بيروت- «القدس العربي»: للمرة الاولى منذ 3 سنوات غادر الرئيس اللبناني للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك بعد غياب قسري نتيجة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية. ويرافق الرئيس ميشال عون الى نيويورك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ووزير شؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول والوزير السابق الياس بو صعب. ويضم الوفد الرسمي أيضاً مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام والقائمة بأعمال السفارة اللبنانية في واشنطن كارلا جزّار.
وسيُشارك رئيس الجمهورية يوم غد الثلاثاء في جلسة افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. كما سيلبّي دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى حفل استقبال، إضافة إلى فطور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وسيعقد سلسلة لقاءات مع رؤساء دول وحكومات يجري حالياً ترتيب مواعيدها بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية.
وسيركّز الرئيس اللبناني في كلمته الخميس على الوضعين الداخلي والإقليمي بما في ذلك السوري والقضية الفلسطينية. وسيطرح في كلمته استراتيجية تتضمن رؤية لبنان لمعالجة ملفي النازحين وجعل لبنان مركزاً لحوار الحضارات انطلاقاً من «مقترحات عملية». كما سيتحدث عن التضحيات التي قدمها الجيش وآخرها الشهداء العسكريون.
وقبل مغادرته علّق الرئيس عون على التحذيرات التي اطلقها بعض السفارات حول عمل ارهابي مرتقب في لبنان فدعا اللبنانيين الى «اليقظة وعدم الانجرار وراء الشائعات او تردادها»، معتبراً «ان كل ذلك يأتي في سياق مبرمج لصرف الانظار عن الانجازات المحققة على طريق بناء الدولة».واضاف عون في بيان « تكثف في الآونة الاخيرة، اطلاق شائعات تستهدف ثقة المواطنين بمؤسساتهم، من زرع الشك باستقرار العملة الوطنية، الى اتهام بعض اركان الدولة بالفساد، الى استهداف الجيش في عز مواجهته مع الارهابيين، وصولاً الى نشر اجواء من الخوف والقلق عبر الحديث عن توقعات لعمليات ارهابية.ان كل ذلك يأتي في سياق مبرمج لصرف الانظار عن الانجازات المحققة على طريق بناء الدولة، وهذا الاسلوب صار مفضوحاً ويتكرر عند كل انجاز وطني كبير مثل الانتصار الذي تحقق على الارهاب، وذلك للتشكيك بالقدرة على بناء الدولة». واضاف «اني اذ انبّه اللبنانيين من هذا المخطط الهدام، ادعوهم الى اليقظة وعدم الانجرار وراء الشائعات او تردادها، ولتكن ثقتهم كبيرة بدولتهم ومؤسساتها كافة».
وفيما غادر عون الى نيويورك معززاً بنصر حققه الجيش اللبناني في جرود القاع ورأس بعلبك فإن الساحة الداخلية في لبنان لم تهدأ على خلفية من انتصر في معركة الجرود الجيش اللبناني أم حزب الله؟ إذ ان حزب الله ومناصريه لا يزالون يصادرون أي انتصار وفي هذا الاطار قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي «أن الانتصارات تتحقق من جرود عرسال إلى جرود رأس بعلبك إلى فك الحصار عن دير الزور، ولا ننسى الانتصار الإنساني المثالي النموذجي الذي حققناه باستعادة الأسير أحمد منير معتوق بالأمس القريب، فلقد قدمنا صورة للعالم الذين يفهمون وينصفون وينتمون إلى جنس الإنسان ونوعه الراقي، ليس للذين يكيدون ونسمعهم دائماً، بأننا لم نترك شاباً من شبابنا بين يدي التكفيريين، فقد أعدنا الذين كانوا بين يدي النصرة وداعش بالأسلوب والطريقة نفسها، فلماذا ترتفع عقائر البعض في لبنان من أصحاب الكيد ضد داعش ولا نسمع عقائرهم وهي ترفع ضد النصرة، فداعش كما النصرة على أيديها دماء الجيش اللبناني».
وفي اشارة ضمنية الى وزير الاتصالات جمال الجرّاح الذي تحدث عن دور للشيخ مصطفى الحجيري «أبو طاقية» في اطلاق عدد من العسكريين قال الموسوي «يجب أن نقول بوضوح، إن أي محاولة من أي وزير أو غير وزير لوضع الغطاء على بعض المتورطين في قتل العسكريين وأسرهم وخطفهم، لن يقبل من اللبنانيين إلا بالصد والرد، ولن نقبل أن يمد البعض عباءته بعنوان طائفي أو حزب ليحمي الذين خطفوا وسلموا جنودنا إلى التكفيريين، سواء كانوا النصرة أو داعش، ولن يكون هذا الأمر مقبولاً، فالمحاولة التي رأيناها بالأمس، هي محاولة إن لم تكن فاشلة كما هي، فنحن سنفشلها، وبالتالي يجب أن لا يحال بين السلطة القضائية وبين ملاحقة هؤلاء المتورطين مهما تكن أسماؤهم، لأنه ليس هناك طاقية فوق أحد تحمي أبو طاقية وغيره».
واضاف «إننا نتنعم بانتصاراتنا لأننا دفعنا ثمنها من دماء أهلنا وشبابنا، ويحق لنا أن نبتهج لهذه الانتصارات، وأما في لبنان، فإننا لا ننتظر من أعدائنا وخصومنا أن يشاركونا النصر، لأن الانتصارات التي نحققها، هي هزائم موصوفة لهم، لا سيما وأن مشروعهم كان إسقاط النظام في سوريا، وهم يرون اليوم بأم العين كيف يسقط مشروعهم، وكيف يهزم حلفاؤهم من النصرة وداعش وغيرهم الذين هم حلفاء لقوى سياسية لبنانية لم تجد بعد هزيمتها سوى أن ترفع صوتها بالنكد والكيد». وتابع: «آن الأوان للبعض في لبنان أن يستفيق من غفلته، لأن الوقائع باتت واضحة، فالذي لا يريد أن يسمع بأننا انتصرنا، عليه أن يسأل الأتراك هل نحن انتصرنا أم لا، وأن يسأل الروس ما دام أننا نحرص على الصداقة معهم، هل نحن انتصرنا أم لا، وبالتالي يجب أن يستيقظ من ما زال مدعياً النوم على حقيقة الوقائع السياسية والميدانية الجديدة، ولذلك لا إمكان للاستمرار بالتعنت غير السياسي في رفض إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع الشقيقة سوريا، فليس هناك مبرر لهذا الموضوع، ونحن والأخوة في حركة أمل ومعنا أكثر من نصف اللبنانيين تقريباً، نريد علاقات طيبة مع سوريا، فلماذا تمنعون هذه العلاقات، في حين أنكم تقيمون علاقات مع النظام السعودي التي لا ترضينا، ونحن نرى أنه من غير المناسب إقامة علاقة مع النظام السعودي الذي يرتكب الجرائم في اليمن، وسيصبح اسمه إذا استمر على هذا الأمر نظام ومملكة الكوليرا». وقال الموسوي «إن من حقنا أن نسعى إلى أن تتم ترجمة العلاقات مع سوريا عبر المؤسسات الدستورية، وهذا الموضوع يحكى فيه في المجلس النيابي، حيث أن هناك معادلة أخوة وتنسيق وتعاون، والمطلوب من مجلس الوزراء أن يحسم هذه النقطة، فالسياسة العامة للدولة كما ينص الدستور في المواد 17 و64 و65 يرسمها مجلس الوزراء، ونحن في مجلس الوزراء ونريد علاقة مع سوريا، فإذا قلتم إنها مسألة خلافية ولنتركها جانباً سنطالب بقطع العلاقات مع السعودية، لأنها مسألة خلافية أيضاً، وأما أن نبقي لجهة تقيم علاقاتها مثلما تريد مع الجانب السعودي، في حين أن هناك تياراً وجبهة واسعة في البلد تريد أفضل العلاقات مع سوريا، ونحن قد ردينا على ديماغوجية أحدهم الذي برز علينا كدونكيشوت ويقاتل طاحونة هواء ويدافع عن رئاسة الحكومة التي هي رئاسة حكومة لجميع اللبنانيين ولا يحق له أن يجعلها وقفاً طائفياً، وهذا غباء منه، لأنه يقلص موقعاً دستورياً ليجعله طائفياً، وما فعله يندرج تحت عنوان الخلق السياسي الذميم، وانعدام أخلاق حميدة في العمل السياسي لديه، لا سيما وأنه يستخدم التحريض الطائفي بمسألة سياسية ودستورية بامتياز، وهذه المحاولة الصبيانية لا تنفع مع نائب يفهم ما ينص عليه الدستور، وأن السياسة العامة للدولة توضع في مجلس الوزراء، وأن واجبه كنائب يحتم عليه دستوريا أن يرفع صوته حين يتجاوز أي مسؤول في أي موقع دستوري ما يعتبره النائب تجاوزاً للدستور، ولذلك نحن نطالب بأن يتولى مجلس الوزراء رسم سياسة الدولة في ما يتعلق بالعلاقات العربية، وليكن واضحاً موقفنا أين هو، فلبنان عربي الهوية والانتماء، ولكن العروبة لا تعني السعودة، بل إن أسوأ نموذج يمكن أن ينسب إلى العروبة هو السعودة، بينما العروبة هي ما يجمع هذه الشعوب المتعددة الانتماء العرقي إلى رسالة حضارية سامية».
سعد الياس