الإعلام الغربي والأمريكي «أنا عربي يا جحش»! وزعيق عزة سامي لنتنياهو!

حجم الخط
9

■ خلال السنوات الماضية ولغاية اليوم لم ترحمنا وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية من تشويهها لصورتنا كـ»عرب» وتبسيطها ونفيها لحقيقة مهمة وهي أن «العربية» لغة و»الإسلام» ديانة، فقامت بخبثها المعتاد في خلط ووضع الجميع «رغم اختلافاتهم الجذرية» في سلة واحدة، ليصبح «جميع العرب» مسلمين، رغم وجود مسيحيين ويهود متحدثين للـ«العربية»، ويصبح كل المسلمين «عربا» رغم وجود العديد من المسلمين الـ»غير عرب» كالمسلمين في أندونيسيا مثلا، وتركيا وإيران!
سياسة التضليل هذه برزت بشدة خلال رئاسة المغضوبين عليهم «جورج بوش الأب ومن بعده إبنه» للولايات المتحدة، وجنونهما وعقدهما وحروبهما «الصليبية» تجاه العرب و»المسلمين» خاصة وتقسيمهما للعالم لقسمين «شرق مسلم وارهابي متخلف» و»غرب مسيحي ومتحضر» يسرق بترول الشرق وثرواته! حتى أصبح «رجل الشارع» الغربي ممن لم تدس أقدامه الشرق الأوسط يعتقد بأننا جميعنا «عرب» ومازلنا نعيش تحت الخيم ونركب الجمال.
وخلال دراستي في جامعة العلوم السياسية في فرنسا كنت أرد على أسئلة زملائي عن كيفية وصولي لفرنسا بـ»إجيت راكبة عا الجمل» وكنت أمازحهم بـ»أنا عربية خانعة، أرتدي الحجاب، وأُضرَب بالشبشب يوميا من أخي الصغير وأبي!» كنت أفعل هذا لأنني تعودت على أسئلتهم الغبية لي «كيف هي عيشتكم بالشرق» وكأنني أتيت لهم من كوكب المريخ! رغم أننا جميعنا في جامعة علوم سياسية ندرس العلاقات الدولية، ومن المفروض أننا نمتلك وعيا وفهما لما يجري من حولنا أكثر من غيرننا!!
ولا أخجل شخصيا كوني «بدوية» من ركوب الجمل والنوم تحت الخيمة، إلا أنني لا أطيق تبسيط صورة «العربي» بهذا الشكل المقزز. وكم أكره تكرار حقيقة التعقيدات والاختلافات بين شعوب العالم العربي والفروق بينها «فالمصري بطبائعه لا يشبه الخليجي، والخليجي لا يشبه الجزائري أو التونسي» وتشويه وتبسيط الحقائق للمشاهد الغربي بأننا رغم اختلافاتنا هذه «مسلمون عرب ونقطة على السطر» يعتبر كارثة بحد ذاته ولا يحترم الآخر أبدا. وهم كغربيين «أوروبيين» و»أمريكان» لن يروق لهم أبدا أن نضعهم في سلة واحدة! فهم يختلفون تماماً في ما بينهم، وقد تصل بهم الإختلافات إلى حروب إعلامية ودولية واقتصادية كالتي حصلت حين نقلت المحطات «الإنكليزية» و»الأمريكية» لما يحدث في ضواحي فرنسا كل عام من «انتفاضة» ضد الحكومة بسبب الظروف المعيشية السيئة التي يعيشها «أهل الضواحي» وكيف تتعامل وسائل الإعلام الفرنسية مع ما يحدث في أمريكا وسياستها الخارجية في العراق مثلا!

المراهق «العربي والمسلم» ودوامة الشر!

