القاهرة – «القدس العربي» : منذ سنوات طويلة ابتعد صناع الدراما المصرية عن الروايات ألادبية، واصبحوا لا يصنعون مسلسلات مأخوذة عن هذه الروايات، لأسباب مختلفة يعود بعضها إلى الاستسهال، حيث دائما ما تحتوي الروايات على خطوط درامية كثيرة، ويعود بعضها الآخر إلى صعوبة تحويل النص الأدبي إلى مسلسل درامي، كما أن هذا النوع يتكلف كثيرا في انتاجه لأنه يتطلب ديكور وملابس معينة تتناسب مع الفترة الزمنية التي التي تدور فيها الرواية.
إلا أن العامين الأخيرين شهدا عودة للمسلسلات المأخوذة عن أصول أدبية، حيث عرض العام الماضي مسلسل «أفراح القبة» عن رواية بالإسم نفسه لنجيب محفوظ، وقد لاقت نجاحا كبيرا، الأمر الذي شجع صناع الدراما على العودة للأعمال الأدبية، ويشهد شهر رمضان هذا العام عرض عملين دراميين مأخوذين عن نصوص أدبية، وهما مسلسل «واحة الغروب» ومسلسل «لا تطفىء الشمس».
مسلسل «واحة الغروب مأخوذ عن رواية بالإسم نفسه للكاتب المصري الكبير بهاء طاهر، وتدور أحداث الرواية في نهايات القرن التاسع عشر مع بداية الاحتلال البريطاني لمصر، بطل الرواية هو ضابط البوليس المصري محمود عبد الظاهر، الذي يتم إرساله إلى واحة سيوة كعقاب له بعد تعاطفه مع الأفكار الثورية لجمال الدين الأفغاني والزعيم أحمد عرابي.
ويصطحب الضابط معه زوجته الأيرلندية كاثرين، الشغوفة بالآثار التي تبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر، لينغمسا في عالم جديد شديد الثراء يمزج بين الماضي والحاضر، ويقدم تجربة للعلاقة بين الشرق والغرب على المستويين الإنساني والحضاري، المسلسل كتبت له السيناريو والحوار مريم نعوم، وهالة الزغندي، ويقوم بدور الضابط الفنان خالد النبوي بينما تؤدي منة شلبي دور زوجته كاثرين ويشارك في بطولته مها نصار وخالد كمال وسلوى محمد علي.
أما مسلسل «لا تطفىء الشمس» فمأخوذ عن رواية بالإسم نفسه للكاتب إحسان عبد القدوس، وكانت الرواية قد نشرت عام 1960، وتدور حول سيدة فقدت زوجها لتجد نفسها وحيدة في تربية خمسة أبناء، وتستعين بالشقيق الأكبر الذي يحاول أن يلعب دور الأب ويعينها في تربيتهم وكذلك خالهم الذي كان قاسيا بشدة اعتقادا منه أن ذلك هو الأفضل بالنسبة لهم.
وكانت الرواية قد تحولت إلى فيلم بعد عام واحد من صدورها، حيث كان سائدا في تلك الفترة تحويل الروايات إلى أعمال سينمائية، وكتب سيناريو الفيلم الكاتب إحسان عبدالقدوس والحوار للوسيان لامبير، أما الإخراج فكان لصلاح أبو سيف، وجسدت دور الأم الفنانة عقيلة راتب، بينما جسد شخصيات الأبناء كل من شكري سرحان في دور الأخ الأكبر وأحمد رمزي في دور الشقيق الأصغر وفاتن حمامة في دور الإبنة، إضافة لنادية لطفي وعماد حمدي.
الفليم أنتجه وقتها الفنان عمر الشريف كأول إنتاج سينمائي له، وكان من المقرر أن يؤدي دور الشقيق الأكبر، إلا أنه أثناء التحضير للفيلم، تم اختياره للمشاركة في بطولة فيلم «لورانس العرب»، وبالطبع فضل عمر الشريف اختيار فيلم «لورانس العرب»، الذي كان بداية انطلاقته للعالمية، وتم اختيار شكري سرحان بدلا منه، وساهم في الانتاج وقتها أحمد رمزي الصديق الحميم لعمر الشريف وفاتن حمامة.
الفيلم في ذلك الوقت كان نقلا أمينا للرواية ذلك أن إحسان عبد القدوس مؤلف الرواية هو نفسه الذي كتب سيناريو الفيلم، حيث رصد كما فعل في الرواية الحياة الاجتماعية في مصر خلال تلك الفترة من خلال الأبناء، والتناقضات بينهم.
وبعد الفيلم بعدة سنوات، أنتج مسلسل بالإسم نفسه بطولة كرم مطاوع وصلاح السعدني وكتب له السيناريو أيضا إحسان عبد القدوس.
وبعد ستين عاما من صدور الرواية، يعرض حاليا مسلسل «لا تطفىء الشمس، سيناريو وحوار تامر حبيب، الذي أكد أنه سيلتزم بالخطوط الرئيسية للرواية، ولكن التفاصيل ستختلف كثيرا لتتناسب مع التغييرات التي حدثت في المجتمع طوال تلك السنوات، مشيرا إلى تغيير حجم الأدوار أيضا لبعض الشخصيات وهو ما يظهر من الاختيار، حيث تقوم ميرفت أمين بدور الأم بدلا من عقيلة راتب، التي كان دورها صغيرا في الفيلم بينما سيكون دور ميرفت أمين أكثر عمقا وتأثيرا في أحداث المسلسل، حتى أنها ستعيش قصة حب مع الممثل السوري جهاد سعد زميلها القديم الذي كانت تحبه قبل زواجها.
ويقوم محمد ممدوح بدور الأخ الأكبر بدلا من شكري سرحان، وأحمد مالك بدور الأخ الأصغر بدلا من أحمد رمزي، وستؤدي جميلة عوض دور الأخت بدلا من فاتن حمامة وأمينة خليل بدلا من نادية لطفي وفتحي عبد الوهاب بدلا مـن شـكري سرحـان.