«الشتاء الأخير» للإيراني سالم صلواتي يفوز بجائزتي أفضل فيلم روائي وأفضل سيناريو

حجم الخط
0

بيروت – «القدس العربي»: اختتمت فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان بيروت الدولي للسينما، الذي اقيم في الفترة من 1 – 9 تشرين الاول/اكتوبر الجاري، حيث حصدت الأفلام الإيرانية، الكردية منها والفارسية، نصف الجوائز المهرجان وقد أهدى المخرجون الإيرانيون الثلاثة وهم توفيق أماني وعلي أصغري وسالم صلواتي جوائزهم إلى «أبطال» شعب كوباني الصامدة ضد عدوان تنظيم «داعش» الارهابي.
وأعلنت لجنة التحكيم خلال حفل توزيع الجوائز الذي أقيم في سينما «أبراج» في فرن الشباك، فوز فيلم «الشتاء الأخير» (زمستان آخر) الناطق بالكردية، للمخرج الإيراني سالم صلواتي، بجائزتي أفضل فيلم روائي شرق أوسطي طويل وأفضل سيناريو لفيلم روائي طويل.
وكان «الشتاء الأخير» الناطق بالكردية فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان بغداد السينمائي، وبجائزة أفضل فيلم في مهرجان «المشمش الذهبي» للسينما في يريفان (ارمينيا)، وبجائزة أفضل فيلم دولي في مهرجان أربيل الدولي الأول للسينما، وبجائزتي أفضل مخرج وأفضل ممثل في مهرجان دهوك السينمائي في العراق، وسواها. وتدور أحداث «الشتاء الأخير» في قرية نائية تركها أهلها نظراً إلى أنها تغرق في الماء تدريجياً، لكن المختار وزوجته باجي يبقيان وحدهما فيها، ليس لدى أحدهما إلّا الآخر. ولكن ذات ليلة، تفرّقهما عوامل طبيعيّة صدفةً وتجد باجي نفسها وحيدة في المنزل. ويبذل المختار جهده لتخطّي عقبة الثلج والوصول إليها.
ومُنِحَت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للأفلام الروائيّة لفيلم «جيرافاضا» للمخرج الفرنسي الفلسطيني راني مصالحة. الفيلم هو أول الأفلام الروائية الطويلة لمخرجه، المقيم في فرنسا. واستند مصالحة في فيلمه على حادثة حقيقية حين صدمت إحدى زرافتين في حديقة الحيوان في مدينة قلقيلية الفلسطينية رأسها في الحائط فزعا أثناء احدى الغارات على المدينة الفلسطينية المحتلة عام 2002، مما أدى إلى نفوقها. ويتناول الفيلم قصة فتى تعلق عاطفياً بزرافتي الحديقة حيث يعمل والده الطبيب البيطري، فبات الوحيد القادر على التواصل معهما. ويناضل الطبيب مع ابنه وصحافية فرنسية من أجل جلب زرافة ذكر، لأن الأنثى امتنعت عن الأكل بعد نفوق رفيقها، وباتت مهددة بالنفوق هي الأخرى ما لم يؤت لها برفيق جديد، في حين أن حديقة الحيوان الوحيدة التي تتوافر فيها زرافة ذكر موجودة في تل أبيب. ومن خلال رحلة تهريب الزرافة من تل أبيب إلى قلقيلية، يصور الفيلم الأوضاع في الضفة الغربية أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
ونال المخرج الإيراني علي أصغري جائزة «ألف» الذهبية لأفضل فيلم شرق أوسطي قصير، عن فيلمه «أكثر من ساعتين».
