على الرغم من تناول بعض وسائل الإعلام لحكم براءة مبارك، إلا أنني أرى أن التعاطي معه لم يرق إلى مستوى الحدث، بما يحيل إليه من مدلولات على مسار الأحداث منذ 25 يناير/كانون الثاني، وطبيعة المرحلة والسلطة السياسية الحاكمة الآن.
وإن كان أحد كبار الكتاب قد ذهب إلى حد وصف تلك السيرورة بـ»خديعة القرن» عوضاً عن «محاكمة القرن»، ففي قناعتي الشخصية أننا لم نر بعد النتيجة النهائية لذلك الحكم، خاصةً أن كثيراً من رموز حقبة مبارك لم يضحوا طليقي السراح فقط وإنما بدأ الحديث عن عودتهم للحياة العامة والسياسية، ولعل المثال الأبرز والأفقع على ذلك هو ملياردير الحديد أحمد عز، الذي يرى الكثيرون أنه أحد الأسباب الرئيسية في سقوط مبارك، نظراً لدوره المتعاظم في سنيه الأخيرة، الذي بلغ ذروته مع انتخابات مجلس شعب 2010 الكارثية.
ولئن كان هناك من يحلو له ويتصور أنه يستطيع أن يتجاهل أو يدير ظهره لتلك التطورات في الإعلام المضلل والمرتبط بأساطين المال بحبلٍ سري، فقد جاءت مطالبة هيكل الأخيرة للسيسي بـ»الثورة على نظامه» لتحرجه، إذ مهما حاول البعض تفنيد كلامه أو تسفيهه والتقليل من خطورته، بدعوى أنه لا يعدو كونه فضفضةً من قبل رجلٍ مسن يزعم أنه يعرف أكثر مما هو حقيقي، فإن السهم قد انطلق وأصاب هدفه في آذان الناس وعقولهم، مشيعاً القلق ومعضداً تساؤلاتٍ بدأت تطل برأسها في ظل حالةٍ لا جدال فيها من الوعي المتنامي لدى قطاعاتٍ متسعة من الجمهور.
ذلك لا ينفي بأي حالٍ أن تلك المقولة، وإن أثارت اللغط ومثلت إقراراً من رجلٍ له ثقله الفكري ويمتلك شخصيةً وحضوراً طاغيين، كالأستاذ هيكل بأن ثمة خللاً جليلاً وخطيراً في بنية النظام الحالي وأدائه، فما زالت مقولة مضللة، أو لنقل صيغت بأسلوبٍ خاطئٍ يعبر عن عقلية الرجل؛ ففي رأيي السؤال الصائب هو: هل يستطيع السيسي الثورة على نظامه؟ أم أنه ابنٌ بار لهذا النظام بانحيازاته؟ ألا يعيدنا ذلك إلى مقولات من عينة «الرئيس مناضل وشريف ومن حوله فاسدون» و»المجموعة الاشتراكية في السلطة» و»من حولك ينافقونك»؟
أعتقد أن السؤال بالطريقة التي طرحتها يرجح الإجابة الحتمية، وإني وإن كنت أدرك أننا لا نستطيع تناول الأشخاص والأحداث في المجال العام من منطلق الأسود والأبيض، بما في ذلك من تبسيطٍ مخل، إلا أننا لا نبالغ إذ نقرر أن السيسي ليس ثورةً على نظام مبارك ولا انحيازاته، ولا تصوراته ولا رؤاه، وإنما هو امتدادٌ من صلب النظام، بيد أن الفارق الأساسي أنه ضابطٌ منضبط يدرك أن مبارك في سنيه الأخيرة ارتكب العديد من الحماقات وترهل نظامه، ولعله على الأرجح يشارك سائر الضباط نقمتهم على مبارك، لتمكينه مجموعة من الصبية المتحلقين حول ابنه من تسيير البلد… لقد ظهر السيسي على مسرح الأحداث وفي ساحة الفعل في لحظةٍ حاسمة، منيت فيها الدولة والنظام بضربة موجعة زلزلتها، وعلى ذلك فهو يهدف أولاً وأخيراً لاستعادة هيبة تلك الدولة وتثبيت دعائمها؛ هو لم ينشق عن الفراغ ولم يظهر من العدم وإنما أفرزه ذلك النظام ودعمته بيروقراطيته وأجهزته الأمنية، لذا فمن السذاجة أو تخطي الواقع تصور أنه سينقلب على ذلك النظام، قد يستبدل مطبخاً بمطبخ، أما أن «يثور» فتلك مسألة بعيدة للغاية.
كما أن تلك الدعوة تسقط من حسبانها عاملاً مهماً: السيسي وصل إلى الكرسي مديناً لتحالفٍ إقليمي تتزعمه السعودية.
