السيسي يربط مصير الوطن بمصيره… وعكاشة يكمل مسلسل أوبرا «فقاعات الصابون» الذي يقوم فيه بكل الأدوار

حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي» : حملت الصحف المصرية أمس الثلاثاء 29 ديسمبر/كانون الأول الكثير من الأخبار والموضوعات السياسية والاقتصادية المهمة.
ورغم ذلك لم تهتم بها الأغلبية التي لا تزال تركز اهتماماتها على أزمة مجلس إدارة النادي الأهلي، وما سيقدمه التلفزيون من برامج في ليلة رأس السنة الميلادية، خاصة أن اضطراب الأحوال الجوية والأزمة الاقتصادية ستجبرهم على البقاء في منازلهم، وتوفير مبالغ لقضاء إجازة نصف السنة الدراسية مع أبنائهم الطلاب في شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان، مستغلين التخفيضات الهائلة في الأسعار.
ومن بين اهتماماتهم الأخرى متابعة استمرار تقديم وزارة التموين والجيش السلع بالأسعار المخفضة، وكذلك توزيع آلاف الشقق الجديدة على الشباب. ولم تهتم الأغلبية بمتابعة ما حدث في الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والموارد المائية لمصر والسودان وإثيوبيا في العاصمة السودانية الخرطوم للاتفاق على حلول لمشكلة سد النهضة، ولا ما نشر عن المستشار عدلي منصور، وهو المرشح الأوفر حظا لتولي رئاسة مجلس النواب، بعد أن وافق على ذك خلال لقائه مع الرئيس، وبالتالي سيكون ضمن الثمانية والعشرين الذين سيعينهم الرئيس بحكم الدستور، أو استصلاح المليون ونصف المليون فدان بدءا من منطقة الفرافرة في الوادي الجديد جنوب مصر، أو استقبال وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد فائق لبحث حالة حقوق الإنسان واستكمالا لمقابلة فائق مع الرئيس منذ أيام.
وإلى بعض مما عندنا.

مصر ولاّدة وغنية بالقادرين النجباء

ونبدأ تقريرنا اليوم بردود الأفعال على واحدة من أهم القضايا وأخطرها التي تسبب فيها الرئيس السيسي نفسه، وكان هو محورها، ومع ذلك انتهت بسرعة مثل غيرها من القضايا الخطيرة التي تنفجر فجأة وتنتهي فجأة أيضا، من دون أن تترك أثرا في اتجاهات الرأي العام. ففي «المصريون» قال رئيس مجلس إدارتها وتحريرها زميلنا جمال سلطان يوم الأحد: «أتفهم أن يقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي تعهداته المستمرة بالحفاظ على الدولة المصرية وعلى مصالح الشعب المصري، وأنه لن يسمح أن تتحول مصر إلى الوضع الذي انتشر في بلدان أخرى مثل العراق وسوريا، أفهم ذلك وأتفهمه فتلك مسؤوليته كرئيس للدولة، وليس تطوعا أو فائض جهد، ولكن الذي لا أستطيع فهمه ولا قبوله هو ربط مصير مصر في كل ذلك بمصيره هو، أو بوجوده هو، أو ببقائه هو على رأس الدولة. هذا تصور ينبغي أن يزول من إفهام القيادات السياسية كافة، إذا كنا نفكر في بناء وطن جديد في عصر جديد في بيئة إنسانية وسياسية جديدة. ينبغي أن تتجاوز مصر مرحلة اختصار الوطن في شخص الرئيس، أو الحاكم أيا كان اسمه أو حتى تاريخه. مصر أكبر من أي شخص فيها ومصر أكبر من حاكمها وأبقى وأهم وأولى. وسيذهب السيسي ومن بعد السيسي كما ذهب من قبل السيسي جميعا وتبقى مصر، فهي ليست رهنا لشخص ولا معلقة على قدرات شخص ولا أسيرة لقرارات شخص. أرجو أن تنتهي تلك التلميحات من خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي المقبلة، لا يصح أن يروعنا بأنه إذا غاب ـ لسبب أو آخر ـ فإن البلد ستكون في كارثة والدنيا ستكون خرابا ويبابا، والوطن يصبح حريقا أو مزقا مشتتة. عليه أن يركز على أداء دوره وواجباته كرئيس للدولة، فإن شعر بأنه ـ لسبب أو لآخر ـ عاجز عن أداء دوره، أو أن الحمل أثقل من قدراته، فكل ما عليه أن يخلي السبيل أمام غيره لكي يتولى القيادة. وسنشكر له ذلك ونقدره، لأن هذا السلوك النبيل والديمقراطي هو وحده الذي يحمي وطنه ووحدته وأمنه وأمانه. وليكن على ثقة بوطنه وببلاده وقدراتها، بأن يوقن أن بلاده ولادة ووطنه غني بأبنائه النجباء والقادرين، فلم يكن أول حاكم يمر على هذا البلد ولن يكون الأخير».

حرب الشائعات وحالة اليأس المتحرك

وفي «أخبار» يوم الأحد نفسه قال زميلنا وصديقنا الأديب يوسف القعيد في مقاله الأسبوعي: «رأيت أن الرئيس جاء بإرادة شعبية ويتمتع بتأييد شعبي ربما لم نره منذ زمان جمال عبد الناصر – وهو من هو – وحتى الآن وأنا ألمس هذا في الشوارع وعلى المقاهي وفي المطاعم والأسواق، ومن خلال سائقي التاكسي الذي أستقله في مشاويري. ولا أبالغ أي مبالغة عندما أقول إن هناك حالة من الإجماع الشعبي على الرئيس السيسي: شخصاً وسلوكاً وأداء ورؤية وجهداً، يحاول من خلاله أن يفعل الممكن وأن يقارب المستحيل. أما أن يقول إنه سيمشي إذا أراد المصريون منه ذلك، فلنا وقفة مع هذا الكلام فكيف يريد المصريون هذا من رئيس أنقذهم من ظلام وغياهب وسرقات الإخوان؟ وحتي أن أراد المصريون هذا فكيف نعرف أن هذه إرادة جموع المصريين وليست رغبة فئة معينة أو جماعة بعينها؟ لأن هناك فارقا بين ما يريده الوطن وما تحاول فرضه مجموعة مهما كانت هذه المجموعة عدونا هو اليأس المتحرك الذي يشيعونه بيننا من خلال حرب الشائعات ونستجيب له ربما بحسن نية علينا مقاومته وأن نعمل بالإيجاب لا بالسلب وأن نتقدم ولا نقف في أماكننا».

الآلة الإعلامية الموجهة
إلى صدر الوطن سوف تقتلنا جميعا

وفي مقاله الأسبوعي في «الأخبار» أيضا في عدد الأحد نفسه، علق الدكتور أحمد درة قائلا: «المحزن والمقلق أيضا أن أرى كل هذه العلامات وهي تسيل من نظرات رئيس الجمهورية ومن نبراته همّاً وحزناً، لم أره أو أسمعه منه من قبل، فالظروف الداخلية والتركة المثقلة، بمن فيهم رجال الأعمال، هؤلاء الذين يلعبون دور شيلوك ومردوخ في آن، وهذه الأوضاع الإقليمية الخطيرة الحرجة حيث الأوطان التي تمزقت ليبيا وسوريا والعراق، وثرواتها التي تبددت، أفلا تذكرون كم كان عدد المصريين العاملين في العراق وليبيا؟ وكم عدد الأسر التي كانت تعيش على دخولهم؟ هيهات لهذا العهد اللين أن يعود، فالأخطار محدقة وتصاريف الدهر عاتية وطبول الحروب تدق ليل نهار. كانت كلمات قاسية أفزعتني وجعلتني أبيت ليلتي حائرا بين حجرتي وحجرات أولادي، أنظر إليهم وهم نائمون، أيدوم نومهم هذا في سلام؟ أم أن حربا أهلية سوف تعاود لتعصف بنا جميعا؟ وهل هناك من سبيل إلى أن يتفهم هؤلاء الذين يلعبون بالنار مقابل شحيح من المال يريدون أن يستردوه أضعافا مضاعفة، هل يدرك هؤلاء أن الوطن في خطر، وأن الآلة الإعلامية الموجهة إلى صدر الوطن سوف تقتلنا جميعا؟.

