بيروت ـ «القدس العربي»: في اليوم الثاني لزيارته لبنان حطّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة الثانية، حيث عقد جولة محادثات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري تناولت الأوضاع في القدس والنشاطات الاستيطانية وأهمية الوحدة الفلسطينية، إضافة الى ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المخيمات.
وبعد اللقاء أكد الرئيس بري أنه «من دواعي سروري ان نستقبل فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين في هذا اليوم في بيروت.. بيروت المدينة والعاصمة التي قاومت الجلاد الإسرائيلي 73 يوماً تحت الحصار عام 1982. وهذه الزيارة برأيي تأتي في الوقت المناسب وفي وقت مدروس قبيل القمة العربية التي ستنعقد في الأردن او الاتحاد البرلماني العربي الذي سيعقد مؤتمره في المغرب، كي يكون التنسيق دائماً وقائماً ولكن على الموضوع الاساسي، وكما قلت في طهران أكرر ان يكون الموضوع الأوحد موضوع فلسطين الذي يجمعنا لأن كل موضوع آخر يفرّق .هذا الأمر أكثر من ضروري ونأمل أيضاً بالنسبة للاجتماع الذي حصل في الشهر الماضي للجنة التنفيذية حول الوحدة الفلسطينية ان يأخذ مداه من الدرس أكثر فأكثر توصلاً الى نتائج نراها ان شاء الله تجمع للوحدة لأن بهذه الوحدة تشجيعا كبيرا لوحدة العرب والمسلمين حول فلسطين».
وقال الرئيس الفلسطيني «أنا سعيد جداً ان أكون هنا في لبنان هذا البلد العزيز على قلوبنا جميعاً، هذا البلد المناضل المجاهد عنوان النضال والحضارة والثقافة، البلد الذي تحمّل الكثير الكثير والذي ضحّى الكثير الكثير من أجل القضية الفلسطينية، البلد الذي لا يمكن ان ينساه الشعب الفلسطيني ابداً على مدى العقود كلها، ولا زال هذا البلد منارةً من أجل الدفاع عن قضية فلسطين. من هنا عندما نكون هنا نكون بين أهلنا وإخواننا لنقول لهم أنتم العنوان الأساس في النضال من أجل قضية فلسطين ولذلك لا بدّ ان نكون بينكم ولنتشاور ونتحاور ونتبادل الرأي في ما هو مستقبلنا .هناك أمور دولية كثيرة، هناك إدارة أمريكية جديدة، هناك انتخابات مختلفة في دول أوروبا، هناك القمة العربية، هناك اجتماعات برلمانية، هناك الوحدة الوطنية الفلسطينية التي احتضن لبنان أحد اجتماعاتها من أجل السير قدماً في هذه الوحدة . كل هذه القضايا هي عنوان لقاءاتنا وأحاديثنا «.
ومساء زار الرئيس عباس رئيس الحكومة سعد الحريري وبحث معه في التطورات ولبّى دعوته الى مأدبة عشاء. وفي مقر إقامته أجرى الرئيس الفلسطيني سلسلة لقاءات مع شخصيات ورؤساء أحزاب لبنانية، فالتقى الرئيس أمين الجميل ثم الرئيس ميشال سليمان.
وعبّر الجميّل عن «التقدير الكبير لكل الجهود والحكمة والشجاعة التي يظهرها الرئيس عباس دفاعاً عن قضيتنا جميعاً، القضية المركزية، القضية الفلسطينية. ونحن نشعر أن هناك تحسناً وتقدماً في فهم الرأي العام الدولي للقضية الفلسطينية. نحن نشاهد في العالم، بالأمس في أستراليا وقبل ذلك في أوروبا، هذا الدعم الشعبي المحلي للقضية الفلسطينية، فقد بدأت الناس في الخارج تشعر بأن هناك ظلماً في حق شعب، وهناك عدم تقدير لجهود دولة، ولذلك تداولنا كل هذا الوضع وكل ما يمكن ان نقوم به لدعم هذه المسيرة والقضية الفلسطينية هي قضية لبنانية بامتياز، وكلنا صف واحد لتحقيق أمانينا جميعاً في أن تقوم في الوقت القريب الدولة الفلسطينية الحرة السيدة وتشرف على الأماكن المقدسة وترعاها وتحقق ما يصبو اليه كل العرب في الكرامة والسلام».
وقال الرئيس سليمان: «تربطني بالرئيس الفلسطيني (ابو مازن) صداقة منذ ان كنت قائداً للجيش وخصوصاً بدأت العلاقة منذ عام 2007 إثر الأحداث المؤسفة في نهر البارد. وكان الرئيس الفلسطيني والسفارة الفلسطينية خير مساعد للجيش اللبناني بعدم تعريض اللبنانيين والفلسطينيين والعائلات الآمنة للأخطار، واستمرت العلاقة مع الرئيس الفلسطيني خلال ولايتي الرئيسية حيث زار لبنان أكثر من مرة والتقينا مرات عدة».وأضاف: «كان لي دور بارز في دعم القضية الفلسطينية وكنت من اشد المناصرين لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة. وأذكر الاجتماعات التي حصلت على هامش الجمعية العمومية واجتمعنا مع الرئيس الفلسطيني والرؤساء العرب، ولكن اليوم هناك قلق عارم عند الجميع حول فلسطين وموقف ترامب، أاعتقد انه نهائي، حول نقل السفارة الأمريكية الى تل ابيب وحل الدولتين وغض النظر عن الاستيطان. هذه أمور كلها مقلقة، وأعتقد ان هناك تغييراً في السياسة، ولكن العودة الى الماضي خطرة إذا تجددت لأننا نعلم ان العالم اليوم واقع بين قضيتين: الإرهاب والانعزال، ففي مقابل الإرهاب والتعصب هناك انعزال، وأكبر مثال على ذلك الدولة اليهودية من دون ان أذكر بريطانيا وكل ما يحصل في دول العالم من نزعات ضد العولمة والانفتاح».
والتقى الرئيس الفلسطيني رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال ارسلان الذي قال بعد اللقاء: «انطلاقاً من التاريخ النضالي لطائفة الموحدين الدروز بدعم قضية فلسطين، نرحب بفخامة الرئيس محمود عباس في بلده بين إخوانه وأهله. هناك تاريخ مشترك مع الإخوة الفلسطينيين ونحن كمزيج شعب واحد. لا نميّز أبداً في هذا الموضوع ولأبي مازن تاريخ في هذا البلد مع قيادات البلد، ونصرّ على تطوير وتمتين العلاقة مع الأخوة الفلسطينيين لما يمثلونه، وليس من الناحية العاطفية، وإن كانت تربط بيننا روابط عائلية واجتماعية وثقافية وتاريخية وجغرافية. لكن نحن مؤمنون بأن القضية الأم لاستقرار جدي في منطقة الشرق الأوسط تبدأ انطلاقتها بحل الموضوع الفلسطيني».أضاف: «كل ما نشهده من إرهاب تكفيري وما نشهده على أرض سوريا وعلى مستوى الأمة مما يسمى «الربيع العربي» وغيره، كل ذلك مرتبط ارتباطاً مباشراً بتضييع بوصلة العرب الحقيقية في موضوع الحق الفلسطيني السيد، الحر، المستقل في هذه الأمة، وبالتالي الإرهاب التكفيري».
ومن زوار الرئيس عباس وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم النائب غازي العريضي وعضو مجلس قيادة الحزب بهاء أبو كروم، النائبة بهية الحريري، الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان، والوزير السابق كريم بقرادوني وكمال شاتيلا.
سعد الياس