السبسي يدعو الشاهد إلى الاستقالة وينفي نيته إقصاء «النهضة» من المشهد التونسي

حجم الخط
2

تونس – «القدس العربي» : دعا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى تقديم استقالته أو التوجه للبرلمان لطلب تجديد الثقة، ونفى من جهة أخرى وجود نية لديه لإقصاء حركة النهضة من المشهد السياسي، كما رفض تأكيد أو نفي نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما استنكر سياسيون تونسيون «التلاعب» بالحوار الذي أجراه قائد السبسي مع قناة «نسمة» الخاصة، معتبرين أنه تم «توجيه» الحوار ليبدو وكأن الرئيس التونسي يقف مع طرف سياسي ضد آخر، وهو ما يسيء لدوره كشخصية وطنية جامعة لكل التونسيين، مدللين على ذلك بامتناع وسيلتي إعلام محليتين عن بث الحوار بعد رفض قناة «نسمة» منحها «النسخة الأصلية» من الحوار.
وخلال حوار بثته قناة «نسمة» مساء الأحد، قال السبسي «اذا استمر الوضع على ما هو عليه فان رئيس الحكومة يوسف الشاهد مطالب إما بالاستقالة أو الذهاب إلى البرلمان وطلب تجديد الثقة منه».
وأضاف مخاطبا الشاهد «إنسان في الحكم اليوم لا يجب أن يفكّر في 2019 بل يجب أن يفكر في النجاح الآن، لماذا يتنظر 2019»، مشيرا إلى أنه في حال عدم النجاح خلال العمل الحكومي، فعلى الشاهد ألا يفكر في الترشح للانتخابات المقبلة في 2019.
وطالب قائد السبسي، في السياق، السياسيين التونسيين إلى عدم استباق الأحداث ومطالبته بالكشف عن نيته الترشح من عدمه للانتخابات الرئاسية المُقبلة، مضيفا «أنا شخصيا لا أسمح لأحد أن يتناقش معي في هذه الحكاية (الترشح للرئاسة 2019)، ودستوريا يحق لي الترشح، وحينما تُفتح الترشحات سيعرف الناس ترشحي من عدمه، وليس هذا ما يقلق التونسيين بل ما يقلقهم هو العطش وانقطاع مياه الشرب والبطالة والفقر وغيرها”.
من جانب آخر، كشف قائد السبسي عن الاتفاق الذي أبرمه مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي خلال «اجتماع باريس» عام 2013، مشيرا إلى أن الطرفين اتفقا على أمرين مهمين يتلخصان بأن «مصلحة الدولة والوطن قبل مصلحة الأحزاب والأشخاص، فضلا عن الاتفاق على الالتحاق بالحوار الذي كان يجريه اتحاد الشغل وكانت الحركة ترفضه حينها»، مشيرا إلى أن الغنوشي أوفى بالتزامته فيما يدخل بالمشاركة في الحوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ونفى، في السياق نيته إقصاء حركة «النهضة» من المشهد السياسي، مضيفا «لا نريد ان نقصي النهضة الداعمة للحكومة او غيرها وانا اريد تجميع الجميع، والمحافظة على مساهمة الجميع – بما فيهم النهضة – مع ضرورة مواصلة التمشي الذي تم انتهاجه منذ انتخابات 2014».
وأثار حوار قائد السبسي جدلا كبيرا في تونس، حيث أعلنت قناة «الحوار التونسي» وإذاعة «موزاييك» رفضها بث الحوار بسبب عدم حصولها على «النسخة الأصلية» والكاملة من الحوار (تم اقتطاع 15 دقيقة من الحوار) من قناة «نسمة» صاحبة البث الحصري للحوار، حيث أكدت قناة «الحوار التونسي» أنها فضلت عدم بث الحوار بصيغته الحالية «حتى لا ندخل دون رغبة منا في صراعات سياسية ضيقة او في تصفية حسابات لا نريد الذخول فيها».
