لو سألت أي عربي على حدة هل أنت طائفي؟ لكشّر بوجهك وزعل من هكذا سؤال، ورد عليك مستنكرا..أنا طائفـــي! كيف تسألني مثل هذا الســـؤال! استح على دمك! وسيقول لك بعضهم إن جـــاره أو شقيقه أو ابن خالـتــه متزوج من مذهب آخر، وقد يكون هو نفسه ثــمـرة زواج مخــتلط بين مذهبــــين، فقد اتسعت أمة العرب طيلة تاريخها للتعددية المذهبية والطائفية، وبإمكانها التعايش حتى مع قوميات أخرى وباحترام متبادل للخصوصيات الدينية والمذهبية والقومية والعرقية.
معظم أبناء الأمة العربية سيخبرونك بأن المعاملة هي الحَكَم في العلاقة مع الآخر وليس طائفته أو مذهبه ولا حتى قوميته، هذا أثبتته الحياة وبالذات في أوقات الشدائد. بسهولة نلاحظ على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات مثل «رجاء لا أريد طائفيين على صفحتي، من يهاجم أبناء مذاهب أو طوائف أو فئات أخرى فسوف أحذفه من قائمة أصدقائي»! هذا يكتبه السنّي ويكتبه الشيعي والدرزي والمسيحي وحتى الذي يعتبر نفسه لا دينيا! وتشعر أن دعاة التعصب الطائفي قلة قليلة ومهمّشة، وحتى أنهم يخجلون بمواقفهم، وغالبا ما يبررونها بأنها رد فعل على فعل طائفي من قبل الآخر.
هل يحق لهذا العربي المتسامح أن يطمح لأنظمة أكثر عدلا!
هل يحق لهذا العربي أن يتساءل لماذا نحن متخلّفون عن الركب الحضاري حتى مقارنة بشعوب أفقر منا مالا وأقل عراقة وحضارة وتاريخا! هل يحق لهذا العربي الكريم أن يعيش كريما في بلاد حباها الله نعما تحسده عليها الأمم! هل يحق له أن يسأل لماذا نستقوي على أبناء جلدتنا فنقتلهم وندمّرهم بلا حساب، بينما أرض العرب ومقدساتهم محتلة منذ عقود ولا من يسأل ولا من يغضب!
لأجل هذه الأسئلة قال العربي كلمته، وانطلقت ثوراته!
وكان من الطبيعي أن لا تستسلم الأنظمة، فهي مضطرة للدفاع عن نفسها، فكانت الثورات المضادة، ثورات خاضتها الأنظمة، مستعملة كل وسيلة تضمن لها إفشال الثورات، فمنهم من هرب، ومنهم من استسلم، ومن هم من قاوم حتى قُتل أو أُحرق وجهه وتنازل مرغما، ومنهم من نجح بإطالة أمد حكمه، ومنهم من عمل على المشاركة في قمع الثورات حتى قبل وصولها إلى بلاده، وكان لا بد من أكثر الوسائل قذارة، وهي تقسيم الشعوب العربية إلى طوائف وملل متناحرة، ولأنه لا توجد ثورات على المقاس بالمسطرة والفرجار، ولا توجد ثورات إلا ولها أخطاؤها وانزلاقاتها، فما من حاكم إلا ويستفيد من أخطاء الثورة بل يعمقها، ويصطنع اصطفافا طائفيا أو مذهبيا أو قبليا بين أبناء شعبه من خلال جرائمه هو نفسه، ما دام هذا يزيد في عمره على سدة الحكم.
القمع قد يكون بالتقتيل والهدم والسجن المباشر والاغتصاب، وقد يكون بالاحتواء وتوجيه المسار حسب الرغبة، قد يكون تدخلا مباشرا بالرجال والسلاح، أو من بعيد، ورويدا رويدا تنزلق الثورات التي تحتاج للدعم، وقد يكون الثمن باهظا، حتى التدهور إلى لعبة الطائفية والمذهبية، عندما يكون الخيار الوحيد هو موتهم والقضاء عليهم، ومن يده في النار ليس كمن يده في الماء!
تغيّر الأنظمة جلودها وتختلف مواقفها من منطقة إلى أخرى، ومن بلد إلى آخر، أو حتى بين محافظة وأخرى، فتارة تراهم ثوريين ومستعدين لدفع المليارات للثوار، وتارة تراهم بخلاء مقتّرين، تجدهم طائفيين في موقع ما تحريضا على الآخر، وفي موقع آخر تراهم ضد أبناء طائفتهم نفسها! فالمهم هو إعادة الأمة إلى حظيرة الطاعة!
علي عبدالله صالح ينتقم من الثورة التي أرغمته على التنحي عن الحكم وحرقت له وجهه، ويحاول العودة من الشباك (الحوثي) بعد طرده من الباب! أما إيران «الإسلامية» فهي تبحث عن مزيد من النفوذ والهيمنة، فلا دعم للثورات ولا للمظلومين في الأرض ولا يحزنون، فهي التي قمعت شـــعب سوريا وأوعـــزت لحــــزب الله التابــــع لها بأن يقـــاتل إلى جانب النـــظام، لقمع المساكين والمعدمين الثـــائرين في سوريا، وهي التي عززت وشرعنت التقاطـــب المذهـــبي على الأرض السورية! وهي التي تشترك في اللعبة الطائفية فــي العراق، ومن جهة أخرى التمست هي وحزب الله والسعودية ومعظم دول التحالف عذرا للنظــــام المصري الانقـــــلابي لأنه في مواجهة الإخوان، إلا أن انضمام النـــظام المصري للحــــرب ضد الحوثيين حوّل موقف إيران وحـــزب الله منه أو جعـــــلهم يأسفون على الأقل، بينما تراها السعودية فرصة لتأديب السيسي على تفوهاته الشهيرة المسرّبة بحق دول النفط وتقــــاربه مـــع إيران!
وكان من مصلحة السعودية منذ البداية احتواء الثورات، لتجنب انتقالها إلى الجيران ثم إليها، وهكذا استغلت قذارة النظام السوري لتلعب دور المدافع عن أهل السنة في مواجهة الشيعة والعلويين، فالتقت مصلحتها مع مصلحة النظام بحرف الثورة السورية عن مسارها الأول!
فالمهم هو إفشال الثورات أو احتواؤها وتفريغها من محتواها الأساسي، حتى لو كان على حساب تأجيج التعصب المذهبي والطائفي، وتأجيل سقوط النظام السوري الذي يعني المزيد من القتل والدمار.
الأنظمة بثوراتها المضادة ومعها النظام العالمي كله وعلى رأسها أمريكا لا مبادئ لها سوى مصالحها، تغيّر جلودها من مكان إلى مكان، وحسب مصالحها تدعم أو لا تدعم، تقمع هنا وتعارض القمع هناك، ترتدي رداء الثوار تارة، وتصطف إلى جانب السفاحين أو تتغاضى عنهم تارة أخرى، بما يخدم استمرار الوضع القائم، هذا ما جعل المنطقة العربية تبدو مثل (طبيخ النوَر) فالجميع ضد الجميع، والجميع مع الجميع، ولا أمان لأحد، والتقلبات سريعة لدرجة يصعب فيها التمييز بين الألوان، إلا أن الثورات والشعوب التي انطلــــقت لها منطقها ولها حياتها، ومهما تعقد الواقع، ففي النهاية لن يصح إلا الصحيح، وستجد الشعوب طريقها وستبدع في ثوراتها الطرق الكفيلة لوصولها إلى الحرية، لأن الخيارات الأخرى غير موجودة أصلا.
سهيل كيوان
* ( ايران ) الخبيثة هي التي حولت الحروب في ( العراق وسوريا
واليمن ) الى حرب ( طائفية ) بامتياز ( للأسف الشديد ) .
** لو كانت نية ايران ( صادقة ) لسمحت منذ البداية بتغيير ( الأسد )
ونظامه الفاسد وكسبت الشعب السوري بكل طوائفه ؟؟؟
** نفس الشيء في ( العراق واليمن ) ولكن أهداف ايران أصبحت
معروفة للجميع :
1 ـ تمزيق العالم العربي .
2 ـ إحياء الإمبراطورية الفارسية ( المنقرضة ) .
3 ـ نشر التشيع أو التشييع في الدول العربية .
** الهدف الأول ( مشترك ) بين ( ايران // أمريكا // اسرائيل )
وهم أعداء للعالم العربي ولا يريدون له الخير والتقدم و ( الإستقرار ) .
* شكرا .
منذ اليوم الاول الذي ابتلت فيه منطقتنا بالفتنة الطائفية ، حذر العقلاء العرب والمسلمون ، من ان هناك اياد اجنبيه واضحة المعالم وراء هذه الفتنة ، ساعدتها فيها انظمة عربية رجعية ، اججت من نار هذه الفتنة ، لاشغال شعوبها ، وتقديم خدمة لاسيادها بتلك الدول وكذلك لانقاذ عروشها من الانهيار.ولكن هذه الطبخات الكواليسيه باتت واضحه لابناء هذه الشعوب وطبخات النور ستبقى للنور…. لان الشعوب العربيه بمثقفيها واعلاميها بوركت بامثالكم الكاتب سهيل ..واصبحت اليوم تمتلك زخما توعيا مختلف عما كان عليه الحال قبل ستين سنه …واليوم السرعه الفائقه لوصول المعلومه اعطى سرعه في تحليل الحدث وتوجيهه ..وبالنهاي الشعب وحده سيقرر وسيحرر كما ذكرت دون الحكام …لان هذه الشعوب سئمت تكرار طرح السؤال ،،،( كم دهر سيبتلع عنا العمر )….
السعودية تؤسس للصراع الطائفي اﻻن في اليمن الحوثيون في الشمال والقاعدة والدولة الاسﻻمية في الجنوب والجيش اليمني دمر من طيران التحالف . وتبني السعودية جدار على الحدود ويبقى أهل اليمن يقتل بعضهم البعض .
تفائل جيد ماجاء في نهاية المقال المشكلة كم نحتاج الى وقت وتضحيات حتى نصل الى هذا المستقبل المنشود