السعودية: المبايعة الالكترونية على «تويتر» بدلاً من صناديق الاقتراع

حجم الخط
1

لندن – «القدس العربي»: هيمنت التغيرات الأخيرة في السعودية على التداولات والنقاشات التي شهدتها شبكات التواصل الاجتماعي، فيما كانت الظاهرة الأكثر لفتاً للأنظار خلال الأيام الماضية هي أن شبكات التواصل، وخاصة «تويتر»، تحولت إلى منابر لمبايعة الملك وأولياء عهده في السعودية، لتكون «المبايعة الالكترونية» بديلاً عن صناديق الاقتراع.
وتحولت «المبايعة» على «تويتر» إلى ظاهرة خلال الأيام القليلة الماضية، بحسب ما رصدت «القدس العربي»، حيث انشغل عشرات الآلاف من النشطاء والمغردين على «تويتر» بمبايعة الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز، وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وسط نقاشات واسعة عن التغييرات التي شهدتها القيادة في الرياض.

مبايعة الوليد بن طلال

وأثارت مبايعة الأمير الوليد بن طلال اللغط الأكبر في المملكة، وشغلت أعداداً هائلة من السعوديين، حيث أعاد نشرها أكثر من 12 ألف ناشط، ولفتت أنظار نحو ستة آلاف آخرين، وتحولت إلى حديث السعوديين على «تويتر» طوال الأيام الماضية، فضلاً عن مئات التعليقات والأسئلة التي أثيرت حولها.
وجاء اللغط حول «المبايعة الالكترونية» التي قام بها الأمير الوليد بعد أن جاء فيها: «بايعتُ والدي سلمان بن عبد العزيز ملكاً، وبايعتُ والدي مقرن بن عبد العزيز ولياً للعهد، وهنأت أخي الأمير محمد بن نايف»، وهو ما فهــمه الكثـــيرون على أنــه رفـــض لمبايعة الأمير محمد بن نايف واحتجاج على توليه منصبه كولي لولي العهد.
كما أورد الأمير الوليد في التغريدة اسم المنصب الجديد لكل من الملك سلمان، والأمير مقرن، بينما اكتفى بالقول: «هنأتُ أخي الأمير محمد بن نايف»، دون أن يذكر بأنه ولي ولي العهد، فضلاً عن أن تغريدة الأمير الوليد بن طلال ضمت صورة ثنائية لكل من الملك سلمان وولي عهده الأمير مقرن دون أن يضع إلى جانبهم الأمير محمد بن نايف في إشارة أخرى واضحة على رفضه مبايعة الأمير محمد، كما يقول العديد من المغردين.
ورغم أن الأسئلة حول هذه التغريدة تدفقت بالمئات على الأمير الوليد بن طلال عبر التعليق على التغريدة ذاتها، إلا أن الأمير ظل صامتاً وترك الباب مفتوحاً أمام التكهنات.

العريفي يبايع على «تويتر»

وأعلن أنشط السعوديين على «تويتر» وأكثرهم تأثيراً على شبكات التواصل الاجتماعي الداعية المعروف محمد العريفي مبايعته للملك سلمان، وذلك على الرغم من أن الرجل كان قد أخلي سبيله من أحد السجون السعودية قبل فترة وجيزة فقط من وفاة الملك عبد الله.
وكتب العريفي على حسابه الشخصي في شبكة «تويتر»: «بسم الله أفتتح وسم: #الشعب_يبايع_الملك_سلمان_ونائبيه على كتاب الله وسنة نبيّه بالسمع والطاعة بالمعروف، ربّ احفظ أمننا وولاتنا ووحد صفنا».
واجتذبت حملة «المبايعة الالكترونية» التي أطلقها العريفي آلاف السعوديين الذين غردوا تحت الوسم ذاته، بين مبايع ومؤيد، أو معارض للمبايعة.
وكتب العريفي لاحقاً على «تويتر»: «قبل قليل بمجلس المبايعة رأيتُ وحدة الصف واجتماع الكلمة لولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز رب وفقه وبارك عمره وعمله»، وأضاف: «رأيتُ بمجلس المبايعة جموع الناس مقبلين على ولي العهد سمو الأمير مقرن مصافحين مبايعين تلهج ألسنتهم بالدعاء.. سرّني التآلف والشعور الواحد».

تغريدة مفاجئة للملك

وفاجأ الملك سلمان بن عبد العزيز السعوديين بتغريدة على «تويتر» في أعقاب توليه
الحكم في المملكة، حيث قال فيها: «أسألُ الله أن يوفقني لخدمة شعبنا العزيز وتحقيق آماله، وأن يحفظ لبلادنا وأمتنا الأمن والاستقرار، وأن يحميها من كل سوء ومكروه».
ولفتت التغريدة الملكية الأنظار على «تويتر»، وخطفت أنظار النشطاء، حيث اعتبر الكثيرون أن إطلالة الملك على السعوديين مباشرة عبر «تويتر» يمثل سابقة هامة.
وأعيد نشر التغريدة الملكية أكثر من ربع مليون مرة، فيما وضعها نحو 70 ألف شخص على «المفضلة» لديهم، وتحولت إلى موضوع للجدل والنقاش على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتمكن الملك الجديد من استقطاب مئات آلاف المتابعين الجدد على حسابه على «تويتر»، إلا أن إجمالي متابعيه حتى لحظة إعداد هذا التقرير بلغ 1.75 مليون شخص، بينما يبلغ عدد متابعي الشيخ العريفي -على سبيل المثال – عشرة أضعاف هذا العدد، إذ يتجاوز متابعو العريفي العشرة ملايين شخص.
لكن تقريراً لجريدة «وول ستريت جورنال» رصد الزيادة المضطردة في أعداد متابعي الملك سلمان على «تويتر» ليخلص إلى أن سرعة الزيادة في أعداد المتابعين لم يسبق أن شهدتها شبكة «تويتر» منذ تأسيسها، إذ تمكن من استقطاب نحو نصف مليون متابع خلال ساعات قليلة من توليه الحكم في السعودية.
ولفت تقرير الصحيفة إلى أن الملك الســـعــودي تفوق على الرئيس الأمريكي من حيــث الــشــهــرة والــشعبية الواسعة على شبكة «تويتر»، إذ أن باراك أوباما لم يتمكن من استقطاب هذه الأعداد الكبيرة من المتابعين خلال هذه المدة القياسية من الزمن.
وكان الملك سلمان بن عبدالعزيز قد دشن حسابه على الشبكة عندما كان ولياً للعهد، واستقطب الحساب عدداً كبيراً من المتابعين، فاقترب في الأيام الأولى من تدشينه يوم 23 شباط/فبراير 2013 من 200 ألف متابع، ثم أصبحوا مليوناً و200 ألف، قبل أن يسجلوا قفزة بأكثر من نصف مليون متابع فور توليه الحكم في المملكة.
يشار إلى أن تداول السلطة في السعودية يتم عبر نظام «البيعة»، حيث توجد هيئة بيعة خاصة، وهذه الهيئة تبايع الملك أولاً، قبل أن تدعو السعوديين إلى مبايعته كمرحلة ثانية، فيما لا تجرى في السعودية أية انتخابات سواء لاختيار الملك أو مجلس الشورى الذي يحل مكان البرلمان، كما لا توجد في السعودية نقابات مهنية ولا أحزاب سياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سعد العراق:

    على اساس ان المبايعة اوعدمها ستغير الملك او نظام الحكم او حتى اتجاهاته

إشترك في قائمتنا البريدية