السيسي يتابع مع دولة شقيقة وصديقة البحث في عملية سياسية تجد مخرجا للشعب الليبي

حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي» : موضوعان مهمان سيطرا على الصحف الصادرة أمس الاثنين 25 أغسطس/آب، الأول هو استعراض القوة الذي قامت به الدولة لترسيخ هيبتها في تنفيذ القانون وفرضه، بأن أنزلت قوات كبيرة من الشرطة مدعومة بسيارات مدرعة ناقلة لجنود الجيش في شوارع وسط القاهرة، لإخلائها من الباعة الجائلين بعد أن احتلوها منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011، ونقلهم الى الموقع الجديد في مول الترجمان، على بعد خطوات من مبنى مؤسسة الأهرام، ثم تجهيز أرض وابور الثلج، على بعد خطوات أيضا من فندق هيلتون رمسيس، لنقل آخرين وإنهاء المشكلة تماما.. ولقيت العملية ارتياحا كبيرا لدى الناس.
أما الموضوع الثاني الذي يلي ذلك في الأهمية فكان اللقاء الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رؤساء مجالس وتحرير الصحف القومية والخاصة، وممثلي نقابة الصحافيين والمجلس الأعلى للصحافة، وأبرز الإشارات الواردة فيه أن مصر حصلت على مئتي مليون جنيه مساعدات من السعودية والإمارات والكويت في الأشهر العشرة الماضية، وأنها تخطط لرفع عبء الدعم البالغ ثلاثمئة مليار جنيه سنويا بعد أن تحقق زيادات في دخل المصريين. ونفى السيسي ما نشر عن قيام طائرات مصرية بضرب مواقع لإسلاميين متطرفين في طرابلس في ليبيا، وفهم البعض خطأ عباراته حتى الآن على أنها تعني احتمال التدخل في ما بعد ولم يربطوها بقوله:»نحن نتابع الموقف في ليبيا مع دولة شقيقة وصديقة ونبحث عن عملية سياسية تجد مخرجا للشعب الليبي ونائب رئيس البرلمان الليبي موجود في زيارة لمصر».
أيضا ابتعد السيسي عن أي انتقاد لحماس، مؤكدا سعي مصر لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على أراضي الرابع من يونيو/حزيران 1967. لكن اللافت هنا هو الموقف من قطر فإنه في الوقت الذي كان وزير الخارجية المصري في جدة لحضور اجتماع عربي ضم السعودية والإمارات والأردن وقطر لبحث الوضع في سوريا، وهو ما يعني بداية تعاون بين مصر وقطر أو اتفاق على رأي، فإنه في يوم الأحد نفسه، لمح الى مساندة قطر وتركيا للإخوان في مصر. وعلى كلٍ الأيام المقبلة ستكشف إن كان هناك تحسن أم المزيد من التدهور في العلاقات.
ومن الاخبار الاخرى المنشورة في الصحف، الإعلان عن مقتل أربعة عشر من التكفيريين في الشيخ زويد، وإلقاء القبض على المزيد من أعضاء كتيبة حلوان. كما نشرت الصحف عن تطورات الأوضاع في العراق وسوريا وتنظيم داعش.
وقد أخبرنا أمس في «المصري اليوم» زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم ـ ناصري ـ أنه شاهد ممثلا لأمريكا ولداعش في العراق يلعبان برأس مقطوعة كرة القدم. والى شيء من أشياء كثيرة لدينا.