لقد بلغت شعبية السيسي ذروتها عشية نجاحه في الانتخابات، وقد حاول منذ البداية بناء مشروعية عن طريق القفز إلى الأمام بتبني مشروعاتٍ تبدو عملاقة، كقناة السويس الجديدة وضبط الأمن في الشارع. أدرك أن الجمهور المرهق أساساً أصابه الإعياء ويتوق لشيءٍ من الاستقرار والسكينة والشعور بالرضا عن النفس، فحاول توفير ذلك، لاسيما وأن ذلك يتوافق مع عقليته العسكرية ومزاجه، وهو يعلم قبل غيره أن النظام قد استثمر في خوف الناس من الفوضى وبث فيهم الرعب من تكرار سيناريو العراق وسوريا؛ إلا أن كل ذلك لا ينفي أن البلد به أزمةٌ سياسية بالأساس، هي التي تسببت في الثورة وما أعقبها، واعتماد الحل الأمني القديم لن يحلها، لأن المستجدات على الأرض مع كسر حاجز الخوف وتنامي الوعي لن تسمح بأي فرصة لنجاح ذلك الأسلوب الذي ثبت فشله الذريع.
إن أزمة السيسي الكبرى في كونه لن يستطيع (وعلى الأغلب لا يريد) التخلص من نظامه، لأنه يخشى أن ذلك قد يذهب به شخصياً… قد يغير الوجوه، أما النظام كانحياز اجتماعي واقتصادي فلا.
في ضوء ما سبق، نستطيع التعامل مع مقولة هيكل تلك، كونها تنبيها أو لفت نظر للسيسي، إلى أن الاعتماد على خوف الناس من التغيير بما قد يجلب من المزيد من الضرر وانعدام الاستقرار، خاصةً في ظروف الفوضى والتحلل الإقليمي وإعادة رسم الخرائط، بما أكسبته للسيسي من أهمية، ذلك الاعتماد مشفوعاً بقبضةٍ أمنيةٍ خانقة لن يحل المشكلة السياسية والتفاوتات، بل الفجوات الاقتصادية والاجتماعية لذلك المجتمع والبلد المأزوم بشدة التي أدت إلى تلك التشنجات الثورية؛ ربما لم يقلها هيكل صراحةً إلا أنه يتعين التسليم بأن هناك فشلاً سياسياً، ليس أدل عليه من براءة مبارك الذي حوكم ورجاله محاكماتٍ جنائية عوضاً عن ثورية.
هناك من يراهنون على سقوطٍ ورحيلٍ مبكرٍ للسيسي…لست منهم، لأن المتغيرات والأحداث على الأرض كثيرة وسريعة على الصعيدين الإقليمي والمحلي اللذين يعيشان حالةً من السيولة وتحور المعطيات المستمر، لا أراها تسمح بالتنبؤ بدقة بالقادم. الأكيد أن براءة مبارك كانت بمثابة صفعة للكثيرين وأن حالةً من التململ والترقب القلق آخذةٌ في الشيوع في أوساط قطاعاتٍ متسعة من الجمهور، خاصةً أولئك الذين رأوا في السيسي لسببٍ ما تمثيلاً وامتداداً واستمراراً للثورة، وقد بدأوا الآن يتساءلون عن معنى ما حدث ويحدث وجدواه.
٭ كاتب مصري
د. يحيى مصطفى كامل
الذين انتخبوا السيسي لا يتعدون 10% من الناخبين
والدليل لجان الانتخابات الفاضية خلال ثلاثة أيام
وكذلك الاعلام المصري نفسه تحدث عن هذا
السيسي جاء كمرحلة مؤقتة لعودة النظام السابق بكامل أركانه فقط لا غير
ولا حول ولا قوة الا بالله
اتق الله يا اخ داود في الارقام الوهمية التي لا أعلم من اين تأتى بها
“خديعة القرن” تكمن في الحالة المصرية بالإنقلاب الرجعي على الثورة الشبابية الشعبية، وليس في محاكمة مبارك، فهذا تُدينه شرور أعماله قبل الحكم الجنائي الرسمي ببرائته. أما عن مطالبة السيسي ب”الثورة على نظامه” فنقول، كلام كهذا حتى وإن كان مصدره شخصية بحجم هيكل يبقى مُعلقاً في الهواء إذا كان السيسي قد قبض الثمن، وهو الأرجح بل الواضح. يُؤسفنا أن نقول بأن أكثر المخدوعيين بل والمُغرر بهم والنادمون مُستقبلاً حيث لا ينفع الندم لدعمهم للإنقلاب المشؤوم، هم نفس القوميين العرب. لماذا نقول ذلك؟ نقوله لأنكم لو أمعنتم النظر بالجهات الرجعية المحلية والإقليمية والعالمية الحليفة للمشير السيسي في انقلابه على الشرعية الديمقراطية المنتخبة في البلاد، خاصة النظام السعودي، ستجدون بأننا على صواب، أم أنكم نسيتم بأن النظام المذكور ليس فقط من ألد أعداء النهج الديمقراطي، وإنما الأكثر عداوة لمشروع النهضة القومية العربية. يا تُرى، كيف طاوعت والأسوء لا زالت تطاوع النفس القومية العربية الثقة بالإنقلابيين والإعتماد عليهم لنصرة مشروعها؟! كيف؟! قد يكون أفضل جواب كامن في الكره التاريخي الدفين الأعمى لجماعة الإخوان المسلمين، وكأن الرئيس محمد مرسي كان قد جاء الى الحكم في حينه بقوة السلاح، وليس من خلال صوت الإرادة الشعبية المغدور به، وهو بالمناسبة ذات الصوت الذي كان سيخرج به الرئيس أيضاً في حالة فشله في أداء مهامه. للأسف، التحالف خاصة القومي مع القيادة العسكرية أدمى البلاد وضيع عليها فرصة التداول السلمي للسلطة الى أجل غير مُسمى، فالخلاص من حُكم العسكر ليس بالأمر الهين أطلاقاً.
