بغداد ـ «القدس العربي»: قالت مصادر إن الصراعات تتصاعد بين قيادات حزب الدعوة نتيجة خلافات بين رئيس الحزب نوري المالكي، والقيادي ورئيس الوزراء حيدر العبادي، وسط مخاوف من حدوث مواجهة بين الطرفين.
وذكر لـ«القدس العربي» مصدر مقرب من التحالف الوطني الذي يضم حزب الدعوة أن لهجة حيدر العبادي أخذت في التصاعد في انتقاد الحكومة السابقة التي كان يقودها نوري المالكي، حيث لوحظ انه يؤكد في كل المؤتمرات الصحافية واللقاءات مع الجمهور بمسؤولية تلك الحكومة عن تدهور الأوضاع في العراق أمنيا واقتصاديا وانتشار الفساد فيها.
واشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إلى أن رئيس الحكومة يتعرض لضغوط كبيرة من الشارع والمرجعية الدينية للاستمرار في الإصلاحات، وان مصادر في حزب الدعوة ابلغته ان التصادم الكلامي تكرر عدة مرات بين المذكورين في عدة مناسبات وأخذ يبرز إلى العلن، وآخرها المؤتمر الصحافي الأخير للعبادي الذي وصف فيه المالكي بـ«القائد الضرورة»، تشبيها بصدام حسين الذي كان يتصرف بأموال البلد وخاصة خلال الانتخابات حسب مزاجه، واتهام حكومته بالفساد، مما أثار أتباع المالكي الذين وجهوا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي انتقادات إلى الإصلاحات التي ينفذها العبادي واعتبروها بلا جدوى. وعبر المصدر عن اعتقاده بأن العبادي قد تلقى تشجيعا من الأمريكان خلال زيارته واشنطن مؤخرا لاستهداف المالكي الذي تعتبره أمريكا رجل إيران في العراق ومعرقل إصلاحات العبادي الضرورية لمواجهة تنظيم «الدولة».
وضمن السياق، أكد النائب عن كتلة الأحرار الصدرية، عبد العزيز الظالمي في تصريح صحافي، عن «الخشية من أن يتحول الخلاف بين العبادي والمالكي إلى تصادم بين مؤيديهم»، متهما المالكي بعرقلة خطوات الإصلاح التي اتخذها العبادي خلال الفترة الماضية. وأشار الظالمي إلى أن تصريح العبادي السبت الماضي، قد «كشف الجهات الرئيسية والواجهة السياسية التي تعرقل خطوات الإصلاح «ملمحا إلى المالكي وأتباعه.
ومن جهة أخرى، أشار مصدر لوكالة أنباء براثا التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي، ان بعض الفصائل المسلحة ضمن الحشد الشعبي التابعة إلى نوري المالكي قد انسحبت بشكل مفاجئ ومن دون سابق إنذار من ساحة المعارك في منطقة بيجي شمال تكريت، مما ولد ثغرة في هذه المناطق المحررة التي سرعان ما قامت فصائل أخرى من الحشد الشعبي بسدها من خلال إرسال عدد من العناصر هناك.
وأكد ان مسألة انسحاب هذه الفصائل قد سبب غضبا كبيرا من قبل الفصائل الأخرى وتم الاتفاق بعدم التعامل مع هذه الفصائل التي تركت ساحة المعركة، حسب الوكالة.
وقد فسر المراقبون سلوك تلك الفصائل بأنه نوع من الضغط على العبادي باعتباره القائد العام للحشد الشعبي. ووجه مؤخرا بحسم الموقف في بيجي، كما يعكس الخلاف بين الرجلين.
وتؤكد المصادر المختلفة أن العلاقة بين المالكي والعبادي باتت مشحونة بشكل كبير، وتركت آثارها على أتباعهما، وقد ينجم عنها حصول انشقاقات جديدة في حزب الدعوة المنشق حاليا إلى ثلاثة أجنحة.
مصطفى العبيدي