لندن ـ «القدس العربي»: قال تقرير صادر عن شركة «ماكنزي» العالمية للاستشارات إن حلول التمكين التقني للقطاع المالي والمصرفي بات في طور الانتقال من مكاتب الشركات الناشئة لتحتل مكانًا أوسع في عموم القطاع.
ويشير التقرير المعنون بـ»المدفوعات العالمية 2015: قطاع سليم يواجه ثورة رقمية» إلى توقعات الخبراء أن تصل عائدات المدفوعات الرقمية على مستوى العالم إلى تريليوني دولار بحلول العام 2020.
وأصبحت شركات مثل «باي بال» التي تعتبر الآن من أبرز بوابات الدفع الإلكتروني عبر الإنترنت في أي مكان في العالم، القاعدة الموثوقة لكثير من المستهلكين الذين يستخدمون المنتجات المالية. فيما شرعت البنوك، في ردّ فعل على ذلك التوجّه، باعتماد الحلول المصرفية عبر الـــهــاتف المحمول لتلبية متطلبات عملائها.
وقال جيمس باريسي، كبير مسؤولي التقنية والنائب الأول للرئيس لخدمات الدفع في «باي بال» سابقا، إن البنوك والشركات الناشئة والشركات غير المصرفية تعمل على إحداث ثورة في القطاع المصرفي والمالي العالمي بالتطبيقات المتنقلة والشاملة وقنوات الدفع غير التقليدية.
وأضاف: «تتمتع الأسواق الناشئة، مثل سوق منطقة الشرق الأوسط، بحوافز لتحريك عجلة الابتكار، ولديها فرص متاحة لتطوير البنية التحتية المستندة على تقنيات الجيل المقبل، ما يتيح لها الإمساك بزمام القيادة العالمية في ثورة المدفوعات الرقمية، مع إمداد مليارات البشر المفتقدين إلى الـــخـــدمات المصــرفية بشريان حيوي يساعدهم في تسهيل مدفوعاتهم».
وتمثل الأسواق الناشئة 90٪ من النمو الحاصل في قطاع الهواتف المحمولة، وفقًا لتقرير «الاقتصاد المتنقل 2016» الصادر عن الاتحاد العالمي لمشغلي شبكات الاتصالات المتنقلة GSMA، الذي يتوقّع أن تواصل هذه الأرقام ارتفاعها.
وتبدو الإمكانات المحلية التي تنطوي عليها دول مجلس التعاون الخليجي في الابتكار واضحة، ومما يدلّ عليها التقدم المستمر الحاصل في دولة الإمارات نحو أن تصبح مركزًا للتمكين التقني للقطاع المالي والمصرفي.
ويُنتظر أن تقدّم فعالية «حراك الشركات الناشئة» الجديدة المرتقبة في جيتكس، الذي يقام بين 16 و 20 تشرين الأول/أكتوبر المقبل في مركز دبي التجاري العالمي، الدعم لأصحاب المشاريع الريادية في مجال التمكين التقني للقطاع المالي والمصرفي، لا سيما وأن كثيرا من الحلول في هذا المجال تنطلق من الشركات الصغيرة والناشئة.
ويُظهر تقرير «الاقتصاد المتنقل» أن ملياري شخص حاليا يستخدمون ما لا يقل عن خدمة واحدة من 270 خدمة مالية متنقلة متاحة حول العالم، في وقت تؤكّد الدراسات حاجة القطاع لمزيد من حلول الدفع الرقمية الميسّرة.
فوفقا لتقرير حديث صادر عن شركة الاستشارات «باين آند كومباني» بعنوان «مستقبل المصرفية: سلوك المستهلكين وولاؤهم في القطاع المصرفي للأفراد» فإن احتمالية أن يقوم مستخدمو الخدمات المصرفية المتنقلة المنتظمون بتغيير البنوك التي يتعاملون معها تنخفض بنسبة 40٪ بينـــما تزداد ثلاث مرات لدى العملاء الذين يستخدمون فروع البنوك في المقام الأول.
وتطبّق 96٪ من البنوك في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط ولفريقيا، استراتيجيات شاملة للتحول الرقمي، تقوم على الحوسبة السحابية وتحليلات البيانات الكبيرة والتطبيقات المتنقلة، من أجل إثراء تجربة العملاء، وفقًا لتقرير حديث صادر عن «آي دي سي فايننشال إنسايتس» للأبحاث وعملاقة برمجيات الأعمال العالمية «إس إيه بي».
وتعتزم نصف البنوك في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا تعيين رئيس للرقمنة بحلول العام 2020 لدعم هذه الاستراتيجيات، وفقاً للتقرير الذي يحمل عنـــوان «البنوك الجاهزة رقميا: ما مدى جــــاهزية البنوك الأوروبية للعام الرقمي».
من جانبه، أكّد أندريس وولبيرغ-ستوك، الرئيس العالمي للمنصات والخدمات الناشئة لدى مجموعة «سيتي» أن التطبيقات المتنقلة «باتت تملك مفاتيح تغيير قواعد اللعب في القطاع المصرفي والمالي العالمي، كما تفعل في القطاعات الأخرى» لافتًا إلى أن تطبيقات يجري تطويرها في الأسواق الناشئة تدفع العملاء إلى المطالبة بالارتقاء بمعايير سهولة وسلاسة الاستخدام، كما أنها تكسر كل الحواجز التي يمكن أن تواجه المستخدمين للاستفادة منها وتمهد الطريق لهم للاستفادة من مزاياها، الأمر الذي يساعد في تعزيز قدرات الأسواق الناشئة للمنافسة على قدم المساواة لريادة الموجة التالية من الابتكار.