السيسي يناقش مع رئيس المؤتمر اليهودي «مكافحة التطرف»

حجم الخط
1

غزة ـ «القدس العربي» ـ من أشرف الهور: أكد مقربون من محمد دحلان، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني المفصول من حركة فتح والمتهم بالفساد المالي وغيره، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبله في القصر الجمهوري، وناقش معه مجمل الأوضاع الفلسطينية بشكل عام، ومعبر رفح الفاصل بين قطاع غزة ومصر بشكل خاص، في ظل معاناة المواطنين. ووعد السيسي في اللقاء بتقديم «بوادر إيجابية» بشأن المعبر.
في هذا السياق اعلن أمس عن فتح المعبر لثلاثة أيام ابتداء من غد الثلاثاء، لكن هذا الإعلان جاء في بيان صادر عن سفارة فلسطين في القاهرة. وجاء في إعلان السفارة أن المعبر سيفتح «لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم الثلاثاء وحتى الخميس في كلا الاتجاهين على أن يخصص اليوم الأول لمرور الطلاب.»
وقال سفيان أبو زايدة وهو من الشخصيات المقربة جدا من دحلان إن الأخير أكد له في اتصال هاتفي صحة اللقاء. وأشار إلى أن دحلان أوضح له أنه والرئيس السيسي ناقشا ملف معبر رفح، «وما يعانيه أهلنا في القطاع الحبيب نتيجة إغلاقه شبه الدائم».
وتوقعت مصادر مقربة من دحلان موجودة حاليا في العاصمة المصرية القاهرة في تصريحات لـ «القدس العربي» أن تظهر هذه التطورات والأمور خلال أيام. وحسب هذه المصادر فإن معبر رفح لن يفتح بشكل دائم، وإنما سيفتح لعدة أيام في الشهر لسفر الحالات الإنسانية وأصحاب الإقامات في الخارج والطلبة والمرضى، لكن بوتيرة أكبر وأسرع من المرات السابقة، تضمن «حل الوضع الإنساني المتفاقم في غزة».
وسألت «القدس العربي» المصادر المقربة من دحلان، عن الصفة التي حملها دحلان خلال لقائه بالرئيس المصري، فقالت إنه التقاه بصفته «قائدا فلسطينيا، وعضوا منتخبا في المجلس التشريعي». وأضافت أن ما جرى لم يحمل أي صفة اتفاق، كون أن دحلان غير مخول بعقد اتفاقيات، وأنه أي دحلان تحرك «في سبيل خدمة أبناء قطاع غزة».
ورفضت قيادات من فتح اتصلت بهم «القدس العربي» الإجابة على الاستفسارات وموقف الحركة منها. وقالت إن الأمر متروك للرئيس الفلسطيني محمود عباس، بصفته «قائدا لحركة فتح وللشعب الفلسطيني»، لكنها لم تبد رضا عن هذا اللقاء.
من جهة أخرى استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الأحد رونالد لاودر رئيس المؤتمر اليهودي العالمي وموشي رونين، نائب رئيس المؤتمر.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن لاودر أشار إلى متابعة المؤتمر باهتمام للخطوات الجادة التي يتخذها الرئيس على المستويين الداخلي والدولي مشيدا في هذا الصدد بما تضمنه خطابه الأخير من أفكار تحض على التسامح وقبول الآخر، فضلاً عن محاربة الأفكار المتطرفة، وهو الأمر الذي تأكدت أهميته في ضوء الأحداث الإرهابية التي وقعت في باريس خلال الأيام الماضية.
وأكد لاودر على أهمية أن يحذو كل قادة المجتمع الدولي حذو الرئيس السيسي وأن يقبلوا على خوض الحرب ضد الإرهاب بشجاعة، بدلا من الاكتفاء بإصدار بيانات إدانة للعمليات الإرهابية.
أضاف المتحدث أن السيسي أكد من جانبه، على أن النقاط التي تضمنها خطابه الأخير بمناسبة ذكرى المولد النبوي سبق له تناولها على مدى السنوات الأربع الماضية، حيث أكد أنه سبق أن حذر من خطورة الفهم الخاطئ لصحيح الدين الإسلامي الحنيف وقيم الإسلام وثوابته، مشددا على أن تصويب المفاهيم وتوضيح حقائق الأمور من شأنه المساهمة في معالجة مشكلة التطرف.
كما ذكر أنه سبق وأن حذر من خطورة ظاهرة المقاتلين الأجانب التي بدأت في سورية وامتدت إلى دول أخرى في المنطقة، حتى باتت تهدد أوروبا ذاتها مؤكدا على أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب واستئصال جذوره وأن مواجهة الإرهاب يجب أن تكون شاملة، بحيث لا تقتصر على الجانب العسكري والأمني فحسب، ولكن تمتد لتشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي، وكذا الأبعاد الثقافية بما تتضمنه من تصويبٍ للخطاب الديني والارتقاء بجودة التعليم ونشرٍ لثقافة التسامح والتعايش السلمي.
كما أوضح المتحدث أن لاودر أبدى اهتماما بالتعرف على رؤية الرئيس المصري إزاء التطورات التي تموج بها المنطقة، ولاسيما على صعيد العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أخذا في الاعتبار أن المؤتمر اليهودي العالمي يُمثل الجاليات اليهودية في 100 دولة حول العالم، وأنهم على اقتناع تام بمحورية دور مصر لكونها ركيزة الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وتناول السيسي في هذا الصدد الاتصالات التي تقوم بها مصر من أجل احتواء التوترات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، معربا عن تطلعه لامتناع الجانب الإسرائيلي عن اتخاذ أي خطوات تصعيدية إزاء السلطة الفلسطينية، لاسيما في ظل التطورات الراهنة في أعقاب قبول عضوية فلسطين بالمحكمة الجنائية الدولية.
كما دعا السيسي رئيس المؤتمر اليهودي العالمي إلى بذل المساعي من أجل إقناع المسؤولين والرأي العام في إسرائيل بأهمية تحقيق السلام في المنطقة، وإبراز التأثير الإيجابي لمناخ السلام على مختلف الأطراف، فضلاً عن التأكيد لهم بأن التحديات الراهنة في المنطقة لا يمكن مواجهتها بالقوة المسلحة وحدها، بل لابد من التوصل لتسوية سلمية مع الفلسطينيين تقوم على حل الدولتين، وتلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولة تعيش في سلام وأمن مع إسرائيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو سامي د.حايك:

    أن يكون هناك مؤتمر يهودي عالمي يختص بأمور الديانه اليهوديه قد يكون شيئا طبيعيا و لكن يختلف الأمر إذا كان هذا المؤتمر لتحقيق الأهداف الصهيونيه في فلسطين و محيطها و يكون الحديث عن السلام هنا لذر الرماد في العيون و لغسيل الجرائم الصهيونيه و وفود مثل هذه لا يجب استقبالها لأن خديعتها واضحه و لا يجب أن تنطلي على رئيس مصر

إشترك في قائمتنا البريدية