غزة ـ «القدس العربي»: بددت الطائرات الإسرائيلية سكون ليل غزة، وشنت سلسلة غارات جوية على مراكز للمقاومة مخصصة للتدريب، وأحدثت أضرارا مادية، ردا على إطلاق صاروخين على الأقل من قطاع غزة، على بلدة حدودية، في مشهد تكرر للمرة الثانية خلال أسبوع.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية النفاذة في ساعات فجر يوم أمس سلسلة غارات على مواقع وأهداف في مناطق مختلفة من قطاع غزة. وحسب شهود عيان، فقد قصفت موقعا تستخدمه كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس يقع في محيط منطقة أبراج المقوسي شمال غرب مدينة غزة، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في الموقع، إضافةً إلى إلحاق أضرار مادية في ممتلكات المواطنين المجاورة.
وعادت الطائرات واستهدفت بصاروخ موقعاً آخر لنشطاء حماس جنوب غرب مدينة غزة، مما أدى أيضا لإيقاع أضرار مادية ايضا.
وقصفت الطائرات في غارة ثالثة موقعا آخر للقسام، قبل أن تقصف موقعا لنشطاء الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي سرايا القدس، غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع بصاروخين.
وقبل وبعد الغارات الجوية الليلية، حلقت المقاتلات الحربية الإسرائيلية على ارتفاعات منخفضة، ونفذت غارات وهمية في عدة مناطق، وهو أمر أدى إلى إثارة حالة من الخوف والهلع في صفوف السكان، لا سيما الأطفال والنساء. وأعادت هذه الغارات التي سمعت أصوات انفجاراتها في أرجاء القطاع، إلى الأذهان تلك الغارات الدامية التي كانت تشنها قوات الاحتلال على القطاع خلال عدوان الصيف الماضي، الذي أدى إلى استشهاد نحو 2200 فلسطيني، وإصابة أكثر من 11 ألفا آخرين، على مدار أيام الحرب الـ 51 يوما.
وحسب مصادر طبية فلسطينية فلم ينجم عن هذه الغارات أي خسائر بشرية، خاصة وأن المواقع المستهدفة كانت قد أخليت من قبل تحسبا.
وقال ناطق باسم جيش الاحتلال، إن طائرات من سلاح الجو أغارت فجرا على مواقع للتنظيمات المسلحة في قطاع غزة، ردا على إطلاق صاروخين على الأراضي الإسرائيلية الليلة قبل الماضية. وأشار إلى أن القذيفتين سقطتا في محيط مدينتي أشكلون ونتيفوت، ولم تؤديا إلى وقوع إصابات أو أضرار.
وعقب ذلك اعتقلت قوات البحرية الإسرائيلية التي تفرض حصار بحريا على غزة، خمسة صيادين ومصادرة مراكبهم قبالة سواحل بحر شمال قطاع غزة. وقال صيادون إن زوارق من البحرية الإسرائيلية اعترضت مركبا يعود لإحدى العائلات التي تعمل بمهنة الصيد، واعتقلت خمسة صيادين كانوا على متنه قبل السيطرة عليه ونقله إلى ميناء إسرائيلي.
وكانت إسرائيل منذ مطلع الأسبوع الجاري قد كثفت من هجماتها ضد الصيادين، واعتقلت قبل هذا الحدث، تسعة منهم في ظروف مشابهة، وأصابت ثلاثة آخرين بجراح.
إلى ذلك تبنت جماعة سلفية تطلق على نفسها اسم «سرية الشهيد عمر حديد» المسؤولية عن إطلاق الصاروخين. وأرجع سبب الإطلاق إلى مقتل أحد النشطاء السلفيين في مواجهات في غزة قبل يومين، وأشارت الجماعة في بيان إلى مواصلتها الهجمات ضد إسرائيل. وجاء في البيان «نؤكد أننا ماضون في دربنا وجهادنا ضد أعداء الله اليهود، ولن يحول بيننا وبينهم كائن من كان». لكن مصدرا أمنيا في إسرائيل حمل حركة حماس المسؤولية، عن كل ما يجري في قطاع غزة، مشيرا إلى أن مواجهات وقعت خلال الأيام الأخيرة بين أفراد الحركة وجهات سلفية في القطاع، وأن الحركة نشرت قواتها في بعض مناطقه سعيا لإعادة تطبيق التهدئة.
وهذه هي المرة الثانية خلال أسبوع، التي تقول فيها إسرائيل أنها تعرضت لإطلاق صواريخ من قطاع غزة، وردت بشن سلسلة غارات جوية على القطاع، رغم اتفاق التهدئة القائم.
من جهته حمل وزير الجيش موشيه يعالون حركة حماس المسؤولية، حتى لو لم يكن عناصرها هم من نفذوا الهجوم. وأوضح أنه «لا ينصح أحدًا باختبار صبر إسرائيل إزاء الإرهاب»، مشددا على أن بلاده «لن توافق على العودة إلى واقع يستمر فيه إطلاق النار على أراضيها. وأضاف «إذا اقتضت الضرورة ذلك فان الجيش سيرد بقوة أكبر على مثل هذه الاعتداءات»، مشيرا إلى انه كان قد اثبت قدرته على ذلك خلال الصيف الماضي. وعقب سقوط القذائف على جنوب إسرائيل، توالت ردود الفعل من قادة تل أبيب، ودعا كل من رئيس المعارضة يتسحاق هيرتسوغ ورئيس حزب «إسرائيل بيتنا» المعارض افيغدور ليبرمان ورئيس المجلس الإقليمي «سدوت نيغِف» في النقب الغربي تمير عيدان، إلى «الرد بمنتهى الصرامة» على الهجمات القادمة من غزة. وقال ليبرمان أن السياسة التي يقودها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من «ضبط النفس والاحتواء وفقدان الرغبة الكاملة بتقويض حكم حماس، تقود إلى جعل سكان الجنوب ولاحقاً جميع سكان إسرائيل لأن يعودوا ويكونوا رهائن لنشطاء غزة». وأضاف «ينبغي على إسرائيل الرد بقوة وليس مجرد الرد الكلامي أو قصف المناطق الرملية الخالية».
ويعيش قطاع غزة في حالة تهدئة أبرمت مع إسرائيل في الصيف الماضي برعاية مصرية نصت على وقف الهجمات المتبادلة.
ورغم الهجمات الليلية إلى أن الهدوء عاد مجددا إلى قطاع غزة منذ ساعات الصباح الأولى، وتردد أن اتصالات أجريت من أطراف خارجية أعادت التأكيد على التزام الجميع باتفاق التهدئة القائم.
ورغم أن التهدئة التي جرى التوصل إليها في الصيف الماضي، قضت بان تعمل إسرائيل على تسهيل حياة السكان، وتسهيل عملية الإعمار، وإعطاء حرية في العمل للصيادين ومزارعي الحدود، إلا أنها تواصل هجماتها ضد غزة وتحديدا في مناطق الحدود، وتنفذ فيها عمليات توغل مستمرة، كما تقوم وبشكل شبه يومي بعمليات ملاحقة للصيادين، تسفر عن اعتقال وإصابة العديد منهم.
ولم تجر بعد أي عملية إعمار للمنازل التي دمرت كليا في الحرب الأخيرة على غزة، وعددها يصل إلى نحو 40 ألف منزل ومنشأة، وهو ما يزيد من معاناة السكان.
أشرف الهور
متي تنتهي هذه الصواريخ الكارتونية ؟!!!
هذه سياسة صهيون وكيف يعملون من المجاهد المقاوم الثائر جاسوس
وشرطى حماية لهم ولامنهم فيجعلون منه مسؤل عن امنهم وهو لا يدرى
ويسلم بان يحمى امنهم