«الشروق»: الاعلام المصري يسيء للغزاويين… و«الوطن» تتساءل لماذا يكره اردوغان السيسي؟

حجم الخط
16

القاهرة ـ «القدس العربي» في الوقت الذي كانت الخريطة العربية بما عليها من بشر، مشغولة بتحضير النسب الأمثل لكعك العيد، والبحث عن المصايف الاكثر هدوءاً لعائلات المسؤولين العرب، كانت المقاومة الفلسطينية تواصل بما تملك من ارادة، الحيلولة دون ان تتحول العروبة لفعل ماض تضاف للديناصورات والعنقاء في متاحف التاريخ. وفي اول ايام العيد حيث كان الحديث لا ينتهي داخل بيوت الكثيرين عن افضل محلات بيع الحلوى، كان لا احد يذكر غزه سوى اهلها.. هؤلاء الذين يؤمنون بأنهم لم يولدوا فقط من اجل متع الحياة الزائلة، لأنهم يؤمنون بانهم ليسوا كالانعام يأكلون ويتمتعون، ثم تنتهي الحكاية. لا يشغل بال الغزاويين وسائر الفلسطينيين سوى صنع نهاية مهيبة لحياتهم، بان تستقبلهم القبور ملوكاً وشهداء وليسوا عبيداً وخونة.
على مدار الاسابيع الثلاثة الماضية من عمر المعركة، كان لا يشغل بال رجال المقاومة ومن ورائها الشعب الذي يؤمن بأن تحرير القدس لم يكن يوماً اقرب من هذه اللحظة، وهم يودعون اطفالهم، يؤمنون بأنهم يدفعون استحقاقاً للقدر، لأنه اختارهم ليدافعوا عن مجد امة علا شخيرها من المحيط للخليج، بينما زعماؤها اكثرهم مصابون بالتهاب الاذن الوسطى، فهم لا يسمعون صرخات اطفال غزه ولا أنات الامهات اللواتي تحولن لمصانع تعيد انتاج الامل في زمن البؤس العربي، هؤلاء الشهداء الذين يعيدون ترتيب اوراق المعادلة التي بنيت على اركان الظلم منذ ان بزغ فجر المأساة الفلسطينية. في غزة ترتفع رائحة الشهداء فيما لا تكاد تسمع او ترى في العواصم والمدن التي حولها نشاطاً يذكر، اللهم سوى الحديث عن نهايات مسلسلات وازياء هيفاء وهبي وليلى علوي والهام شاهين ويسرا وباقي الطابور، وأي النهايات كانت اكثر تأثيراً. وتبلغ المأساة ذروتها حينما يكون مسلسل لممثل انتهى عمره الافتراضي منذ عقدين وانتج على عجل، اكثر ادرارًا للدموع من انهار الدم التي تجري في المدن الفلسطينية.. لحظتها فقط لا بد ان تؤمن بأن هؤلاء الفلسطينيين هم المصطفون الاخيار بينما باقي من يتناسل ويتكاثر على الخريطة ليسوا سوى قطع غيار بشرية لا تمتلك شهادة ضمان ولا اعتراف الوكيل. وفي صحف الامس اختلطت دماء الاطهار الزكية في غزة بالحديث عن المسلسلات الرمضانية، وافضل خطوط الموضة، وبالطبع فإن الرئيس السيسي كان حاضراً بقوة، حيث هنأ هو ورئيس الحكومة الشعب بعيد الفطر، كما تفرغت الصحف للهجوم على الاخوان بسبب حوادث العنف التي شهدتها عدة مدن في المظاهرات التي لازال انصار الرئيس المعزول يطلقونها، على أمل ان يعودوا به لسدة الرئاسة وإلى التفاصيل..