ما يهمني في الأمر هو هذه الصورة النمطية الـ»خبيثة» التي يرانا من خلالها المشاهد الغربي والأمريكي حتى بتنا نصدق ونُرَوِج نحن بأنفسنا الصورة التي رسموها لنا ونحاول أن نتخلص من كل ما يشبه «جذورنا» ويتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا وتاريخنا عن طريق تقليدنا الأعمى لهم معنوياً، لغوياً، ثقافيا وحتى جسدياً «حيث نقوم بشراء كريمات تبييض البشرة» ووضع «اللانسز» الملونة وخلع الجلابية وارتداء الجينز. فها هي برامجنا العربية تأخذ مسارهم «الخاطىء» فتتسارع المحطات «اللبنانية والتونسية» خاصة، لعرض برامج شبيهة تماما بالبرامج الفرنسية والإنكليزية! فمثلا يبتلع المراهق الشاب برامج كـ»ستار أكاديمي» و»أربس غت تالنت» و«أرب ايدول» وغيرها من برامج تلفزة الواقع التي تقلد البرامج الغربية دون أي وعي أو فهم لتأثيرها السلبي عليه. فيصبح حلم المسكين هو ان يكون نجماً دون بذل أي جهد غير مروره بالمحطة، ولن أتحدث عن ما يحدث من اختلاط بين الشباب والصبايا خلال مرحلة الـ»فيعان» والـ»تخبط» هذه! ويزيد عن هذا حلم الـ»صبية» بأن تصبح نجمة وترقص كهيفا، وتغني كأليسا، و»أقطع إيدي» إن كانت تعرف بعبد الحليم حافظ أو أم كلثوم أو تستمع لفيروز!! كيف يخرج الشاب المسكين أو الصبية «في بداية تجربته وعمره» من دوامة الشر هذه والتي تخيره بين أن يصبح مغنياً خلال وقت قصير من الزمن وبين برامج دينية تقنعه بأن دينه «موضة ودقة قديمة» ويجب عليه أن يكون «كوول ومودرن دينياً» حتى يستطيع العيش بسلام في مجتمعه «الشرقي- الغربي» في آن واحد!! وأتساءل بكل جدية عن إمكانية خروجه من دوامة الشر هذه وهو من نملأ دماغه «الطري» بالنجومية «الهابطة» وإظهارها كحل، ونقنعه بأن ثقافة «الثري جي» هي البديل الـ»مودرن» عن تاريخه وحضارته العريقة! ولن أزيد من ضغطي لأبحث عن ما إذا كان جيل شبابنا اليوم يمتون بصلة قريبة أم بعيدة لـ»الحضارة الإسلامية» وما قدمته للبشرية من كنوز؟!

الشقيري «كيف تصبح مستشرقاً؟» لتلاقي رضا الغرب!

تعرض قناة «أم.بي.سي» برنامج خواطر من تقديم «الداعية» ورجل الأعمال السعودي «المتحضر والمتطور» أحمد الشقيري، والذي يتكون من عدة أجزاء وصلت لعاشرها في رمضان الحالي. يناقش البرنامج العديد من القضايا الاجتماعية والدينية التي تخاطب الشباب العربي عامة والسعودي خاصة، ويلاقي نجاحا باهراً لاعتماده على اسلوب مبسط و»عملي» و»خفيف دم» في تبسيط الحقائق الدينية «المعقدة» والأخلاقية لتلاحق الغرب مثل «كيف تشرب بيرة بدون الكحول» وكيف «تشلح» الدشداشة «رمز الأصالة والجمال العربي البدوي في دول الخليج» والتي يتسابق مصممو الأزياء العالميون على تفصيلها لمدى «اريحيتها» وخاصة خلال المواسم الصيفية لتفادي درجات الحرارة العالية، للبس «الجينز» وتتحول إلى مسلم «كووووول» في بلاد الغرب. وبدلا من الحفاظ على عاداته وزيه، سواء كان في الغرب أم في الشرق، وبدلا من أن تفرض الدول الخليجية زيها التقليدي على «الغربيين» كما تفعل الدول الغربية عند فرض قوانين تمنع «النقاب» وتنظر للزي الإسلامي «ككارثة» تنتشر في شوارعها، نحرض الشباب على خلع «أصله» وارتداء لباس لا يليق به؟! المشكلة لا تكمن في الشقيري ولا في غيره من «الآفات» الإعلامية بل في جيل الشباب « المتخبط» والـ»مستهدف» من قبل «الطماعين» وعبدة الـ»دولار» من الفنانين والمثقفين الذين يتنافسون في «من سيربح المليون أكثر» دون أي اعتبار لـ»جيل الشباب» «وبيئته التقليدية المحافظة». أشعر بالاختناق والغضب وأريد أن أفرغ رصاصات الغضب في وجه الإعلاميين ومقدمي البرامج واحدا تلو الآخر لسبب واحد فقط وهو «الكمية الهائلة من الشباب التي تقع كصيدة سهلة في شباكهم» ألم يبق لهؤلاء ذرة ضمير؟!