نظام مبارك الفاسد ما زال يعبث في البلد

أما زميلنا في «الأخبار» عاطف زيدان فكان رأيه في العدد ذاته عن نظام مبارك هو: «لقد قامت الثورة ضد نظام فاسد من رأسه إلى وزرائه وكبار مسؤوليه وأجهزته، التي لا تحل مشكلة ولا تقضي مصلحة للمواطنين إلا بالدفع أو بطلوع الروح. سقط رأس النظام، لكن جسده مازال يعيث في مصر تعقيدا وخرابا ودمارا، ما جعلنا بعد مرور ما يقرب من 5 أعوام على قيام ثورة يناير/كانون الثاني، نشعر بأن كل شيء كما هو، واضطر المواطنون للاستنجاد في كل صغيرة وكبيرة بالرئيس السيسي، الأمر يلزم الرئيس بتحرك جريء أقرب إلى الثورة لنسف البيروقراطية العفنة وتشكيل حكومة وأجهزة خدمية جديدة قادرة على حل مشاكل الناس حتى يشعر المواطنون أن مصر الجديدة جديدة فعلا».

الوزراء يتكلمون ولا يفعلون شيئا

هذا ما قاله عاطف أما زميله علاء عبد الهادي فقال: «الرئيس صادق في مساعيه ولعل الصدق هو أبرز سمات شخصية السيسي، منذ أن جاء مكلفا من قبل الشعب، الوزراء وأولو الأمر يتكلمون ولا يفعلون شيئا، ووصل الأمر برئيس الجمهورية إلى أن يقول لوزرائه إنه سيضطر أن يوقع بنفسه على القرارات والاتفاقيات، لأنه ليس خائفا ولا على رأسه بطحة، ولكن ليس هذا هو الحل يا ريس، الحل في الإطاحة بهؤلاء الوزراء الذين لا يدركون طبيعة مهامهم. نأتي لرجال الأعمال ستجد أن أغلبهم مدَّ نمو استثماراته الطبيعي، وبعضهم انسحب من السوق وذهب لدول مجاورة، لأن كل المؤتمرات تنتهي إلى لا شيء، ولأن البيروقراطية في مصر مازالت أقوى حتى من مؤسسة الرئاسة. الرئيس جمع رموز رجال الأعمال وقال لهم اشتغلوا ولا تخافوا ولكن يا ريس هناك من يتربص بهم خلف الأكمنة بعد أن يخرجوا من لقائك».

اختيارات خاطئة وبطء في اتخاذ القرارات وتخبط

وإذا تركنا «الأخبار» وتوجهنا إلى «الوطن» في يوم الأحد أيضا سنجد رئيس تحريرها زميلنا محمود مسلم يقول منزعجا مما سمعه من الرئيس: «لماذا قرر إطلاق هذا الكلام الذي أثار جدلاً كبيراً وإحباطاً لدى أنصاره وهم كثر: «لماذا قرر السيسي إطلاق هذا الكلام، الذي أثار جدلاً كبيراً وإحباطاً لدى أنصاره، وهم كثر: هل يحاول الرئيس شحن الهمم مرة أخرى، أو شحن بطاريات العمل لدى المصريين، أو دق ناقوس الخطر؟ أم هو جاد في ما يقول، وهل يعتقد الرئيس أن الناس تقيمه على أدائه فقط؟ فهو رجل مخلص، وطني، صادق، مؤدب، لا ينام إلا ساعتين، أما أن الشعب «وهذا حقه» يحمّله مسؤولية كل ما يحدث في مصر من أول تجاوزات الشرطة، تردي الأداء الحكومي، الفساد، التراجع الاقتصادي، الانتخابات ونتائجها، وحتى الانفلات الإعلامي. المشهد السياسي يعكس حالة «سيولة»، هناك اختيارات خاطئة وبطء في اتخاذ القرارات وتخبط، رغم النجاح الكبير في بعض الملفات، أبرزها: الكهرباء، الغاز، التسليح، قناة السويس، الطرق، ومع ذلك هناك تراجع في معدل ثقة الناس بالمستقبل، وأعتقد أن تلك الإشكالية تمثل التحدي الأكبر أمام الرئيس، ونظامه، فالشعب الذي استدعاه خوفاً من المستقبل يتمنى أن يطمئن إلى الغد، في ظل اضطرابات إقليمية ودولية غير مسبوقة، وهذا لن يتأتى إلا بخروج الرئيس لإعلان الحقائق كاملة، ليضع الجميع أمام مسؤولياته، وإنهاء التعامل بنظام حسن النوايا، وإعمال مبدأ الثواب والعقاب، وتوسيع دائرة اختيار القيادات، فلا مجال للزعم بأن لكل مرحلة رجالها، أو أن هناك تطويراً في الأداء، فمن قدموا الاختيارات باعوها للرئيس وقتها تحت شعارات الشباب والتنمية، والبعد عن الجنرالات، فجاءت النتيجة أسوأ مما يتخيل أحد.. ودفع الرئيس من شعبيته، بينما لم يحاسب أصحاب الأفكار والاختيارات الخاطئة.. على الرئيس السيسي أن يخرج للشعب، ليشرح الحقائق، وأين تقف مصر، وبماذا تحلم، وما المطلوب من الشعب، فهناك حالة من تضارب الأحلام، شباب يحلم بالمستحيل، وآخرون يعقدون مقارنات مع دول كبرى.. وأقلية تستوعب الواقع المر، وليعلم الرئيس أن قادة الشركات العالمية أصبحوا يكتفون بوضع الخطط، واختيار الكفاءات والإشراف على التنفيذ، ولا يتدخلون في كل التفاصيل».