الإعلام المصري يسيء لمصر أولاً

البداية مع الكاتب فهمي هويدي في جريدة «الشروق» الذي يتألم بسبب الآفات التي علقت بالاعلام على مدار الفترة الاخيرة:»لا أعرف كيف نعتذر للعالم العربي عن تدهور خطابنا الإعلامي، ولا كيف نقنع أشقاءنا في المشرق والمغرب بأن انهيار قيمه في ما تبثه أغلب المنابر الإعلامية لا يمثلنا، ولكنه يعبر عن اسوأ ما فينا. أقول ذلك في حين ما زلنا في مصر نحاول بالاعتذار وبشتى طرق التصالح الأخرى إزالة آثار الإهانة التي وجهتها إحدى المذيعات للشعب المغربي. كما يحاول ممثل مصر في رام الله التنصل مما صدر عن «إعلامي» آخر مهينا للشعب الفلسطيني، وما كتبته إعلامية أخرى أعربت فيه عن حفاوتها بالغارات الإسرائيلية على غزة، وما تفوهت به إعلامية شابة استخفت بقتل الفلسطينيين واعتبرت أنه لا غضاضة في ذلك، وأن مصر لا شأن لها بما يجري هناك». تابع هويدي: «هذا قليل من كثير يلحظه كل من تابع أداء الإعلام المصري، والتلفزيوني منه بوجه أخص. بعدما تحول أغلب مقدمي برامجه الحوارية، الرجال منهم والنساء، إلى «ناشطين» يوجهون الرأي العام ويعظون المشاهدين كل يوم بآرائهم في مختلف القضايا العامة. حتى صاروا هم مقدمي البرامج وهم الضيوف وهم السائلين وهم المجيبين وهم المذيعين وهم المعقبين. وبسبب تواضع معارفهم ومحدودية قدراتهم، فإنهم اساءوا إلى المهنة بقدر ما اساءوا إلى مصر. إزاء ذلك لم يكن مفاجئا أن تتراجع نسبة مشاهدي البرامج الحوارية بشكل ملحوظ داخل مصر ذاتها، حتى سمعت من أخبر الخبراء ان نسبة المشاهدين الآن هبطت إلى ثلث ما كانت عليه في السابق. الأمر الذي يعني ان ثلثي المشاهدين في مصر ملوا متابعة تلك البرامج وانصرفوا عنها». ويرى الكاتب ان الأمر ليس مقصورا على التدهور في الأداء المهني، لان الأداء السياسي شهد مستويات عدة من التدهور ذلك انهم منذ تحولوا إلى «ناشطين» انخرطوا في الاستقطاب وتنافسوا في ركوب الموجة والدفاع عن سياسات النظام القائم.

كنا خير أمة أُخرجت للناس

ونبقى مع «الشروق» التي يتساءل رئيس تحريرها عماد الدين حسين عن سبب تردي أحوال امتنا: «اليوم سيتبادل المسلمون التهاني بعيد الفطر، اعاده الله على الجميع بالخير. سنتبادل التهاني بألسنتنا، من دون ان نتمعن في حالنا.. كنا خير أمة، وصرنا في حالة يرثى لها. لو ان كل عربي ومسلم خرج من الشرنقة الصغيرة التي يعيش فيها وطالع احوال أمته لاكتشف الآتي: العراق مقسم عمليا، داعش تعيدنا إلى عصور ما قبل التاريخ، تفرض على المسيحيين الجزية أو تجبرهم على الرحيل، والمالكي باع نفسه لإيران ولم يتعظ من درس صدام حسين. والنتيجة ان مقتل خمسين واصابة مئة لم يعد خبرا، لأنه صار يتكرر يوميا». ويتابع حسن: «في سوريا التفاصيل المملة نفسها، الشعب المغلوب على امره والعالم يتفرج. الحريق السوري، وصلت ألسنة لهبه إلى لبنان، الذي يعجز عن انتخاب رئيس منذ شهور ويعاني انقساما ابديا تعمق مؤخرا بعد ارسال حزب الله الشيعي لجنوده لمساندة بشار ضد المعارضة ذات الغالبية السنية. وما بين سوريا والعراق، كما يشير الكاتب، يخشى الأردن من امتداد اللهب إلى ثوبه الهش.. السيناريو نفسه تقريبا مع اختلاف التفاصيل في اليمن الذي لم يعد ــ للأسف ــ سعيدا، صراع سياسي في الشمال، وصراع بين الشمال والجنوب الراغب في الانفصال، والحوثيون يحاربون الدولة بدعم إيراني، كما ان الجزيرة العربية بأكملها تخشى امتداد الحريق من دول الجوار إلى أراضيها الممتلئة بالزيت والجاز. ومن آسيا إلى أفريقيا، فالسودان صار سودانين وفي ليبيا المأساة دامية وعمليا لا توجد دولة، وصار الحكم لمجموعة من الميليشيات وتحولت ليبيا إلى مسرح مكشوف لغالبية أجهزة المخابرات العالمية وكل متطرفي العالم تقريبا».

الغرب انفجر غضباً على معتصمي
رابعة ولم يعبأ بذبح الفلسطينيين

وإلى الحديث عن تلك الازدواجية الصارخة في المعايير التي طالما ميزت السياسة الغربية، خاصة الأمريكية في الشرق الأوسط، كما يشير محمد سلماوي في «المصري اليوم»، فما يحدث في غزة الآن هو ضرب وحشي لشعب محاصر داخل 360 كيلومتراً مربعاً، هي كل مساحة قطاع غزة، وإنذارات واهية للسكان بمغادرة المكان الذي لا يستطيعون الهروب منه، فالبحر أمامهم والحدود المغلقة وراءهم، سواء كانت إسرائيلية أو مصرية.. لقد ثارت الحكومات الغربية حين تم اقتحام اعتصام رابعة في مصر، واتهمت قوات الأمن آنذاك بالوحشية والقتل، بينما لم يتحرك لها ساكن حين ضُرب الفلسطينيون المحاصرون في غزة، مع العلم بأن السلطات المصرية طلبت من معتصمي رابعة مغادرة المكان وفتحت لهم الطريق، مؤكدة أن من سيخرج من ذلك المعسكر المدجج بالسلاح سيكون آمناً، بينما في حالة الفلسطينيين لم يكن هناك مكان واحد آمن في غزة، وقد شاهدت مراسل قناة «فرانس 24» الفرنسية يصف على الهواء كيف وجهت السلطات الإسرائيلية في إحدى المرات إنذاراً للفلسطينيين بمغادرة منازلهم والاحتماء بمباني الأمم المتحدة، فلجأوا إلى مبنى المدرسة التابعة لها فجاءت الطائرات المغيرة وضربت المدرسة على الفور، كما ضربت قوات الاحتلال المستشفيات والمنشآت العامة، بحجة أن حركة حماس تخبئ بداخلها السلاح أو تقيم تحتها الأنفاق، فهل كانت الأمم المتحدة هي الأخرى تخبئ السلاح في مبانيها وتقيم تحتها الأنفاق؟!». يضيف سلماوي: «لقد وصل عدد ضحايا هذه السياسة الوحشية، التي تمثل جرائم حرب لا تغتفر إلى ألف شهيد، من بينهم الأطفال والنساء والشيوخ، بالإضافة إلى عدة آلاف من الجرحى ومن أصيبوا بعاهات مستديمة، وهو ما لم يحدث في رابعة التي أقام الإعلام الغربي الدنيا عند فض اعتصامها ولم يقعدها».

أردوغان ليس جاهلاً

تخطئ الخارجية المصرية تماماً، كما يقول سليمان جودة في «المصري اليوم» إذا تصورت، كما جاء في بيانها المنشور في الصحف، صباح أمس الأول، أن رئيس الوزراء التركي أردوغان جاهل بحقائق الواقع السياسي المصري، منذ ثورة 30 يونيو/حزيران، ثم راحت تخاطبه في بيانها على هذا الأساس! تخطئ هي، ونخطئ نحن إذا تصورنا ذلك، ولو للحظة واحدة، لأن أردوغان يعرف بشكل كامل ماذا جرى عندنا، منذ ذلك التاريخ إلى اليوم وبالتفاصيل.. يعرفه ربما أكثر مما يعرفه بعضنا، وهذا بالضبط هو سر أزمته ومأزقه ومأساته! ولذلك، فمعرفته هي أساس مشكلته، وليس جهله! والمشكلة عنده، كما يقول الكاتب، إذا أردنا تشخيصاً دقيقاً لها، أن ما يعرفه في هذا السياق يوجعه ويؤلمه، ويحوِّل منامه على مدى أكثر من عام إلى كوابيس تزوره باستمرار، وتطارده كما لم تطارده كوابيس من قبل، نخطئ إذا تصورناه جاهلاً بحقائق واقعنا السياسي بامتداد عام وأكثر، لأنه أول من يعرف أن الإخوان أسقطوا أنفسهم في 30 يونيو/تموز 2013، قبل أن يسقطهم المصريون، وهذا بالضبط، ما يؤلمه، لأنه كان يراهن عليهم، كما يراهن على حياته نفسها، فإذا بهم بحماقة اشتهروا بها يخذلونه، كما خذلونا نحن كمصريين بالضبط!.. أردوغان، كما نعرف، يدق أبواب أوروبا منذ سنين، أملاً في أن يصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي، وقد كان في كل مرة يطرق باب الأوروبيين، يجد صدوداً ورفضاً، وربما سخرية، ولم يكن ييأس، وكان يحاول دائماً من جديد، حتى جاءت عليه لحظة اعتقد فيها أن مشروعاً بديلاً في محيطه العربي والإسلامي يمكن أن يعوضه عن الحلم الأوروبي».

