بغداد ـ «القدس العربي»: أعلنت الهيئة السياسية للتيار الصدري عن عزمها إطلاق مشروع «رد الجميل» للقيام بالواجبات المادية والصحية والقانونية لمعتقلي «المقاومة»وأسرهم والتكفل برعايتها، وسط تأكيدها على استغلال قضيتهم في مساومات سياسية.
وقال رئيس الهيئة أمير الكناني في بيان له إن «الهيئة السياسية للتيار الصدري عقدت اجتماعا ضم أعضاء لجنة شؤون المعتقلين التابعة لها حيث جرى خلال الاجتماع مناقشة الاستعدادات الجارية لإطلاق مشروع (رد الجميل) للقيام بالواجبات المادية والمعنوية والاجتماعية والصحية والقانونية لجميع المعتقلين من أبناء المقاومة وأسرهم والتكفل برعايتهم رعاية كاملة».
وأوضح أن «هذا المشروع يأتي لرد جزء بسيط من الجميل الذي قدمه أبناء المقاومة وما بذلوه من تضحيات جسيمة في سبيل تحرير أرضنا العزيزة من دنس الاحتلال الكافر».
وأوضح النائب عن التيار الصدري ضياء الأسدي لـ«القدس العربي» أن عدد المعتقلين من التيار الصدري في السجون الحكومية يبلغ حوالى 500 معتقل ومعظمهم تم اعتقالهم وفق المادة الرابعة من قانون الإرهاب بسبب محاربتهم لقوات الاحتلال الأمريكي أثناء وجوده في العراق، وتم انتزاع اعترافات منهم تحت التعذيب، وصدرت بحق بعضهم أحكام بالإعدام.
وأشار إلى امكانية الإفراج عن الكثير منهم وخاصة الذين لديهم قضايا شخصية مع عراقيين وقعت أثناء فترات مختلفة، حيث يمكن اتباع الشريعة الإسلامية بتسوية القضايا من خلال دفع الدية إلى ذوي الضحايا.
وأكد الأسدي أن قضية المعتقلين من التيار الصدري، جرى استخدامها كورقة ضغط سياسي على التيار من قبل حكومة نوري المالكي السابقة لتحقيق أهداف سياسية، وإن التيار الصدري يأمل ان تكون الإصلاحات التي تنفذها حكومة حيدر العبادي حاليا، تشمل إطلاق سراح الأبرياء من السجون الحكومية وتصفية قضايا الذين كانوا يحاربون الاحتلال الأمريكي، من خلال إصدار قانون عفو عام أو عفو خاص، وذلك لكونها حالة إنسانية تتسبب بمعاناة صعبة للمعتقلين وأسرهم.
وفي هذا السياق، قال النائب حسام العقابي، ان المشروع يتضمن تقديم بعض الخدمات الضرورية للسجناء وعائلاتهم، مثل الرعاية الصحية ورعاية أبنائهم في المدارس ومساعدة عائلاتهم عند مواجهة مشاكل اجتماعية، اضافة إلى الدعم المادي وتخصيص رواتب شهرية للعائلات الفقيرة، وتكفل قضاياهم في المحاكم وتوفير المحامين. وأكد أن كل ذلك لا يعوض عن تضحيات السجناء في مواجهة الاحتلال والإرهاب.
وكان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، دعا في وقت سابق إلى الخروج بتظاهرات وتنظيم اعتصامات رمزية في عموم المحافظات العراقية، ضمن حملة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين «الأبرياء والمقاومين «، فيما اتّهم بعض الجهات السياسية في حكومة نوري المالكي السابقة بـ»المساومة» من أجل تنفيذ تلك المطالب.
ويذكر ان الكثير من المعتقلين من التيار الصدري قد مضى عليهم سنوات طوال في السجون الحكومية دون أن تحسم قضاياهم، مما تسبب في معاناة لعائلاتهم خصوصا وأنهم المعيلون لعائلاتهم الفقيرة، وكانت هناك محاولات من الحكومة السابقة لاستغلال هذه الورقة في المساومات السياسية بين الكتل النيابية.
مصطفى العبيدي
حكومة و برلمان و قضاء يُجَرِّم من يقاوم الإحتلال حسبما تدَّعًون …..لماذا أنتم بجانبهم ؟!