وكان «أكثر من ساعتين» فاز العام الماضي بعدد من الجوائز، بينها جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان إنديانابوليس الأمريكي، وبالجائزة الكبرى لأفضل فيلم في مهرجان بوسان الدولي للأفلام القصيرة في كوريا الجنوبية، وأفضل فيلم قصير في مهرجان برشلونة الدولي، ويتناول الفيلم قصة فتاة تفقد عذريتها وتتعرض للنزف، فتروح تبحث مع صديقها عن مستشفى يعالجها، لكنها لا تتمكن من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة لأنها غير متزوجة.
وفاز فيلم «شقة النمل» الناطق بالكردية، للمخرج الإيراني توفيق أماني، بجائزة «الف» الفضية في مسابقة الأفلام الشرق أوسطية القصيرة، ويروي الفيلم قصّة عائلة من ثلاثة أفراد يعيشون في شقّة صغيرة في إحدى صحارى العراق بعد الحرب، ويحصل ذات يوم أمر غريب يغيّر حياتهم.
أما المرتبة الثالثة في فئة الأفلام القصيرة، فذهبت بالتساوي إلى فيلمين هما «فراشات» الناطق بالكردية للإيراني عدنان زندي، و»المرآة» للفرنسيّة اللبنانيّة سيلين قطيش، اللذين نال كل منهما جائزة «ألف» برونزية.
ومُنِحَت جائزة لجنة التحكيم الخاصة (جائزة «أوربيت») للأفلام الشرق أوسطية القصيرة، لفيلم «ومع روحك» للمخرج اللبناني كريم ألرحباني. الفيلم يروي قصة كاهن يتورط عن طريق الخطأ، في مقتل شخص بعد شجار بينهما، فتنتابه الحيرة بين ضرورة أن يصارح الآباء الآخرين بما حصل، أو يترك الامر سراٌ. ويزداد وضعه تعقيداً عندما يتراءى له، لدى محاولته إخفاء الجثة، طيف الولد أمين الذي انتقل للعيش مع الآباء بعد وفاة أهله في معلولا السورية ولجوئه الى لبنان.
ونال «شلاط تونس» جائزة «الف» الذهبية لأفضل فيلم شرق أوسطي وثائقي، وحصلت مخرجته كوثر بن هنيّة على جائزة أفضل مخرج فيلم وثائقي، الذي يتناول بمزيج من الأسلوبين الوثائقي والروائي قصة حقيقية تعود إلى العام 2003 عن مجهول كان يجوب شوارع تونس على درّاجة ناريّة، ويشطب أرداف النساء بشفرة أو آلة حادة «عقابا» لهن على لباسهن «المغري». وبعد 11 عاماً من هذه الحوادث التي أثارت الرعب في تونس، تبدأ كوثر بن هنيّة رحلة البحث عن «الشلاّط» الحقيقي، وتعالج من خلالها موضوع نظرة الرجل إلى المرأة في المجتمع.
ومنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة (جائزة «أوربيت») للأفلام الشرق أوسطية الوثائقيّة لفيلم «سوريا من الداخل « للمخرج السوري تامر العوّام الذي قضى قبل أشهر في مدينة حلب، جراء المعارك الدائرة في سوريا، وقرر أصدقاؤه وشركاؤه في الفيلم العمل عليه بعد رحيله من جديد، ومنهم المخرج الألماني يان هيليغ.
أما جائزة مصرف «سوسييتيه جنرال» لأفضل فيلم روائي (وفق تصويت الجمهور) حصل عليها فيلم «الرئيس» للمخرج الإيراني محسن مخملباف.
تكونت لجنة التحكيم برئاسة المنتجة والممثلة الفرنسية جولي غاييه والمستشارة في مجال المهرجانات السينمائية أليسيا وستون، والممثل الإيراني همايون إرشادي والإعلامية وكاتبة اللبنانية جويل توما.
أُتبع حفل توزيع الجوائز بعرض لفيلم «الرجل المطلوب» للهولندي أنطون كوربيجن، مع النجم الراحل فيليب سيمور هوفمان وراشيل ماك ادامز وهومايون إرشادي وروبن رايت وغريغوري دوبريجين ويلم دافو.

رانيا يوسف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية