رام الله – «القدس العربي»: استبدل الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس هيئة الأسرى والمحررين عيسى قراقع، بلجنة عليا لإدارة الهيئة، وسرت أنباء أن الأمر راجع لاعتراض قراقع على عمليات خصم رواتب أسرى غزة، وقطع مخصصات آخرين، حيث استبق الرجل القرار الرئاسي بمقال بعنوان «لن أعتذر».
وأصدر الرئيس عباس قرارا رئاسيا جديدا بتشكيل هذه اللجنة برئاسة قدري عمر أبو بكر، وعضوية كل من جمال حويل، وعبد الفتاح دولة، وفدوى العباسي، ومحمد حسن جبارين، وسليم الزريعي، وشريف عطا الله، وعبد الله أبو سمهدانة، وأحمد الصباح.
وجاء في نص القرار أن ذلك جاء «استنادا لأحكام النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولأحكام القانون الأساسي المعدل لسنة 2003م وتعديلاته، وبعد الاطلاع على القرار بقانون رقم (7) لسنة 2018م بشأن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وبناء على الصلاحيات المخولة لنا قانونا، وتحقيقا للمصلحة العامة».
وبذلك ينهي قراقع وهو أسير محرر من سجون الاحتلال، مهامه على رأس الهيئة التي تولى مسؤوليتها منذ أكثر من أربع سنوات، ومن قبل كان وزيرا لشؤون الأسرى، قبل تحويلها إلى هيئة تابعة لمنظمة التحرير.
وتردد في الشارع الفلسطيني أن أمر تشكيل الهيئة الجديد، راجع لخلافات مع قراقع، حول اعتراضه على شمول أسرى غزة وعوائلهم، بالقرار الذي تطبقه الحكومة الفلسطينية، والخاص باقتطاع أجزاء من رواتبهم على غرار موظفي السلطة، وكذلك لاعتراضه على وقف مخصصات بعض الأسرى الآخرين، الذين قرروا منذ أيام خوض إضراب عن الطعام.
وكتب مقالا قبل نشر القرار الرئاسي الجديد، وبعد أن أبلغ على ما يبدو بالقرار، عنوانه «لن أعتذر إلا لفادي أبو عيطة»، وهو أسير محرر، أصيب بمرض بعد إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية.
وجاء في المقال «الوحيد الذي سأعتذر له هو الاسير فادي ابو عطية، من سكان (مخيم) الأمعري (في رام الله ) الذي قضى 12 عاما في سجون الاحتلال وخاض إضرابا عن الطعام لمدة 41 يوما»، مشيرا إلى أن هذا الأسير أصبب بأضرار بالدماغ وفقدان الذاكرة.
وكتب في إحدى فقرات المقال «اعتذر لفادي أبو عطية الذي لم استطع على مدار 41 يوما من إضرابه مع ما يقارب 1000 أسير فلسطيني من إنقاذه، ووقف آلة البطش القمعية غير المسبوقة التي مورست بحق المضربين، الى درجة أن بعضهم كاد ان يفقد الحياة». وتابع «اعتذر لفادي أبو عطية لأنه كاد ان يموت هناك، كنا هنا في الشوارع وداخل خيام التضامن نصرخ معه ونتعذب دون ان نستطيع أن نفعل شيئا، لم يأتنا أحد لمساندتنا».
وكتب أيضا «أعتذر لفادي أبو عطية لأني لم استطع ان أقنع أي مسؤول بزيارته في البيت ورؤية أمه المقعدة المريضة، ولم استطع أن أقنع أحدا بأن ما يجري خلال الإضراب هو إطاحة رؤوس ورموز وطنية مناضلة وعظيمة».
وختم المقال بعبارة «لن اعتذر إلا لفادي أبو عطية، ولابنتي الجميلة المعاقة اسيل، ربما أهملتها كثيرا وانشغلت عن كلامها المتعثر وهي تبحث عني وتناديني».
وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى دودين، قد قال إن قرار إقالة قراقع يمثل «اعتداء صارخا على الأسرى»، معتبرا أن قرار إقالته راجع لـ «معارضته سياسة قطع رواتب الأسرى والمحررين». وأشار إلى أنه جرى استقبال الخبر باستغراب، شديد. ودعا دودين المسؤول الجديد عن الهيئة أبو بكر، لـ «الدفاع عن حقوق الأسرى، والعمل على وقف مجزرة قطع رواتبهم، والحذر من الوقوع في سياسة التمرير والتبرير للسياسات المشبوهة التي تستهدف أبطالنا في سجون الاحتلال».
When you will change your post Mr charismatic?
We have no more time for rest