لندن ـ «القدس العربي»: تمكن مهندسون بريطانيون من تطوير طائرات بدون طيار جديدة قالوا إنها تمثل جيلاً جديداً من طائرات الدرونز التي باتت تشغل العالم وتشهد انتشاراً واسعاً، حيث أن الطائرة التي قاموا بتصميمها أشبه بالشخصية الأسطورية الكرتونية «بات مان» الذي يستطيع الطيران والتحليق في السماء على أنه «رجل طائر وقوي».
وأفاد تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية أن طائرة الــ»درونز» الجديدة من ابتكار مجموعة من المهندسين الباحثين في جامعة «ساوثمبتون» في انكلترا، وهي تتمتع بأجنحة أشبه بالعضلات الصناعية ويمكن أن تتغير خلال تحليقها في السماء، كما أن التحكم بها يتم عن بعد بواسطة «ريموت كونترول».
وقال الباحثون إن أجنحة الطائرة مشابهة تماماً للأجنحة التي يشاهدها الأطفال في الرجل الكرتوني الشهير «بات مان»، معتبرين أن التصميم الجديد يمثل «ثورة في عالم الطائرات بدون طيار ويمكن أن يؤسس لجيل جديد من هذه الطائرات».
ونقلت تقارير غربية عن المهندسين الذين طوروا الطائرة قولهم إن «الأجنحة تعمل كعضلات صناعية، وهذه العضلات الصناعية أو الأجنحة يمكن أن تغير اتجاهها وتغير حدتها خلال عمليات الطيران بما يجعلها تتواءم مع الظروف الجوية والفيزيائية التي تواجهها خلال التحليق في السماء.
واستخدم المهندسون مواد الكترونية مرنة في صناعة الأجنحة التي تساعدها على التحليق في السماء بما يتيح لهذه المواد أن تتغير بحسب الأحوال الجوية وحسب الحاجة ويمنح الطائرة قدرات أكبر من مثيلاتها، فضلاً عن أن الجناح لا يكون على درجة واحدة من الصلابة، حيث أنه يتحول من مرن إلى صلب وبالعكس، وفقاً للظروف الجوية التي تحلق فيها الطائرة.وقال المهندسون المبتكرون إن الأجنحة يمكن استخدامها أيضاً في صناعة طائرات الدرونز الصغيرة، أو المركبات الطائرة متناهية الصغر والتي يمكن استخدامها في العديد من المجالات المدنية والعسكرية. وقالت «ديلي ميل» إن المهندسين التابعين لجامعة «ساوثمبتون» تعاونوا مع علماء كمبيوتر في جامعة «إمبريال كولج» في لندن من أجل التوصل إلى هذا الابتكار وتطويره، إضافة إلى أنهم استعانوا بخبراء من القوات الجوية الأمريكية ووكالة الفضاء الأوروبية.
وكانت تقارير هندية كشفت مؤخراً أن علماء في نيودلهي يحاولون حالياً تطوير طائرات فائقة القدرة، تعمل دون طيار، وتحلق على ارتفاعات منخفضة لا تتعدى خمسة آلاف قدم ولفترة تحليق متصلة تصل إلى 10 ساعات.وقالت مصادر فى قطاع التصنيع العسكري الهندي إن المفاجأة هي أن الطائرات التي يتم تطويرها سيكون لها القدرة على المسح التصويري والاستهدافي لمسافة تصل إلى 150 كيلومترا، حيث ستكون تلك الطائرات مفيدة في مراقبة الطرق السريعة بين الأقاليم الهندية، ومراقبة الأرصاد الجوية والأوبئة وغزو الجراد وخلافه.
وبحسب المعلومات فإن علماء وضباطا وباحثين يعكفون الآن على تطوير الطائرة الهندية الجديدة التي سيكون سعرها منافساً في الأسواق العالمية، فيما قال خبراء إن الطائرة الهندية الجديدة ستكون بمثابة «التوكتوك» الطائر أسوة بمركبات التوك توك الرخيصة، التي كانت الهند أول مبتكر ومصدر لها في الأسواق العالمية. يشار إلى أن صناعة طائرات الـ»درونز» سجلت طفرة في العالم خلال العامين الأخيرين، خاصة مع انتقال الصناعة إلى المجالات السلمية ونجاح الشركات الصينية في تصنيع الكثير من الطائرات لأغراض مختلفة وبأسعار رخيصة جداً نسبياً.
وكشفت العديد من التقارير مؤخرا أنه يمكن استخدام الطائرات بدون طيار من قبل الهاكرز في أعمال القرصنة واختراق شبكات الكمبيوتر من خلال التحليق في مكان قريب من شبكة «واي فاي» معينة، وهو ما يهدد السلامة الالكترونية للكثير من المصالح والجهات الحكومية، فضلا عن أن الطائرات التي تتضمن كاميرات تصوير تلقى رواجاً هي الأخرى حيث تتميز بأسعارها المنخفضة وإمكانية التحكم بها عن بعد عبر الهاتف المحمول.
وكانت اليابان ابتكرت مؤخراً طائرات بدون طيار تعمل على حماية السماء من الطائرات الخبيثة، وأنشأت شرطة العاصمة اليابانية فريقاً هو الأول من نوعه يتضمن أسطولا من طائرات الــ»درونز» التي تعمل على اعتراض أي طائرة مشـــبوهة تحلق في سماء طوكيو.
وكشفت الشرطة اليابانية أنها تعتزم إطلاق أسطول طائراتها بدون طيار في محيط المسؤولين وفوق المباني الحساسة، وذلك تحسباً لوجود طائرات بدون طيار خبيثة تحلق في المكان وتقوم بأعمال غير مشروعة مثل التجسس أو القرصنة أو التصوير أو ما إلى ذلك.