نادية مراد: لن يقضي على «داعش» إلا الإسلام

ونظل مع الرئيس السيسي بسبب مقابلته الفتاة الإيزيدية نادية مراد التي ما أن أعلنت وهي في نيويورك عن رغبتها في مقابلته حتى سارع بتوجيه الدعوة لها واستقبالها والترحيب بها من مؤسسات الدولة. وقال عنها يوم الاثنين زميلنا في «الوطن» ورئيس تحريرها التنفيذي محمود الكردوسي في بروازه في الصفحة الأخيرة «كرباج»: «بكاء مر وقلوب تقطعت أوصالها: الإيزيدية نادية مراد طه تلاحق أشلاءها وتتحدث عن مأساتها مع «داعش». خلاص.. أتطهرنا.. استريحنا.. هدينا.. حد فينا تخيل أن نادية ابنته أو أخته أو خطيبته؟ حد فينا تخيل ممكن يأخد ثأره من مين بالضبط؟ نادية تقول: لن يقضي على «داعش» إلا الإسلام. حد فينا سأل: أي إسلام؟ نادية تقول: يغتصبوننا فرادى وجماعات. حد فينا سأل: من يحمي بنات مصر وسيداتها من هذا «التجريف الإنساني». الجيش طبعاً.. والكلام لبنات وستات 25 يناير/كانون الثاني»..

إسلامنا الحنيف اختطفه الدواعش

أيضا قال في يوم الاثنين نفسه زميلنا وصديقنا في «الأخبار» ورئيس المجلس الأعلى للصحافة جلال عارف في عموده اليومي «في الصميم» بعد أن مسح دمعتين فقط: «أبكتنا الفتاة الإيزيدية العراقية نادية مراد مرتين، وهي تتحدث مع الإعلامي عمرو أديب في برنامجه التلفزيوني ليلة أول من أمس، أبكتنا مرة على مأساتها ومأساة ألوف الإيزيديين وهم يتعرضون على أيدي أحط البشر من الدواعش للقتل والاغتصاب وامتهان كل ما هو إنساني فيهم. وأبكتنا مرة ثانية على إسلامنا الحنيف عندما يختطفه هؤلاء الأوباش ويرتكبون باسمه كل جرائمهم، ويعتبرون ما يفعلونه جهاداً في سبيل الله وانتصاراً لدينه الحق.!ولا شك أن الرئيس السيسي فعل خيراً بنا جميعاً وبالعرب والمسلمين حين استقبل الفتاة الإيزيدية، بعد يومين فقط من طلبها مقابلته ليقول لها ما نود جميعاً أن نقوله: ليس هذا هو الإسلام وليست هذه الممارسات الآثمة من خلق المسلمين، الذين يعرفون جيداً أن دينهم هو دين الرحمة والإخاء بين البشر.
ولعلها المصادفة هي التي جاءت بضحية أوباش الدواعش إلى مصر في هذه الأيام لترى صورة من الإسلام الحقيقي في دولة يتعانق فيها الاحتفال بمولد سيد البشر مع الاحتفال بمولد المسيح».

شيخ الأزهر يتعاطف مع الإيزيديين إنسانيا لا دينيا

وأمس الثلاثاء تعرض شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى هجوم في «المقال» من زميلنا أحمد رمضان الديباوي بسبب الفتاة الإيزيدية، رغم أنه استقبلها وأدان ما تعرضت له وغيرها من الإيزيديين وقال لها: الأزهر الشريف يواصل الليل بالنهار من أجل نشر الفكر الوسطي للإسلام، ومواجهة كل الانحرافات الفكرية وتفنيد مزاعم تنظيم «داعش» التي يستند إليها لتبرير أعماله الوحشية، التي لا تمت للدين الإسلامي بأي صلة أو سبب. ورغم كل ذلك لم يعجب هذا زميلنا أحمد رمضان فقال مهاجما الشيخ والأزهر: «استقبال حضرة مولانا الإمام تلك الفتاة إنما يأتي من باب الإنسانية لا غير، ذلك أن حضرة مولانا مهما قال من كلمات ومهما عبر عن أحاسيس إنسانية ومهما نطق لسانه بالشجب والتنديد بجرائم «داعش» فهو لا يستطيع التصريح علانية بما في داخل نفسه من وجهة نظر دينية إزاء عقائد الطائفة الإيزيدية، ذلك أنه يراها عقيدة باطلة ونِحلة ضالة، كالبهائية والبابية والقاديانية، وسائر الملل والنحل التي تغاير الإسلام وتتباين مع عقيدته، سواء بسواء كما هو عند تنظيم «داعش». فالإيزيديون كفار عند الأزهريين، كما عند «داعش»، لكن الأخير يمارس عمليا ما يقرؤونه في كتب تراث المسلمين من وجوب قتال كل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله، فيعصموا بذلك دماءهم وأموالهم وأعراضهم. أما الأزهريون فهم يقرؤون ويحفظون ذلك الكلام ويعلمونه لتلاميذهم في المعاهد والجامعات، ثم يأتي كبيرهم حضرة مولانا الإمام شيخ الأزهر ليعرب عن تعاطفه مع أولئك الإيزيدين والإيزيديات، بينما كتب الأزهر تغص بكل ما هو من أفعال «داعش»، بل أن حضرة مولانا عندما يقول للفتاة الإيزيدية الإسلام يقبل الآخر ويتعايش معه على أساس من المواطنة وفي إطار من التسامح والرحمة والسلام، لم يكن معبرا عما في كتب الأزهر، بل كان معبرا عن بروتوكول المقابلة والتعاطف الإعلامي ليس إلا».
«لِسَّه مجلس النواب مقلش يا هادي وطلع أحد أعضائه»

وأخيرا إلى المعركة التي تسبب فيها عضو مجلس النواب وصاحب قناة «الفراعين» الفضائية توفيق عكاشة بسبب تصريحاته التي هدد فيها بالاستقالة من عضوية المجلس ومغادرة مصر والإقامة في ألمانيا، بسبب تعنت الأمن معه للضغط على بعض الأعضاء لعدم الانضمام إلى التكتل الجديد من بعض المستقلين لتشكيل هيئة برلمانية.
وهو التصرف الذي أثار غضب زميلتنا الجميلة في «الأخبار» أماني ضرغام فقالت عنه يوم الاثنين في بروازها اليومي «مفروسة أوي»: «لِسَّه مجلس النواب مقلش يا هادي وطلع أحد أعضائه يهدد الحكومة ثم الدولة بطلبه اللجوء السياسي! مش معنى كده أن أنا مع الحكومة ضد النائب، لا سمح الله، ولكنني مع الحق والحق بيقول إن زي النائب ده ما بيتكلم على شاشة قناته الخاصة. من حقنا كشعب أن يطل علينا مسؤول حكومي يقول لنا الحقيقة، لأن الشائعات التي تقول إن النائب حصل على أرض في الحزام الأخضر لمدينة 6 أكتوبر منذ سنوات ثم وزعها على ألاضيش من أصدقائه ثم باع منها، وأخيرًا الدولة استردتها كلها، لا تخرج عن إطار الشائعات. نحن شعب لا تملأ أعيننا الآن إلا الحقيقة، لذلك لابد من رد فعل حقيقي سواء بأن النائب فعلا مهدد ومن حقه اللجوء السياسي، أو متهم ومن حقه التشريف ع البرش هو وألاضيشه اللي كسبوا ملايين من المتاجرة في أراضي الدول؟».

حركات عكاشة لن تنتهي

وفي «الوطن» قال زميلنا محمد فتحي في يوم الاثنين ذاته وعن توفيق عكاشة أيضا: «توفيق عكاشة أشهر مَن باس يد صفوت الشريف ليس مرة واحدة، بل مرتين وربنا أعلم بالباقي، هبط علينا من خلال القناة التي تساعده على إدارتها الحاجة والدته، وكان مثيراً للجدل وللضحك، وربما بسبب ذلك تجاهله البعض معتبرين أنه ظاهرة تنتهي، لكن جهازاً ما (بالتأكيد لا نقصد جهاز العروسين) رصد أنه يخاطب فئات من السواد الأعظم للشعب لا يصل إليها أحد، فقرر الاستعانة به ليكون رجل المرحلة، وهكذا وُلدت الأسطورة وأذكر أنني سألته وقتها عن الدكتوراه التي نالها فقال إنها في إدارة المؤسسات الإعلامية، وحين أخبرته أنني مهتم بقراءتها والحصول على نسخة قال: أصلها بالإنكليزي.. هبقى أدور عليها! وحين قامت 30 يونيو/حزيران قدم العكش نفسه بوصفه ثاني اثنين أنقذا مصر من الإخوان هو والسيسي، وحين اختارت الأجهزة أن تحذر الناس من حروب الجيل الرابع وقع اختيارها على الرجل الذي جعل الأمر مدعاة للسخرية لكنه وصل للشريحة التي يهتم بها كهنة المعبد الأمني في مصر… من بؤس المشهد وقتامته أن حركات عكاشة لن تنتهي، وأنه سيكمل مسلسل أوبرا فقاعات الصابون الذي يقوم فيه بكل الأدوار، وسيتراجع عن الاستقالة، وسيعلن أن ذلك بعد ضغط جماهيري وحتى يؤدي الأمانة، رغم أن استقالته غير قانونية وهو يعلم ذلك جيداً، ببساطة، لأنه لم يحلف اليمين بعد، لكن يا حركااااااته يا تكاااااااته يا اشتغالااااتتته..».

عكاشة يطلق القذائف والمفاجآت

أما أمس الثلاثاء فقال زميلنا في «الجمهورية» السيد البابلي ساخرا من رجل الأعمال خفيف الظل ومؤسس حزب «المصريين الأحرار» نجيب ساويرس واصفا إياه بالمرشد: « ومرشد مصر الجديد نجيب ساويرس علق على استضافة القناة المملوكة له «أون تي في» لتوفيق عكاشة قائلا: فاصل كوميدي وزلزال ضحك، حصريا على «أون تي في».
وسخرية ساويرس من عكاشة والنظر إلى ما يقوله على أنه نوع من التسلية والكوميديا لا يتناسب مع كونه مالكاً للقناة التي استضافت عكاشة.. ومن سوء حظ ساويرس أن الحلقة التي تحدث فيها عكاشة ربما شهدت أكثر حواراته جدية وإيضاحا للمواقف.. فعكاشة قد يكون مسليا أحيانا.. ولكنه يطلق الكثير من القذائف والمفاجآت أحيانا أخرى.. وهو الآن يخاطر بالكثير لينقذ القليل.. وهي مناورة صعبة ولكنها ليست مستحيلة».

تحالف أم طلقة «فشنك»؟

ومن بين القضايا التي اجتذبت اهتمام أعداد كبيرة من الكتاب والصحافيين والسياسيين ولم تجد لها صدى بين الناس وسرعان ما تلاشت، قضية التحالف الإسلامي الذي أعلنته السعودية وانضمت إليه مصر، ولقي معارضة شبه إجماعية كما قلنا ورفضا مطلقا للزج بالجيش في أي عملية خارج مصر، باستثناء الدفاع عن السعودية ودول الخليج، إذا ما تعرضت لأي عدوان، ورفضا مطلقا أيضا لأي تحالف بعيد عن العرب والعرب فقط، وعلى أساس قومي عربي لا ديني أو مذهبي. أما تحالف ديني ومذهبي سني كهذا فقال عنه يوم الخميس في «المصري اليوم» الكاتب أسامة غريب: «معظم الدول الإسلامية أعلنت أنها سمعت بانضمامها للتحالف في نشرة الأخبار، من دون أن يفاتحها أحد في الأمر، وحتى الدول التي بدت سعيدة ومرحبة بالموضوع أعلنت من دون مواربة أنها لا تنوي أن ترسل أي قوات خارج حدودها، ولا تعتزم المشاركة في القتال على أي جبهة، ما هذا يا قوم؟ هل هذا التحالف عبارة عن طلقة فشنك أُطلقت على سبيل الدعابة والهذر؟ اتحاد مكون من 34 دولة ليس من بينها دولة واحدة يتوفر فيها العلم بالموضوع وطبيعته وتبعاته وفوائده، وحتى السادة المرحبون لا يُظهرون الموافقة إلا طمعاً في المغانم، دون النية في المشاركة في القتال. إذن لنؤجل تحرير الأرض المحتلة حتى تتضح الصورة، لكن انتظر هناك نقطة غير واضحة في الموضوع: أين ليبيا وسوريا والعراق وإيران من الموضوع؟ أو ليست دولاً إسلامية؟».