مهما جرى من ظلم ،فان الانقلاب بالقوة العسكرية سوف يزول ،لان من ساعد السيسي كلنا لم ندرك الخديعة الكبرى وحلف الإيمان بالله من قبل السيسي انه لا يطمع في حكم مصر لا هو ولا العسكر وخداع الشعب كل هذا بان على حقيقته ان السيسي كان يلعب على الحبلين،والآن انكشف للجميع، فلا يحميه لا الجيش ولا العلام الكاذب،فالشعب ليس بمغفل ،وبعد براءة مبارك وأبناءه واحمد عز والعادلي وغيرهم،هذا اهانة لكل شعب مصر،ولذالك أتوقع ان الثورة قادمة وفي أسرع وقت،ان يناير قادم وبعنفوان ولا احد يستطيع توقيفه بعد اليوم،
مسألة خديعة القرن اطلقها الاستاذ هويدي وليست هي المشكلة بل عندما تسمع ان نظام مبارك افشل مشروع بنك الفقراء برياسة الوليد ودكتور محمد الفائز بجائزة نوبل لهذا المشروع تدرك ان خديعة القرن في القضاء علي الفقر والجهل والمرض ومشروع العلاج بالكفته خير شاهد
السلام عليكم
كل ما بني على باطل فهو باطل …ونظام الccوخريطة الطريق التي انتهجها ليس لها سكة تتماشى والمصريين فقد بنى اقلابه على :
1-خداع وانقلاب على رئيس منتخب بكل معايير الديمقراطية
2-خنق الحريات بكل انواعها وترك الابواق التي تهدم ولا تبني تصول وتجول في اتلبلاد مما يسبب احتقان يعود بالسلب على حكمه
3-الانتقام من الشعب المصري الذي قام بثورة 25 يناير بإطلاق صراح أكبر المفسدين لمصر من ابناء مبارك ووزير داخليته وهلمّ جر
4-الاعتماد على الحل الامني والقبضة الحديدية كعلاج لحل الازمة المفتعلة ضد تيار عريق لم يفكر ايّا من الرؤساء السابقين بحله أو حرمانه من النشاط
5-تسيب العدالة وجعلها محاكم سياسية أكثر منها عسكرية ممّا ولّد نفور من أي حكم صدر منها وبدأت الاصوات المحلية والاقليمية والدولية ترتفع للحد من نشاطها وأحكامها المشبوهة
ومن كل ما سبق ولم يذكر يشير الى نهاية ccقريبة وعلى ايدي دائرته التي احاطها بنفسه من دون دراية للسياسة العامة للمصريين قاطبة…
الحقيقة ان استغرب كيف ان دول الخليج وبالاخص السعودية تحارب الاخوان المسلمين وهي تدعي ان الاسلام دينها الرسمي الا اذا كانت متعاونة مع امريكا لمحاربة الاسلام كما اعلن بوش اللعين الحرب الصليبية وهي تتعاون معها لعدم بناء او القبول بدولة فلسطينية على ارض فلسطين لان ما يحصل من تصرف اسراءيل سواء في الضفة او تهويد القدس وتصرف اهلها وتخريب بيوتهم ولا نسمع اعتراضا ولا استنكارا لم يحصل في المسجد الاقصى من منع للصلاة وتهجم المتدينين على الاقصى ولذلك فهي ساعدت السيسي على قتل المسلمين في رابعة والنهضة والفتح ولم تستنكر وكاءنهم اعداء لها وللاسلام وامدتهم بالمال لمساعدته على السجن وقتل وسحق المعارضين فهل نعتبر ان حكام السعوديين يؤمنون بالاسلام ويطبقون الشريعة واية شريعة يطبقونها حين نعلم ان من شعبها ما يقارب مليونان فقير يعيشون في اشد الحاجة عدا عن اصحاب التاءمينات التي يحصلون على القليل ولا يكفيهم وكثير لا يجدون مسكنا ليتزوجون رغم وجود اموال فاءضة وزكاة تقدر بمليارات كما اعترفوا هم في ذلك فماذا يفعلون بها 000000