بغداد ـ «القدس العربي»: تحدثت مصادر مقربة من قوات البيشمركه الكردية عن تصديها لهجوم شنه تنظيم «الدولة» الإسلامية من محاور عدة على الخطوط الدفاعية لقضاء سنجار شمال غرب الموصل في محافظة نينوى.
وكانت قوات البيشمركه قد أحبطت هجوما شنه مقاتلو تنظيم «الدولة» من سبعة محاور الثلاثاء الماضي على مدينة سنجار، التي من المرجح أن تشكل محورا من محاور خطة الهجوم على الموصل التي تستعد لها القوات الأمنية والبيشمركه الكردية والحشد العشائري والحشد الوطني باسناد ودعم من قوات التحالف الدولي».
وأضاف المصدر، المقرب من البيشمركه، في اتصال مع «القدس العربي»: أن «التنظيم شن هذا الهجوم ردا على هجمات شنتها قوات البيشمركه على مواقع التنظيم قبل يومين في مناطق الكوير والخازر جنوب الموصل وشرقها واستعادت خلالها 12 قرية وسيطرت على طريق مهم».
وأكد على ان الهجوم الأخير على سنجار «يأتي ضمن سلسلة هجمات يشنها التنظيم في محاولة منه لارباك الحشود العسكرية، وتأجيل عملية اقتحام الموصل، وإيقاف الهجمات المقررة على مناطق شمال وشمال شرق الموصل وشمال غربها».
وذكر أن القوات الكردية «تعمل بالتنسيق مع قوات التحالف ومستشارين عسكريين من دول عدة يتواجدون بشكل دائم في مقار القيادة العليا وغرف العمليات»، وألمح إلى أن «قرار شن الهجوم والتخطيط له بيد قوات التحالف الدولي».
وأضاف أن «قوات خاصة بأعداد محدودة من أمريكا وبريطانيا ومستشارين من إيطاليا وألمانيا يعملون من غرف العمليات ويخططون للهجمات»، ورجح أن يكون «التنظيم قد حصل على بعض المعلومات التي تفيد بالتخطيط والاستعداد لهجمات على مواقعه شمال غرب الموصل وشمال شرقها دفعته لشن هجومه الاستباقي».
من جهة أخرى، تحدث المصدر عن «وجود ستة آلاف مقاتل كردي سوري تابعين لقوات «بيشمركه روج افا» تتمركز في سنجار وفي محوري مخمور والكوير منذ بداية عام 2015».
وقال إن هؤلاء «استقدمهم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان العراق من سوريا بعد ان تم تحرير بلدة كوباني لخلق حالة توازن مع حزب العمال الكردستاني الذي يفرض سيطرته بشكل أو بآخر على قضاء سنجار ومناطق أخرى شمال القضاء ويرفض الانسحاب منها في الوقت الحاضر».
وحسب المصدر نفسه، يرفض حزب العمال الكردستاني «عودة مقاتلي روج افا إلى سوريا ومنعهم من دخول الأراضي السورية، في الوقت الذي يرغب رئيس الإقليم باعادتهم إلى سوريا بعد ان انفق عليهم أكثر من عشرة ملايين دولار على تدريبهم وتسليحهم بهدف اعادتهم إلى سوريا بعد ان تلقت قوات البيشمركه الكردية تدريباتها وعدم حاجتها لمقاتلين آخرين»، على حد قوله.
وقدر المصدر خسائر البيشمركه في الهجمات الأخيرة التي شنها تنظيم الدولة بأكثر من «60 قتيلا معظمهم من مقاتلي روج افا»، حسب قوله.
يذكر ان تنظيم «الدولة» الإسلامية سيطر على قضاء سنجار في 3 أغسطس/ اب 2014 ما أدى إلى وقوع اعداد كبيرة من الإيزيديين في قبضته، وأثار ذلك حملة ادانة دولية واسعة. وتمكنت قوات البيشمركه الكردية ومقاتلين تابعين لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا من استعادة المدينة في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 باسناد من قوات التحالف الدولي.
رائد الحامد