الناصرة – «القدس العربي»: وديع عواودة: يتواصل الهجوم المنفلت في إسرائيل على منظمة «بتسيلم» لنشاطها المهم ضد الاحتلال للأراضي الفلسطينية في الأمم المتحدة التي تتعرض للهجوم من قبل رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو لشهادتها أمام مجلس الأمن ضد الاستيطان، فيما تحظى بدعم البيت الأبيض.
ويوضح مدير عام «بتسيلم» أنه شارك في مداولات الأمم المتحدة ودعا المجتمع الدولي لوقف الاحتلال من منطلق كونه إسرائيليا ويحاول ممارسة إنسانيته وأخلاقيته.
وانتقدت الإدارة الأمريكية أمس، تصريحات نتنياهو ضد «بتسيلم»، وأصدقاء حركة «سلام الآن» في الولايات المتحدة على خلفية مشاركة ممثلين عن التنظيمين في اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي ناقش قضية المستوطنات. وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي لصحيفة «هآرتس» إن الإدارة الأمريكية تقدر المعلومات التي ينشرها التنظيمان حول الأوضاع في الضفة الغربية، وأكد أن واشنطن تعتقد أنه على الحكومات الدفاع عن حرية التعبير وخلق أجواء يمكن فيها سماع كل الأصوات. واستطرد: «لا أنوي التطرق إلى كل ما قيل (عن بتسيلم وسلام الآن)، بشكل عام، نحن نؤمن بأن المجتمع المدني الحر والمحرر من القيود هو عامل حاسم في الديمقراطية. وكما قلنا في مرات كثيرة، نحن نؤمن بأنه من المهم أن تدافع الحكومات عن حرية التعبير وتخلق أجواء تتيح سماع كل الأصوات». وتابع القول «نحن نشعر بالقلق إزاء تهديد هذه المبادئ في كل مكان في العالم».
وردد كيربي ما قاله نائب السفير الأمريكي في الأمم المتحدة، خلال النقاش في مجلس الأمن وهو «إن الولايات المتحدة تشكر الجهود التي تبذلها الجهات غير الحكومية في الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك أصدقاء «سلام الآن» و «بتسيلم»، من أجل اطلاع البيت الأبيض على التطورات الحاسمة للأوضاع الميدانية، خاصة البناء في المستوطنات. وأوضح: «نشعر بالقلق الشديد إزاء استمرار البناء في المستوطنات. كنا واضحين جدا في معارضتنا القوية لهذه الأعمال. وتطرق كيربي بذلك إلى البيان الذي نشره نتنياهو وهاجم فيه هاتين المنظمتين بسبب مشاركتهما في اجتماع مجلس الأمن، يوم الجمعة، بل هدد بمحاصرتهما.
وأوضح المدير العام لمنظمة «بتسيلم» حجاي إلعاد سبب مثوله أمام مجلس الأمن بالقول إنه يحاول أن يكون إنسانا، لافتا إلى أن البشر عندما يتحملون المسؤولية عن الظلم ضد غيرهم، يتحملون الواجب الاخلاقي بالعمل. وتابع في مقال نشرته صحيفة «هآرتس» أمس «تحدثت في الأمم المتحدة ضد الاحتلال لأنني إسرائيلي. لا توجد دولة أخرى لي. لا توجد مواطنة أخرى لي، وليس لدي أي مستقبل آخر. هنا ولدت وهنا سأدفن. يهمني مصير هذا المكان، مصير البشر هنا، مصير دولتي، الذي هو مصيري، وفي ضوء كل هذه السياقات فإن الاحتلال هو كارثة.
وأشار إلى أنه تحدث في الأمم المتحدة ضد الاحتلال، لأنه ورفاقه في «بتسيلم»، بعد كثير من سنوات العمل، توصل إلى استنتاجات، أهمها أن: الواقع لن يتغير إذا لم يتدخل العالم. وتابع» أنا اشتبه بأن حكومتنا المتغطرسة تعرف ذلك، ولذلك فإنها تنشغل جدا في التخويف من هذا التدخل والتخويف منا».