أمين إسكندر: وجدنا أنفسنا في حلف صنع الإرهاب

ويوم الأحد أيضا شن صديقنا الكاتب والقيادي في حزب «حركة الكرامة» أمين إسكندر هجوما ضد الرئيس السيسي في مقال له في جريدة «المقال» قال فيه: «وجدت مصر نفسها تلعب مع قوى الرجعية لصالح مشاريع التفتيت والتقسيم المذهبي. ووجدت مصر نفسها في مواجهة عدو غير الكيان الصهيوني، وهو الإرهاب الإسلامي. ووجدت مصر نفسها صديقة للكيان الصهيوني عبر التنسيق الأمني الفائق. ووجدت نفسها في قلب الحلف الإسلامي المتآمر الذي كشفه عبد الناصر وعاد عبد الفتاح السيسي فاختار الانضمام له، وهكذا وجدنا أنفسنا في حلف صنع الإرهاب، الذي يدعي مقاومته، والحجة الواهية أن مصر تعاني مشكلات اقتصادية، ولن تستطيع أن تكون في دورها القيادي إلا بدعم الخليج، والمؤكد أن دور مصر المدعوم من الخليج لن يكون لصالح مصر أبدا، لذلك مصر هامشية الدور في زمن مبارك هي ذاتها مصر المنضمة للسعودية وبعض بلدان الخليج في مواجهة إيران والصراع مع المشروع الإيراني لصالح الولايات المتحدة الأمريكية والاستعمار، وكذلك لصالح وأد مشروع المقاومة في المنطقة، أي لا حديث عن فلسطين أو عن الجولان ولا عن دعم المقاومة».

