الجزائر«القدس العربي»: تعيش الجزائر هذه الأيام «مسلسلاً» جديداً عنوانه صراع بين إعلاميين ومثقفين وحتى «أشباه مثقفين» حول الشعر والشعراء وحول زيارة الشاعر المصري هشام الجخ إلى الجزائر من أجل القيام بجولة عبر مدن عدة ، بدعوة من مؤسسة ثقافية تابعة للدولة، وهو ما أشعل نار حرب إعلامية دارت رحاها على مواقع التواصل الاجتماعي.
شرارة الأزمة كانت بإعلان تلفزيون الشروق ( خاص) عن برنامج اسمه «شاعر الجزائر»، والذي يقدمه (وربما ينتجه) الإعلامي سليمان بخليلي، في المقابل سارعت قناة «النهار» (خاصة) لرعاية جولة للشاعر المصري هشام الجخ عبر مدن عدة ، وكان قد زار الجزائر قبل أكثر من سنة بدون أن يثير ذلك أي ضجة، وتشرف على تنظيم الأمسيات الشعرية مؤسسة تابعة لوزارة الثقافة.
مباشرة بعد الإعلان عن زيارة الجخ، وجولته الفنية سارع الإعلامي بخليلي إلى المطالبة بضرورة مقاطعة زيارة الشاعر المصري، مبرراً دعوته بأن الجخ زار إسرائيل بالأموال التي أخذها من الجزائر خلال زيارته الأولى.
وأضاف بخليلي على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك أنه من الضروري تنظيم حملة مقاطعة واسعة لزيارة الجخ، الذي أراد الدوس على شرفنا، وزار دولة الكيان الصهيوني، وأنه سافر بالأموال التي تقاضاها من الجزائر، وأنه ختم جوازه بختم دولة إسرائيل، وذهب الإعلامي إلى أبعد من ذلك مؤكداً على أن الشاعر المصري خلال زيارته إلى الجزائر العام الماضي طلب من أحد مرافقيه، وهو في حالة سكر متقدمة، أن يؤدي دور «القواد»، فيأتيه بنساء جزائريات إلى الفندق الذي كان يقيم فيه، متسائلاً إن كان «هذا الدعي يستحق أن يحظى بشرف رعاية مؤسسة حكومية لجولته في الجزائر».
وسارع الصحافي الشاب في قناة النهار ياسر لعرابي لنفي ما قاله بخليلي بخصوص الجخ، مؤكداً في صفحته على «الفيسبوك» أنه رافقه طوال زيارته الأولى إلى الجزائر، ولم يفارقه طوال تواجده بها، وأنه لم يطلب ولم يلمج ولم يشر لم يذكر أي شيء مما ذكره بخليلي، وذلك في رد على قضية طلبه نساء في الفندق، على اعتبار أن ياسر لعرابي هو من كان مرافقه.
وإذا كان لعرابي قد اكتفى بنفي قضية جلب النساء للشاعر المصري، فإن عدداً من زملائه في القناة راحوا يردون على بخليلي كل بطريقته الخاصة، فقد وصفه الصحافي أحمد حفصي بالمعقد نفسياً، معتبراً أن ما يقوم به حملة ضد القناة ( النهار) وضد الشاعر المصري هشام الجخ.
وأشار في تصريحات نشرها موقع «الجزائر24» إلى أن سليمان بخليلي يحاول أن ينصب نفسه وصياً على النخبة المثقفة بنرجسيته المعهودة، وأنه يرى نفسه الأفضل من خلال تسويق الأوهام.
واعتبر الصحافي الشاب أن بخليلي اختزل مساره المهني في خزعبلات على مواقع التواصل الاجتماعي، لتصفية حسابات ضيقة، داعيا إياه لأن يكون قدوة للجيل الجديد من الإعلاميين، لا أن ينفث سمومه بخلفيات هو أدرى بها، لا تخدم الحقل الثقافي.
وانتقل الجدل إلى مواقع أخرى، فحتى بعض السياسيين راحوا يعلقون على هذا التراشق، فعبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم انتصر للإعلامي بخليلي معتبراً أنه يجد نفسه إلى جانبه، لأن الإعلامي، حسبه، رجل نزيه ذو مبادئ وأخلاق لم يغيره الزمن ولم يبع نفسه ومبادئه، وهو ما اعتبره الإعلامي بخليلي شهادة تكفيه وتكفي لغلق ملف زيارة الجخ إلى الجزائر، في حين اعتبر عدد من الإعلاميين والمثقفين أنه لغلق باب هذا الجدل يكفي لسليمان بخليلي أن يقول للجزائريين كم يتقاضى على برنامج شاعر الجزائر، حتى يعرف الرأي العام مقدار حبه للشعر.
كمال زايت
1. “لغلق باب هذا الجدل يكفي لسليمان بخليلي أن يقول للجزائريين كم يتقاضى على برنامج شاعر الجزائر، حتى يعرف الرأي العام مقدار حبه للشعر.”
أين المنطق في هذا الكلام. هل أنتم تشتغلون دون مقابل مادي وتعيلون أبناءكم هواء وماء .
2. الأستاذ بخليلي معروف للعام والخاص بأنه إنسان ومثقف محترم ذو مبادئ سامية.
لم يتكلم احد من المتدخلين هل فعلا ذهب الى الكيان الصهيوني ام لا ؟ هنا تكمن العله فان كان قد زار دولة الاحتلال فليذهب الى الجحيم وان لم يزر فالمساله عاديه ان يسكر ام لا فالكل له ما يسيئه، ولكن من جهة اخرى فاعتقد انه شاعر ليس بالمتميز كي تقوم جهه رسميه باستضافته ومع هذا فليس خطيئه ان يدعى .
وهل كل من يزور اسرائيل نمنعه من دخول الجزائر؟ مالنا وماله؟
هو المواطنين المسؤولين الغربيين الذين يدخلون البلد لأي سبب مطلوب منا أن ندقق في جوازاتهم لنعلم ما إذا زاروا اسرائيل أم لا؟
هو إذا كان الفلسطينيون يتعاملون ويتعاونون حتى أمنياً مع اسرائيل، ويأتون إلى الجزائر ونستقبلهم بالورود، فلماذا نقول للآخرين لا تذهبون إلى اسرائيل؟ هل نحن ملكيين أكثر من الملك أم ماذا؟
لابد من تغليب لغة الحكمة و العقل و الكف عن الملاسنات و المناكفات فسليمان بخليلي رجل رزين ومحبوب لدى كل الجزائريين و نفس الشيئ بالنسبة لهشام الجخ خاصة قصيدته الرائعة التأشيرة التي ملأت القلوب