الثلاثي جبران لـ «القدس العربي»: نناضل بلغة الموسيقى ضد الظلم والاحتلال

حجم الخط
0

نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: أحيت بعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، بالتعاون مع شعبة حقوق فلسطين بإدارة الشؤون السياسية في الأمانة العامة واللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية في قاعة الجمعية العامة.
وحضر المراسم عدد كبير من الدبلوماسيين والموظفين الدوليين والكثير من ممثلي منظمات المجتمع المدني، بمن فيهم جماعة ناتوري كارتا الرافضين لوجود دولة إسرائيل، وأبناء التجمعات الفلسطينية والعربية في منطقة نيويورك الكبرى.
وبعد عرض فيلم وثائقي قصير ومؤثر حول النكبة منذ سنوات الاقتلاع عام 1947 إلى مجازر غزة الأخيرة، ألقت الدكتورة حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الكلمة الرئيسية في الحضور حول معنى النكبة وسنواتها السبعين. وقالت «في البداية من المهم أن نتذكر أن في هذا المكان جرى تقسيم فلسطين دون استشارة أهلها وأثناء تغييبهم المتعمد، علما أن الشعب الفلسطيني المستقر في وطنه منذ آلاف السنين قد شيد وطنا وحضارة وثقافة تسمو على الكثير من الدول في حينها».
واضافت «في السنة الماضية أحيينا ذكرى مئوية بلفور والذكرى الخمسين لحرب حزيران/يونيو. فالنكبة ما زالت مستمرة وكما قال محمود درويش لا النكبة انتهت ولا نحن وصلنا». وتابعت القول إن الرمزية في هذه الذكرى أن ترتكب مجزرة أخرى ضد شعبنا في غزة ويسقط 62 شهيدا في يوم واحد، بينما تحتفل الولايات المتحدة وإسرائيل بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس «في مشهد يذكرنا بأن النكبة ما زالت تتجدد كل يوم وبطريقة مأساوية من جهة، ومن جهة أخرى تظهر مدى صمود شعبنا وإصراره واستعداده للتضحية من أجل نيل حقوقه الكاملة بما فيها حق العودة».
واستطردت «النكبة بجميع مكوناتها العنصرية الإقصائية والاحتلالية، ما زالت مستمرة، فإسرائيل، القوة القائمة على الاحتلال، وبدعم ومشاركة من الولايات المتحدة تمعن في مواصلة ظلمها التاريخي عبر ترسيخ مخططاتها المدروسة والمرتكزة على تهويد الحيز والمكان الفلسطيني، وسرقة الأرض، والتاريخ والرواية، والثقافة الفلسطينية». وقالت إن الفلسطيني عندهم متهم دائما إن قاوم أو لم يقاوم، فمظاهراته تحريض وعنف وإرهاب وبرنامج المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات معاداة للسامية، وأما الدولة المدججة بكل أنواع أسلحة الفتك والقتل والتدمير فهو دفاع عن النفس، أي أن المطلوب أن تدين الضحية نفسها وتعتبر ما تقوم به من ممارسات لتأكيد وجودها تهديدا لأمن مرتكب الجريمة. ولذلك جرت عملية شيطنة واسعة ومتواصلة للشعب الفلسطيني بكامله كي يتم تبرير القتل والمجازر».
وأضافت عشراوي التي لقيت استقبالا حارا من الجمهور الذي ظل واقفا وهو يصفق بعد انتهاء كلمتها «أن أشكال النكبة ومكوناتها تشمل جميع مكونات ومفاصل دولتنا الفلسطينية، فما تقوم به إسرائيل بدعم ومساندة من الإدارة الأمريكية ما هو إلا انعكاس واضح لقباحة الوجه العنصرى الأصولي الصهيوني الإجرامي القائم على التطهير العرقي والتهجير القسري واستباحة الدم والأرض والمقومات والموارد والمقدسات الفلسطينية».
وطالبت الحضور الذي يمثلون أصدقاء الشعب الفلسطيني بأن يستمروا في دعمهم للحق الفلسطيني مقابل الظلم والقهر والقتل الذي تمارسه إسرائيل، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن ينحني ولن ينهزم ولن يفرط في حقه في القدس والعودة وبناء دولته المستقلة ذات السيادة والتي يمارس فيها حريته وكرامته بعيدا عن القهر والظلم والإذلال.
ثم قدم الثلاثي جبران مجموعة من المقطوعات الموسيقية على العود من تأليفهم وألحانهم، كما صاحبت بعض المقطوعات قراءات شعرية لمحمود درويش، ومنها «على هذه الأرض – سيدة الأرض- ما يستحق الحياة».
وقال سمير جبران مرحبا بالحضور «إن هذا العرض نقدمه هدية لشهداء الشعب الفلسطيني الذي سقطوا في غزة وعلى مر سنوات النكبة السبعين وهم يدافعون عن حريتنا جميعا». وتابع «إننا أيضا نناضل من أجل حرية الشعب الفلسطيني وسلاحنا القوي هو هذه الآلة الموسيقية التي بين أيدينا». وبعد العرض صرح عدنان جبران أحد أعضاء الفرقة لـ «القدس العربي» أن الإخوة الثلاثة شعروا بمسؤولية أكبر بعد خطاب الدكتورة عشراوي الذي كان خطابا تاريخيا ويجب حفظه. «لقد تأثرت بكلماتها كثيرا وخشيت ألا يكون لموسيقانا صدى بعد ذلك الخطاب». وتابع ردا على سؤال حول التفاعل الكبير للحضور مع موسيقى الإخوة جبران «الجمهور كان رائعا والتجاوب كان عاليا وأحسسنا بالمسؤولية الكبرى ونحن نقدم نماذج عن إبداعات الشعب الفلسطيني».
وأضاف: «الرسالة التي نحملها للعالم هي صرخة لصحوة الضمير فقط – نتمنى أيضا للشعب الفلسطيني أن ينتبه لنفسه وأن يحافظ على وجوده في فلسطين، فبهؤلاء الذين في وطنهم تكبر فلسطين وتتحرر فلسطين- فمسؤولية تربية الأجيال المقبلة على حب فلسطين ليست مسؤولية فصائل وجماعات وقيادات بل مسؤولية كل واحد فينا وكل عائلة وكل بيت».
وعن مذبحة غزة قال إنهم يحاولون أن يلغوا التاريخ ويغيروه بالمجازر ثم يعملون على اختراع تاريخ لهم وسردية أخرى حسب منظورهم». وتساءل جبران «ما معنى نقل السفارة إلى القدس؟ ما الهدف منه؟ فقط عملية استفزازية. فبعد احتلال تل أبيب ضموا إليها اللد بحجة أن هذا امتداد لعاصمة إسرائيل ولا بد من توسيعها. وقد يعملون الشيء نفسه قريبا في القدس ويبدأون بضم القرى والمدن المجاورة تحت حجة توسيع عاصمة إسرائيل».

الثلاثي جبران لـ «القدس العربي»: نناضل بلغة الموسيقى ضد الظلم والاحتلال

عبد الحميد صيام:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية