إسلام أباد ـ رويترز: انتخب أعضاء مجلس النواب الباكستاني لاعب الكريكيت السابق عمران خان رئيسا جديدا للوزراء أمس الجمعة مما يمهد الطريق أمامه لتشكيل حكومة ائتلافية ستكون أولى مهامها تجنب أزمة اقتصادية وشيكة.
وفاز خان (65 عاما) في الانتخابات العامة التي أجريت يوم 25 تموز/ يوليو وتعهد بمكافحة الفساد وانتشال الملايين من الفقر.
وشهدت باكستان جولات من الانقلابات العسكرية منذ استقلالها في عام 1947 كما عانت من عنف الجماعات المسلحة في الأعوام الماضية.
وتعهد خان بخلق ملايين فرص العمل وإقامة نظام طبي وتعليمي على مستوى عالمي في البلد ذي الأغلبية المسلمة الذي يصل عدد سكانه إلى 208 ملايين نسمة.
ومن أهم التحديات التي ستواجهه اتخاذ قرار بشأن طلب دعم مالي من صندوق النقد الدولي لتخفيف ضغوط العملة أو طلب مساعدة من الصين والمخاطرة بتعميق اعتماد باكستان اقتصاديا على جارتها.
وقال أسد قيصر رئيس مجلس النواب «حصل خان على 176 صوتا» مؤكدا بذلك فوز خان على منافسه شهباز شريف رئيس حزب الرابطة الإسلامية ـ جناح نواز شريف الذي حصل على 96 صوتا.
وفي مؤشر على انقسامات سياسية مريرة في باكستان أحاط أعضاء مجلس النواب المنتمين للمعارضة بخان وهتفوا «عمران خان اللص» بعدما أعلن انتخابه رئيسا للوزاء.
وحصل حزب حركة الإنصاف الذي يتزعمه خان على 151 مقعدا من 342 مقعدا في مجلس النواب بالبرلمان وهو ما يقل عن الأغلبية المطلوبة لكنه من المتوقع أن يشكل حكومة ائتلافية مع أحزاب أصغر.
ويؤدي خان اليمين الدستورية اليوم السبت. ولم يعلن بعد أعضاء حكومته.
وأنهى فوز خان في الانتخابات عقودا من الهيمنة السياسية لاثنين من أهم الأحزاب السياسية في باكستان هما حزب الرابطة الإسلامية ـ جناح نواز شريف الذي كان يرأسه الفائز بمنصب رئيس الوزراء ثلاث مرات نواز شريف وحزب الشعب الباكستاني الذي أسسته وقادته بينظير بوتو.
لكن خان سيواجه معركة لتطبيق إصلاحاته الطموحة وأجندته التشريعية بسبب امتلاكه أغلبية بسيطة في البرلمان. وتسيطر المعارضة على مجلس الشيوخ في البرلمان.
وقال رضا أحمد رومي رئيس تحرير صحيفة «دايلي تايمز» التي تصدر باللغة الإنكليزية «سيكون العمل التشريعي صعبا بالنسبة له».
وتزعم أحزاب المعارضة أن وصول خان للسلطة كان أسهل لحصوله على دعم من الجيش الباكستاني القوي الذي حكم البلاد على مدى نصف تاريخها تقريبا.
ونفى الجيش وحزب حركة الإنصاف وجود أي تواطؤ بينهما. ويقول محللون إن مدى نجاح خان في حل التوترات التاريخية بين المدنيين والجيش، التي لاحقت الحكومات المتعاقبة، قد يكون السمة المميزة لفترة حكمه.
ولم يكمل أي رئيس وزراء باكستاني مدته البالغة خمسة أعوام كاملة بما في ذلك نواز شريف المنتخب ثلاث مرات والذي انتهت أحدث فترة له في السلطة بقرار من المحكمة العليا بعزله في العام الماضي.
وانتهت الفترة الثانية لشريف، المسجون حاليا بتهم فساد قبل أسابيع من الانتخابات، بانقلاب عسكري في عام 1999.