لكن لماذا يكره أردوغان السيسي؟

السؤال حري بالمناقشة ويطرحه عماد اديب في جريدة «الوطن»: «لماذا كل هذا العداء الذي يحمله رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للحكم الحالي في مصر؟ لماذا أصبحت قضية أردوغان الأولى هي ما يسميه «الحكم الاستبدادي العسكري» في مصر؟ بالتأكيد، القضية لها جذور والمسألة لها تفاصيل والعداء له أسباب». يضيف عماد: «تبدأ قصة أردوغان مع مصر في عهد الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، الذي كانت تربطه بتركيا علاقات ممتازة، إلى حد أن أردوغان كان من الزعماء القلائل الذين دعاهم الرئيس مبارك لمناورات عسكرية جوية مهمة في القاهرة، وفي ظل عهد الرئيس مبارك بدأت سلسلة مناورات بحرية مشتركة في البحر المتوسط بين أساطيل البلدين. ووُصف الرئيس مبارك من قِبل القيادات التركية، عقب نجاحه في إيقاف المواجهة العسكرية بين أنقرة ودمشق بالصديق الكبير والمخلص للشعب التركي. رغم ذلك، كما يقول اديب، فإن أول انتقادات علنية جاءت من أي زعيم إقليمي لنظام الرئيس مبارك عقب أيام قلائل من ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، كانت من أردوغان، وكان الزعيم التركي أول من دعا إلى الرحيل الفوري للرئيس مبارك. يضيف عماد كان جورج تينت يؤمن تماماً بأهمية الدور الإقليمي للرئيس المصري، وكان يؤمن أيضاً بأن مشروع كونداليزا رايس الخاص بالفوضى الخلاقة في المنطقة هو مشروع مدمر، وحينما قامت ثورة 30 يونيو 2013 ضد نظام حكم الإخوان في مصر، اعتبرها أردوغان صفعة سياسية له وضربة قوية لمشروع إعطاء مقاولة أخونة المنطقة كلها له! تزامن ذلك كله مع مشاكل داخلية لأردوغان، لذلك كله يصبح المشير عبدالفتاح السيسي عدوه، وتصبح ثورة 30 يونيو كابوساً له، وتصبح «حماس» هي محطة لإعادة الإخوان لمصر!».

البعض يحتكر لنفسه حق الاتصال بالسماء

ونبقى مع «الوطن» حيث محمود خليل ينتقد داء الشماتة، الذي بات منتشرا هنا وهناك: «استاء البعض من شماتة الإخوان في بعض الأحداث التي ضربت مصر على مدار الأيام الماضية، ولهم حق في ذلك، فقد شمتت الجماعة في سقوط عشرات الشهداء من أبناء جيش مصر في مذبحة الفرافرة، وشمتت أيضاً في بعض الزلازل التي ضربت مصر خلال العشر الأواخر من رمضان، وأخذت تردد تلك النبوءة اللوذعية التي تقول إن مصر ستتعرض خلال شهر أغسطس/آب لزلزال مدمر، لا سمح الله، وتحدث بعضهم أن الزلازل من جنود الله «وما يعلم جنود ربك إلا هو»، وأنها علامة أو إشارة إلى غضب السماء على أهل أرض مصر! وتوعدت الصفحات الإخوانية المصريين المؤيدين للنظام الحالي بالمزيد، وكأنهم اتخذوا عند الله عهداً». يضيف خليل: «من حق من غضبوا من هذا السلوك الإخواني أن ينتفضوا ويصيبهم الضيق، لكنني أظن أن غضبهم سوف يقل وضيقهم سوف ينحسر إذا تذكروا ماذا كانوا يرددون أيام مرسي، وكيف أن الخطاب الإعلامي خلال العام الذي حكم فيه الإخوان كرّس مفهوماً محدداً لدى المصريين، ملخصه أن هذا الرجل نحس، واستندوا في ذلك إلى شهداء الجيش الذي سقطوا في رفح والعريش، وإلى حوادث القطارات والزلازل والحرائق والحوادث التي كانت تضرب الدول التي كان يزورها مرسي. لو فكر قليلاً من يلومون على الإخوان هذا السلوك المعيب والساذج، لأدركوا أنهم ليسوا أقل «معيبة» أو سذاجة منهم. والتشابه بين الطرفين أمر طبيعي للغاية لأنهم أبناء ثقافة واحدة تفتقر إلى أدنى درجات العقلانية، والمثل يقول «اللي في الدس تجيبه المغرفة»!. ويؤكد الكاتب إننا ببساطة أمام ثقافة تقوم على تغييب العقل والاطمئنان إلى فكرة الاتصال بالسماء، فكل طرف يحاول أن يحتكر السماء لنفسه، كما يسعى إلى احتكار الأرض، وبالتالي تجده يفعل الشيء وعكسه، لأن المهم في الحالتين أن يخدم مصالحه وأهدافه».

من حق الرئيس مصادرة أموال الأغنياء

وإلى فتوى لا يمكن غض الطرف عنها لاستاذ الفقه المقارن في جامعة الازهر للدكتور المثير للجدل سعد الهلالي، حيث اكد على حق ولي الأمر في الاقتطاع من أموال الأغنياء لإعطاء الفقراء، وهذا له أساس فقهي ثابت عند مذهب الظاهرية وابن تيمية وابن القيم، مشيرا إلى أنه قول قديم في الفقه الإسلامي. وأضاف الهلالي أن هناك حديثًا يؤكد ذلك عند الإمام الترمذي عندما روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «في المال حق سوى الزكاة»، مشيرًا إلى أن الدولة تطبق ذلك بالفعل من خلال منظومة الضرائب التي تفرضها على الأغنياء. وأشار إلى أنه إذا كانت الضرائب التي تفرض على الأغنياء غير كافية، فإنه يمكن للحاكم أن يطالب الأغنياء بالتبرع للدولة خارج منظومة الضرائب، لافتًا إلى أن ذلك ما كان يريد وزير الأوقاف توصيله اليوم في خطبة العيد، بحسب جريدة «الوفد»، جدير بالذكر أن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف قال اليوم في خطبة العيد بمسجد القوات الجوية أن من حق ولي الأمر أن يقتطع من أموال الأغنياء لإعطاء الفقراء، إلا أنه من الأفضل أن يكون ذلك برغبة حقيقية منهم».

أعداء السيسي في ازدياد داخلياً وخارجياً

والى معركة حامية الوطيس تدور منذ عدة أيام، ويخبرنا بتفاصيلها رئيس تحرير «المصريون» جمال سلطان، بين الإعلامي الأردني الفلسطيني ومقدم البرامج ونشرات الأخبار في قناة الجزيرة جمال ريان، وعدد من الناشطين المؤيدين للسيسي بالأساس، «سبب المشكلة في البداية هي انتقاد ريان للأوضاع السياسية والحقوقية في مصر في عهد السيسي، وتأييده للرئيس الأسبق محمد مرسي واعتباره أن عزل مرسي خسارة لمصر، بعد أن كان أول رئيس مدني منتخب بعد الثورة، أنصار السيسي شتموا ريان ردا على نقده، وهذه شهادتي على بدء تطورات المعركة، وبعضهم أوغل في السباب إلى درجات متدنية وصلت إلى مستوى عنصري بغيض بوصفه «فلسطيني» ومحاولة التأسيس الكاذب لكراهية متبادلة مع الشعب المصري، جمال لم يسكت بل يبدو أنه قرر خوض المعركة حتى النهاية وزود العيار بوصف الإعلام المصري بأنه «زبالة» وأنه يريد أن يجعل من مصر «زبالة» مثله، فكانت العبارة شرارة انفلت على إثرها العيار وتحول إلى شتائم مجردة وسباب مصفى، ثم نشطت حملة تطالب بفصل جمال ريان من قناة الجزيرة، وحملة أخرى على «تويتر» لعمل موجة «سبام» تنتهي بغلق حسابه الذي يستخدمه في تلك المعركة، وانضم ناشطون مصريون إلى جمال ريان تأييدا له في معركته ضد أنصار السيسي، ثم دخل على الخط إعلاميون مصريون بالروح والمستوى نفسيهما، وقد لاحظت أن بعضهم يستخدم هذه المعركة لصناعة حضور رخيص بوصفه وطنيا تحترق أعصابه دفاعا عن كرامة الوطن وسمعته، ونحو ذلك، وما زالت المعركة مشتعلة حتى الآن ولا نعرف إلى أين تنتهي. ويؤكد سلطان انه لم يكن مستريحا لتصعيد جمال ريان للكلام في تلك الأزمة، ويؤكد ان الوطنية ليست طول لسان، وإنما بناء نموذج إنساني وحضاري يجبر الآخرين على احترامك».

لا ينبغي أن ننسى الشهداء في العيد

وبحلول عيد الفطر لا يمكن ان ننسى من فقدوا ارواحهم دفاعاً عن الوطن، كما يشير اسامة الغزالي حرب في «الاهرام»: «اليوم، هو ثاني أيام عيد الفطر، وهناك تفسيران لغويان لكلمة «عيد»! أولهما، السائد، وهو أن العيد من «العودة» بمعنى أنه يوم «يعود»، أي يتكرر كل فترة زمنية محددة. والتفسير الثاني، الأقل شيوعا هو أنه المناسبة التي «يعود» فيها الناس بعضهم بعضا، أي يتزاورون ويصلون أرحامهم، ويتواصلون مع أصدقائهم وجيرانهم. وكلا التفسيرين مقبول ومعقول، وفي كلا الحالتين فإن العيد يقترن بالفرحة والبهجة، ومن حقنا أن نفرح وأن نبتهج في أعيادنا، فكل عام وأنتم بخير. ولكن من حقنا، وواجبنا أيضا، أن نتذكر في هذه الأيام مواطنين أشقاء لنا، أعزاء علينا، حرموا من فرحة العيد ومن بهجته، هم ذوو الشهداء الأبرار الذين جادوا بأرواحهم من أجل أن تعيش بلدهم، مصر، آمنة ومستقرة! في هذا اليوم ينبغى علينا جميعا أن نتذكر وأن نحترم وأن نحني رؤوسنا إجلالا وإكبارا لتلك الأسماء التي أضاءت حياتنا طوال العام السابق، والتي تصدت بنبل وشجاعة للإرهاب الأسود الذي استهدف وطننا وشعبنا وجيشنا، بلا وازع من دين أو ضمير. اليوم علينا أن نتذكر أولادا صغارا، إناثا وذكورا، أبناء للشهداء الذين سقطوا دفاعا عنا، وهم يستقبلون لأول مرة العيد وقد حرموا من آبائهم، ومن ابتسامتهم».

بعد مشاهدة مسلسلات رمضان
المصريون بحاجه لطبيب نفسي

الآن وبعد ان انتهى مولد مسلسلات رمضان ما المطلوب من المواطنين ان يفعلوه، فاروق جويدة في «الاهرام» يرى انهم بحاجه للعرض على طبيب نفسي: «ارجو من الصديق د. احمد عكاشة استاذ الطب النفسي الشهير ان يفسر لنا حالة الكآبة التي تسللت الى نفوس المصريين طوال شهر رمضان المبارك بسبب المسلسلات.. لقد شاهدنا طوال الشهر الكريم اكثر من 50 مسلسلا انتشرت على جميع الفضائيات، ولكن اخطر ما فيها كمية الجرائم واعداد القتلى والمخدرات والشم والمشاهد الجنسية الفجة..». ويرى الكاتب ان المسلسلات كانت سببا رئيسيا في حالة الكآبة التي اصابت المشاهدين «ما بين السجون كان هناك اكثر من مسلسل واكثر من ضحية ما بين السجينات وحالة الكآبة التي يعشن فيها.. والمتهم البريء الحائر ما بين السجون والمحاكم، والمرأة التي نصب عليها زوجها وسرق تحويشة العمر وهي مبلغ قليل لم يتجاوز خمسين مليون دولار.. ثم قضايا المحاكم المنقولة نصا من صفحات الحوادث.. لقد شاهدنا عددا كبيرا من المسلسلات لم تتجاوز محاضر الشرطة وما كتبه مندوبو الصحف في اقسام الشرطة، ومن حق هؤلاء المندوبين ان يطالبوا بحقهم في السيناريوهات التي ظهرت على الشاشات ونقلها مؤلفو الغفلة من محاضر الشرطة.. رحم الله زمان اسامة انور عكاشة حين قضى نصف عمره وهو يكتب ليالي الحلمية..». يضيف جويدة: «لنا ان نتصور الآن مشاعر وحيد حامد ومصطفى محرم ومحمد جلال عبد القوي وهم يشاهدون مسلسلات صفحة الحوادث على الشاشات منقولة بشخصياتها وحواراتها واماكنها.. ابداع جديد اقتحم الفن المصري حيث لا نص ولا قيمة ولا شخصيات، كل ما يدور على الشاشة محاضر للشرطة في احداث عاشها المصريون ما بين جرائم قتل ونهب وسرقة بالإكراه ومخدرات.. لم تعرض الشاشة عملا ابداعيا واحدا يتوقف الإنسان عنده ويقول هذا إبداع حقيقي يسمو بالمشاعر ويطهر القلوب».