الشقيري وثقافة الـ«كاجوال شيك»

لأعود إلى «الشيخ» الشقيري «السوبر كووول» وأربط ما قلته سابقاً حول تشويه صورتنا في المحطات الغربية والصورة التي «يجب أن نكون عليها» كي نلاقي رضاهم علينا و»يطلعوا في خلقنا»!! الصورة التي يروج لها الشقيري هي صورة المسلم «المودرن» كما تردد كافة المحطات والبرامج الغربية.
«يجب على الإسلام أن يتحضر ويواكب العصر»! ويجب أن يرتدي المسلم زياً لا يناسبه وتصبح صورته «كلوحات المستشرقين» ويرتدي الـ»جينز» والـ»كاجوال شيك» عند القائه لخطبة الجمعة في الإسلام «الحديث» وأنا «المسكينة» اعتقدت بأن الغرب فقط من يرون في ديننا «إسلاما حديثا وقديما»! وكيف نستغرب بأن الشقيري وأمثاله يلاقون نجاحاً باهراً وأتباعاً؟! وأنا شخصياً سأتبع نصيحة الـ»وجه حسن» والـ»مبتسم» عوضاً عن الداعية الـ»ملتحي» والـ»أسود الوجه» ذي التكشيرة التي «تقطع الرزق» والذي يثقب في نصيحته لي «طبلة أذني»! إضافة لأحاديثه التي ترهبني ولا أستطيع بسببها النوم، عن الجن وعن عُقْدٍ من النار يلف رقبتي حين سأُعذب في قبري! وإن خيروني بين الشقيري «الكوول» وداعية آخر «تقليدي» سأختار الشقيري «رجل الأعمال» طبعاً!! حتى وإن امتلأ برنامجه بالأخطاء والمغالطات واعتمد على التبسيط الساذج لنقل الحقائق الدينية والتاريخية والثقافية!

«إسكواك» عزة سامي عن غزة «أرض العزة»!

أنا لا أحب «تويتر»، واضطررت لاستخدامه صراحة لمتابعة تغريدات «العصفورات» من الفنانات «الناعمات»، ولم أقتنع يوما بأهميته وتأثيره على شوارعنا العربية، ولكنني حديثا وبعد أن قرأت «التغريدات» التي تناقلتها وسائل الإعلام عن مقاومة إخوتي الأبطال في غزة لحفظ ما تبقى لنا من «كرامة ونخوة عربية»، أصبحت مقتنعة «مليون في المية» في أن أنشئ موقعاً خاصاً ينافس «تويتر» وسأسميه «إسكواك» نسبة لـ»زعيق» والـ»نعيق» الذي يصدر عن الـ»غربان» والـ»بوم» وخاصة من أمثال عزة سامي «التي سأخصص لها مقالاً مقبلا هي وأمثالها». عزة سامي، نائب رئيس تحرير صحيفة «الأهرام» المصرية، تفاخرت بـ»زعيقها» وشكرت رئيس الوزراء الـ»نتن» ياهو المجرم بضربه لأهل غزة الصائمين، وزعقت صارخة بصوتها النشاز «كتر خيرك يا نتنياهو، ربنا يكتر من أمثالك للقضاء على حماس اس الفساد والخيانة والعمالة الإخوانية»! عزة سامي، سأعود اليك قريباً فلا تحرميني من «زعيقك».

أسمى العطاونة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الحاج ناصرالدين الجزائري:

    بوريكتي يا أخت اسمى ولابدة من التذكير ببعض الحقائق المرة ان هذ الواقع
    الأليم الذي نعيشه من تنصل لواقعنا العربي الأسلامي كان بسب رفض الأنظمة العربية الأعتزاز بتاريخها وحضارتها ودينها فالملاحض ان حكامنا عندم يزورون الغرب يتنصلون من جلودهم ويقلدون الغربين في المظهر يتخلون حتي عن واجباتهم الدينية كالصلاة او الصيام ففي مؤتمر السلام بمدريد 1990 انطلقت اشغاله يوم الخميس وتوقفت مساء الجمعة لأن زعيم اليهود غادر نحو فلسطين ليصوم ويصلي يوم السبت لأنه مقدس عندهم وللأسف ان ممثل سوريا والأردن ومصر وفلسطين لم يصلوا الجمعة وكمثال اخر في زيارت رئيس الولايات المتحدة لليبان فرض عليه زيارت المعبد اليباني وانحنى امام ذاك التمثال رغم ان الرجل مسيحي وتناول الطعام على الطريقة اليبانية ان انظمتنا غيرت حتى البرامج التعليمية التي تجعل الأطفال مرتبطين بحظارتهم ودينهم
    فمن يهون يسهل الهوان عليه اما عن النهيق علي شبكات التواصل الأجتماعية من قبل بعض المخنثين فانها اصوات ناشزة وستخرص بعد ايام عندما تحقق المقاومة اهدافها سدد الله رميهم وثبت اقدامهم ونصرهم على اعدائيهم

  2. يقول taybi belguim:

    شكرا جزيلا على هذا المقال.غيرة على الامة.عزة نفس وتريد العزة لامتها

  3. يقول محمد دبش:

    هذا بالضبط ما حصل معي اثناء دراستي في الجامعة في أميركيا فكان الطلبة الأميركيون يكرهون الطلبة الأجانب بعد احداث رهائن السفارة الأميركية في ايران بعد الثؤرة الخمينية هناك فكان هؤلاء الطلبة يعتقدون ان كل طالب اجنبي ذو شعر اسود هو إيراني وعندما نقول لهم اننا لسنا إيرانيون نحن عرب او فلسطينيون ونسكن في الكويت يقولون لنا كامل جاكي سعوديون كما ان البعض منهم كان يعتقد اننا جئنا الي اميركا علي ظهور الجمال كما كانوا يعتقدون ان اهالينا كانوا يملكون حقول و مصافي بترولية و في نفس الوقت كان مكان الدراسة في منطقه جامعيه في جنوب ولاية الينوي وكان هناك بأقرب منا منطقتان او بلدتان واحدة باسم فلسطين و الأخرى باسم لبنان فعندما كان يسأل البعض منا من أي بلد جاء و نقول لهو او لها من فلسطين كانوا يعتقدون اننا من هذه البلدة المحاذية لمنطقتنا الجامعية أي اننا من نفس البلد أي أصحاب الأرض اما الشيء الوحيد الذي كان الاعلام الأميركي يمتدحه في العرب هو الحصان العربي فهو الوحيد الذي كان بمدحه الاعلام الأمريكي بسبب فوزه دائما في السباق والذي لم يستطع الاعلام الصهيوني تشويه صورته بسبب ان هذا الحصان مان يفوز بالرالي و يجني المراهن مالا بسبب هذا الحصان

  4. يقول سمير - فلسطين:

    “الهداد غلب البنا” يا اخت أسمى
    حسبنا الله ونعم الوكيل

  5. يقول majdi alori:

    اقتباس ( ذي التكشيرة التي «تقطع الرزق» والذي يثقب في نصيحته لي «طبلة أذني»! إضافة لأحاديثه التي ترهبني ولا أستطيع بسببها النوم، عن الجن وعن عُقْدٍ من النار يلف رقبتي حين سأُعذب في قبري) ههههههههههههههه كنت اضل انا وامى واختى نتناقش بهيك موضوع طبعا دائما كانو يسمعون ل قنوات مثل الرحمة واغلب المحطات الدينية ويظهر فجاءة الشيخ بالصراخ (اه اه ) كنت اعلق واقول لهم ليس هكذا وفى زماننا هكذا يتم الدعوة للاسلام وخصوصا بضل جيل شباب متفتح يجب تقديم الدعوة لكى يتم اجتذاب الشباب اليها وليس التنفير منها واتوجه لشيوخنا الافاضل تعلموا من اخواننا فى دولة الامارات يعرفون الله حق المعرفة ويواكبون مستجدات العصر ……… والله من وراء القصد

  6. يقول محمد من تونس:

    شكرا للسيدة صاحبة المقال. متى نفكر جميعا في هذه الحضارة ونمسح عنها أطنان الغبار التي كدّسها عليها الأجانب بمعية البعض منا ؟؟؟ متى يتخلص الإسلام من أصحاب التكشيرة التي “تطرد الأرزاق” كما يقال في تونس ؟؟

  7. يقول وليد لبلاد:

    المظاهر الخارجية ثانوية في اثباث الهوية. الشقيري ينطلق من كون الدول العربية متخلفة حضاريا والسبب يكمن في السلوك الفردي والإجتماعي بمافيه السياسي. فكيف لكي أيتها الكاتبة أن ترين العيب في تغيير المظهر الخارجي ولا ترين العيب في المخبر الداخلي !

  8. يقول foufou lakhdar:

    نحن امة عبثية في كل شئ…….
    علينا ان نفتح حوارا شاملا ومعمقا ندرس من خلاله واقعنا ونبحث عن الحلول الانسب للمشاكل العالقة

  9. يقول أسمى العطاونة فرنسا:

    معكو حق خلينا نشوف شو ممكن نلاقي حلول لها المشاكل
    الحل اكيد ما بكون بانو نطفي التلفزيون لاني لاحظت بانو جيل اليوم متشبث بالتلفزيون والمسلسلات والبرامج التافهة اللي عم بحكي عنها غير الموبايل والواتس اب وها الخرابيط!!!!
    بحاول من خلال مقالاتي اني اعرض المشكلة وانبه الناس عا اللي بصير معتمدة بذلك على تجربتي بالعالمين الغربي والشرقي
    وبآمن انو مجرد الحكي عن المشكلة بكون نص حل ببقى نضل وراهن ونفضحهن للناس توعى عا القليلة!
    شكرا لدعمكم المتواصل وتعليقاتكم التي تهمني!
    سلمتم
    أسمى

إشترك في قائمتنا البريدية