بغداد ـ «القدس العربي»: في تصعيد مفاجئ للتوتر في العلاقات المتأزمة أصلا بين حكومتي بغداد وأربيل أكدت البيشمركه استمرارها في تحرير الأراضي واستعادتها من تنظيم «الدولة» وتمسكها بها وعدم الانسحاب منها مستقبلا، بالتزامن مع تصريحات رئيس الحكومة حيدر العبادي التي تشير إلى الاتفاق مع إقليم كردستان ببقاء قواته في أماكنها الحالية، وأن لا تشارك في عملية تحرير الموصل.
وأكدت حكومة إقليم كردستان ان البيشمركه ستواصل تقدمها ولن تنسحب من المناطق التي استعادت السيطرة عليها.
وردا على تصريحات رئيس الحكومة حيدر العبادي بالاتفاق مع الإقليم على بقاء قوات البيشمركه في مواقعها قال المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان، سفين دزيي، «ان البيشمركه ستستمر في تقدمها».
وأكد دزيي في تصريحات أن «تقدم البيشمركه سيتواصل حتى تحرير كل المناطق الكردستانية في محافظة نينوى»، مؤكداً «ان البيشمركه لن تنسحب من المناطق التي حررتها أو التي ستحررها في المستقبل».
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أعلن الثلاثاء الماضي ان «هناك تفاهما مع إقليم كردستان بأنه لا يجب على البيشمركه أن تتحرك من أماكنها أثناء عملية استعادة الموصل أو أن تتوسع، ويجب أن تبقى في مواقعها الحالية، وتكتفي بتقديم الدعم والمساعدة للجيش العراقي».
وشدد على «أن الموصل يجب أن تـُدار من قبل سكانها وأنه لن يسمح بأي حديث عن تقسيمِ المدينة، مشيرا إلى أن أي قوة لن تدخل المدينةَ سوى القوات العراقية.
بدوره أكد المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي رفض فرض الأمر الواقع في نينوى، وداعيا إلى ضرورة تأجيل الحديث عن المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل إلى ما بعد الانتصار على «الدولة». وقال في تصريح متلفز تابعته «القدس العربي» إن «أي صراع سياسي في المناطق التي سميت في الدستور بالمناطق المتنازعة عليها يجب ان يؤجل وعلينا التركيز الآن في الانتصار على تنظيم الدولة».
وأضاف قائلا، إننا لا نقبل بانتهاز الظروف الحالية والفرص لفرض أمر واقع في نينوى، وان الانصراف إلى صراعات جانبية لا يصب بمصلحة احد إلا التنظيم»، وأكد على أن «خطر الإرهاب يستدعي تآزر وتضافر جميع المنظومات الأمنية بما فيها البيشمركه والحشد الشعبي وباقي التشكيلات الامنية».
وضمن السياق ورغم تصريحات العبادي أكد العديد من القادة العسكريين الكرد تمسكهم بالمناطق المحررة من تنظيم «الدولة». فقد أعلن مسؤول قوات البيشمركه في محور طوزخرماتو في محافظة صلاح الدين، أن قوات البيشمركه لن تتخلى عن الأراضي الكردستانية التي حررتها».
وقال اللواء عبدالله بور، في تصريح صحافي « ان البيشمركه لن تتخلى عن هذه المناطق لأننا حررناها ونحميها بدمائنا».
وقال مسؤول قوات البيشمركه في محور مخمور شرق الموصل، نجات علي، «اعتقد أنه يوجد تناقض في كلام العبادي، لان الجيش العراقي لن يتمكن من الدخول إلى الموصل بدون مساعدة البيشمركه وإقليم كردستان».
وقال علي، لشبكة رووداو الإعلامية، إن «العمليات التي نفذت خلال اليومين الماضيين، ستكون بالتأكيد مساعدة للجيش العراقي، لأنه يستطيع استخدام الجسر الممتد بين الكوير والموصل، لعبور قواته إلى داخل الموصل، لذا فإن لتقدم قوات البيشمركه فائدة كبيرة للجيش العراقي لفتح جبهات جديدة، واستعادة الموصل من التنظيم بشكل أسرع».