لماذا لا يتعلم الأغنياء من الحاجه زينب؟

ومع جريدة «الاخبار» حيث الحديث عن الحاجة زينب التي تبرعت بعقدها الذهبي لصالح الاقتصاد الوطني ما أثار مشاعر عصام السباعي: «أتمنى أن أرى حمرة الخجل التي لونتها الحاجة زينب على وجوه رجال الأعمال في بلدي، فعندما وجدت هذه السيدة رقيقة الحال والاحساس.. فقيرة المال غنية النفس بلدها في حاجة إلى قبلة الحياة التي تعيد الحياة لقلبه المريض تبرعت بأثمن ما تملكه من أجل أغلى ما يملكه الجميع وهو الوطن! رجال الأعمال على اختلافهم الذين تربوا في هذا البلد.. وكبروا سنا وفلوسا من خيره، ولا تخفى على أحد رحلة كل واحد منهم من الفقر للغنى، ومن صاحب ملاليم وديون إلى خازن للمليارات، ولا أنكر أن ذلك نتاج شقاء وتعب وسهر الليالي لسنوات طويلة، فلم تمطر عليهم السماء الدولار والاسترليني، ورغم كل ذلك فهم لم ينجحوا بمفردهم، ولم يجنوا مالهم من بلد غير بلدهم! هل ننسى رجل الأعمال الذي كان يحمد ربه على تعويض مصاريف انتاجه مما يزرعه أو يصنعه أو يشتريه بثمن متدن من الفلاحين، ثم فتحت له الحكومة باب المعارض الخارجية بثمن بخس، وكانت فاتحة الخير عليه في كل أسواق العالم.. هل ننسى رجل الصناعة الذي حصل على كل المزايا التي وفرتها له الدولة من أراض ومياه واتفاقات تجارية وفتحت له أسواق التوسع من خلال الكويز ودعم الصادرات وأنشأوا شركات بأسماء متعددة للفوز بأكبر نصيب منها؟» ويتساءل الكاتب: «هل ننسى هؤلاء الذين جنوا المليارات من سعر الطاقة المنخفض والثمن البخس للمواد الخام الذي استفادوا منه لسنوات.. هل ننسى رجل الأعمال صاحب شركة المقاولات الذي أكل الشهد من مناقصات وإنشاءات الحكومة».

نصيحة للرجال:
أتركوا الكعك للنساء واهتموا بأمر غزة

ولا يمكن ان ننهي جولتنا في الصحف من غير ان نلقي الضوء على ما كتبه في موقع اخوان اون لاين إبراهيم كامل محمد عن تجاهلنا نصرة الشعب الفلسطيني: «أبطال غزة علمونا فقه العزة، لأنهم تيقنوا أن الله على كل شيء قدير، توكلوا عليه ولم يتكلوا، فجعلوا من غزة وكأنها دولة عظمى، أجبروا العالم كله أن يحترمهم وأن يعيد كل حساباته مرة أخرى، خاصة بعد أن مرغوا كبرياء وأنوف الصهاينة في الوحل والطين، لدرجة جعلتنا نضحك مقهقهين على أنفسنا، حيث كدنا نموت خوفا من بني صهيون لأنه الجيش الذي لا يقهر، فكم من حاكم بال في سرواله فَرْقا من تهديداتهم، إلا أن هؤلاء الأعزة في غزة قلبوا كل الموازين بالأسلحة البدائية الصنع، التي انكشف بها زيف القبب الحديدية وخِداع الصهيونية العالمية التي أرهبت العالم الإسلامي على مدى عقود مضت، علمونا فقه العزة بصورة عملية بسيطة عنوانها «فلله العزة جميعا»». ويتساءل الكاتب أيهما أقوى وأبقى: «العزة الحقيقية الباقية أم العزة الزائفة الزائلة؟ فبالله عليكم أيها الجبناء والضعفاء، الشَّاكون في قدرة الله وعزته، هل تجرأت دولة وإن عظمت أن تقترب من الذات البيغينية الشاميرية الشارونية؟ لا شك أنكم تؤمنون بالكلام الزائف أن إسرائيل المزعومة قوة لا تُصد ولا تُرد ولا تقهر». يضيف الكاتب «الواقع يحتاج كما قلت إلى قهقهة عالية جدا بصورة هستيرية يعقبها صراااخ على حال جيشنا الذي قتل أبناءنا وهتك أعراض بناتنا وسجن علماءنا، بعد أن انقلب على رئيسنا الشرعي، كل هذا لإرضاء الطفل المدلل المسمى إسرائيل، ألا تشعرون بالخزي والعار يا صناع كعك النساء».

حسام عبد البصير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الوافي:

    اردوغان يكره السيسي لان السيسي افسد عليه حلمه بجعل مصر احدى اقطاعات الباب الذي كان عاليا يوما ما

    1. يقول عربي مسلم:

      لنا الشرف أن نكون اخوانيين او حمساويين و نحمد الله تعالى لأنه لم يجلنا من عبيد البيادة …

    2. يقول عربي مسلم:

      … وقد جعلها “السي سي ” إقطاعية تابعة للكيان الصهيوني …

    3. يقول عربي مسلم:

      أوردغان جعل تركيا تحتل المرتبة السادسة أوربيا و الخامسة عشرة عالميا على المستوى الاقتصادي ، فماذا فعل “السي سي” و غيره من العسكرممن حكموا مصر …طوال عقود … ؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    صهاينة اليهود عرفناهم
    وصهاينة العرب نعرفهم
    لكن صهاينه متأسلمين وعيني عينك هاي جديده – وماخفي أعظم

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول Dr. walid khier, Germany:

    اردوجان لايكره السيسي فقط، وإنما يكره كل الطغاه و الانقلابيين و الفاشيه العسكريه التي تمكنهم من الحكم و السلطه. اردوجان كرجل حر يكره التسلط العسكر علي السلطه و التحكم علي مقدرات أمور البلاد وفرض وصايتهم علي العباد.

    1. يقول hasan husne almanya:

      هل انت اخونجي ام حمساوي

    2. يقول عربي مسلم:

      لنا الشرف أن نكون اخوانيين او حمساويين و نحمد الله تعالى لأنه لم يجلنا من عبيد البيادة …

    3. يقول عربي مسلم:

      لنا الشرف أن نكون اخوانيين او حمساويين و نحمد الله تعالى لأنه لم يجعلنا من عبيد البيادة …

  4. يقول رامي مجدي:

    مجرد النظر الى اقتصاد تركيا منذ ايام حكم العسكر,,, تركيا كانت دوله مديونه اضعاف ديون مصر والان اين اقتصاد مصر من اقتصاد تركيا,, عندما ابعد اردوغان العسكر عن المشهد السياسي أصبحت من ضمن افضل “15” دولة مزدهرة اقتصادياً ,,,, اي دوله يحكمها العسكر لا يمكن ان تتقدم

  5. يقول من سلطنة عُمان:

    “”الغرب انفجر غضباً على معتصمي
    رابعة ولم يعبأ بذبح الفلسطينيين””
    هذا الكلام غير صحيح أبدا ….ماذا قدم الغرب لشهداء رابعة؟
    لم يقدم شيء يذكر

  6. يقول احمد الجزائري:

    الى صاحب المقال ان الاعلام المصري يسيء للغزاويين فهو يسيء لنفسه فماذا تقول عن اعلامي يقول على الهواء انا زبالة …….. اما عن فض اعتصام رابعة ولديكم كل المعلومات ان الانقلابيين قتلوا ثلالة الاف او اكثر في مدة يومين او اقل وهو مالم يقم به الصهايننة مع الغزاويين في مدة شهر تقريبا الانقلابيين اعداء انفسهم قبل ان يكونوا اعداء لغيرهم لك الله يا مصر اما اردوغان فهو يكره الطغات من امثال السيسي الذي عاث في الارض فسادا وسيعرف مصيره عن قريب لان الله يمهل ولا يهمل.

  7. يقول smir:

    الإنقلاب اخرج مصرمن تواصل الى تأمرعلى أهلنا في غزة

  8. يقول داليدا.الجزائر:

    الله يرحم الهواري بومدين لو كان حيا الان لما تجرا السيسي و الخونة امثاله من اشباه الرجال على ما فعلوه بغزة و شعبها بالمساهمة في حصارها و غلق معبر رفح و الادهى و الامر انهم يساندون اسرائيل في عدوانها اعلاميا و يضغطون على قادة المقاومة للاستسلام من دون شروط.حماك الله يا غزة .والله ستنتصر المقاومة في فلسطين و لو بعد حين.

  9. يقول ع.الرؤوف:

    للكعبة رب يحميها و لغزة أيضا رب يحميها

    1. يقول عربي مسلم:

      نعم لغزة رب يحميها لنا رب يحمينا ، لكن ما قلتَه هو ما قالته قريش عام الفيل، عند محاولة أبرهة الأشرم هدم الكعبة المشرفة ، إذن فهو لا ينطبق على وضعنا الحالي كمسلمين ، إذ أن احتلالَ شبرٍ واحدٍ من تراب البلاد الاسلامية ، يصبح معه الجهاد فرضَ عين على كل مسلم و ليس فرض كفاية و بالتالي فإن ما قلتَه يعتبر تنصُّلاً من المسؤولية و لو بإضعف الإيمان …

إشترك في قائمتنا البريدية