التحالف الإسلامي شابه
عدم التنسيق والترتيب والإعداد الجيد

وفي يوم الأحد نفسه تعرض التحالف وكذلك السعودية إلى هجوم عنيف من الخبير العسكري محمود خلف في مقاله في مجلة «أكتوبر» الأسبوعية الحكومية. وخلف كان قائدا أسبق للحرس الجمهوري، وحاليا هو أستاذ في أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية ومما قاله: «أثار التحالف العسكري الإسلامي الذي أعلنت السعودية تأسيسه في 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري كثيرا من الجدل، وباعتباري متابعا بشكل جيد للملف العسكري والاستراتيجي في الشرق الأوسط تحفظت عليه منذ ظهور بيانه التأسيسي للنور. ولفتت نظري صياغة عباراته وبنوده وأهدافه. ويطرح التحالف الإسلامي تساؤلات مهمة أبرزها جدواه في ظل وجود تحالف عربي له أساس قانوني، لكن التحالف الإسلامي جاء بدون تمهيد وافتقد مقومات العمل الجماعي التي تقود إلى الأساس القانوني، كما أنه بدون استراتيجية واضحة المعالم. وعندما بحثت جيدا في الحيثيات التي استندت إليها السعودية في إطلاق هذا التحالف، وجدت أن مؤتمر القمة الإسلامي الأخير لم يحضره عدد كبير من الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي ما يعني أنه لم يكن هناك اتفاق أو إجماع على القرار. كما أن مؤتمر مجلس التعاون الخليجي الأخير الذي سبق إعلان تأسيس التحالف العسكري بأيام، لم يشر إلى التحالف. وكان الرد المصري على تشكيل التحالف العسكري الإسلامي «دبلوماسيا»، إذ رحبت مصر وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص مصر على دعم جميع الجهود العربية والدولية الرامية إلى مكافحة التطرف والحد من انتشاره وتجفيف منابع تمويله وتسليحه. وتوصلت إلى أن السعودية سعت لإعلان التحالف بعد اتفاق روسيا وأمريكا على قرار بشأن سوريا في مجلس الأمن، إذ أدركت الرياض أن القرار سيمرر بعد توافق القطبين ولن يكون هناك «فيتو» يعرقله. والسعودية لها طرح خاص لحل الأزمة مضمونها رحيل بشار أولا، وهو طرح أثبت فشله في دول عربية مثل العراق وليبيا، إذ أدى رحيل صدام والقذافي إلى تدمير البلدين الشقيقين. فالرئيس ترتبط به مؤسسات الدولة التي يجب أن تبقي حتى إيجاد البديل. وأرى أن إصرار السعودية على موقفها هذا التوقيت افتقد المرونة، فالسياسة الدولية تقبل مراجعة المواقف بناء على تطورات الأحداث. وأتساءل هل السعودية تملك آلية عسكرية لخوض حروب تحت لواء التحالف الإسلامي؟ الرياض تلقفت الفكرة من الأمريكان الذين اقترحوا تشكيل قوة عسكرية سنية ولكنه بتصوري ليس موقفا رسميا لواشنطن. مصر دولة كبيرة ولا تشارك في عمل عسكري تحت راية الدين. وبرأيي أن التحالف العسكري الإسلامي ولد مبتورا ولن نسمع عنه شيئا بعد ذلك. الأحداث تجاوزته ومجلس الأمن لم يذكر أي دور للسعودية في أزمة سوريا، رغم توقع الرياض أن يحدث تحالفها العسكري نوعا من الضغط تمرر من خلاله مقترحاتها، لذا فإن تحالف القوة العربية المشتركة كان مريحا كان منظما بينما التحالف الإسلامي شابه عدم التنسيق والترتيب والإعداد الجيد».

الجامعة العربية حملت وزر التآمر على دولنا

وعلى العموم فسرعان ما انهار هذا التحالف وتم دفنه سرا ومن دون سرادق لتلقي العزاء فيه، وفي أي تحالف ديني بعيد عن العروبة، بإعادة السعودية سفيرها في العراق والعمل على ملء الفراغ الذي تركه غياب البلاد العربية، ثم قرار مجلس جامعة الدول العربية بالإجماع تأييد شن العراق حملة ضد تركيا بسبب توغل قواتها في أراضيه وانتهاك سيادته ومطالبتها بسحب قواتها فورا، وتركيا عضو بارز في التحالف الإسلامي بينما العراق رفض الانضمام إليه. ورغم قرار الجامعة فإن زميلتنا الجميلة سناء السعيد هاجمتها في «الوفد» يوم الاثنين بقولها عنها: «الخميس الماضي أدان مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، متهما إياها بتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي. ويبدو أن الأمر اختلط على الجامعة فليست إيران هي التي لعبت دوراً تآمرياً ضد الدول العربية، وإنما الجامعة هي التي حملت هذا الوزر، فلن ننسى كيف أنها أعطت الغطاء والمصادقة لحلف الناتو لقصف ليبيا في مارس/آذار 2011 لقد فقدت الجامعة الحيادية والمهنية وخضعت للغرب، وظهرت مجرد ديكور وتكفي قراراتها الورقية، عجزت عن حل الأزمات في المنطقة بعد أن رهنت مواقفها بالقوى المادية، فزادت الأزمات، استبدلت الصراع العربي الصهيوني بصراع وهمي مع إيران. وإذا كان الفزع قد انتابها من سعى إيران لملء الفراغ في المنطقة فيتعين عليها أن تسعى بدورها لملء الفراغ بقرارات ومواقف عملية تقطع بواسطتها الطريق على إيران».

بابا نويل.. رجع لي ماما!

ومن الجامعة العربية وإيران وليبيا إلى سوريا وبابا نويل والعام الجديد حيث أخبرنا أمس الثلاثاء زميلنا الرسام في «الجمهورية» تاج أنه شاهد بابا نويل وطفل سوري يبكي وهو يقدم له صورة أمه سوريا ويقول له:
– هديتك لي يا بابا نويل ترجع لي ماما علشان أبطل بكاء وعويل.

حسنين كروم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية