أعيش في باريس منذ ثلاثة عقود ونيف، ولكنني ما زلت أنظر ـ كما سبق وذكرت لكم ـ إلى الأشياء بعين عربية ولذا صدمت حين فوجئت على شاشة التلفزيون الفرنسي قناة (25 فرانس) برجل يسير عارياً كدودة في الاستديو وامرأة عارية مثله حتى من ورقة التوت ونرى صاحبة برنامج «إنه خياري» ـ بكامل ثيابها ـ «إيفلين توماس» ترحب بهما وضيوف البرنامج يصفقون للمرأة وهم يتوالون ويجلسون في مقاعد ضيوف البرنامج.
على الرغم من تحرري المتمرد، نظرت إليهم باستنكار بعين عربية جداً لن تغادرني يوماً فيما يبدو.
الحوار في تلك الحلقة يدور حول ما يدعونه هنا بالطبيعيين ـ Naturalist ـ أي الذين اختاروا الحياة في مجتمعهم وهم عراة (ربي كما خلقتني)!
لم أحاكمهم فهذا وطنهم ولم أتفق معهم
أولئك الحفاة العراة الذين شاهدتهم على شاشة التلفزيون الفرنسي لم يحظوا مني بغير النفور والاستنكار. لم أحاكمهم، فقد تخليت من زمان عن محاكمة أحد ولكنني احتفظت بحقي في النفور.. وعلى الرغم من اننا نقلد الغرب في الكثير من ممارساتنا ولكن احداً في عالمنا العربي لم يطلع علينا بنوادي العراة المنتشرة بكثرة في فرنسا والغرب عامة وللعراة شواطئ تخصهم لا يدخلها إلا العراة وبالتالي من الصعب على اي صحافية فضولية مثلي أو صحافي الاندساس بينهم لكتابة تحقيق حول ذلك إلا إذا تعرى حتى من ورقة التوت الشهيرة.. وذهب بكامل .. عريه!
هذه النوادي في الشواطئ الفرنسية ليست حديثة العهد ولكنها نشطت مؤخراً على نحو جعل بعض أتباعها يبشرون بالتعري في هذا البرنامج على شاشة التلفزيون ولم أر أحداً من بين جمهور البرنامج الذي مهمته التصفيق يقوم بخلع ثيابه مقتنعاً بحجتهم ومتضامناً! وتخيلت (الأخوات والإخوة) العراة في الشارع الباريسي في الشتاء والثلج يغطيه ووجدت حجتهم واهية فالثياب ليست فقط للحشمة بل لأسباب اخرى كثيرة.. منها حماية الجسد.
وفي برنامج كارول روسو على القناة TMC تشاهد تحقيقاً عن تكاثر «نوادي العراة» في الغرب وازدهارها وبالذات على الشواطئ الفرنسية ناهيك عن نشاطاتها في حقول الرياضة وتذوق الخمرة، ورياضة المشي وهم يجتذبون الجيل الجديد (على ذمة البرنامج).
الزواج للجميع… والعري أيضاً!!
نوادي العراة تستمد زخماً من روح (الحرية) التي تنفخ رياحها في الأشرعة الأخلاقية الباريسية.. وصار مألوفاً ان نرى في محطة المترو عاشقان يتبادلان القبلات اي ان نرى رجلاً ورجلاً آخر في حالة غرام بصفتهما تزوجا على سنة الدولة الفرنسية وقوانينها.
كما نجد (سوبرماركت) خاصة بالعراة لا تباع فيها الا البضائع (الطبيعية) العارية من الكيميائيات والمواد الحافظة لا يدخلها إلا .. العراة.
وثمة ايضاً مخيمات صيفية لقضاء الإجازة ولكنها خاصة بالعراة، وفي باريس نجد أحد المسابح في (الدائرة 12) تستقبل العراة فقط ثلاثة ايام في الأسبوع، كما كنا نفرد في بيروت اياماً خاصة في المسابح للنساء فقط والاطفال تحت سن العاشرة ولعلها عادت اليوم.
عيني العربية لا تستسيغ ذلك التعري كله بغض النظر عن وسامة المتعري (!)، بل تجده على حافة الكآبة البائسة كما بعض المختلين عقلياً، وعيني العربية تفضل مشاهدة البشر بكامل ثيابهم لا بكامل عريهم!!
من لندن إلى باريس: «مطعم العراة»
وها هي جريدة باريسية/لوباريزيان 5/8/2016 تبشرنا بقرب افتتاح البريطاني سيباستيان ليبال لمطعم خاص بالعراة في باريس لا يدخله إلا العارية/العاري، والنادلة/النادل عراة، هذا بعدما افتتح مطعماً كهذا في لندن بلغ عدد زواره ثلاثة آلاف عار ـ على ذمته ـ، لكنه يضيف باختزال ان المطعم أغلق أبوابه وما لم يقله ان المجتمع البريطاني شبه المحافظ لن يحتضن عرياً كهذا (باستثناء الدجاج العاري في الصحن!) واضاف سيباستيان ان باريس المتحررة ستحتضن (بالتأكيد) مطعمه الذي ينوي افتتاحه في خريف 2016 وكل ما فيه (طبيعي) أي لا كهرباء بل الشموع والطعام في صحون خشبية وبلا كيمائيات ولم اسجل لكم العنوان لأنني واثقة من انه ما من قارئة/قارئ من قرائي يرغب في الذهاب إليه مهما كان فضوله ما دام شرط الدخول إليه التعري المطلق..
التعري كالقردة بعين بريطانية
في الصحافة الباريسية لم نقرأ اي احتجاج على ظهور العراة ـ حتى من ورقة التوت ـ على شاشة التلفزيون. ولم يبال احد بهم حقاً، وهن وهم يعرضون (مفاتنهم)!!
اما في بريطانيا فقد كانت ردة الفعل لدى البعض مشابهة لموقف العين العربية من العري الكامل على شاشة التلفزيون. فقد قرأت في جريدة «ديلي ميل البريطانية ـ 27/7/2016» مقالاً في صفحتين ضد التعري الكامل على الشاشة المتلفزة ويرى فيه كاتبه بريان فينر ان «الذين لا يخجلون» في برنامج لندني على القناة الرابعة (حيث يظهر المتحاورون عراة تماماً) كما ذكر، ما يحط من «قيمة الانسان» مضيفاً انه لا حق لقناة يمولها دافع الضرائب ان تتحول إلى «بصباص» على العري الكامل، واستشهد بأقوال اخرى كثيرة في الصحف البريطانية ضد البرامج الخاصة بالعراة منها قول نورمان ويلز: «هذا هو البرنامج البريطاني الأكثر رداءة وانحطاطاً.
وجاء في كلمة «ديلي ميل»: إذا كان بعض الناس يحبون تحقير انفسهم بإظهار (اجهزتهم) الحميمة في برنامج تلفزيوني خاص بهم فتلك مشكلتهم.. ولكن كيف يمكن لأي شخص غير مجرد من التهذيب الاجتماعي ان يقوم بعرضها على شاشات تلفزيونية؟؟
وهنا تلتقي نظرة العين العربية مع البريطانية إلى (التعري كالقردة) فمن قال «إن الشرقَ شرقٌ والغربَ غربٌ ولن يلتقيا»… فقد التقيا في هذه المرة على الأقل؟
غادة السمان
الدكتور والاستاذ رياض عاودت قرأة المقال الاستاذة غادة السمان تقول نظرت و رأيت بعين عربية و لم تقل بعين اسلامية، هذا يعني القصة والعملية لها علاقة بالثقافة و ليست بالدّين لكن سيادتك كتبت آيات قرآن و دخّلت الدين في الموضوع،يعني اذا طلع كم شخص في فرنسا ومشى عارياً هل هذا يعني بأن الفرنسيين ليس لديهم قيِّم و اخلاق؟؟راجع محاضرات الدكتور ابراهيم البليهي على اليوتوب هو دارس علوم اسلامية و هو يقول اكبر و اقوى حضارة موجودة حالياً هي الحضارة الغربية.
