الطريق الى دمشق وطهران يبدأ من مسقط وموسكو

حجم الخط
2

وزير الخارجية السوري وليد المعلم في عمان، الدولة الخليجية التي تنتمي لمجلس تعاون خليجي أعلن مرارا أن الأسد فقد شرعيته.
وزيرا دفاع وخارجية السعودية في موسكو، التي تعلن دعمها لنظام الأسد وتذود عنه في المحافل الدولية، ليس هذا فقط.. فالولايات المتحدة باتت تبلغ النظام السوري عبر حليفه العراقي بأي تحركات عسكرية شمالا وتطمئنه بأن قواته التي قتلت مئة ألف مدني ودمرت عشرات القرى ليس مستهدفة، وإنما قوات الإرهابيين الإسلاميين الذين قتلوا من المدنيين في أربعة أعوام مقدار ما قتله الأسد وحلفاؤه في يوم كيماوي واحد في دمشق وأسبوع براميل في حلب. كما أن الطائرات الأمريكية بدأت القصف بغزارة في شمال سوريا وإعداد منطقة آمنة بالتعاون مع تركيا، لكن ليس من طائرات الأسد وإنما من مقاتلي «تنظيم الدولة» من أبناء تلك القرى الريفية التي شبعت قصفا وتقتيلا..
تركيا هي الاخرى قالت كثيرا عن أن العدو والإرهاب هم الأسد والانفصاليون الأكراد و»داعش»، وإن تنظيم «داعش» هو نتيجة نظام الاسد، ولكنها لم تطلق حتى الان نيرانها إلا صوب النتيجة فقط، حتى الانفصاليون الأكراد الذين يقتلون جنودها كل يوم لم تستطع تركيا ان تهاجمهم في شمال سوريا لانهم في حماية عراب الصفقة الايرانية الكبــــير.. الولايات المتحدة.. كل النيران العربية الرسمية تتوجه إلى أعداء النظام السوري وايران.. وكل الزيارات الدبلوماسية تتوجه الى العواصم المقربة من النظام السوري وايران.. ومن تعجز عن ضربه نيران ايران والاسد تتولى المهمة عنهما الولايات المتحدة.
لا يخطرني هنا سوى ما سرب من حديث للسيستاني المرجع الشيعي الأعلى، حين اثنى على التعاون الامريكي مع قوات الحكومة العراقية بقيادتها الشيعية خلال حربها المقاومة العراقية في المناطقق السنية قبل عشر سنوات، قال حينها «اجعلوا الامريكيين كثور حراثة يقاتلون عنكم النواصب التكفيريين».. . ما يحدث هو النتيجة الفعلية للاتفاق النووي الايراني، الذي تنازل عن قنبلة نووية غير موجودة اصلا مقابل الاستحواذ على الشرق بسلاحه الأهم.. القنبلة الشيعية.
الأسد في أفضل حالاته بلا شك.. اقليميا ودوليا..حتى الحكومات العربية التي كانت تتحدث عن فقدانه الشرعية ستخضع للرغبة الامريكية الهادفة لتسوية العلاقات مع الأسد وتوجيه الحملة الدولية ضد الجهاديين السنة في العراق وسوريا، الذين يشكلون القوة العسكرية الاكبر والاكثر فعالية في مواجهة الحلف الايراني في العراق وسوريا، ويبدو أن التسوية مع نظام الأسد لاتتجاوز الحلول الشكلية، ولن تصل حتى لإبعاد الاسد كشخص وإبقاء نظامه، فهذا الخيار لم يرضح له الحلف الإيراني وهو في مراحل سابقة أكثر صعوبة من اليوم، قد يصار فقط الى حل ترقيعي كمنح رئيس حكومة سني من المعارضة صلاحيات في الاطار المدني لا تمس مؤسسات النظام الرئيسية الامنية، لتخرج الانظمة العربية أمام شعوبها وتقول انظروا لقد اوجدنا حلا سياسيا، ومنحنا السنة في سوريا جوازات سفر جديدة.

٭ كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

وائل عصام

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    الثوار السوريين هم أصحاب القرار بسوريا الآن
    أما ايران وروسيا فهما أصحاب القرار على بشاروشبيحته فقط

    قضى الله أن البغي يصرع أهله
    وأن على الباغي تدور الدوائر
    ومن يحتفِرْ بئرًا ليوقع غيره
    سيوقع في البئر الذي هو حافر

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول S.S.Abdullah:

    أظن ما نشره د. فيصل القاسم تحت عنوان (يا أعداء الثورات: انتظروا القادم!) يتكامل مع ما نشره في نفس العدد وائل عصام تحت عنوان (الطريق الى دمشق وطهران يبدأ من مسقط وموسكو) وأجمل ما في موضوعيهما هو تجاوز كل منهما حدود سايكس وبيكو، فكل تجربة توضح جانب معين من الإشكالية بشكل أفضل من تجربة أخرى توضح جانب آخر من الإشكالية بشكل أفضل، ولذلك الجمع بين ما حصل في أكثر من دولة ستكون الصورة أوضح وأسهل للفهم والاستيعاب، حيث بدون تشخيص صحيح وهي تمثل 50% من الحل، لن يمكن الوصول إلى حلول للإشكاليات المطروحة على طاولة البحث من كل كاتب، وأضيف:

    ما أكثر ما شُوّه كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وخصوصا ممن يدعي أنّه من الشيعة، بداية من قوله “القرآن حمّال أوجه”، والتي على ضوئها يتم ضرب القرآن عرض الحائط، بحجة أنّه لا يمثل الحقيقة وفق المفهوم الفلسفي، في حين أن ليس هناك زاوية واحدة لأي حقيقة من الحقائق، فمثلا لو نظرت إلى قدح موجود على طاولة، فمن كل زاوية من زوايا الطاولة ستكتشف هناك زاوية رؤيا تختلف عن الزاوية الأخرى، ومجموع الزوايا تمثل كامل حقيقة القدح الذي على الطاولة، ومن هذه الزاوية نفهم اختلاف آراء أبو حنيفة والشافعي والمالكي والحنبلي، وهذا ما لا يفهمه أهل الفلسفة من أحلام اليقضة أو المنام، والتي لا يوجد حلم بالألوان بل الأحلام تعتمد اللون الرمادي بكل درجاته ما بين الأبيض والأسود، ولكن على أرض الواقع هناك ألوان كثيرة.

    لأنني أظن الفرق ما بين المسلم وغيره، هو مفهوم أنّه على هذه الأرض لإجتياز امتحان بنجاح، كي يفوز بجنّة الله، فلذلك هو يعمل كل طاقته لإجابة الاسئلة حسب ما ورد في كتاب الله، أمّا من يقوم بإجابة الاسئلة حسب مزاجيته وانتقائيته، فلا يمكن أن يحصل على جنة الله، لأنّه ببساطة حكمة العرب تقول (القانون لا يحمي المغفلين)، والذكي من يحاول إصلاح ما يُمكن اصلاحه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة على هذه الأرض، أمّا من يُعاند ويركب رأسه، فذنبه على جنبه، فمعجزة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت لغة القرآن، ومن حقك أن تقوم بتأويلها حسب رغبتك ومزاجك، ولكن تُريد جنّة الله، عليك أن تتأكد بنفسك من أنَّ تأويلك كان وفق هيكل ولغة ومعنى المعاني التي في قواميس لغة القرآن والسنة النبوية.

    والسؤال هنا، هل الجهل أم اللا أباليّة أم الموظف البيروقراطي هو الوجه الآخر للعبودية؟! والعرف المعمول به في الوظيفة هو (نقّذ ثم ناقش) أو (الموظف البيروقراطي عبد المأمور) على الأقل من أجل تبرير لماذا تم السكوت عن الفساد والمحسوبية والواسطة والرشوة في اقتسام دخل الدولة، فيقل مدخول الدولة، وبالتألي ستؤثر على كيفية تقديم خدماتها للمواطن، لعدم وجود تغطية مادية للميزانيات التي تم حسابها وفق أوليات أساسها الخبرة عمّا جرى في الأعوام السابقة، فكيف لو اجتمعت مع مبدأ أتغدى به قبل أن يتعشى بي، الذي يعتمده سامري الدولة العميقة (الجيش والأجهزة الأمنية والقضائية والإعلامية) بحجة المحافظة على أمن الدولة.

    ولذلك أظن مثل “كلّه عند العرب صابون” يجب تغييره إلى “كلّه عند موظف النظام البيروقراطي صابون”، لأنَّ عملية الترقية والارتفاع في السلّم الوظيفي، على أرض الواقع في النظام البيروقراطي، تعتمد على المزاجيّة والانتقائيّة للموظف البيروقراطي صاحب الكرسي، حيث الاسلوب المعتمد في أداء الوظيفة في النظام البيروقراطي “نفّذ ثم ناقش” وعلى ضوئها أصبح “الموظف عبد المأمور” على الأقل للتبرير على تمرير الفساد والمحسوبية والواسطة والرشوة، فلذلك تجد أن المفهوم العام في النظام البيروقراطي، أنّه لو اشتغلت بإخلاص وقلب معنى ذلك هناك احتمال أن تخطئ وتتعاقب، بينما لو تطنش وتنفذ فقط ما يُطلب منك، فيتم ترقيتك، والعولمة والتقنية وأدواتها التي فرضت الشفافية واللامركزية قامت بتعرية سبب شبح الإفلاس الذي تعاني منه اليونان، بل وحتى الإنهيار الذي حصل للأتحاد السوفيتي.

    أنا لاحظت أنَّ أهل الفلسفة تُصر والفضيحة تحت مبدأ النسبيّة من جهة وأنّه حقيقة من جهة أخرى، على أن تنظر إلى نصف القدح فقط، الفارغ في كل ما يتعلق بالـ أنا (السلبية)، أو المليْ في كل ما يتعلق بالـ آخر (الإيجابية)، أو العكس، ولذلك من المستحيل أن يكون ما سيخرج به له أي علاقة بالواقع، ولذلك لن يمكن أن يجد أي حلول لأي مشاكل، فجلد الذات شيء، والنقد شيء آخر، ومن لا يستطيع التمييز لديه ضبابية لغوية، وتزداد المأساة لو صاحبها جهل لغوي، فالنقد يكون على حقيقة ما هو على أرض الواقع، وإدارة النظام البيروقراطي واحد إن كان في الغرب أو الشرق، لأنّه ببساطة يعتمد على النقل الحرفي في الترجمة كما هو حال كلمة البيروقراطيّة، والدليل على ذلك شبح الإفلاس الذي تعاني منه اليونان مهد الفلسفة التي تم بناء النظام عليها، أو الإنهيار الذي حصل للأتحاد السوفيتي.

    ما رأيكم دام فضلكم؟

إشترك في قائمتنا البريدية