وقال إن «تدخل العالم ضد الاحتلال هو مسألة مشروعة تماما كما في كل موضوع يتعلق بحقوق الإنسان، وبالتأكيد عندما يكون المقصود مسألة مثل سيطرتنا على شعب آخر: هذه ليست مسألة إسرائيلية داخلية. هذه مسألة دولية واضحة».
ويتوصل حجاي لاستنتاج آخر في مقاله الشجاع مفاده أنه لا يوجد أي أمل بأن يستيقظ المجتمع الإسرائيلي من الكابوس، من تلقاء نفسه، مشيرا للكثير من آليات التستر التي تلف العنف الذي يمارس كل يوم من أجل السيطرة على الفلسطينيين. وتابع»لقد تراكمت الكثير من الحجج، والكثير من المخاوف والغضب – في الجانبين – طوال 50 سنة. في نهاية الأمر، أنا متأكد من الاسرائيليين والفلسطينيين سينهون الاحتلال، لكننا لن ننجح بعمل ذلك من دون مساعدة العالم. وبذلك يلتقي حجاي مع عدد من المسؤولين الأمنيين والدبلوماسيين السابقين ممن يعتقدون أنه لا حل سوى بضغط خارجي على إسرائيل وهناك مبادرة إسرائيلية يقودها مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي السابق ألون ليئيل من أجل تجنيد يهود العالم لإنقاذ إسرائيل من ذاتها بإنهاء الاحتلال. وقبل أيام حذر رئيس الموساد السابق افرايم هليفي من أن إسرائيل ستنتهي كدولة يهودية ديمقراطية في حال استمر احتلالها للضفة وغزة وأنها على موعد مع فوضى عدوانية خطيرة ربما تتجاوز الخط الأخضر.
وأمام سيل الاتهامات والتخوين في إسرائيل أشادت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها أمس بموقف «بتسيلم» التي تأسست قبل 25 سنة للدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني في الأرض المحتلة عام 67 وتنشط من أجل تحقيق تسوية الدولتين من منطلقات أخلاقية وسياسية تتعلق بمصلحة إسرائيل.. مكانتها وصورتها ومستقبلها. وقالت «هآرتس» إن هذا ليس حقا لالعاد حجاي أن يسمع رأيه المهم والجريء بل هذا واجبه. وتابعت «الهجوم المنفلت عليه من مختلف الجهات في إسرائيل يؤكد لأي منحدر بلغته الديمقراطية في إسرائيل تحت قيادة حكومة الليكود». واعتبرت مشاركة نواب من المعارضة على «بتسيلم» بدلا من أن يقوموا هم بحضور مداولات الأمم المتحدة حول الاستيطان وضد سياسات الاحتلال، تؤدي لتعتيم الصورة أكثر فأكثر. وتشير الصحيفة إلى أن مدير «بتسيلم» لبى دعوة للمشاركة في جلسة مجلس الأمن الدولي حول الاستيطان وهي جلسة قاطعتها إسرائيل. يشار إلى أن العاد قدم علاوة على محاضرة مهمة بصفته شاهدا من أهلها أشرطة فيديو على مأساة مدينة الخليل وهدم البيوت والمداهمات الليلة في الضفة الغربية المحتلة.
كل الاحترام والتقدير لهذا المكافح ضد عنصرية حكومة اليمين المتطرفة كل الاحترام إلى جهود السيد العادي وكل أعضاء منظمة بتسليم وحركة السلام الآن. لا بد من قيام المجتمع الدولي بالضغط الفوري على الحكومة الإسرائيلية وتحريم الاستيطان وإجبار الحكومات الإسرائيلية المستهترة بالسلام على الانصياع للقرارات الدولية والانسحاب من الضفة الغربية ورفع الحصار عن غزة بغرض تمكين بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. بالإضافة للضغط الخارجي إسرائيل بحاجة أيضا إلى الضغط عليها من الداخل من كل محبي السلام والعيش بأمان مع الجيران في دولة فلسطينية مستقلة.لا للاحتلال نعم للسلام.
عندنا مثل بقول اللي بقول كش بكسر اجرها