الإعلامي سمير متيني: أهالي عكرمة يعرفون غريمهم جيدا… وسوريا على مفترق طرق بوابته عين العرب

حجم الخط
1

ريف دمشق ـ «القدس العربي» أجرت «القدس العربي» حواراً مع الإعلامي السوري «سمير متيني»، تحدث من خلاله عن تبعات مقتل عشرات الأطفال في أحد الأحياء السورية الموالية لنظام الأسد في ظل اتهام المؤيدين للأسد بوقوف أجهزته الأمنية خلف تلك المفخخات التي ضربت مدرسة للأطفال وسط سوريا، وبداية الحراك الموالي لأركان النظام، وموقف المعارضة من تلك المظاهرات ورصد ردود الأفعال.
كما شمل اللقاء موقف «متيني» من الضربات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف على الأراضي السورية ضد أهداف لتنظيم «داعش»، و من المستفيد منها.
□ ثورة درعا قبل قرابة 4 أعوام بدأت من المحافظ، والموالين للأسد في محافظة حمص خرجوا مؤخرا يطالبون بإسقاط المحافظ، هل سنشاهد تحولاً في مواقف الموالين في الأيام القادمة، وانضمامهم للحراك الثوري ضد الأسد؟
■ لا أعتقد ذلك فالظروف مختلفة، والمناخ العام ليس كعام 2011، هنا لا يمكن المقارنة فالعلويون وضعهم نظام الأسد امام خيارات صعبة، الاختلاف واضح وجلي فأهالي درعا انتفضوا تحت شعارات ثورة، ومناخ ثوري، ومطالب بالحرية والتغيير، وواجهتهم قوات النظام بالرصاص الحي من اليوم الأول، بينما أهالي «حي عكرمة» الموالي حصلوا على تغطية تلفزيونية من قنوات النظام، ولم تمنع مظاهراتهم ولم تتعرض للقمع الوحشي كما حصل في درعا، من هنا نقول ان الظرف مختلف والرسالة مختلفة والجمهور ايضاً مختلف.
هم يعرفون جيدا أقصد أبناء «الطائفة العلوية» ان النظام يعبث بهم، وبمستقبلهم في سوريا لنقل على الأقل المثقفون منهم يعرفون ذلك، ومع الأيام المقبلة سيكتشف الجميع أنهم كانوا مختطفين لدى نظام الأسد، والجدير ذكره هنا ان هناك تململ من حكم آل الأسد بدأ يظهر بشكل ملفت في الفترة الأخيرة على خلفية الصور المروعة التي انتشرت لقتلى جنود النظام بعد سقوط الفرقة 17 في الرقة وكذلك مطار الطبقة العسكري بيد تنظيم «داعش»، ومن هنا لا أستبعد أن يقوم النظام بتفجير هنا وقصف هناك بين صفوف الموالين ليعيدهم إلى مربع الرعب وليعطيهم جرعة وصدمة ورسالة يقول لهم فيها هذا سيكون مصيركم إن رحل الاسد.
□ الموالون للأسد في مظاهرتهم اقتبسوا شعارات المعارضة أيام خروجها في المظاهرات، ومنها « يا أبو حافظ .. وحياتك لنسقط المحافظ، الشعب يريد إسقاط المحافظ»، إلا ترى بهذه الشعارات تحولاً بموقفهم تجاه بشار الأسد.
■ هم يعرفون جيدا أن المحافظ كما يقال بالعامية مجرد»رجل كرسي» ويعرفون جيدا أن الأجهزة الأمنية هي التي تتحكم بكل مفاصل الدولة، ويوقنون جيدا انه لا يتمكن كائن من الدخول الى حي عكرمة المكتظ بالحواجز الأمنية فما بالك بسيارة مفخخة، وهنا أريد لفت نظر الجميع لمنشورات تم تداولها على صفحات التواصل لموالين جاء فيها لماذا بعض العائلات من أهالي حي عكرمة لم ترسل أبنائها الى المدرسة في ذلك اليوم وكلام وتلميحات بدأت تخرج للعلن وعلى لسانهم وعبر صفحاتهم الواضح انهم يعرفون غريمهم جيدا، ولكنهم بتلك الشعارات يعزون أنفسهم فهم بدأوا يدركون جيدا أنهم مجرد أرقام زجهم النظام في معركة مع أبناء الشعب الواحد.
□ ونذكر هنا أن الفيديو الذي انتشر لمظاهراتهم التي ذكرت قالوا أمام الشاشات «كنا نأمل ان تعلن قنوات النظام الحداد على أبنائنا ولكنهم أصبحوا مجرد أرقام»، وكان الغضب واضح على وجوههم نعم هذا ماقالوه وهم الآن يدركون أنهم كانوا مجرد أدوات استخدمها النظام وسيتركهم النظام لمصيرهم حين ينتهي دورهم.
