بيروت – «القدس العربي»: عاش اللبنانيون في الساعات القليلة الماضية لحظات من الترقب بعد أنباء عن إقلاع طائرة الرئيس سعد الحريري الخاصة من الرياض متجهة الى بيروت، لكن هذه الطائرة لم يكن على متنها رئيس الحكومة المستقيل في وقت انتشرت أخبار في بيروت عن تحضير سعودي لمبايعة بهاء رفيق الحريري بدلاً من شقيقه سعد وعن اتصالات سعودية جرت مع العائلة وخصوصاً مع السيدة نازك الحريري والنائبة بهية الحريري لتسويق هذا الخيار، ولم تشمل هذه الاتصالات نادر الحريري مدير مكتب رئيس الحكومة.
وكان بهاء الحريري أطلّ أخيراً على المشهد السياسي من باب الانتخابات البلدية في طرابلس حيث أفيد أنه دعم لائحة الوزير السابق أشرف ريفي في مواجهة اللائحة الائتلافية المشكّلة من توافق الحريري وميقاتي وعدد من الشخصيات الطرابلسية. وأن بهاء كان معترضاً على دعم شقيقه سعد لجمال عيتاني لرئاسة بلدية بيروت ولاسيما أنه يتهم عيتاني بسوء الامانة.
انتخاب لا مبايعة
لكن الرد على هذه التسريبات سرعان ما جاءت من وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي أكد من دار الفتوى «أن اللبنانيين ليسوا قطيع غنم ولا قطعة أرض تنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر»، لافتاً الى أن «السياسة في لبنان تحكمها الانتخابات لا المبايعات».
واشار المشنوق الى أن «لبنان يعيش أزمة وطنية كبرى تستوجب التشاور الدائم مع سماحة المفتي دريان، والتفاهم على خطوات من أجل التلاقي على قاعدة تفاهم مشترك حول مستقبل الشأن الحكومي». ودعا إلى «انتظار عودة الرئيس الحريري لأنه هو الذي يقرر طبيعة المرحلة المقبلة، بالتشاور مع كل الرؤساء والقوى السياسية المعنية».
وعن الكلام الإعلامي عن تعيين بهاء الحريري رئيساً للحكومة قال «هذا الكلام دليل على جهل بطبيعة لبنان وطبيعة السياسة فيه، وليس دليلاً على أن هناك حديثاً جدياً عن هذا الموضوع، كما أننا لسنا قطيع غنم ولا قطعة أرض تنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر». وأضاف: «نحن انتخبنا الرئيس سعد الحريري باعتباره ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005، أما عام 2009 فقد انتخبه اللبنانيون باعتباره سعد الحريري، بتجربته وخبرته، بأخطائه وصوابه وبقدراته».
وأكدت كتلة المستقبل في بيان مقتضب بعد اجتماعها في بيت الوسط أن «عودة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية»، وشدّد الرئيس فؤاد السنيورة على ان «الكتلة تقف مع الحريري ووراء قيادته قلباً وقالباً وتواكبه في كل ما يقرره».
باسيل
وتعليقاً على استقالة الحريري من خارج لبنان، قال رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل «نحن في لبنان، اول ديمقراطية في هذا الشرق، كنا وسنبقى ونتباهى ان نقول بأننا دفعنا ثمناً غالياً للفراغ في البلد، لنأتي بحاكم يمثلنا، برئيس جمهورية ورئيس حكومة يمثلاننا». وأضاف في اشارة ضمنية الى ضغوط مورست على الحريري لتقديم استقالته «نحن اخترناهما ونحن نبقيهما ولا احد يزيلهما». هناك اناس يتباهون ويهددوننا بالخراب، ولكن ردّنا عليهم واحد، سلام ووحدة، هذا هو رد اللبنانيين لأن هذه هي طبيعتهم».
ووصفت «كتلة الوفاء للمقاومة» استقالة الحريري ب «الملتبسة»، ولفتت بعد اجتماعها الاسبوعي الى أنه «إزاء التطورات التي استجدت في البلاد منذ الاعلان المفاجئ من خارج البلاد عن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري وما اعقبها من تحركات ومواقف، درست الكتلة الامور من جوانبها كافة وخلصت الى ان كل المعطيات التي احاطت الاعلان المفاجئ لرئيس الحكومة اللبنانية عن استقالته من خارج البلاد، طرحت أسئلة كثيرة، يتطلب جلاء معطياتها تقديراً حكيماً مسؤولاً لمصلحة البلد». وأعلنت أن «الكتلة تؤيد وتدعم المنهجية التي اعتمدها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مقاربة الاستقالة الملتبسة، وتشدد على ضرورة حفظ الاستقرار السياسي والامني والنقدي في البلاد، وتدعو جميع اللبنانيين الى توخي الدقة في اطلاق المواقف والحذر من الشائعات التحريضية المغرضة والحفاظ على الهدوء، تسهيلاً للمساعي التي تتوخى معرفة الحيثيات والاسباب الحقيقية والقيام بالخطوات المطلوبة التي يقتضيها الموقف الوطني الصحيح».
وفي تطور على صلة بتداعيات استقالة الرئيس سعد الحريري، طلبت وزارة الخارجية السعودية من رعاياها الزائرين والمقيمين في لبنان مغادرة البلاد فوراً، ونصحت رعاياها بـ»عدم السفر إلى لبنان من أي وجهة دولية». ولفت وزير الدولة السعودي ثامر السبهان الى «ان كل الاجراءات المتخذة تباعاً هي في تصاعد مستمر وتشدد». وتأتي هذه الخطوة في سياق تصعيد المواجهة ضد الدولة اللبنانية ما لم تفك ارتباطها بحزب الله.
جعجع
ودافع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن استقالة الحريري والتوجهات السعودية بقوله « البعض ينظر إلى استقالة الحريري وكأنها بدأت الآن، وإنما هي نتيجة تراكم طويل عريض لمخالفات قام بها فريق 8 آذار وحزب الله.. كنت أشعر أن ذلك سيحصل لكني كنت أتساءل عن التوقيت».
وأشار إلى أن «السعودية قالت إنها قبلت بالتسوية لترتيب وضع لبنان وليس لوضع لبنان بيد إيران، لا يمكن أن نقبل بأن يكون لبنان في المحور الإيراني ولا في أي محور آخر». وشدد على «أن الحريري مستقيل فعلياً، والاستقالة كما حدثت علنية»، معتبراً «أن سعد الحريري قام بانتفاضة على الوضع غير السوي في البلد، إلا أنه أكد «أن الحريري سيعود عن استقالته في حال تراجع «حزب الله» عن سلوكياته، وانسحب من نزاعات المنطقة بحسب اتفاق الطائف».
سعد الياس:
” إلا أنه أكد «أن الحريري سيعود عن استقالته في حال تراجع «حزب الله» عن سلوكياته، وانسحب من نزاعات المنطقة بحسب اتفاق الطائف».” إهـ
الظاهر أن الإستقالة كانت كورقة ضغط على حزب حسن !
ولا حول ولا قوة الا بالله
مبروك للبنان على وحدته .مبروك لبيروت على انتصارها المسبق على دول الحصار الظالم.الحمدلله .لم يقعوا كما وقع غيرهم تحت وطاة (هبات الرز المجانية ) .انقلب السحر على الساحر .ارادوها فتنة .فكان الرد بالوحدة .والجواب الصادم جاء تماما من السنة اللبنانيين (.نحن لسنا قطيعا عند احد .) وللذي لا يعرف خبايا الامور .ان من ضمن غضب الرياض على السيد الحريري انه صرح في واشنطن .ان لبنان لن يعادي قطر .
بصرف النظر عن كون لبنان تحت رحمة الحزب اللبناني الطائفي إلا أن تعدي حكام السعودية بهذا الشكل السافر غير مقبول على الاطلاق.
إذا إرتضى اللبنانيون أن يسلموا رقبتهم للحزب الطائفي فهذا شأنهم و هم وحدهم من يحق لهم مواجهة حسن ذنب إيران.
ثم أين كان حكام السعودية منذ أكثر من 30 سنة عندما تأسس هذا الحزب الطائفي و بدأ يقوى شيئاً فشيئاً و أصبح قوة سيطرت على القرار اللبناني؟ كانوا مشغولون بملذاتهم الشخصية و التبذير على الترف و بعدما خذلوا الشعب السوري لم يعد هناك من يأمن لهم!!