الدوري الألماني ومصداقية التطور على المحك!

حجم الخط
0

يعيش بايرن ميونيخ حالة من الهيمنة الجديدة على الدوري الألماني، فبعد أن اختلت هذه السيطرة في السنوات الأخيرة بفضل شتوتغارت وفولفسبورغ وبوروسيا دورتموند، فإن الوضع الحالي يشير إلى عودة الحالة القديمة مع الدوري الألماني، «البطولة للبايرن إلا لو قرر إعارتها لآخرين».
ولا يمكن للبايرن أن يتعاطف مع خصومه، لأن هناك عمالقة يتربصون به في أوروبا ولن يرحموه بدورهم، ولا يريد أحد من الألمان وعشاق بطولتهم حتى لو كانوا مشجعين لفرق أخرى أن تعود الأيام السوداء للعملاق البافاري، لأن تلك الأيام ساهمت بانخفاض الاهتمام بالبوندسليغا بشكل عام، وعودة البايرن أعادت الدوري الألماني للواجهة خصوصاً في ما يتعلق بالتصنيف الرسمي الأوروبي والذي أعطى بلاد المانشافت البطاقة الرابعة في دوري أبطال أوروبا.
مصداقية التطور في الدوري الألماني لا يمكن قياسها على مسألة المنافسة المحلية، لأن البايرن لو كان في بطولات أخرى كبرى قادر على حسم اللقب والفوز به وربما بفارق نقاط كبير، لكن التطور يتم قياسه على المستوى الأوروبي، عندما تخوض 4 فرق المانية للمرة الثانية على التوالي دور الستة عشر بحالة خاصة لم يحققها في السنوات الأخيرة الكثير من البطولات المحلية، في حين يمثل فولفسبورغ وبوروسيا مونشنغلادباخ المانيا في بطولة الدوري الأوروبي.
بايرن ميونيخ يعد مرشحاً فوق العادة للتأهل عند مواجهة شاختار، في حين أن شالكه وإن لم يكن مطالباً بالتأهل أمام ريال مدريد حامل اللقب، فإن عليه تقديم أداء أفضل مما فعله الموسم الماضي، خصوصاً في ما يتعلق باللقاء على ملعبه، وسيكون بوروسيا دورتموند في اختبار معقد أمام يوفنتوس، في حين يملك باير ليفركوزن بعض الأمل وإن كان يواجه أتلتيكو مدريد وصيف النسخة الماضية.
ويحتاج فولفسبورغ لأن يكون في أفضل حالاته عندما يواجه سبورتينغ لشبونة في الدوري الأوروبي، في حين أن المؤمن بالكرة الجميلة بوروسيا مونشنغلادباخ يخوض مهمة صعبة للغاية أمام إشبيلية حامل اللقب، ولعل في هذه المواجهات مؤشر واضح إن كانت الفرق الألمانية متطورة ومشكلتها أن البايرن صعب على الجميع، بما في ذلك كبار أوروبا، أم أن الدوري فعلاً يعتمد على فريق واحد فقط.
6 مباريات خلال أسابيع، ستجعلنا نفهم فعلاً أين يقف الدوري الألماني، ولعله ليس صدفة أن يواجه دورتموند وليفركوزن أبطال الدوري الموسم الماضي في بلادهم، في حين يواجه مونشنغلادباخ وشالكه بطلي أوروبا، وفي حال أحسن الألمان، يجب أن تتوقف الكلمات السلبية عن البوندسليغا، وفي حال أخفقوا في معظم هذه الاختبارات… على عشاق البوندسليغا تحمل النقد!

محمد عواد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية