القاهرة – «القدس العربي»: اعتاد صناع الدراما في مصر على مواجهة غضب عديد من الفئات والتعرض للدعاوى القضائية بعد عرض مسلسلاتهم، وهو ما حدث بالفعل بعد بداية عرض المسلسلات مع أول شهر رمضان الكريم.
كانت البداية مع أهالي محافظة الفيوم المصرية، الذين غضبوا، بعد عرض الحلقات الأولى من مسلسل «كلبش 2»، الذي يقوم ببطولته أمير كرارة، ويعرض في شهر رمضان الجاري، وذلك بسبب الصورة السيئة، التي ظهرت بها المحافظة وبالتحديد مركز يوسف الصديق، ضمن أحداث العمل، والإشارة إلى ارتباطها بالإرهاب والأحداث التي تتعرض لها أجهزة الأمن على يد الإرهاب.
الأمر لم يقف عند حد الغضب الجماهيري لأهل المحافظة، بل وصل إلى أعضاء مجلس النواب، الذين يمثلون المحافظة، بعدما تقدموا بطلبات إحاطة من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية ضد صناع المسلسل، وما تسببوا فيه من أذى نفسي لأهالي المحافظ.
وأكد أمير كرارة أن المسلسل لم يعمم الأمر، خاصة أن أي مكان يتواجد به الجيد والسيئ، وحينما ورد اسم المنطقة في المسلسل لم يكن القصد من ورائه الحديث عن كون محافظة الفيوم هي المعنية بالأمر.
وأوضح بطل المسلسل أنه لا يستطيع التوغل في الأمر بشكل أكبر، خاصة أنه يرتبط في المقام الأول بمؤلف المسلسل، ولكنه متأكد من كون المؤلف لا يمكن أن يخطئ في حق أهالي الفيوم.
واعترف كرارة بكونه لم يتوجه لزيارة الفيوم هو ومؤلف المسلسل قبل الشروع في تصوير العمل، وذلك في رده على سؤال السيد ربيع أبو لطيعة عضو مجلس النواب عن المحافظة.
وأوضح عضو مجلس النواب أن غضب الأهالي يأتي بسبب رغبتهم في عدم العودة مرة أخرى إلى الصورة السلبية التي أخذت عن المحافظة قبل أكثر من 20 عاماً، حينما كانت المحافظة بوجه عام ومركز يوسف الصديق بوجه خاص يتم الإشارة إليه على كونه يحتضن الإرهاب.
ومن أجل حل الأزمة التي حدثت، أكد أمير كرارة أنه سيتوجه إلى محافظة الفيوم خلال الأيام المقبلة، من أجل إنهاء أي سوء تفاهم حدث لدى الأهالي.
الأمر نفسه تكرر مع أهل دولة السودان، التي تقع جنوب مصر، حيث اعترضت وزارة الخارجية السودانية على بث مسلسل «أبو عمر المصري»، بطولة الفنان أحمد عز، اعتراضًا منها على وجود ما يسيء إلى الخرطوم بشأن وجود معسكرات إيواء لإرهابيين هناك.
تدور الأحداث حول المحامي مصري (فخر الدين) الذي أسس هو ومجموعة من أصدقائه المحامين الجدد «تنظيما سلميا» يسعى لإيجاد حلول لمشاكل وقضايا المواطنين البسطاء بعيدًا عن مافيا المحاماة وأسعارهم المبالغ فيها!
إلا أن هذا التنظيم سرعان ما أثار غضب أحد الأجهزة الأمنية الذي لا يجد وسيلة قانونية لإيقاف نشاط هؤلاء الشباب الحالمين بمجتمع مثالي فيلجأ إلى وسائل أخرى «خارج إطار القانون» من خلال تصفية أعضاء هذا التنظيم، لكن ينجو (فخر الدين) من محاولة اغتياله والتي يقتل فيها ابن خالته (عيسى) فيهرب إلى فرنسا منتحلاً شخصية ابن خالته، الذي كان يتأهب للسفر إلى باريس لدراسة القانون، وهناك يلتقي بمحبوبته القديمة، التي تنجب لها ابنًا هو (عمر) ثم تموت وهي تنجبه، ليقرر (فخرالدين) أن ينتقل بصحبة طفله للعيش في السودان، وهناك يتحول إلى كادر مهم من كوادر إحدى الجماعات الإسلامية المسلحة، وعينه على العودة والثأر من قاتل ابن خالته.
ورد المجلس الأعلى للإعلام في مصر في بيان جاء فيه أن ما تردد على لسان الخارجية السودانية لا أساس له من الصحة، خاصة أن المجلس حريص على العلاقات بين البلدين.
وقال مكرم محمد أحمد رئيس المجلس، إن الأعلى للإعلام يحرص على العلاقات المصرية – السودانية وعدم المساس بها أو محاولة تكديرها.
وأضاف: «فور بث خبر احتجاج السودان على أحد المشاهد في المسلسل تم تكليف المرصد الإعلامي الخاص بمتابعة المسلسلات بإعادة مشـاهدة الحلقات التي أذيـعت».
وأشار إلى أنه عقب متابعة أول 3 حلقات من «أبو عمر المصري»، لم يجد أي مشاهد لسيارة تحتوي على أرقام سودانية ومكتوب عليها «الخرطوم»، وأن الحلقات لا تحتوي على مشاهد لسيارات نهائيًا.
وأكمل مكرم: «شركة إنتاج المسلسل وضعت تنويهًا في بداية الحلقة، أكدت فيه أن أماكن وأحداث وشخصيات المسلسل من وحي خيال صناع العمل.
مسلسل «أبو عمر المصري» مأخوذ عن رواية لعز الدين شكري فشير، وكتبت له السيناريو والحوار مريم نعوم، وهو من بطولة أحمد عز وإخراج أحمد خالد موسي.
أما مسلسل «عوالم خفية» للنجم عادل إمام فقد أثار غضب المدرسين بدعوى إظهار مدرس مدرسة البنات كمراهق يطارد تلميذاته وهو ما يسىء لهم.
ليس المدرسون وحدهم هم الغاضبون من الأعمال الدرامية، فالمحامون أيضا غاضبون من مسلسل «ربع رومي»، فقد أعلن نقيب المحامين في بيان رسمي ملاحقة المسلسل قضائيا لأنه أساء للمحامين في شخص المحامي الذي يؤدي دوره محمد سلام.
أما الأقباط في مصر فأطلقوا هاشتاغ «رجال الدين مش ملطشة» اعتراضا على مسلسل «خفة يد» بسبب الاساءة لقدسية ملابس القساوسة بعد تنكر الفنان محمد ثروت كنصاب في شخصية قس.

7dra