«الدولة» يهدد أمن بغداد ويخطط لشن عمليات انتحارية فيها

حجم الخط
0

بغداد – «القدس العربي»: تشهد العاصمة بغداد، إجراءات أمنية صارمة، من قبل قوات الأمن العراقية، حيث تنشر الأخيرة المئات من عناصرها في الشوارع الرئيسية، ومختلف الطرقات الحيوية قرب مراكز التسوق وأمام المباني العامة، فضلاً عن المتنزهات ودور العبادة، تحسبا لأي هجمات قد ينفذها مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.
ويأتي ذلك بعد ورود معلومات دقيقة حصلت عليها أجهزة الاستخبارات العراقية تفيد بأن عناصر التنظيم يخططون لاستهداف مركز العاصمة والأحياء الشيعية، وفقا ما أكد مصدر أمني عراقي خاص لـ»القدس العربي».
وقال المصدر، وهو ضابط في جهاز الأمن الوطني العراقي، رفض ذكر اسمه: إن «جميع الأجهزة الأمنية وضعت في حالة تأهب قصوى مع قرب نهاية أيام شهر رمضان وحلول عيد الفطر لتأمين سلامة المواطنين ولمنع عناصر تنظيم الدولة من اختراق أمن العاصمة وتكرار الهجمات الدموية بالسيارات المفخخة، والتي غالبا ما تستهدف المناطق ذات الأكثرية الشيعية لتعميق الشرخ الطائفي بين مكونات المجتمع العراقي».
وأضاف: «ما حصلنا عليه من معلومات استخباراتية تؤكد لنا بأن خلايا نائمة تابعة لتنظيم الدولة تخطط منذ أشهر عدة لتنفيذ هجمات بسيارات مفخخة وبعناصر يرتدون سترات ناسفة لاقتحام المراكز التجارية وتجمعات المواطنين لاستهدافهم خلال شهر رمضان وأيام العيد».
وبين أن «قوّات الشرطة الاتحادية التابعة لوزارة الداخلية، إضافة إلى جهازي الأمن الوطني والمخابرات، ومن خلال زج عناصر سرية بين المواطنين وكذلك عبر كاميرات المراقبة، يقومان بتنفيذ عمليات استباقية وحملات تفتيش وتمشيط لا تتوقف تستهدف مراكز التسوق وساحات وقوف العجلات ضمن قواطع المسوؤلية في مختلف مدن العاصمة، خاصة ساعات الذورة، والهدف التصدي لمنع أي هجوم قد يشنه التنظيم.»
وتابع أن «هذه الإجراءات والتشديد الأمني سيستمر حتى ما بعد انتهاء عيد الفطر»، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة «يشكل تهديدا حقيقيا لأمن العاصمة بغداد.»
وأوضح أن «خلايا الدولة تبحث عن ثغرات أمنية لإيجاد فرصة تمكنها من استهداف المناطق ذات الكثافة الشيعية في بغداد مجددا، وتكرار مجزرة الكرادة لإحداث الفوضى وإدخال العراق في حرب أهلية سُنية – شيعية». وكانت مديرية مكافحة الإجرام في بغداد، تمكنت من إلقاء القبض على عدد من المطلوبين بينهم متهمون بالإرهاب في العاصمة، وفق مذكرات قبض قضائية مختلفة. وقالت في بيان إن «التهم تنوعت بين قضايا القتل والخطف وانتحال صفة ضباط في أجهزة الأمن وجرائم السرقة والتسليب والابتزاز والتزوير، فضلاً عن تهم تتعلق بأشخاص مطلوبين وفق أحكام المادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب».
في الموازاة، أعلنت قيادة شرطة محافظة نينوى اعتقال 7 عناصر من تنظيم «الدولة» في مدينة الموصل، مركز المحافظة، خلال 24 ساعة الماضية.
وقال قائد شرطة نينوى، العميد الركن حمد نامس الجبوري، إن «فوج طوارئ الشرطة التاسع التابع للقيادة وبناءً على معلومات استخباراتية ألقى القبض على خمسة من عناصر داعش الصادرة بحقهم مذكرات».
وأضاف أن «فوج قوات الرد السريع الثاني (الداخلية) وبناء على معلومات استخباراتية، ألقت القبض على عنصرين تابعين لتنظيم الدولة مساء أول أمس» وأوضح أنه «تم القبض عليهم في مناطق تل الرمان والمأمون والزنجيلي والموصل الجديدة غربي الموصل وتقاطع السويس شرقي الموصل».
إلى ذلك، قال العقيد أحمد الجبوري، من قيادة عمليات نينوى (الجيش)، إن «جهاز الاستخبارات وبمساعدة الجهد الهندسي (تابع للجيش) تمكن من تفكيك عبوة ناسفة في شارع السايلو قرب حي المطاحن جنوب غربي الموصل».
وأوضح أنه «بعد التحقيق تبيّن أن العبوة ليست من مخلفات تنظيم الدولة بل تم وضعها حديثا من قبل خلايا تابعة للتنظيم». وتلاحق القوات العراقية، المشتبه في صلتهم بـ»الدولة»، واعتقلت آلافا منهم، منذ استعادة الموصل من التنظيم صيف 2017.
وأعلنت بغداد، في ديسمبر/ كانون أول الماضي، اكتمال استعادة الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم منذ صيف 2014، والتي مثلت ثلث مساحة العراق. لكن «الدولة» يمتلك خلايا نائمة في أرجاء العراق، وعاد إلى شن هجمات خاطفة، كما كان يفعل قبل 2014.

«الدولة» يهدد أمن بغداد ويخطط لشن عمليات انتحارية فيها
قيادة شرطة نينوى تعلن اعتقال 7 من التنظيم في الموصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية