الناصرة ـ«القدس العربي»: تواصل طائرات غزة الورقية قض مضاجع إسرائيل، وتكاد تصيب مزارعي مستوطناتها بالجنون لتسببها بحرائق تأتي على محاصيلهم.
وشبت النيران مجددا في الحقول الزراعية للبلدات المحيطة بقطاع غزة، ويعتقد زارعوها انها ناجمة عن الطائرات الورقية أو بالونات الهليوم المزودة بمواد قابلة للاشتعال المرسلة من غزة.
ووفقاً لضابط الأمن في المجلس الإقليمي «شاعر هنيغف»، إيال حجاجي، فقد تم حرق حوالى 400 دونم من أراضي المجلس أمس. وقد اندلع الحريق الأول في الحقول الزراعية في مستوطنة نير عام في المجلس الإقليمي «شاعر هنيغف»، وتم إخماد الحريق بعد حوالى ساعتين، وتم العثور في المنطقة على قطعة من ورق الفضة، يسود الاشتباه بأنها جزء من عبوة مشتعلة تم تثبيتها في ذيل الطائرة الورقية أو البالون.
ووفقا للمجلس الإقليمي، فقد قضت النيران على مساحة تتراوح بين 70 و100 دونم. وفي وقت لاحق، اندلع حريق آخر في المنطقة وتم إخماده. وفي ساعات بعد الظهر، اندلع حريق في الأشواك في غابة مستوطنة باري، وتم استدعاء طواقم الإطفاء لإخماد الحريق. وتم إحراق منطقة غابة باري عدة مرات في الشهر الماضي، وفي بعض الأحيان تم العثور على بقايا الطائرات الورقية هناك. ورغم أن إسرائيل تعتبر إحراق الحقول بواسطة الطائرات الورقية ضمن الأعمال « الإرهابية « وتنوي تعويض المزارعين الذين تضررت محاصيلهم نتيجة لذلك، إلا أن الناطق باسم جيش الاحتلال قال لصحيفة «هآرتس» إن الجيش لا يجمع بيانات عن الحرائق في المنطقة وعلاقتها بالطائرات الورقية. كما قال إن الجيش لم يعرف كم عدد الدونمات التي أحرقتها الطائرات الورقية، وكم عدد الحرائق التي سببتها الطائرات الورقية خلال الشهر الماضي. كما رفض الجيش الرد على سؤال حول عدد الطائرات الورقية التي عبرت الحدود من غزة إلى أراضي 48 منذ بداية الأحداث.
«الطائرات» تتطور
في هذا السياق قال قائد اللواء الجنوبي في شرطة الاحتلال يعقوب غباي لصحيفة « يسرائيل هيوم « إن «الطائرات الورقية التي يتم إرسالها إلى إسرائيل تتطور من يوم لآخر». وأضاف «شاهدت في الحدث الأخير في مستوطنة باري طائرة ورقية موصول فيها كيس بنزين. هذا شيء جديد لم أشاهد مثله من قبل».
وقال غباي إن طواقم المطافئ ستواصل العمل من أجل حماية أمن السكان، مضيفا: «لن ينتصروا علينا، هذا مؤكد، لن يجعلونا نيأس. نحن سنعالج كل حدث وحدث كما هو مطلوب». لكن هذه التصريحات الشعبوية لا تشجع سكان المستوطنات، فقد قال يهوشواع كوهين، وهو مزارع من مستوطنة ناحل عوز، متسائلا: «كيف سيجدون الحل؟ هل يمكن إيجاد حل لطائرة ورقية؟ المنطقة التي نزرع فيها مجاورة لحدود متوترة جدا، توجد هناك قوات الجيش ودوريات كثيرة تلاحق النيران. أهذا هو الحل الذي يقترحونه؟». وتابع « اليوم اندلع حريق بالقرب من حقل عباد الشمس، وهو ليس منطقة صغيرة، لقد جلبت المستوطنة حصادة جديدة لكنه ليس لدينا الآن شيء للحصاد. ليس لدينا حل، الحل الوحيد هو الهروب من الحدود والعمل بعيدا. إذا لم تتجاوب الدولة معنا فسنبتعد عن الحدود وهذا ما سيحدث، بدلاً من المخاطرة». وكشف غباي إن «هناك عمالا لا يريدون الاقتراب من هناك، وإن هناك أمورا لا يفعلها العمال لأنهم لا يريدون المخاطرة».
يشار أنه أثناء زيارة قام بها وزير المالية موشيه كحلون إلى مستوطنات « غلاف غزة « يوم الأحد الماضي لفحص المناطق التي تضررت جراء الحرائق، قال إن الجيش الإسرائيلي سيجد حلولاً لحرائق الطائرات الورقية. وتابع «لقد تحدثت مع قائد الفرقة، توجد حلول وليس لدي أي شك في أنه سيتم حل هذه المسألة برمتها في الأيام المقبلة». لكن مزارعي المستوطنات سخروا من أقواله وقال بعضهم لإذاعة الجيش أمس انه في هذه الأثناء، يبدو أنه لا يوجد حل لـ « الإرهاب « الجديد
الذي يزداد حدة فقط.
أضرار بمئات آلاف الشواكل
وحسب صحيفة «يديعوت احرونوت»، فإنه تم في اليوم الأخير إشعال حرائق بواسطة البالونات في سبعة مواقع في غلاف غزة، أحدها في حقل قمح كبير مقابل مستوطنة مفلاسيم، والذي لحقت به أضرار بالغة.
ووفقا للمزارعين في غلاف غزة، فإن الحقول التي احترقت، وغالبيتها حقول قمح، كانت جاهزة للحصاد، الذي كان يفترض أن يجري خلال الأيام القريبة. ونقلت الصحيفة عنهم قولهم إن الأضرار تقدر بمبالغ كبيرة. وكان الجيش الإسرائيلي قد وعد أخيرا بالعثور على حل لهذه الطائرات. وقال إنه سيرسل مروحيات صغيرة لإسقاط الطائرات الورقية وبالونات الهليوم، لكنه يبدو في هذه الأثناء أن الظاهرة تتسع ويتواصل حرق حقول المستوطنات القائمة على أراضي قرى غزة المحتلة عام 48.
يجب أن يتوقف الجنون!
تحت هذا العنوان قال المعلق الإسرائيلي بوعاز هعتسني في «يسرائيل هيوم»، إن الرد الإسرائيلي على «مسيرة العودة» كان فعّالا وحال دون إمكانية إغراق النقب بجماهير العرب من قطاع غزة وشطب الحدود «الشرعية» للخط الأخضر. وتابع ناقدا « عندها تحولت حماس إلى أساليب عمل بسيطة وفعالة منها طائرات ورقية رغم أنها بدائية، إلا أنها تسبب أضرارا كبيرة تتمثل بحرق الغابات والحقول. والآن تقف الدولة عاجزة، فكيف توقف الاختراع الجديد؟ لأنه من الواضح أنه لا يتم إطلاق النار على الأطفال الذين «يقومون بتفعيل» الطائرات الورقية. يوم الأحد قيل لنا إنه في غضون أسبوعين سينتهي الجيش الإسرائيلي من تطوير حل تكنولوجي ضد الطائرات الورقية. لو لم يكن الأمر يتعلق بنا، لكنا سنستمتع بالطرفة. ويقترح الرد بالمثل عبر التسبب بضرر لاقتصاد غزة . وتابع « لكن من الأفضل وقف حالة السخف التي تقوم إسرائيل من خلالها بتزويد غزة بالكهرباء والماء والإمدادات، بينما تحاول قتل مواطنينا، وتحاول اختراق حدودنا وحرق حقولنا. يجب أن يتوقف هذا الجنون».
بديل للكفاح المسلح
وفي افتتاحيتها قالت صحيفة «هآرتس» إن التقارير عن استعداد حماس للتفاوض مع إسرائيل حول وقف إطلاق نار طويل الأمد وتبادل للأسرى، لم تحظ بعد برد رسمي من قبل حماس أو إسرائيل. وتعتبر أنه إذا كانت هناك أي رسالة من هذا القبيل، فإنها قد تشير إلى وجود قناة دبلوماسية تنطوي على محفزات إدارة الأزمة في غزة. ورغم نفي حماس لما نسب لها تابعت « هآرتس» لا يمكن لإسرائيل الاعتماد على عدم اكتراث الدول العربية، مثل المملكة العربية السعودية والأردن، أو تقليد سياسات مصر لتبرير سلوكها تجاه غزة. لا تتطلب التحركات في مواجهة حماس أي ثمن سياسي، مثل الانسحاب من المناطق أو الاعتراف بوضعها كممثل للشعب الفلسطيني. هذا هو الوقت المناسب لدراسة إمكانية إدارة الأزمة في غزة بالتعاون مع حماس والتخلي عن السياسة الفاشلة التي لم تحرر إسرائيل من عبء الاحتلال في غزة».
« إن «الطائرات الورقية التي يتم إرسالها إلى إسرائيل تتطور من يوم لآخر»…
” فاذا….. يجب اصدار من مجلس الامن…..مشروع قرار يمنع تطوير……. ” الطائرات الورقية “….. و بعث…… ” وكالة حذر الانشطة الورقية الحارقة “…..