صلاح الدين ـ «القدس العربي»: أعلنت قيادة العمليات المشتركة عن تواصل القوات الأمنية تقدمها نحو مركز تكريت من محاور عدة بدون قوات الحشد الشعبي، مؤكدة أن طيران التحالف الدولي وجه ضربات مؤثرة لتجمعات «تنظيم الدولة» داخل المدينة.
وقد تواصلت، الجمعة ، المواجهات العنيفة بين عناصر تنظيم «تنظيم الدولة» من جهة والقوات الأمنية المتمثلة بـقوات الشرطة الاتحادية ولواء الرد السريع وقوة من العمليات الخاصة وقوة من مغاوير الداخلية من جهة أخرى، وذلك بعد انسحاب ميليشيات الحشد الشعبي اعتراضا على الدعم الجوي الأمريكي.
وأعلنت مصادر مسؤولة في قيادة عمليات صلاح الدين ان الشرطة الاتحادية مدعومة بلواء الرد السريع وقوة من العمليات الخاصة ومغاوير الداخلية هي التي تقاتل في تكريت بعد أن توغلت عدة كيلومترات، الخميس، من محورين وذلك بعد قرار بعض ميليشيات الحشد الشعبي بعدم المشاركة في المعركة.
وتقول قيادة قوات الشرطة الاتحادية إن الهجوم البري على مدينة تكريت بدأ الخميس، من محورين، الأول انطلق من منطقة العوجة ووصلت قوات الشرطة الاتحادية قرب مستشفى تكريت العام، أما المحور الثاني فقد انطلق من قاعدة سبايكر، لافتة إلى أن “القوات المشتركة تواجه مقاومة عنيفة وحرب شوارع من مسلحي تنظيم الدولة».
وكان المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد سعد معن ذكر في بيان أن «قواتنا الأمنية بدأت الخميس، بالتقدم على تكريت من محاور عدة»، موضحاً أن «التقدم تم بمشاركة قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية ودعم من القوة الجوية وطيران الجيش». وأضاف أن «طيران التحالف أسهم، وبناء على طلب القوات الأمنية العراقية، بتوجيه ضربات حساسة وخطيرة لتجمعات تنظيم الدولة الإرهابي داخل تكريت».
وقال ايضا إن «من يقوم بعملية القتال الميداني وتطهير تكريت من تنظيم الدولة هم من المقاتلين العراقيين الأبطال فقط».
وأشار إلى ان القوات في المحورين تواجه اشتباكات عنيفة، وهناك حرب شوارع تدور حتى الآن وفجرت خمس عجلات مفخخة يقودها انتحاريون بينها آلية نوع شفل «مفخخ ومدرع».
ومن جهته كشف مجلس محافظة صلاح الدين عن وصول تعزيزات كبيرة من وزارة الداخلية والجيش للمشاركة في المرحلة الثانية من عملية تحرير تكريت التي بدأت بعد وصول تعزيزات بلغت عشرة أفواج، فيما أعرب عن أمله في «تسوية» انسحاب بعض فصائل الحشد الشعبي من المعارك بسبب تأثيره على الخطة العسكرية والوضع العام.
وصرّح رئيس المجلس أحمد الكريم إن «المرحلة الثانية من عملية تحرير تكريت انطلقت بعد وصول التعزيزات الكبيرة من قبل الشرطة الاتحادية بنحو عشرة أفواج طوارئ ولواء الرد السريع ومكافحة الإرهاب»، مشيرا إلى أن «الضربات الجوية من قبل التحالف الدولي ما زالت مستمرة».
وذكرت مصادر في عمليات صلاح الدين أن التعزيزات الإضافية التي زجت بها وزارة الداخلية في معركة تكريت جاءت للتعويض عن امتناع الحشد الشعبي من المشاركة في المرحلة الأخيرة من المعركة بذريعة مشاركة التحالف الدولي فيها دون موافقة قيادة الحشد.
وكانت فصائل شيعية ضمن ميليشيا الحشد الشعبي رفضت مشاركة طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العمليات العسكرية لاستعادة تكريت، وطالبت الحكومة باعادة النظر في ذلك، فيما قرر آخرون الانسحاب من أرض المعركة. والفصائل التي انسحبت هي «عصائب أهل الحق» و»كتائب حزب الله» وحركة «النجباء» ومنظمة «بدر» و»سرايا السلام»
وقالت القيادة العامة لسرايا السلام بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر «فؤجئنا بالحكومة وموقفها طلب مشاركة القوات الأمريكية الغازية في المعارك ضد الدواعش».
واعتبر البيان ان مشاركة التحالف تعني «حماية الدواعش من جهة ومصادرة الانتصارات التي حققها أبناء العراق من جهة أخرى».
وبدورها أكدت حركة عصائب «أهل الحق»، أنها لن تنسحب من مدينة تكريت وستكتفي بمسك الأرض مع بقية الفصائل المنضوية في الحشد الشعبي، فيما أشارت إلى عدم مشاركتها بأية عملية في المدينة بسبب تدخل التحالف الدولي.
وأضاف المتحدث العسكري باسم الحركة جواد الطليباوي، أن «فصائل المقاومة المتمثلة بكتائب حزب الله والإمام علي وبدر تقف معنا بصف واحد في هذا القرار».
وكان المشرف على الحشد الشعبي هادي العامري رئيس منظمة بدر قد عبر عن استيائه لأن الحكومة العراقية قررت الاستعانة بالتحالف الدولي في معركة تكريت دون ان تعود إلى قيادة الحشد الشعبي.
وكان الجنرال «لويد أوستن» قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي – التي تشرف على القوات في الشرق الأوسط ـ قال إن «بلاده اشترطت من أجل مشاركتها في معركة العراق لاستعادة مدينة تكريت من تنظيم (داعش) الإرهابي «أن تنسحب الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران من عملية التطهير»، مشيراً إلى أن تلك الجماعات انسحبت من المدينة وإنها «لم تعد جزءا من العملية».
جاءت ذلك في التصريحات التي أدلى بها الجنرال الأمريكي، الخميس، خلال جلسة استماع في الكونغرس، والتي أوضح فيها أن «قوات التطهير في المدينة مؤلفة بالكامل الآن من جنود عراقيين وشرطة اتحادية وليس الجماعات الشيعية.»
وذكر «أوستن» أن «عملية تكريت قد توقفت لعدة أسباب منها أن القوات العراقية على الأرض لم تكن تحت سيطرة الحكومة العراقية بالشكل الملائم ولأن العراق لم تكن لديه خطة متماسكة للتحركات على الأرض».
مصطفى العبيدي