■ بالمحصلة بعد كل ما حصل في سوريا تلك الشعارات لا تقدم ولا تؤخر ما لم يتم اتخاذ موقف واضح من قبلهم تجاه النظام بشكل واضح ومعلن والوقوف مع سوريا، والشعب السوري الذي تعرض للقتل والإعتقال والتهجير والدمار، في الوقت الذي كان الموالون يرددون عباراتهم الشهيرة «الأسد أو نحرق البلد»، هاهم يرون اليوم ان تلك النيران لن ينجوا منها أحد، ولا أمان لهم إلا ان يكونوا مع الشعب في خندق واحد ضد نظام الظلم والإستبداد.
□ لكن الإعتقالات طالت أحد أعضاء محافظة حمص والسبب دعوته للتظاهر، ومن ثم تم إطلاق سراحه في وقت لاحق، هل تعتقد ان النظام سيعتمد منهج العنف أيضاً مع الموالين من أبناء طائفته كما فعل بالمعارضين لنظام حكمه من قبل؟
■ حين يستشعر النظام أنهم سينقلبون عليه سيعاملهم كما عامل بقية الأحياء الحمصية، وهم بدأوا يدركون ذلك، ومن هنا يتوجب عليهم التحرك سريعاً، وأيضاً مطلوب من بقية الشعب السوري المحسوب على الثورة تشجيعهم أكثر، وهنا لابد لنا من ان نذكر ان أطياف واسعة من الثوار، والمعارضة شجبوا وأدانوا تلك الحادثة الإرهابية بحق أطفال لاذنب لهم، بينما لم نر مثل ذلك التعاطف من صفوف الموالاة حول الكوارث التي تعرض لها الشعب السوري الثائر على مدى أربع سنوت، فمن هنا يتبين لنا ان الثورة ثورة حرية وكرامة تعني كل الشعب السوري، ومازال فيها مكان يتسع للجميع، ماعدا من تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري هؤلاء لابد من محاسبتهم وبمحاكمات عادلة.
□ ألا يتوجب عليكم كمعارضة سورية استقطاب من تظاهر في مدينة حمص من الموالين ضد نظام حكم الأسد إلى القطب المعارض كفرصة أتيحت للمعارضة على الساحة الداخلية الساخنة، أو أنكم ما زلتم ترونهم أحد أسباب بقاء الأسد ونظامه في دمشق؟.
■ عذرا أنا لا أفضل لقب معارضة سورية أنا إعلامي سوري انتمي للشعب وللثورة السورية، ولست محسوب على اي جهة معارضة نحن ابناء هذه الثورة، وننتمي لسوريا الحرة، وردا على سؤالك «العدالة الانتقالية» هي مطلب الثورة السورية، ومن هذا المنطلق لا يمكن محاسبة من كان رمادياً او موالياً وليس متورطاً، ونشدد على مبدأ ليس متورطا أي لم تتلطخ يداه بالدم، او الرشوة والفساد والتضليل الإعلامي، وبالتالي في سوريا أكثر من مليونين من أبناء الطائفة العلوية هل يمكن وضعهم جميعا بخانة الإتهام طبعا هذا غير منطقي، يجب ان نشدد على محاسبة المتورطين كما ذكرت سابقا ًو كل مسؤول ومشارك بالفعل سيحاسب، ولا ننسى هنا ان هناك طيف موجود أيضا لا يقل حجما من باقي الأقليات وحتى من أبناء السنة يقفون مع النظام منهم من صمتوا ومنهم من كانوا موالين.
□ وأيضا هناك متورطون ومشاركون من كل الطوائف لكن للحق نقول ان الحصة الأكبر كانت من حصة طائفة النظام، بدأنا نرى مؤخرا ونقرأ بعض التعليقات على صفحات التواصل مفادها «يجب إبادتهم علينا بتطهير سوريا» المقصود هنا طائفة بعينها والى آخر ما هنالك من تعليقات لا علاقة لها لا بالعدل، ولا بالمنطق، ولا بالمواطنة، ولا داعي هنا للتذكير بوليد المعلم وعمران الزعبي والمقداد والفريج وشعبان وحسون والكثير الكثير ممن هم ليسوا من الطائفة العلوية وقفوا ودعموا وشاركوا هذا النظام.
□ سوريا لكل السوريين بكل قومــــياتهم ومذاهبــــهم ومن كل الأطياف، من قتل سيحاسب ومن عــذب، وأهان ودمر سيحاسب، ومن الضروري هنا الإبتعـــاد عن الشعارات التي تؤجج الطائفية وتذكي الحرب الأهلية التي لن ينتصر فيها احد والنظام وحده المستفيد منها والشعب هو الخاسر.
□ ربما سنشهد في الايام والأشهر القادمة أعمالا أشد وحشية بين صفوف الموالين فهذا النظام يتوقع منه كل شيء وعلى هؤلاء ان يدركوا جيدا ان لا حضن لهم ولا ملاذ إلا الوطن، والشعب السوري، أما الأشخاص والأنظمة سترحل، والوطن هو من سيبقى والتاريخ يسجل، عليهم الإسراع باتخاذ القرار المصيري، وان ينفضوا من حول هذا النظام قبل فوات الأوان فمازال هناك فرصة وأمل.
■ أذكر هنا هؤلاء الأهالي الذين قالوا أمام شاشات اعلام النظام بغضب شديد، وسألوا لماذا لم تعلن قنوات النظام الحداد على ابنائنا؟ اقول لهم واذكرهم هل تذكرون كيف اعلنت القنوات الرسمية الحداد على باسل الأسد لأربعين يوما؟، بينما لم تعلن تلك القنوات الحداد ليوم واحد على عشرات آلاف الجنود من الجيش العربي السوري، وكل ضحايا التفجيرات واستمرت القنوات ببث البرامج الترفيهية وبرامج الطبخ والأبراج، وجميعنا رأى صور حفل زفاف ابنة بشار الجعفري على الممثل مصطفى الخاني في فندق فخم بحضور معظم الفنانين والشخصيات العامة والضحكة تعلو وجوههم في نفس الوقت الذي مازالت بيوت أهالي حي عكرمة مفتوحة للعزاء بأطفالهم،من هنا أقول لهم النظام السوري لا يهمه كل الشعب عودوا الى رشدكم وانفضوا عنه قبل فوات الأوان.
□ بالنسبة لهجمات التحالف الدولي الأخيرة على مواقع لتنظيم «داعش» داخل الأرض السورية، هذه الضربات تصب في صالح من؟ وكيف ترى الوضع الكردي الأيام القادمة؟
■ فيما يخص التحالف الدولي هذا شأن دولي هؤلاء لهم حساباتهم ومصالحهم ولم يستشر أحد الشعب السوري بما يحصل، نحن مع محاربة الإرهاب «كل الإرهاب»، ولكن يجب محاربة واستئصال منبع الإرهاب ومنتجه الذي مقره القصر الجمهوري، وسراديب مخابرات الأسد لن تنفع ملاحقة البعوض وترك المستنقع موجود، ما يحصل في سوريا اليوم هو نتيجة تقاعس المجتمع الدولي وعلى رأسهم أمريكا بدعم ثورة الشعب السوري، والسماح لنظام الأسد بالتمادي، هذا النظام الذي فتح البلاد والحدود لكل صنوف الإرهاب ليقول للعالم إما أنا أو الإرهاب الذي ترونه، بالمحصلة نحن بالمطلق ضد أن يتعرض أي مدني للأذى، وأي منشأة سورية للدمار تحت أي مسمى.
وفيما يخص الكرد في سوريا، هم جزء مهم من الشعب السوري وأبناء هذا الوطن، وكانوا من أوائل المشاركين بالثورة السورية وقدموا الشهداء ايضاً، وفيديوهات مظاهرات كوباني، وباقي المناطق موجودة على يوتيوب منذ انطلاق الثورة، ولا تخفى على أحد لكن للأسف هناك اليوم حالة من التشكيك والنفس القومي والمذهبي بدأ يروج له بعض القوميين والمتشددين لن يفيد الثورة السورية، ووحدة الشعب السوري في شيء.
□ الملاحظ ان كل وسائل الاعلام تركز اليوم بشكل مكثف على ما يحصل في كوباني هذه المدينة التي لا يوجد فيها قصر جمهوري وليست العاصمة دمشق، ولا يوجد فيها منابع للنفط، وليست مدينة استراتيجية إذا لماذا هذه الحرب ولمصلحة من؟ من الواضح ان هناك صراع سياسي اقليمي ودولي ولعبة «عض على الأصابع» باتت واضحة بشكل جلي في الشمال السوري لتحديد مستقبل سوريا السياسي.
■ من هنا يتوجب على الجميع عرباً وكرد أن يكونوا في خندق واحد ويعملوا سوياً لمصلحة سوريا ووحدة الشعب السوري، إن ما يحصل اليوم في المناطق ذات الأغلبية الكردية هو جزء مما خطط له اقليمياً ودوليا للشعب السوري عرباً وكرد وعلى الجميع الإنتباه والتحضر لقادم الأيام.

هبة محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د. احمد النمسا:

    ايها الاعلامي المحترم كل المفخخات التي ضربت المدن السوريةهي من صنع دوائر المخابرات السورية وهذا اصبح معلوما لدى كافة الشعب اما لصحوة العلويين فلا اعتقد انها ستتم لانهم باتوا يعلمون علم اليقين ان فاتورة الدم والدمار والانتقام التي قام بها بشار باسمهم ضخمة وتاريخية ستسجل على صفحات التاريخ كابشع مذابح ارتكبت باسمهم لذلك اعتقد انهم ماضون معه لانهم تورطو ا

إشترك في قائمتنا البريدية