فيما اعتبر الصحبي بن فرج النائب عن كتلة «الحرة» أن الحوار «كان موجها وفيه إهانة لمقام رئاسة الجمهورية»، مشيرا إلى أن طريقة الحوار «أظهرت قائد السبسي وكأنه متهم في مكتب تحقيق أمام قاض»، وأضاف الإعلامي زياد الهاني «انسحاب إذاعة «موزاييك آف آم» وقناة الحوار التونسي من بث الحوار الخاص مع رئيس الدولة يوجه طعنة قاتلة لمصداقية هذا الحوار. عملية سطو إعلامية تسيء لرئيس الجمهورية كشخص وكمؤسسة وكدور وطني. بلادنا كلها أصبحت اليوم رهينة».
واكتفى غازي الشواشي رئيس حزب «التيار الديمقراطي» بوصف الحوار بأنه «مهزلة»، فيما دوّن الباحث سامي براهم «لا معنى للحديث عن رقابة أو فضيحة طالما زكّت رئاسة الجمهوريّة الحوار ونزّلته على صفحتها الرسميّة. الفضيحة في ترك القناة الوطنيّة العموميّة والقبول بالحوار على قناة خاصّة كانت على مدى أيّام محلّ انتقاد ولوم من طرف الجميع لما ارتكبته من تحريض وشحن وتوظيف للمرفق الإعلامي لخدمة أجندات مشبوهة تمسّ الأمن القومي».
وكتب عبد الوهاب الهاني رئيس حزب «المجد»: «الحل الذي اقترحه رئيس الجمهورية والقاضي بتقديم رئيس الحكومة لاستقالته أو عرض ثقة حكومته على البرلمان قد يساهم تقنيا وآنيا في حلحلة الأمر إلى خين لكنه لن يحل أزمة الحُكم الخانقة وسيدخل البلاد في مسرحية «من سيُمَرْمِدُ من؟» وفي نفق مُظلم من تصفيىة الحسابات وسياسة كَسْرِ العَظْم والتسريبات وحملات الشَّيطنة وتوظيف مقدُرات الدَّولة في حسم معارك انتخابية سابقة لأوانها لا طاقة لتونس بها وبتحمُّل أعبائها. على العقلاء في تونس، داخل الحُكم وخارجه، مُحاصرة النَّزيف والحيلولة دون تأثير الأوضاع الداخلية للتَّخَالُف الحاكم سلبيا على المصالح العُليا لتونس».
وكان سياسيون وإعلاميون انتقدوا قبول الرئيس التونسي إجراء حوار مع قناة «خارجة عن القانون»، على اعتبار أن قناة «نسمة» مصنّفة من قبل هيئة الاتصال السمعي والبصري (الهايكا) بأن غير قانونية، فيما اعتبر نوري اللجمي رئيس «الهايكا» أنه كان من الأفضل ألا يوافق قائد السبسي على الحوار مع قناة «نسمة» التي قال إنها تحولت إلى «خلية اتصالية تعمل لخدمة أجندة سياسية».

السبسي يدعو الشاهد إلى الاستقالة وينفي نيته إقصاء «النهضة» من المشهد التونسي
مراقبون يستنكرون «تلاعب» قناة خاصة بحواره وتوجيهه لضرب خصوم سياسيين
حسن سلمان:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صلاح الجزائر:

    شيخ بلغ من العمر عتية ، يأمر شاب دو كفائة بالاستقالة ، لا يحدث هدا التهريج الا عند الدول المتخلفة
    و رئيس فرنسا يحتفل مع لعبيه لا تكاد تميز بينه و بين الاعبين في السن

  2. يقول الحضرمي:

    للأسف الشديد، شيء مخجل جدا ان يطالب رئيس الجمهورية، الشاهد بالاستقالة او تجديد الثقة ، و كأنه يقف في صف ابنه حافظ.
    هل يريد حافظ الترشح لرئاسة الجمهورية؟ و من هو لكي يترشح ؟
    الامة التونسية لا تريد الرجوع للوراء، فإما ان يستمر الشاهد او يتنازل السيسي عن قيادة نداء تونس.

إشترك في قائمتنا البريدية