تونس ـ «القدس العربي» – من حسن سلمان: دعا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مواطنيه إلى المشاركة بكثافة في مسيرة دولية تنظمها البلاد ضد الإرهاب، فيما صادقت الحكومة على قانون مكافحة الإرهاب، في وقت اقتحمت فيه قوات مكافحة الإرهاب مبنى التلفزيون الحكومي لاعتقال موظف يشتبه في تورطه بهجوم باردو.
وقال السبسي في فيديو بعنوان «كلنا باردو يوم الأحد» نشرته الأربعاء الصفحة الرسمية للرئاسة على موقع فيسبوك «أتوجه بنداء لكل التونسيين شبابا وكبارا وصغارا كي يشاركوا في مسيرة الأحد (29 آذار/ مارس) كي يعبّروا عن قوة تونس وعزيمتها في مكافحة الإرهاب».
وأكد أن الهدف من هذه المسيرة هو تقديم رسالة للعالم تؤكد أن تونس ستواصل حربها ضد الإرهاب مع تمسكها بالإصلاحات السياسية لاستكمال المسيرة الانتقالية، وأضاف «إذا تحدثنا عن ربيع عربي فإن تونس ستكون أول هذا الربيع».
ويفترض أن يشارك في المسيرة التي تحتضنها العاصمة التونسية عدد كبير من قادة العالم، من بينهم الرئيسان الفرنسي فرانسوا هولاند والفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ورئيس المنظمة العالمية للسياحة طالب رفاعي وسواهم.
من جانب آخر، صادقت الحكومة التونسية الأربعاء على مشروع قانون مكافحة الإرهاب ومنع غسيل الأموال، وتم عرض المشروع على البرلمان الخميس، وفق ما أكد البيان الصادر عن الحكومة.
ويتضمن المشروع الجديد تعريف الجرائم الإرهابية بما ينسجم مع المواثيق الدوليّة التي تكفل التعاون الدولي في التصدّي لظاهرة الإرهاب، مع ضمان حماية الضحايا والشهود و»تكريس آليات خاصّة لضمان عدم استهدافهم من قبل العصابات الإرهابيّة دون أن تمسّ هذه الحماية ضمانات المحاكمة العادلة».
كما ينص أيضا على إحداث لجنة وطنيّة لمكافحة الإرهاب مكلفة بمتابعة تنفيذ التعهّدات الدوليّة واقتراح التدابير التي ينبغي اتّخاذها إزاء المشتبه في تورّطهم في الجرائم الإرهابيّة، وإعداد دراسة وطنيّة حول الجرائم الإرهابيّة وسبل التصدّي لها والوقاية منها.
وكان رئيس البرلمان محمد الناصر تعهد مؤخرا بالتعجيل في النظر بمشروعات قوانين مكافحة الإرهاب ومنع غسيل الأموال وحماية الأمنيين، مع تزايد الهجمات الإرهابية والتردي الأمني المستمر في البلاد.
ميدانيا، ذكرت مصادر خاصة من التلفزيون الحكومي التونسي لـ «القدس العربي» أن فرقة مكافحة الإرهاب قامت باقتحام المبنى واعتقال أحد التقنيين على خلفية الهجوم الإرهابي الأخير في باردو.
ورجحت احتمال تورط الموظف المذكور بعمليات إرهابية، مشيرة إلى أنه تم العثور بحوزته على مخططات دقيقة لمبنى التلفزيون التونسي، فيما أشارت مصادر إعلامية إلى أن الموظف ذاته حاول في وقت سابق السفر للقتال في سوريا، ولم يتم التأكد حول وجود علاقة للموظف المذكور بهجوم باردو.
فيما واصلت قوات الأمن تكثيف إجراءاتها في عدد من المدن التونسية، حيث اعتقلت خمسة وعشرين شخصا، بينهم متشددون، بتهم مختلفة كالسرقة والسطو وارتكاب أعمال عنف في مدينة بنزرت (شمال).
في وقت تواصلت فيه الشائعات الكاذبة حول هجمات إرهابية مزعومة، مع استمرار القلق في الشارع التونسي إثر هجوم باردو، حيث نفت مصادر أمنية ما ذكرته بعض وسائل الإعلام حول تبادل لإطلاق النار في حي «فطومة بورقيبة» المقابل للبرلمان، مشيرة إلى أن الأصوات التي تم سماعها ناتجة عن إطلاق ألعاب نارية مجهولة المصدر.
فيما نفى مدير أحد المراكز التجارية في الضاحية الشمالية للعاصمة وجود تعزيزات أمنية كبيرة حول المبنى، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق فقط بدعوة وزارة الداخلية إدارة المركز لتكثيف عمليات المراقبة داخل المبنى وخارجه واتخاذ الاحتياطات الأمنية تحسبا لأي طارئ.
°°° حاربوا الإرهاب لكن لا تحاربوا الربيع(…).