تعز ـ »القدس العربي»: التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس في العاصمة المؤقتة عدن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد بعد أن كان رفض اللقاء به في العاصمة السعودية الرياض الشهر الماضي إثر خلاف حول خريطة الطريق التي تبنتها الأمم المتحدة لحل الأزمة في اليمن.
وقال مصدر سياسي لـ(القدس العربي) ان «الرئيس هادي حاول في لقاء أمس أن يصحح منطلقات ومسارات خريطة الطريق التي تبنتها الأمم المتحدة ويقوم ولد الشيخ بمهمة تسويقها على أطراف النزاع في اليمن، وفي مقدمتهم الحكومة اليمنية والانقلابيين الحوثيين والرئيس السابق علي صالح».
وأضاف أن «هادي حاول أولا تصحيح وضعه السياسي في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة من خلال عودته إلى الداخل اليمني وعودة حكومته وكذا التصعيد العسكري في الجبهات ضد ميليشيا الانقلابيين، وبعدها أصرّ على اللقاء بالمبعوث الأممي في عدن التي اتخذها عاصمة مؤقتة لليمن من أجل التفاوض من منطلق قوي والتوصل إلى إحلال سلام عادل وشامل في اليمن».
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية ان الرئيس هادي التقى أمس في العاصمة المؤقتة عدن المبعوث الاممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ بحضور رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر «في إطار مساعي المبعوث الحميدة لبحث فرص السلام وآفاقها المتاحة والممكنة».
وأعلنت الوكالة الحكومية أن هادي سلم مبعوث الامم المتحدة ردا رسميا مكتوبا بموقف الحكومة اليمنية حيال خريطة الطريق وتفنيد بنودها المقدمة من المبعوث الأممي «بما يهدف إلى تصحيح المسار وانجاح مساعي السلام وفقا والمرجعيات المحددة».
وأشارت إلى أن الرئيس أكد في اللقاء على أن تحقيق السلام في اليمن لن يكون إلا «وفقا للمرجعيات المعلنة المتمثّلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة وفي مقدمتها القرار2216، انطلاقا من الحرص التام على السلام الجاد الذي لا يحمل في طياته بذور حرب قادمة وبما يؤسس لمستقبل آمن لليمن واجياله المقبلة».
وأوضح هادي أن محطات السلام المختلفة التي ذهب اليها وفد الحكومة اليمنية «للتشاور بنوايا صادقه نحو السلام استجابة لدعوات الامم المتحدة والمجتمع الدولي من رعاة التشاور والسلام والتي للأسف جوبهت بتعنت وصلف واستكبار من قبل الانقلابيين الحوثي وصالح الذين لا يعوّلون او يعيرون اهتماما للدماء اليمنية التي يسفكونها في عدوانهم السافر على اليمنيين من الأطفال والعزل الأبرياء».
وأضاف «ان اعمالهم وخطواتهم الانقلابية الاستفزازية في تواصل مستمر للمجتمع الدولي وقراراته وكذلك جهود ومساعي السلام لتعبر عن سلوك المليشيا والعصابات والتي يجب ان يقف امامها المجتمع الدولي بجدية لوضع حدا لغطرستها وهمجيتها التي لا تعي معنى ومفهوم السلام وانعكاساته على الشعب اليمني».
ونسبت الوكالة إلى ولد الشيخ تنديده بالخطوة التي اتخذها الانقلابيون الحوثيون عبر تشكيل حكومة في صنعاء والتي وصفها ولد الشيخ بأنها «تعد في الاتجاه المعاكس لمسار السلام»، والتي استنكرها المجتمع الدولي وآخرها بيان الخارجية الروسية.
واكد للرئيس اليمني على «حرص المجتمع الدولي لتحقيق السلام في اليمن المرتكز على المرجعيات المحددة المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الخوار الوطني والقرارات الاممية ذات الصلة ومنها القرار2216» وفقا للوكالة الحكومية.
في غضون ذلك ترأس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس اجتماعا استثنائيا للحكومة اليمنية في عدن بحضور رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر.
وذكرت المصادر الحكومية ناقش في هذا الاجتماع العديد من القضايا المتصلة بسير المواجهات والاعمال الميدانية في جبهات القتال لمواجهة ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بالاضافة إلى ما يتعلق بحياة المواطنين اليومية فيما يتعلق بالمعيشة والخدمات العامة والتنموية.
وأكد هادي على «ضرورة تلاحم الجهود لمواصلة الانتصار للوطن ودحر الانقلابيين من كل عزلة وموقع وبصورة رئيسية محافظة تعز التي تخوض معارك الشرف والصمود في وجه الغزاة الوافدين لتدمير المدينة وقتل وتهجير أبنائها».
واستعرض في هذا الاجتماع «مسارات السلام وآفاقه التي ذهبت اليها الحكومة في محطاتها المختلفة وتعاملها الايجابي خلال تلك المراحل تطلعا للسلام العادل الذي يحقن الدماء ويحفظ البلد ويستأنف مسار التحول وفقا والمرجعيات الضابطة المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والقرارات الاممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216».
وذكر أن «تعنت الانقلابيين وعدم رغبتهم في السلام يؤكد انهم لا يجيدون غير لغة الحرب والتدمير ولا يريدوا مغادرتها».
وذكر ولد الشيخ، أنه جاء برسالة من المجتمع الدولي؛ ممثلا في مجلس الأمن، والدول الـ 18 الراعية للتسوية السياسية في اليمن، «تؤكد أن الشرعية هي شرعية الرئيس هادي، وحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر».
وشدد على أنه «لن يكون هناك حل إلا بمشاركة الشرعية وجميع الأطراف على الطاولة».
وقال «سلمتني الحكومة ورقة ملاحظات حول خارطة الطريق الأممية، بهدف تصحيحها».
وعلم، من مصادر في فريق المبعوث الأممي، أنه سيتوجه إلى الكويت، في إطار جولته لحشد الدعم الاقليمي من أجل استئناف المشاورات.
وأكدت الكويت، سابقا، للمبعوث الأممي، استعدادها لاستقبال طرفي الأزمة اليمنية مجددا (استضافت مشاورات من 21 إبريل/نيسان، وحتى 6 آب/ أغسطس 2016) «من أجل توقيع اتفاق سلام وليس للتشاور».
وجاءت زيارة «ولد الشيخ» في ظل توتر العلاقة بين الأمم المتحدة والرئاسة اليمنية، بسبب خريطة الطريق، التي تهمش دور «هادي» وتمنح صلاحياته في الفترة المقبلة لنائب رئيس توافقي، حتى إجراء انتخابات رئاسية.
خالد الحمادي