الجزائر ـ «القدس العربي»: تعيش الجزائر جدلا منذ أيام عنوانه «سيقان عارية». القصة بدأت عندما طردت فتاة من جامعة الجزائر بدعوى أن لباسها غير محتشم، وأنه قصير أكثر من اللازم، لتنطلق عقب ذلك حملة «افتراضية» لتعرية السيقان تضامنا مع الفتاة التي تم طردها، دون أن يتحقق ذلك في أرض الواقع، وحركت هذه الحملة حملة مضادة حملت عنوان «كن رجلا ولا تترك زوجتك، اختك أو بنتك تخرج بلباس فاضح»!.
الغريب في هذه القصة أنه لا يوجد ما يبررها، فلا الجامعة تعرف موجة عري، ولا حتى الشارع، فاللباس العام في الجزائر محتشم، والحجاب غزا البلاد منذ تسعينيات القرن الماضي، مع انتشار مد الإسلام السياسي، على حساب البسة تقليدية جزائرية لا تقل احتشاما مثل الحايك في العاصمة، والملاية في شرق البلاد، ولكن رغم ذلك اشتعل الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وشرع بعض رواد هذه المواقع في نشر بعض الصور، مثل ذلك الذي ظهر جالسا في بيته وهو يحمل لافتة «كن رجلا ولا تترك نساءك يخرجن بلباس فاضح»! وظهرت معه في الصورة بنات محجبات أصغرهن لا تتجاوز السنتين، بل إن البعض راح يدعو لأشياء خطيرة، مثل تصوير البنات والنساء اللائي يلبسن لباسا قصيرا ونشر صورهن على مواقع الـتـواصـل الاجتـماعي، بدعوى أنه «إذا لم تستر نفسها فافضحها».
ولعل الصورة التي أثارت ضجة واسعة هي تلك التي نشرها جمركي، إذ صور ذراعه مكتوبا عليها جملة «كن رجلا ولا تترك نساءك يخرجن بلباس فاضح» وللتعريف بمهنته وضع قبعة الجمركي أمام يده و»شارة» هذا الجهاز الأمني، وقد تهاطلت التعليقات الرافضة لهذه الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وصبت كلها في خانة «قبل ان تتبع عورات الناس، كن رجلا وأفضح الفساد في قطاع الجمارك»!
وتزامن هذا الصراع بألوان موقع «زوكربيرغ» مع حادثة غريبة، وهي تعرض فتاة في تلمسان ( 400 كيلومتر غرب العاصمة) إلى اعتداء في الشارع، إذ قام أحد الشباب بتعريتها في وضح النهار، لانها كانت تلبس تنورة قصيرة، وفي الوقت نفسه كان هناك شخص يصور الحادثة، ويبدو انه كان على علم بوقوعها، وشرعت الفتاة المذعورة في الصراخ لصديقتها، وتحولت عبارة «وهيبة عيطلي للفيطو» التي تقصد من ورائها طلب تدخل الشرطة، إلى مصدر للسخرية، بدل من إدانة هذا العمل، فالنقاش حول اللباس أو غيره يتوقف عندما تمتد اليد على الآخر، لان ما حدث كان خطيرا وسابقة تثير القلق.
هذه المعارك الوهمية فتحت نقاشا من نوع آخر، اذ استغرب الكثيرون كيف يستقطب موضوع مثل «السيقان العارية» كل هذا الاهتمام، في حين أن هناك مواضيع وقضايا أكثر خطورة؟ ففي خضم هذا النقاش «البيزنطي» تعيش البلاد أزمات متعددة، إلى درجة أن رئيس الوزراء اعترف بأن الاحتياطي الموجود في خزينة الدولة وفي خزائن مؤسسات مالية دولية وأجنبية إما في شكل ودائع أو قروض سينضب في حدود 2019، في حين يتوقع الخبراء أن يحدث هذا قبل ذلك بكثير، اذا ما تواصل تراجع أسعار النفط، بل إن تصريح الوزير الأول كان اعترافا بالفشل، وبعدم وجود أي رؤية للمستقبل، علما بأن المسؤول نفسه كان قبل سنة حين كان مديرا لحملة الرئيس بوتفليقة يعد الجزائريين بالجنة، ويؤكد لهم أن استمراره على رأس الدولة سيفتح لهم أبواب الخير، إلى درجة أنه قال أن مدينة معسكر ستتحول إلى كاليفورنيا! ورغم خطورة كلام المسؤول الأول عن الحكومة في بلد يعيش على مداخيله من البترول، إلا أن ذلك الكلام المنذر بإقتراب إنفتاح أبواب الجحيم، والاعتراف بالفشل، لم يثر أي جدل، ولم يتم الإعلان عن أي حملة ولو «دونكيشوتية» كرد فعل من قبيل أضعف الإيمان!
في الوقت نفسه عرفت البلاد أغرب تعديل حكومي، بالإعلان عن قائمة الحكومة الجديدة بالأسماء والمناصب، وبعد يومين جرى تعديل التعديل، بعد أن غضب وزير الخارجية من إضافة وزير معه في الوزارة نفسها وهدد بالاستقالة، فأضافوا له لقب وزير دولة، وهي سابقة في تاريخ الحكومات منذ الاستقلال، فضلا عن الطريقة التي تسير بها البلاد، بسبب مرض الرئيس وغيابه عن الساحة السياسية، وعدم الوفاء بالوعود الانتخابية، دون أن يحرك هذا أولئك الذين يريدون أن يكونوا «رجالا» (بالتشطر) على النساء! ولعل أكثر الحملات طرافة هي «حملة إلغاء كل الحملات. روح تخدم ( أذهب للعمل) أفضل لك»!
أهي من قبيل الصدفة أن تظهر في وقت متقارب قضايا من هذا النوع ؟ و أقصد بذلك شريط ” سيب ايدي” المصري ، ثم فيلم “الزين اللي فيك” المغربي … فقد كانت و لازالت وسيلة رخيصة التكلفة و سريعة الفعل في إلهاء الخلق عن بعض المواضيع الأخرى و لو لفترة حتى يتم ترتيب ما يمكن ترتيبه. في مصر هناك موضة الإعدام للجميع و لو كانوا أسارى و| أو مستشهدين … في المغرب الحرب في اليمن و مقتل طيارها… في الجزائر صاحب الجلالة و الألفين “ملاك” الذين يطوفون حوله مثل الذباب حول الجثة المهملة…آآآه هي الصدف فقط
– للطالبة الحرية في أن تشهر سيقانها وما فوق ، وهذا من صميم حرتها الشخصية .وقريبا سيكون للطلبة هم كذلك الإمتياز بالتمته بنفس ” الحريات الشخصية ” .
الله يستر امة الاسلام
°°° يقوم المنظرون ” للعالم المستقبلي ” ، علم مختلف عن العالم الحالي ، وخاصة لا علاقة له بتاتا بمبادئ وأخلاق الدين ، بأن يكون التعري ، -المكاشفة – أساس من أسس الحياة الإجتماعية المقبلة .
.
*** التعري ، و ” الحرية الشخصية ” في المضاجعة .
.
°°° نعم للمكاشفة . لكن مكاشفة عن تسييرثروات الشعوب ، وليس عن مكاشفة طراف من الجسد النسوي بكيفية علانية وعمومية . مثيرة . إغرائية .
.
°°° نحن بصدد تمدير ، قصد إعادة البناء .
.
*** لكن البناء هذا ، المنتظر ، المتوقع ، المخطط له ، لا يصبّ إلا في مصلحة مجرمين في حق البشرية .
.
*** ودائما ، وراء كل زلزال اجتماعي وأخلاقي ، مصالح مادية – مالية – محضة .
.
@@@@@- أن يكون منظري التعري وحرية المضاجعة ، يبحثون عن مصلحة الشعوب ، فمن باب النكتة ، الرديئة .@@@@@@