احييك الاستاذة والاديبة غادة على مواضيعك الشيقة والتي تنقل وتظهر ماوصل اليه الغرب من إنحطات اخلاقي في نظرنا كعرب ومسلمين والتي يعتبرها الكثير حرية الاختيار بل التطور في حد ذاته .فالحمد لله على نعمة الاسلام
بالطبع فان المقال و التعليقات كلها بعين عربية. و لكن، اليس التخفف من الثياب هو نوع من الحرية التي تنزع اليها النفس بالطبيعة؟ الا نفعل ذلك اول ما ندخل بيوتنا و خاصة اذا كنا لوحدنا؟ الايفعل ذلك بعض الدراويش و المتصوفة بالتخفف من الملابس؟ و بمناسبة الحج، الا ترى الحجاج الذكور لا يلبسون المخيط و يطلقون العنان للروح بعيدا عن المظهريات؟
انا لا ابرر و لا اؤيد التعري لاني نشأت على هذه القيم و لكني احاول ان افهم
سلام للاخ داود الكروي ;الحرب العالمية الثالثة قادمة و خلال سنوات قليلة و اقصى حدّ في خلال عشر سنوات، وقبل ٢٠٥٠ يعني التوقعات و التحليلات والتمنيات بأن اوربا ستصبح الاسلامية هو غير صحيح.الحرب العالمية الثالثة سوف تؤكد لكم ذلك، انا لا اتكلم بعلم الغيب لكن كما انتم تحللون ماذا يحصل في المستقبل وانا ايضاً كذلك .الفيدو موجود على اليوتوب شاهدتة قبل ٣ سنوات يتكلم عن اوربا ستصبح مسلمة في ٢٠٥٠ و هذا الفيديو مصنوع فقط لتحذير و تخويف وايقاظ الاوربيين من خطر الاسلام،الاخ داود تذكر انتقام الاسبان من المسلمين و تذكر ايضاَ مذابح الصرب للبوسنيين في النهاية انتقموا منهم،وهل تعتقد الاوربيين خواريف او اغبياء حتى يقبلوا ان تنتهي ثقافتهم و حضارتهم وديانتهم وان ينمحوا على وجه الارض؟؟؟؟
عليكم النظر بايجابية الى الموضوع فلا شك ان الرجل المتعري او المراة المتعرية يوفران الكثير من الاموال التي كانت ستذهب ثمنا للثياب وبالتالي العاىىلة المتعرية عي عائلة اقتصادية بالدرجة الاولى.
في هذه الايام الفضيلة لا بد من المعايدة على قراء ومعقبي القدس العربي واقول
* كل عام وانتم بالف خير*
اعده الله على الجميع بالخير واليمن وهدأة البال والبركات.
اخوكم رؤوف بدران – فلسطين
الى بن طاهر يا اخي مبروك لك وهنيئا لك حضاره الغرب ، قبل قليل اضضررت ان أسير بسيارتي في مناطق السود الأمريكان في شيكاغو ورايت كم هي حضاره الغرب رايعه وعادلة ، شوارع مكسره وبيوت محطمة وشباب كثر يتسكعون في الطرقات وأناس نائمون في الشوارع وووووووولا اريد ان أتكلم عن المخدرات والخمور ووووو، مبروك لك هذه الحضاره ولا تنسى انني أعيش في امريكا وأمريكا هي قائده الحضاره الغربيه
تحية للجميع أعيش في فرنسا من 20 سنة تقريبا و أعمل في تخصص لا أرى فيه إلا الفرنسيين ما عدا زميلة واحدة من أصل مغربي أصدقائي معظمهم فرنسيين من غير المسلمين و زوجتي كذلك فرنسية من النبلاء و لست من المتديننين لكن إحترامي للإسلام كبير و ليس المسلمين,,,,, بدأت بهذه المقدمه لأن المجتمع الفرنسي لا يوافق بأعظمه عن العري فلا تحكموا على الشعوب بسبب مجموعة صدقوني عندنا في الدول العربية ما يندى له الجبين و زد على ذلك فكيف نضع كل الأفراد في سلة واحدة و نطالبهم أن لا يضعوا كل المسلمين في نفس السلة و خاصة مع زخم الأحداث فلا يكون حقدنا على سياسات حكوماتهم الظالمة سبب في ظلم الشعوب فقليلا من المصداقية و التفكير و العدل