لندن ـ «القدس العربي»: كتب الموقع المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية في مقال عنوانه «لقاء يخيف الأوروبيين كذلك» أن تشكيل ائتلاف جديد ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو من أهم محاور اللقاء الذي سيجمع الرئيسين الأمريكي والروسي، دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، في هلسينكي يوم 16 تموز/ يوليو الحالي.
فيما أكدت صحيفة «لوب لوغ» الأمريكية أن بوتين هو أحد أكبر المنتفعين من فرض أمريكا العقوبات على إيران خاصةً قطع تصديرها للنفط، حيث ستحاول روسيا الاستحواذ على حصة إيران في الأسواق النفطية. وأوضح موقع «الدبلوماسية الإيرانية» أن ترامب يعمل على أن يكسب موافقة بوتين في ملفين مهمين متعلقين بسياسته الخارجية، ألا وهما تشكيل ائتلاف مشترك ضد إيران فيما يتعلق بالتعاون في مواجهة النفوذ الإيراني في الإقليم والعقوبات الأمريكي، وملف «صفقة القرن» وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضاف أن ترامب يواصل محاولاته وبقوة لتنفيذ وعوده الانتخابية، وأنه نجح في تحقيق العديد من وعوده في السياسة الخارجية، لكنه فشل في تنفيذ بعضها التي تتعلق بالسياسة الداخلية ومنها فشله في إلغاء قانون «أوباما كير».
ولفت «الدبلوماسية الإيرانية» النظر إلى أن ترامب نفذ وعوده فيما يتعلق بالانسحاب من معاهدة التعاون عبر المحيط الهادئ ومعاهدة باريس للمناخ ومعاهدة الاتفاق النووي ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، وفرض ضرائب جمركية على واردات البضائع من الصين وأوروبا، وأن الملف الوحيد المتبقي على الطاولة هو تحسين العلاقات الأمريكية الروسية.
وقال إن الرئيس الأمريكي لوّح بأن واشنطن قد تعترف بسيادة روسيا على جزيرة القرم، فضلاً على أنه وعد بإعادة النظر في العقوبات المفروضة على روسيا.
وأكد الموقع المقرب من الخارجية الإيرانية بأن ترامب قد تغلب إلى حد كبير على القيود والحواجز التي وضعها الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، والديموقراطيون من خلال ملف التدخل المفترض لروسيا في الانتخابات الأمريكية، حيث كلّف ترامب وبثقة عالية مستشاره لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، الذي يعتبر من معارضي التقارب مع موسكو، إلى لقاء بوتين بهدف التفاوض حول كيفية تحسين العلاقات الثنائية. وذكر الموقع الإيراني أن الرئيس الأمريكي يحاول أن يخيف الأوروبيين من خلال التقارب إلى روسيا خاصة فيما يتعلق بدعم أوروبا للاتفاق النووي، وأن بوتين قد أعطى الضوء الأخضر إلى نظيره الأمريكي في هذا الجانب كذلك.
وأوضح أن بوتين سيبدي مرونة وتعاونا فيما يتعلق بالمطالب الإسرائيلية في الساحة السورية لكسب رضى اللوبي اليهودي الداعم لترامب.
وقال إنه من المبكر الحديث عن تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو بشكل سريع، لكن اللقاء المرتقب بين الرئيسين الأمريكي والروسي سيؤدي إلى بدء عملية تدريجية لتحسين العلاقات الثنائية وإزالة العوائق المتبقية أمام ذلك.
وعلى صعيد ذي صلة بالموضوع، أكدت صحيفة «لوب لوغ» أن موسكو هي أحد أكبر المنتفعين من فرض أمريكا العقوبات على إيران، وأنها ستستحوذ على جزء من حصة في الأسواق النفطية.
وأضافت أن ترامب سيزيد من خيبة أمل الأوروبيين خاصة فيما يتعلق بالتهديدات الأمنية الروسية، من خلال محاولاته لإضعاف أو إلغاء العقوبات المفروضة على موسكو.
وأوضحت أن بوتين لم يوقف السياسة المعتمدة منذ فترة الاتحاد السوفيتي في إثارة الخلافات بين ضفتي المحيط الأطلسي، وأنه يعمل جاداً على زيادة الخلافات بين إدارة ترامب ومتحديها الأوروبيين.
وأكدت أن ترامب حقق 3 أهداف كان ولا يزال يخطط لها بوتين في خطوة واحدة ألا وهي إضعاف العلاقات بين أوروبا وبين الولايات المتحدة، وزيادة تصدير روسيا للنفط، وتحسين العلاقات بين واشنطن وبين موسكو، الأهداف التي ما كان بوتين يستطيع تحقيق أي منها.
وكانت الهجمات العنيفة ضد روسيا والتصريحات المسيئة للرئيس السوري بشار الأسد، ووصفه بـ«الوقح» خلال الاجتماع العلني لمجلس النواب الإيراني، قد أظهرت أن تفكيك المثلث الإيراني الروسي السوري ربما يسير بسرعة أكبر من المتوقع. حيث صرح أحد أعضاء مجلس النواب الإيراني، بهروز بنيادي، أن بشار الأسد يواكب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في خيانة إيران والتضحية بها على طاولة المفاوضات مع أمريكا وإسرائيل، مؤكداً أن موسكو خانت طهران خلال اجتماع «أوبك» الأخير.
وفي السياق، قالت وكالة كيودو للأنباء أمس الأربعاء إن رئيس وزراء اليابان شينزو آبي ألغى زيارة لإيران هذا الشهر فيما يتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفا متشددا حيال طهران.
وقالت كيودو إن الزيارة التي كانت ستصبح الأولى لزعيم ياباني لإيران منذ 40 عاما كان مقررا أن تكون جزءا من جولة لرئيس الوزراء في الشرق الأوسط تبدأ يوم 11 يوليو تموز.
وأضافت الوكالة نقلا عن مصادر في الحكومة أن اليابان أبلغت إيران بأن آبي لن يتمكن من زيارة طهران رغم ترتيبات كانت تتخذها لمحادثات يجريها مع الرئيس حسن روحاني.
ومع ذلك قال موتوسادا ماتانو وهو متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء إن شيئا لم يتقرر بشأن خطط سفر آبي إلى الخارج.