كان الصحافي الفرنسي نيكولا هينان، الذي نشر هذا العام كتابا بعنوان «أكاديمية الجهاد»، رهينة لدى «داعش» من منتصف 2013 حتى نيسان (أبريل) 2014.
وبحكم هذه التجربة، فهو أعرف بداعش وبالنموذج النفسي والسلوكي لأعضائها من معظم الناس، ولربما يكون أخبر حتى من بعض الخبراء المتخصصين في دراسة جماعات الظلمات الخوارجية. لهذا فإن رأي هينان في رد الفعل الفرنسي الرسمي على مذبحة باريس التي وقعت يوم 13 من هذا الشهر رأي جدير بالتمعن. إذ يرى هنان، على ضوء تصريحات الرئيس فرانسوا أولاند وكبار المسؤولين في حكومته، أن «فرنسا إنما تعيد ارتكاب الخطأ ذاته الذي ارتكبته أمريكا بإعلان الحرب على الإرهاب. إذ ليس في الإمكان إعلان حرب على فكرة أو مفهوم».
ولكن رغم وضوح هذا الخطأ، فإن من الخبراء الفرنسيين من يتخذ موقفا معاكسا تماما. حيث يرى هؤلاء أن أولاند، الذي أعلن أن فرنسا في حرب مع داعش، لم يمض إلى الحد المطلوب، وأنه كان الأجدر به أن يكون أدق في تحديد العدو. ذلك أن العدو في رأيهم هو «الإسلاموية»، التي يعرّفونها عادة بأنها استخدام دين الإسلام استخداما إيديولوجيا وأدواتيا لتحقيق أغراض سياسية. وقد سمعت أحد هؤلاء الخبراء، وهو من أصل مغاربي، يقول على الإذاعة الإخبارية الفرنسية «فرانس انفو» قبل أيام إن أولاند يتحاشى تسمية العدو الحقيقي. ولكن ليس من المعروف إن كان «احتجاج الخبراء» هذا هو من أسباب تعديل الخطاب الرسمي الفرنسي وإعلان رئيس الوزراء مانويل فالس، الخميس، أن «الإسلاموية الراديكالية» هي العدو!
ويقول الخبير المذكور أن «الإسلاموية» التي ينبغي إعلانها عدوا (مسؤولا عن القمع في الداخل والإرهاب في الخارج) تتألف من تيارين: الوهابية والإخوانية. أما عن وجه العلاقة بين الفكر الإخواني وبين الإرهاب عموما، وفظائع داعش خصوصا، فأمر لم يتسنّ للمذيعة أن تسأل الخبير الإتيان بدليله. هذا فضلا عن أن «الإسلاموية»، بهذا التعريف، تبقى فكرة أو مفهوما أشد استعصاء على الاستهداف العسكري من الإرهاب ذاته. ثم إن كثرة الحديث في الإعلام الغربي عن الوهابية التي يقال إن الجماعات الإرهابية تتبعها قد أدى إلى تغييب سؤال بسيط: إذ كيف أمكن للوهابية (إذا كان صحيحا الزعم بأنها المدرسة المنتجة حصريا للتطرف، فالإرهاب) أن تكون في الوقت ذاته، بل ومنذ عقود طويلة، هي الخلفية الفكرية لدولة (السعودية) هي من أول الدول العربية المعاصرة نشأة في القرن العشرين ومن أكثرها استقرارا وسعيا للحفاظ على الاستقرار الداخلي والإقليمي؟
سؤال بسيط ولكن بساطته تشي بشدة تعقيد المسألة. ذلك أن «حالة الطوارىء السياسية والاجتماعية»، إذا جاز التعبير، التي تسود الآن في فرنسا وتتسرب عدواها لبقية أوروبا لا ينبغي أن تحجب عنا الحقيقة المرة – وهي أن داعش وأضرابها من العصابات هي مشكلتنا، نحن العرب المسلمين، في المقام الأول. وإذا كان صحيحا أن لأمريكا مسؤولية أصلية في توفير كل الظروف الملائمة، وربما الموجبة، لولادة هذا الوحش، فالصحيح أيضا أن المسؤولية المباشرة إنما تقع على القوى الإقليمية التي احتضنت الوحش وأمدته بأسباب القوة. احتضان مكيافللي لم ينجم عن نظر استراتيجي سديد أو حتى عن تقدير موضوعي للأوضاع، كما لم يكن دافعه الانتصار لقيم سياسية أو حقوقية أو «ثورية». وإنما هو احتضان انتقامي لم يتم إلا نكاية في حاكم عربي كان حتى الأمس القريب من الحلفاء والأصدقاء المقربين ولكنه لم يأخذ، على ما يبدو، بـ»نصح» الأصدقاء عام 2011 فإذا بالإطاحة به تصير هدفا في حد ذاته تهون في سبيله الشعوب والأوطان وتسيل أنهار الدموع والدماء.
أما المؤرخان الجزائري محمد حربي والتونسية صوفي بسيس، المقيمان في فرنسا منذ زمن بعيد، فإنهما يتهمان السياسة الخارجية الفرنسية، والغربية عموما، بالإصابة بـ»العمى الإرادي» الذي يجعل المصالح الاقتصادية، وخاصة منها المرتبطة بمبيعات السلاح ومشتريات النفط، تحجب عن الحكومات المتعاقبة حقيقة أن «الجهادية هي في المقام الأول طفل لآل سعود ولأمراء آخرين ممن تبتهج (الحكومات الغربية) ببيعهم أسلحتها المتطورة». ولكن بما أن «الداء» الإرهابي المتنامي في المجتمع الفرنسي داء داخلي، فإن المؤرخين يحددان بعض أسبابه في إخفاق نظام التعليم، وفي تهميش المناطق التي يقيم فيها المهاجرون وفي «انغلاق النخب الفرنسية (..) العاجزة عن قراءة العالم المعقد».
٭ كاتب تونسي
مالك التريكي
مع أن تركيا جارة للإرهاب من ناحية سوريا والعراق حيث تحصنت منه إلا أن تونس بين الفينة والأخرى يقع فيها إجرام سواء كان مصدره الإرهاب أو غيره إلا أن وسائل الإعلام دمرت البلاد أكثر من الإرهاب نفسه بالتغاضي عن المسائل التي من شأنها أن تكون محضنة خصبة للإرهاب . كان على النهضة يوم ارتقت إلى الحكم أن تنتهج منهج أردوغان بوضع حد لخصومها الذين يتاجرون بالإرهاب من إجل إرهاب الشعب وإعطائه صبغة دينية. الدولة تمارس الإرهاب والساسة كل متورط في الإرهاب بطريقة أو بأخرى. .
من هي حاضنة الدولة الإسلامية يا أستاذ التريكي؟؟
الكل يرمي بتبعية داعش لاخرين
ولا احد يقول من هم
هل هو سر؟؟
طلاسم؟؟
مجهول؟؟
من السهل جدا ان نرمي باي تهمة او فكرة على اخرين
لكن التثبت منها هو الأهم
فمن هي حاضنة او حواضن داعش؟؟
من يستطيع تحديد الإجابة الصحيحة؟؟