سماسرة الانتخابات يجوبون
الشوارع لجمع بطاقات الرقم الوطني

ونبدأ بالخريطة السياسية واستمرار تحركات الأحزاب والحركات لتشكيل تحالفات تخوض بها انتخابات مجلس النواب، وبرزت على السطح مشكلة أصوات المرأة، التي أصبح تأثيرها في المشهد السياسي بارزا في الفترة الأخيرة ونشرت «الجمهورية» ـ قومية ـ يوم الخميس تحقيقا أعده زميلنا محمد مرسي جاء فيه: «الجمهورية الأسبوعي» رصد تحركات سماسرة الانتخابات الذين بدأوا يجوبون الشوارع والمنازل لجمع بطاقات الرقم القومي، لعرضها على المرشحين المقيمين، وفتح المزاد بينهم لمن يدفع أكثر في الصوت الانتخابي ليرسو عليه مزاد البطاقات. كما دخلت السيدات اللعبة بعد التصويت غير المسبوق للنساء في الدستور والانتخابات الرئاسية. طالبت السفيرة ميرفت التلاوي رئيسة المجلس القومي للمرأة، الناخبين بتحمل مسؤولياتهم في اختيار ممثليهم في مجلس النواب والتدقيق في شخصية المرشح وتاريخه وسمعته، بغض النظر عن أمواله، لأن الناخب يسدد الثمن في النهاية عندما يختار مرشح سيئ السمعة والأخلاق لأنه لم يدقق في الاختيار. المجلس سيرشح شخصيات وكوادر نسائية تمتلك خبرات وانجازات تؤهلها للفوز بالمقعد، من دون مجاملات أو تمييز. وتوقعت التلاوي حصد المرأة لما يقرب من 100 مقعد برلماني لتحطم رقما قياسيا بعد موقعها المشرف في الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية.
وقال محمود بدر رئيس حزب الحركة الشعبية «تمرد» ان الشباب الذين سيخوضون المعركة الانتخابية يواجهون تحديات ضخمة، أبرزها المال السياسي الذي كان يستخدمه نظاما المخلوع والمعزول، ويستعد لمواصلة دوره في الانتخابات القادمة باستخدام كافة وسائل الرشاوى لشراء الأصوات وتوزيع الزيت والسكر، خاصة في الدوائر الريفية والشعبية واستغلال الحالة للقفز الى مقاعد مجلس النواب.
كما أوضح عبد الغفار شكر رئيس حزب التيار الشعبي، أن النظام الانتخابي الذي منح الفردي 80٪ من المقاعد، سيزيد من تأثير المال على العملية الانتخابية، وستنحصر المواجهة بين رؤوس الأموال والبرامج الحزبية، وهنا سيختفي مبدأ تكافؤ الفرص بين الطرفين، خاصة أن أغلب المرشحين من فئة رجال الأعمال سيترشحون «مستقلين» لعدم تقيدهم ببرامج الأحزاب وسيحصدون الأصوات بالطريقة السابقة نفسها، عن طريق الرشاوى المالية والعينية من ثلاجات وغسالات وموبايلات».

المجلس القومي للمرأة يعتمد
الوجوه السابقة في الترشيح

وواصلت «الجمهورية» اهتمامها بالمرأة والانتخابات القادمة فنشرت يوم السبت تحقيقا لزميلتنا علا عبد الهادي عن الصراع الذي بدأ بين المجلس القومي للمرأة، الذي ترأسه الدكتورة ميرفت التلاوي وبين منظمة المرأة العربية التي ترأسها الدكتورة هدي بدران في ترشيح المرأة في القوائم، حيث خصص الدستور للمرأة ستة وخمسين مقعدا من بين مئة وعشرين مقعدا أي عشرين في المئة من عدد الأعضاء وجاء في التحقيق:»قالت مارغريت عازر البرلمانية السابقة والسياسية المعروفة، ان تدخل منظمات المجتمع المدني في ترشيح السيدات للبرلمان خطأ فادح «وكارثة « لا يمكن قبولها، لأن تلك المنظمات تتلقى تمويلات خارجية، وبالتالي تمويلها للنواب سواء سيدات أو رجالا يمثل خطرا على الدولة المصرية، فهي ليس لها علاقة بالعمل السياسي وفقا للقانون، وأن ذلك يمثل اعتداء على قيادات الأحزاب من النساء وتخالف القانون، والأمر نفسه ينطبق على تدخل المجلس القومي للمرأة محذرة التحالفات من الوقوع في ذلك الفخ الذي سنواجهه بكل حسم. وفي الوقت الذي تنفي فيه د. هدي بدران رئيسة رابطة المرأة العربية وجود أي صراعات على الترشيحات وأنها تحاول السيطرة على ترشح السيدات، وأن هناك لجنة تنسيقية بين المرشحات حتى لا يحدث تنافس بينهن على القوائم إلا أن الواقع ينفي ذلك.
وأكدت ابتسام أبو رحاب عضو مجلس الشورى السابق أن المجلس القومي للمرأة قام بترشيح مئة وسبعة وثلاثين سيدة للأحزاب التي يتم وضعها على القوائم والفردي. في المقابل انتقدت ناهد العاصمي مرشحة سابقة دور المجلس ووصفته بغير الملموس في الشارع، لاعتماده على الوجوه نفسها منذ عهد سوزان مبارك، ولا تسمع عنه سوى في وسائل الإعلام، بينما لا يوجد له أي تأثير إيجابي بين المواطنين».

رئيس حزب التجمع اليساري:
عمرو موسى يحظى بدعم الجميع

ويوم الأحد نشرت «الشروق» حديثا مع رئيس حزب التجمع اليساري سيد عبد العال، أجراه معه زميلنا محمد عنتر، أشار فيه الى الجبهة المصرية المكونة من أحزاب التجمع والحركة الوطنية برئاسة أحمد شفيق وجبهة مصر بلدي وحزب المؤتمر قال فيه:»الجبهة قررت تشكيل لجنة لحصر أسماء المرشحين على مستوى الجمهورية، وسيكون للأشخاص ذوي الشعبية الأكثر في دوائرهم أولوية الاختيار، إضافة الى عامل الكفاءة والخبرة وحسن السمعة، وسندفع بعدد من الخبراء في المجالات المختلفة على قوائمنا من أجل تشكيل برلمان قوي.
الجبهة ستنافس على كافة مقاعد البرلمان، سواء المخصصة للقائمة أو الفردي على مستوى الجمهورية. وحزب التجمع لديه ثمانون مرشحا وقد يقدم تنازلات ويخفض عدد مرشحيه من أجل تحقيق الصالح العام للدولة والجبهة في الوقت نفسه.
وعمرو موسى احد الشخصيات التي تحظى باتفاق الجميع على كفاءتها ومهاراتها السياسية، ولكن لم نطلب منه رسميا الانضمام الى الجبهة، وإذا أراد ذلك سيكون هناك ترحيب كبير بانضمامه من كافة الأحزاب. كما أن وجوده في البرلمان المقبل سيكون إضافة مهمة، وهو الشخصية التي ستدعمها الجبهة لرئاسة البرلمان. في حال ترشح عمرو موسي وفوزه في الانتخابات سندعمه لتولي رئاسة البرلمان، خاصة بعد نجاحه في إدارة لجنة الخمسين التي تم تكليفها بتعديل الدستور. وإذا حصلنا على أغلبية البرلمان سنضع عدة معايير لاختيار رئيس الحكومة وسيكون في مقدمتها الكفاءة والخبرة والقدرة على تطور أداء الحكومة والوزارات الخدمية وليس لدينا مانع من استمرار إبراهيم محلب في رئاسة الحكومة بشرط تنفيذ برنامج التحالف والالتزام بالوثيقة التي وقعتها الأحزاب المشكلة للجبهة».

ساويرس يريد حماية مصالحه

ونتحول الى المعركة المفاجئة التي اندلعت بين زميلنا وصديقنا رئيس مجلس ادارة تحرير جريدة «البوابة» الأسبوعية عبد الرحيم علي وبين رجل الأعمال خفيف الظل نجيب ساويرس، وأدت الى وقف برنامج «الصندوق الأسود» الذي كان يقدمه عبد الرحيم في قناة القاهرة والناس التي يملكها رجل الأعمال طارق نور. ونود أن نوضح أنه لا علاقة لنا بهذه المعركة من قريب أو بعيد، وإنما دورنا عرض أبرز ما نشر عنها، شأنها شأن أي معركة تحدث في الصحف وبدأها يوم الخميس في «الفجر» زميلنا محمد الباز مستشار الجريدة، وهو رئيس التحرير التنفيذي للبوابة بقوله:
«أتخذ ساويرس عبد الرحيم مستشارا له منذ عام 2008 يأخذ رأيه في كل ما يتعلق بشؤون الجماعات الإسلامية، وكان هناك عقد بينهما، فالعمل كان رسميا ولم يكن مجرد مجاملة بين الأصدقاء. قبل أن يعد عبد الرحيم علي برنامجه ويصبح على الهواء تحدث معه طارق نور طلب منه ألا يتحدث عن نجيب ساويرس من باب أنه يتبرع لصندوق « تحيا مصر»، وأنه يجب أن يدفع ما عليه لمصر، وكانت حجة طارق في ذلك أنه هو أيضا رجل أعمال وله شركاء رجال أعمال في القناة، ويعمل مع رجال أعمال كثيرين في مجال الإعلانات، وهو لا يريد أن يتبرع لصندوق «تحيا مصر»، وكل من يعرفهم من رجال الأعمال لا يريدون أن يتبرعوا، ولو تحدث عبد الرحيم عن هذه النقطة تحديدا فسوف يحرج طارق نور ورجاله. دخل عبد الرحيم على الهواء ولم يستطع أن يمنع نفسه من الحديث عن هذه النقطة تحديدا في التسجيلات الكثيرة التي حصل عليها منذ شهور. كانت هناك تسجيلات كثيرة ورد فيها اسم نجيب ساويرس هذا، غير مكالمات نجيب نفسه ومعظمها مع محمد البرادعي، وحتى يدلل عبد الرحيم على أن لديه الكثير عرض مكالمة مطولة دارت بين البرادعي و ساويرس أشار الى أنها كانت تمثل إساءة بالغة لقيادات المجلس العسكري.
لم يختلف ما قاله نجيب ساويرس في هذه المكالمة، وتاريخها 9 مارس/اذار 2012 عما قاله لعبد الرحيم علي في 14 فبراير/شباط 2012، أي قبلها بنحو شهر، كان ساويرس وقتها في لندن وعبد الرحيم في أمستردام تقابلا في باريس، عبد الرحيم يحمل رسالة من جهة سيادية خلاصتها ألا يدفع نجيب ساويرس شيئا للإخوان المسلمين فهم يبتزونه، كما أن ما سيدفعه لن يدخل الخزانة المصرية، وليس عليه إلا أن يصبر عدة شهور فقط بعدها لن يكون هناك إخوان مسلمون ويمكنه بعدها أن يعود الى مصر.
لم يلتفت ساويرس الى الرسالة ولم يقدر من أرسلوها له. قال انه لا يثق في الجيش المصري ولا يثق في الشعب المصري، وان السيسي إخوان وان الناس مضحوك عليها في مصر، وانه سيدفع للإخوان ما يريدونه لأنه يريد أن يحمي مصالحه».

فوبيا الفزع من الإخوان
وصلت إلى درجة الجنون

وفي يوم الخميس نفسه قال زميلنا في «الأهرام» أيمن المهدي:»هوس البعض بفوبيا الفزع من الإخوان وصل الى درجة من الجنون، حتى صار كل غاضب أو معارض أو مختلف منتميا ومتعاطفا وخلايا نائمة للجماعة! وآخر حالات الجنون هو اتهامهم رجل الأعمال نجيب ساويرس بأنه إخواني، لدرجة أنه مولهم وتحالف معهم وبسط إليهم يديه فصالوا وجالوا!
وليس غريبا الآن أن ترى كل من وقف ضد ثورة يناير/كانون الثاني إلا وانقلب على ساويرس، رغم أنه في الحقيقة كان قائد لواء معارضة الإخوان خارجيا قبل داخليا، وأنه أحد أركان إسقاطهم، وهو مسيحي علماني من المستحيل أن يقف في صفهم، ثم هو أحد الذين لاحقهم الإخوان ومنعوه من السفر هو وعائلته فمكثوا خارج البلاد حتى رحل أعداؤهم. والحقيقة أن هجوم الفلول لا يأتي إلا على خلفية معركة كلامية غير متكافئة نشبت بين رجل الأعمال وبين أحد مقدمي البرامج».
مكالمة تليفونية بين ساويرس والبرادعي حول السيسي

ونغادر «الأهرام» ونتجه الى «جمهورية» اليوم ذاته لنكون مع زميلنا وصديقنا رياض سيف النصر وقوله:»أوضح عبد الرحيم أن الشريط يتضمن مكالمة تليفونية بين البرادعي وساويرس، أجريت قبل ثورة يونيو/حزيران، وتتضمن المكالمة رأي ساويرس في وزير الحربية وقتها الفريق السيسي، الذي اختاره مرسي بديلا عن المشير طنطاوي، وقد توقع ساويرس، كما توقع أغلب المصريين، أن الوزير الجديد متعاطف مع الجماعة، خاصة أن الرجل كان يعمل مديرا للمخابرات الحربية وسجله لم يكن معروفا، ثم أثبتت الأحداث أن السيسي لا علاقة له بالإخوان وأنه وطني حتى النخاع ما دفع الملايين الى الرهان على زعامته لإنقاذ الوطن. يعلم عبد الرحيم علي منذ أن تشاركنا العمل في الأهالي في تسعينيات القرن الماضي أنني أقف في معسكر آخر غير معسكر ساويرس، ولكن خلافي السياسي معه لا يدفعني الى التشكيك في وطنيته أو أهمية دوره في التيار المدني. واختلافي مع عبد الرحيم يدور حول أمرين، الأول: أنه انتقد الكنيسة المصرية بحجة أنها تسمح لساويرس بالتحدث باسمها من دون مراعاة أن الجماعات الإرهابية تتلقف تصريحه لمواصلة الهجوم على الأقباط، علما بأن كراهيتهم لعبد الرحيم لا تقل عن حقدهم على ساويرس. ولم يترك العميل الهارب عمر عفيفي الفرصة تمر من دون أن يواصل سعيه لتخريب الجبهة الداخلية وإشعال الفتن الطائفية، ويتهم ساويرس بأنه يسعي لتقسيم مصر وإقامة دولة قبطية على أرضها».

أحد مقدمي البرامج التلفزيونية يخرج لسانه للدستور!

ومن «الجمهورية» الى «أخبار اليوم» يوم السبت وخفيف الظل زميلنا محمد عمر وقوله:»يقول الدستور الحالي: «للحياة الخاصة حرمة وهي مصونة لا تمس. وللمراسلات والمحادثات الهاتفية وغيرها حرمة وسريتها مكفولة ولا يجوز الاطلاع عليها أو مراقبتها إلا بأمر قضائي»، لكن النكتة قبل أن يتم الاستفتاء على هذا الدستور بأسبوعين وجدنا أحد مذيعي البرامج التلفزيونية يخرج «لسانه» ويلعب «صوابعه» للدستور ونصوصه بتاعة «الحرمة»، ويذيع علنا مكالمات تم تسجيلها «سرا» بين اثنين ممن يطلقان على نفسيهما صفة الـ»ناشطين السياسيين». ضاربا بكل «الحرمات» عرض الحائط تحت «تكأة» أنه يكشف لنا من تآمروا على البلد ويتلاعبون بمقدراته. ووقت أن أذيعت تسجيلات المحادثات الهاتفية «بتاعة» الناشطين لم يفتح واحد ممن وضعوا الدستور «بقه». مذيع التسجيلات لم ينزعج لأنه يعرف ان ما يكتب في الدستور مجرد كلام وورق. أما الواقع فشيء تاني خالص. وطالما أنه ومن أعطوه وسربوا له التسجيلات «ادرى بمصالح الدولة العليا ومؤتمنينه»، فليذهب الدستور وباللي عايزين الدولة تلتزم باللي فيه الى الجحيم، غير مدرك أنه مع تأمينه ليس في مأمن، ولن يكون و»ساعة الفأس ما تقع في الرأس»، ويصير المجلس القومي المنزعج والمندهش فقط على معرفة بصاحب التسجيلات، ومَن وراءها ستتم التضحية «بالمذيع» شر تضحية، لأنه ليس من المصلحة العليا للدولة ولا من مصلحة الدستور أن يعرف من الذين سربوا التسجيلات، وهذا دائما ما يحدث لكن لا أحد يقرأ التاريخ».

بعض الفضائيات أُنشئت للدفاع عن مصالح بعينها

وقال محمد عمر انه كان قد كتب هذا المقال من خمسة شهور وعلق قائلا ولكن مين يقرأ ومين يفهم، كما قالت زميلتنا الجميلة في مجلة «صباح الخير» كريمة كمال يوم الأحد في مقالها في «المصري اليوم»:»المعركة ليست بين عبد الرحيم علي وساويرس، المعركة في الحقيقة هي بين أتباع الدولة القديمة، وأعني أتباع دولة مبارك، وبين ثورة 25 يناير/كانون الثاني لكن كلا منهما ينحاز الى احد الطرفين بشكل ما أو يعمل له بشكل ما، كما هو حال عبد الرحيم علي، والدليل على ذلك أنه إذا كان عبد الرحيم علي يعمل في الفترة الأخيرة على شيء فهو يعمل على إثبات ان ثورة 25 يناير كانت مؤامرة محاكة ضد الوطن. لكن السؤال الآن ليس هو لماذا يستهدف عبد الرحيم علي ساويرس؟ لأن قصة «حتدفع .. حتدفع يا نجيب» التي أراد بها عبد الرحيم تصوير معركته مع ساويرس على أنها من أجل دفع رجال الأعمال للتبرع لمصر لا تنطلي على أحد، ولو كان طفلا صغيرا، كما أنها من ناحية أخري تسيئ بشدة للنظام الوليد لأنها تصوره كما لو كان يأتي ببلطجية لابتزاز رجال الأعمال لكي يتبرعوا. بينما الحقيقة التي لا يمكن أن تغيب عن كثيرين أن الفضائيات أنشئت أصلا لكي تدافع عن مصالح بعينها وهي ذات المصالح التي تركت عبد الرحيم علي يهلل ويفضح تسجيلات ضد أناس بعينهم، لا يمكن أن تكون قد وصلت إليه التسجيلات صدفة، واللعب على فكرة تشويه ثورة يناير هو لإعادة الحياة ليس لمبارك نفسه ولكن لدولته. المشكلة الحقيقية أن تصور القدرة على هدم يناير وبناء نظام مبارك من جديد يستند الى خطة مفضوحة تقوم على تشويه ثورة يناير وتصويرها على أنها مؤامرة وإعادة الحياة للمنظومة القديمة نفسها وهي الدولة البوليسية».

سر البغدادي في معتقل بوكا

وقبل ان ننتقل الى الفتاوى التي سننهي بها جولة اليوم، نلقي نظرة على مقال الكاتب حسام فتحي في «المصريون» عن سر البغدادي في معتقل بوكا يقول:»لم أشك أبدا ان من صنع «القاعدة» هو نفسه من أخرج «داعش» من جراب الحاوي! على الرغم من تضارب الآراء ووجهات النظر حول النشأة والتمويل والانتماء، كان ما يحيرني هو «ثقة» و«غرور» قائدها.. أمير المؤمنين وخليفة المسلمين أبوبكر البغدادي، قاطع الرؤوس ومشوه صورة الإسلام والمسلمين، لا حفظه الله ولا رعاه. وكأن الله أراد ان يؤكد قناعتي، فأرسل لي رجلا يؤكدها لي من دون أن يدري أو يقصد… لم ألتقه منذ اكثر من 10 سنوات، شاب عربي الجنسية تربطني صداقة قديمة بوالده الصحافي الشهير الذي هاجر الى الغرب منذ فترة طويلة، فانقطعت اخبار ابنه الشاب الذي فوجئت به بالأمس يسأل عني، فطلبت احضاره لمكتبي فورا، اكراما لوالده، وبعد السؤال عن والده وصحته، تطرقت الى مكان «اختفاء» الشاب نفسه طوال السنوات الطويلة الماضية، صمت قليلا.. ثم قال: هذا يا عمي ما جئت أسألك فيه النصيحة، فلم أسمع كلام أبي وعملت طوال السنوات العشر الماضية «مترجماً» مع الجيش الأمريكي في العراق، مكثت معهم في أكثر من موقع، وترجمت من وإلى الانكليزية لشخصيات عراقية وأمريكية كبيرة، وقضيت الوقت الأكبر من عملي في معسكر اعتقال «بوكا» الشهير الذي يسيطر عليه الأمريكان، في محيط مدينة «أم قصر» العراقية بالقرب من حدود العراق مع الكويت، الذي تحتفظ فيه القوات الأمريكية بأهم وأخطر السجناء العسكريين والسياسيين. .. لاحظ الرجل الامتعاض على وجهي عندما سمعت طبيعة عمله ومكانه، وقبل أن أعلق بادرني .. عمي أعرف ما ستقول عن التعاون مع الأمريكان، خصوصاً أثناء وجودهم في العراق، بل وداخل معتقل يديرونه في قلب دولة عربية، لكنها كانت فرصة عمل «مغرية» وقتها، وكنت شاباً صغير السن عديم التجربة، وكما قلت لك لم أستمع لنصيحة أبي، واليوم تركت العمل، ولديَّ الكثير مما رأيت وسمعت وترجمت، مما يؤرق ضميري ويثقل روحي.. وأقسم لك أنني رأيت بعيني رأس من يدعو نفسه الآن بـ«خليفة المسلمين وأمير المؤمنين أبوبكر البغدادي قبل أعوام»، وقد «استضيف» – ولا أقول سُجن – في معتقل «بوكا» الشهير، حيث كان يعامل معاملة خاصة جداً، ويقيم في غرفة مزودة بثلاجة وجهاز تكييف منفصل وتلفزيون وستالايت يربطه بالعالم، وهو ما لم يتوفر لمعتقل آخر أبداً. وكانت هناك تحذيرات مشددة من الاقتراب منه إلا لحاملي تصريحات أمنية رفيعة المستوى، وفجأة اختفى من المعتقل كما ظهر.. لنراه بعد ذلك أميراً للمؤمنين، وخليفة للمسلمين».. اكتفي بهذا القدر من شهادة الرجل الذي أقسم أنه رأى ذلك بعينيه، وعايشه بنفسه.. فهذا ما يهمني اطلاع قرائي عليه، وباقي الحديث كان شخصياً». .. لقد «كذب» الناطق الرسمي باسم الجيش الأمريكي في العراق عام 2007 عندما قال إن «البغدادي» شخصية وهمية، وأن «ممثلاً» كان يؤدي شخصيته في التسجيلات الصوتية.. في الوقت الذي كان الرجل قد خرج من معتقل «بوكا» الذي حل «ضيفا» معززاً مكرماً عليه، قبل أن يبدأ الطريق ليعمل «خليفة» أكثر دموية من أي خليفة عرفناه، ثم نجد من يصدق «خزعبلات» أن «داعش» والبغدادي ليسا صناعة مخابراتية. ابعد الله مصر عن شرور العملاء والخونة. وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء».  

الله تعالى في السماء فوق العرش فوق جميع خلقه

وأخيرا الى الفتاوى من صفحة – أنت تسأل والإسلام يجيب في «اللواء الإسلامي» التي يشرف عليها زميلنا عبد العزيز عبد الحليم وسؤال من سعدية السويفي ونجوى سيد إبراهيم وسعدية قنديل، وهن موظفات بوزارة الشؤون الاجتماعية قلن فيه يوم الخميس قبل السابق: ذكرت قصة في احدى الإذاعات تقول ان ولدا سأل أباه عن الله تعالى فأجاب الأب بأن الله موجود في كل مكان، ما الحكم الشرعي في مثل هذا الجواب؟ ورد على السؤال الشيخ علي الطهطاوي رئيس جمعية أهل القرآن والسنة، وهو رجل خفيف الظل وينشر صورته دائما وهو يبتسم قال:»هذا الجواب باطل وهو من كلام أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن سار في ركبهما، وهو قول الكثيرين من الشعب المصري. والصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة، أن الله تعالى في السماء فوق العرش فوق جميع خلقه، علمه في كل مكان كما دلت على ذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وإجماع سلف الأمة، كما قال الله تعالى «إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش» (الأعراف: 54). وكرر ذلك سبحانه وتعالى في ست آيات أخر من كتابه العزيز، ومعنى الاستواء عند أهل السنة هو العلو والارتفاع فوق العرش على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى.
كما قال الإمام مالك رضي الله عنه لما سئل عن ذلك الاستواء معلوم، والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. ان قول أهل البدع والضلال إن الله تعالى موجود في كل مكان من أبطل الباطل، وهو مذهب الحولية المبتدعة الضالة، بل هو كفر وضلال وتكذيب لله تعالى، وتكذيب لرسوله صلى الله عليه وسلم، في ما صح عنه من كون ربه تعالى في السماء مثل قوله «صلى الله عليه وسلم»: «يا جارية من ربك قالت الذي في السماء»، وأمر الرجل أن يعتقها. وقوله «صلى الله عليه وسلم»: لا تأمنوني وأنا أمين من في السماء!»، وكما جاء في أحاديث الإسراء والمعراج وغيرها. يا علماء مصر الأفاضل هل تعلمون أن تسعين في المئة من الشعب المصري يقولون ان الله تعالى في كل مكان، فهل الله تعالى المتنزه موجود معكم في دورة المياه حاشا لله تعالى؟ يا من تدعون أن الله تعالى في كل مكان أفيقوا من هذا الهبل وتوبوا الى الله تعالى وأنيبوا وقولوا للناس إن الله تعالى منزه عن هذه الخزعبلات والأكاذيب».

حسنين كروم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مقهور:

    هل حقا نتوقع من السعوديه ومن وقعوا في شراكها أن يقدموا حلا مشرفا؟

إشترك في قائمتنا البريدية