيملأ الفراغ».
من جهتها قالت حركة فتح إن تهديدات غرينبلات «لن تثنينا عن رفض صفقة القرن والتصدي لمحاولات سلخ غزة عن الوطن».
وقال منير الجاغوب، مسؤول المكتب الإعلامي في الحركة، في رده على تصريحات المسؤول الأمريكي، إن منظمة التحرير والسلطة والقيادة الفلسطينية «تكتسب شرعيتها من دعم الشعب الفلسطيني، وعبر تاريخ طويل من النضال من أجل دحر الاحتلال».