أخيراً فك المنتخب الانكليزي عقدته مع ركلات الترجيح، التي لازمته على مدار 6 بطولات عالمية وقارية، وكسر حاجزا نفسياً كان يبدو يتجذر في نفوس لاعبيه ويتعاقب عليه جيل بعد آخر.
أخيراً حقق المنتخب الانكليزي هدفه من المشاركة في المونديال الروسي، وهو التأهل الى الدور ربع النهائي، وحتى قبل المباراة ضد السويد، التي لم تلحقها هذه الكلمات، يكون المدرب غاريث ساوثغيت وفريقه الشاب، الذي أصبح أصغر معدل اعمار لاعبين يمثل انكلترا منذ مونديال 1966، الذي أحرز خلاله لقبه الوحيد، قفز خطوة مهمة في خطة طويلة الأمد بدأت منذ سنوات، تهدف الى جعل انكلترا بين مصاف عمالقة العالم.
ليلة الثلاثاء الماضي، شاهد مباراة المنتخب الانكليزي ضد كولومبيا أكثر من 24 مليون مواطن، وهو الرقم الأعلى منذ اليوم الختامي لأولمبياد لندن 2012، بل ان هذا الرقم يعكس 80٪ من كل مشاهدي التليفزيون في البلاد، بحسب التقديرات الرسمية، لتعكس المزاج العام الذي يعيشه الانكليز، رغم ان كل التوقعات كانت ذا سقف منخفض قبل بدء البطولة، بسبب قلة خبرة اللاعبين الذين لم يشارك غالبيتهم في أي بطولة كبيرة، وكون مدربه ساوثغيت مغمور السمعة وليست له انجازات تذكر في عالم التدريب، فلم تضخم الصحف ووسائل الاعلام توقعاتها على عكس البطولات السابقة، والتي يخرج في نهايتها المنتخب صفر اليدين، بل مخيبا بعدم تحقيق التوقعات على ادنى تقدير، فهو خرج على يد ايسلندا المغمور من دور الـ16 في «يورو 2016، وحل في قاع مجموعته في مونديال 2014، بعدما اعتبر كثيرون انه قادر على الفوز باللقب.
لكن هذه المرة اختلفت أمور كثيرة، فحتى لباقة الكلام والتصريحات وتواضعها أصبحت واضحة من المدرب ولاعبيه، بل الهدوء والرزانة أبرز ما يميز هذه المجموعة، فلا وجود لمشادات ومشاجرات وخلافات بين اللاعبين او بينهم وبين وسائل الاعلام، او حتى بين المشجعين وسلطات الدولة المضيفة او نظرائهم من المشجعين، على غرار البطولات السابقة التي عاث فيها «هوليغانز» الانكليز فساداً.
العلوم والدراسة والبحث والتطبيق الصحيح، ابرز ما يميز الجهاز التدريبي الحالي، حيث اعترف المدرب ساوثغيت بانه أنفق وقتا وجهدا طويلين على تدريب لاعبيه وتهيأتهم لتسديد ركلات الترجيح بهدوء وترو، والتي نجحوا بفضلها في فك عقدتهم امام كولومبيا في ربع النهائي، بل حتى ان ساوثغيت نفسه جاء من اكاديمية اتحاد الكرة، الذي انشأ في العام 2012 مركز «ملاعب سانت جورج» ليكون اكاديمية وجامعة علمية لـ28 منتخبا من الجنسين ولكل الفئات السنية، يحوي 13 ملعبا على امتداد 330 فدانا، بينها ملعب يحاكي استاد «ويمبلي» الشهير»، وملعب مغطى بتقنيات عالية، وغرف خاصة للبحث والتحليل ودراسة الاساليب والعلوم الرياضية، اضافة الى 228 غرفة فندقية تديرها شركة «هيلتون»، مخصصة ليس فقط للاعبين، بل لتدريب المواهب من المدربين وتأهيلهم، والنتيجة كانت تسلسل هرمي للاعبين والمدربين، فنرى ان ساوثغيت كان مدربا لمنتخب الشباب قبل ان يحل مكان الاردايس الذي اقيل بعد مباراة واحدة في 2016، ونجح الاتحاد خلال العام الماضي في قطف العديد من الثمار، فتوج منتخبا الشباب (تحت 20 عاما) والناشئين (تحت 17 عاماً) أبطالا لكأس العالم لفئتيهما، بالاضافة الى بطولة اوروبا لتحت 19 عاماً وبطولة تولون للشباب، لتتبلور الصورة الكبيرة على تخطيط غير مسبوق لمدى متوسط يكون عماده العلوم في كرة القدم.
فلطالما كان الانكليز مثار سخرية العالم، كونهم الذين اخترعوا اللعبة بشكلها الحديث ووضعوا قوانينها وهم الذين نشروها حول العالم، ومع ذلك عانوا في البطولات الكبيرة العالمية والاقليمية، وأخفقوا في تشكيل رؤية صحيحة تعكس عشق الانكليز لكرة القدم، الى الآن. الخطوة الأولى تحققت والقادم سيكون أعظم في البطولات المقبلة لمنتخب بات يستخدم عقله وليس عضلاته فقط.
twitter: @khaldounElcheik
*فعلا (الإنجليز ) هذه المرة شكل ثاني
ومن حقهم المنافسة ع (الكأس)
واحتمال الفوز به قائم .
سلام
المنتخب الإنكليزي ما زال مضعضعاً وسوف لن يتمكن من عبور كرواتيا والأربعاء القادم سترون!
الكأس سوف يكون من نصيب الفريق الفرنسي الذي لم يخسر في أية مباراة خاضها وبتعادل واحد فقط (مع الدانمرك) وبالتالي هو المؤهل الوحيد للفوز بالكأس.