وأكد مسؤول قوات البيشمركه في محور مخمور «أننا سنستمر في محاربة التنظيم، بأي مكان نرى أنه يشكل فيه خطراً على إقليم كردستان، ولا ننسى ان إقليم كردستان جزء من التحالف المشكل ضد داعش، لذا نرى أنه من حقنا المشاركة باي مكان يطلب منا فيه ذلك».
وأوضح نجات علي، «أن قوات التحالف وخاصة الولايات المتحدة، تطالب باستمرار إقليم كردستان بمساعدة الجيش العراقي، ليتمكن من استعادة الموصل بشكل اسهل او اسرع، وأرى أنه من الصعب تحرير الموصل دون مساعدة قوات البيشمركه وإقليم كردستان، لان الجيش العراقي لا يملك القوة والقدرة العسكرية على تحرير الموصل».
واضاف القيادي في البيشمركه «مشكلتهم تكمن في البعد السياسي، في هل أن ادارة الموصل في مرحلة ما بعد التحرير ستكون مثل السابق، او سيكون هنالك اسلوب جديد لادارتها، مؤكدا ضرورة «تغيير هذه الطريقة في الحكم، واذا لم تتغير فاعتقد انه حتى لو تم تحرير الموصل، فانه ستحدث مشاكل أكبر في الموصل، وليس بالضرورة ان تحدث تلك المشاكل بين الكرد والحكومة المركزية، أو المكونات الموجودة في الموصل».
كما ناشد النائب عن كتلة بدر النيابية وممثل عن القومية الشبكية في مجلس النواب حنين القدو، أمس الخميس، القوى الوطنية ومنظمات حفظ السلام وحقوق الإنسان بالتدخل السريع والوقوف ضد تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني وبعض القيادات الكردية التي اعلنت نيتها السيطرة بقوة السلاح على جميع الاراضي خارج حدود إقليم كردستان والتي يتم تحريرها من سيطرة العصابات الإرهابية من قبل قوات البيشمركه الكردية.
وقال القدو «ان هذه التصريحات المتشنجة تأتي بدعم دولي وتستهدف امن وسلامة ابناء المكونات العراقية من الأقليات الذين يتطلعون للعودة لمناطقهم بعد التحرير من التنظيم الإرهابي».
وضمن السياق، أفادت مصادر عسكرية عراقية مطلعة، أن البيشمركه منعت جنود الجيش العراقي من دخول الإقليم للتوجه إلى وحداتهم في منطقة مخمور التي تتمركز فيها وحدات من الجيش المشارك في تحرير الموصل، وفق اتفاق بين حكومتي المركز والإقليم باشراف الولايات المتحدة.
ويتفق جميع المتابعين للشأن العراقي ان السيطرة على المناطق المحررة من تنظيم «الدولة» وخاصة في المناطق المحيطة بإقليم كردستان، تعتبر قنبلة موقوتة قد تنفجر في مرحلة ما بعد تنظيم «الدولة» بين حكومتي المركز والإقليم في ظل صراع المصالح وغياب التوافقات بين القوى السياسية العراقية وسعي بعض دول الجوار إلى استمرار عدم استقرار الأوضاع في العراق.
مصطفى العبيدي
لهدا الآمر ثم تشكيل الحشد الشعبي وتسليحه وتقويته
انهم ينخرون في جسد العراق تماما مثل الدود.
وهم ضعفاء تافهون مستأسدون مثلها.
سيدفعون الثمن لا محال،
ثمن الخيانة والخسة.
حين تنهض الشعوب،
لتكتنسهم جميعا دون اهمال أحدهم،
لينظف جسد العراق الجريح النازف منذ أمد …
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أستاذ العبيدي و شكراً على المقال المهم
أولاً يجب على العبادي والبرزاني – على حد سواء – أبراز الوثائق المكتوبة لهذا ” الاتفاق ” المزعوم !!! وفي كافة الاحوال فان ” أحلام ” الاكراد العراقيين ستصطدم وجهاً بوجه (كما يقال) مع الترتيبات الامنية والعسكرية للدولتين الأقليميتين في الشرق الأوسط والتي لم ولن تسمح بولادة ” الدولة الكردية العراقية ” لكون نفوس الأكراد الايرانيين والأكراد الأتراك يبلغون زيادة على عشرين مليون !!! وعليه وكما يقول المثل…
” الباب أللي يجيك منّو ريح…سدّوا واستريح ” !!!