نواكشوط – «القدس العربي»: جددت موريتانيا حكومة وشعبا أمس «دعمها للسلطة الفلسطينية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف»، داعية لإحلال سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة، يستند الى مبادرة السلام العربية ومبادئ مدريد وقواعد القانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة، ويصون حقوق اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، ويعيد لكل الأطراف العربية حقوقها المشروعة».
جاء التعبير عن هذا الموقف ضمن بيان مشترك توج زيارة للرئيس الفلسطيني محمود عباس لوضع حجر الأساس لسفارة فلسطين، ينهيها اليوم التقى خلالها مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية.
ودعا البيان المشترك «إلى تضافر جهود جميع أبناء الشعب الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، من أجل تعزيز الصمود في مواجهة الأوضاع الخطيرة والممارسات الإسرائيلية، أحادية الجانب والاعتداءات التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني». كما دعا «إلى تكريس الجهود كافة في سبيل وحدة الصف العربي، انطلاقا من وحدة الهدف والمصير، للتصدي لمختلف التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، والعمل على نشر ثقافة السلم والاعتدال والتسامح، ونبذ جميع أشكال الغلو والتطرف والعنف والكراهية، وتطوير آليات محاربة ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة».
وشدد الرئيسان في البيان المشترك «على ضرورة الالتزام بمعالجة الأزمات العربية بالطرق السلمية، ورفع التحديات التنموية وترسيخ قيم العدل والمساواة، وإعطاء المزيد من العناية لقضايا المرأة والشباب».
وأدرج البيان المشترك زيارة الرئيس الفلسطيني لموريتانيا ضمن «سعي الجانبين الموريتاني والفلسطيني لتعزيز علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين الجمهورية الاسلامية الموريتانية ودولة فلسطين، وفي إطار تجسيد الروابط الأخوية المتينة التي تجمع بين قيادتي البلدين وتكريسا لسنة التشاور القائمة بينهما».
وأجرى الرئيسان الفلسطيني والموريتاني مباحثات في جو من الأخوة والصداقة والتفاهم التام، أسفرت، حسب البيان، «عن ارتياحهما لجودة علاقات الأخوة والصداقة القائمة بين البلدين والشعبين الموريتاني والفلسطيني، وكذلك عن تصميمهما على القيام بكل ما من شأنه أن يعزز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين».
وأسفرت الزيارة عن توقيع ثلاث اتفاقيات تنشىء أولاها لجنة مشتركة للتعاون الفلسطيني الموريتاني، فيما تتعلق الثانية بمذكرة تفاهم وتنسيق للمواقف السياسية، وحددت الاتفاقية الثالثة إطارا مشتركا لتشجيع الحماية المتبادلة للاستثمار.
وأكد زياد أبو عمرو نائب رئيس الوزراء الفلسطيني في تصريحات للصحافة على «أهمية اتفاقية تعزيزالشراكة بين الحكومتين الموريتانية والفلسطينية خدمة للمصالح المشتركة، وهو التعزيز الذي ستشرف عليه لجنة وزارية تتعاطى مع كافة القضايا التي تهم الشعبين الفلسطيني والموريتاني وتهم الحكومتين». وقال «وقعنا اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات بين فلسطين وموريتانيا واتفاقية للشراكة السياسية حيث يتم التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بالقضايا السياسية على كافة المستويات، ونحن فخورون جدا بهذه الاتفاقيات وبهذه الزيارة ونتطلع لتعزيز علاقاتنا مع موريتانيا الشقيقة ذات المواقف المشرفة اتجاه القضية الفلسطينية ونحن نعرف ونقدر المواقف الموريتانية ومواقف الرئيس الموريتاني ودعمه المطلق للقضية الفلسطينية ولقضية القدس».
وفي نهاية الزيارة تبادل الرئيسان الموريتاني والفلسطيني التوشيحات حيث وشح الرئيس ولد عبد العزيز الرئيس عباس بوسام وشاح كبير وهو أرفع وسام في نظام الاستحقاق الوطني الموريتاني، كما وشح نظيره الموريتاني بالوسام الأكبر لدولة فلسطين.
وكانت زيارة الرئيس عباس لموريتانيا مناسبة لوضع حجر الأساس للمقر الجديد للسفارة الفلسطينية في نواكشوط الواقع في حي السفارات الجديد في مقاطعة تفرغ زينة شمال العاصمة الموريتانية.
ويحتل المقر مساحة قدرها 22 ألف متر مربع مهداة من الدولة الموريتانية لدولة فلسطين؛ ويضم المقر علاوة على مكاتب السفارة سكنا للسفير وأربعة للمستشارين وملحقات أخرى.
ورافق الرئيس الفلسطيني في هذه الزيارة إضافة الى ابو عمرو، نبيل ابو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة، والدكتور مجدي خالدي مستشار الرئيس للشؤون الديبلوماسية.
عبد الله مولود