دمشق ـ «القدس العربي»: يبدو أن بيان الجيش السوري الذي صدر أمس الخميس بخصوص المعارك الجارية شمال شرق مدينة حلب هو الأقوى حتى الآن على خلفية ما ورد فيه لجهة المساحات الجغرافية الجديدة التي تمكن هذا الجيش من قضمها ميدانياً وانتزاعها من قبضة تنظيم «الدولة ـ داعش».
بيان وزارة الدفاع السورية قال إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء تمكنت خلال عشرين يوماً من تحرير أكثر من /32/ بلدة ومزرعة بمساحة إجمالية بحدود /250/ كم2 وبجبهة تصل إلى /25/كم وعمق حتى /16/ كم والسيطرة على أوتستراد حلب ــ الباب بطول /16/كم، وقال البيان أيضاً إن هذه الوحدات نجحت في اقتحام أعقد التحصينات وإبطال وتفكيك مئات المفخخات والعبوات الناسفة وتدمير عشرات الأنفاق التي أقامها تنظيم «الدولة» (داعش) في المنطقة وتكبيده خسائر كبيرة في العتاد والعديد.
الجيش السوري النظامي سيطر على الطريق السريع التي تصل مدينة حلب بمدينة الباب والممتدة على طول 16 كم، هذا يعني أنه صار بإمكانه استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية البرية التي ستدعم عملياته هناك.
في هذا السياق يرى خبراء عسكريون أن اتفاق وقف إطلاق النار الحاصل بين القوات الحكومية وعشرات الفصائل المسلحة غير المحسوبة على تنظيمي «داعش» و»النصرة» (فتح الشام) ساعد القوات الحكومية وحلفاءها الإيرانيين والروس على ضخ التركيز العسكري أكثر نحو تنظيم «داعش»، هذا الأمر يحصل ميدانياً في دير الزور وريف حمص بما فيه المناطق المحيطة بمطار التيفور العسكري، ويحصل أيضاً في منطقة شمالي شرق حلب.
حسب هؤلاء الخبراء فإن الجيش السوري استطاع منذ إعلان التوصل إلى وقف إطلاق النار مع عشرات الفصائل المسلحة مطلع هذا العام أن ينفذ هجمات عسكرية أكثر عنفاً وقوة على مواقع تنظيم «داعش» تفوق ما كان ينفذه في أي وقت سابق، وأن تطوراً ملحوظاً حصل في النتائج الميدانية التي حصدها الجيش السوري على حساب تنظيم داعش منذ إعلان وقف إطلاق النار.
ولا يُخفي المراقبون أيضاً في هذا السياق أهمية الإشارة إلى دور مؤتمر الأستانة الذي انعقد بمشاركة وفد حكومي سوري مفاوض وآخر يمثل الفصائل المسلحة التي انضمت إلى وقف إطلاق النار برعاية ومشاركة من الدول الثلاث روسيا وإيران وتركياً. ثلاثون بلدة سيطر عليها الجيش السوري في طريقه نحو بلدة «الباب» أهم هذه القرى (قطر، عفرين الباب، رسم العالم، صوران، المديونية، طومان، ورسم السرحان.
المراقبون ذهبوا إلى أن مؤتمر أستانة أقر دعم وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الأمر الذي انعكس ميدانياً لصالح الجيش السوري لا سيما في مواجهاته المشتعلة ضد تنظيم «الدولة».
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن خطر سقوط مطار دير الزور العسكري بيد تنظيم «داعش» قد تلاشى واستعاد الجيش السوري زمام المبادرة الميدانية هناك، فيما راحت وحدات عسكرية أخرى مدعومة من القوات الروسية تتقدم لكيلومترات مربعة في مختلف الاتجاهات المحيطة بمطار التيفور العسكري برف حمص، ذات الأمر حصل في شمال شرق حلب ضمن الصراع الدولي للوصول إلى مدينة الباب التي يبدو أن الجيش السوري هو الأقرب إليها وهو الذي سيقبض عسكرياً عليها.
في بيان الجيش السوري الذي صدر تعليقاً على التطورات العسكرية الحاصلة شمال شرق حلب جاء أنه «تأتي أهمية هذا الإنجاز من كونه يوسع دائرة الأمان حول مدينة حلب ويشكل منطلقاً لتطوير العمليات العسكرية في مواجهة تنظيم «داعش» وتوسيع مناطق سيطرة الجيش العربي السوري في ريف حلب، والتحكم بطرق المواصلات التي تربط المنطقة الشمالية بالمنطقة الشرقية».
من كامل صقر