العالم يترقب كارثة: رجل آلي أذكى من الإنسان ويتطور أسرع منه

حجم الخط
1

لندن ـ «القدس العربي»: أطلق أشهر عالم فيزياء في العالم تحذيراً مرعباً بالقول إن «شراً ما يكمن في وادي السيليكون ويتخمر هناك شيئاً فشيئاً» في إشارة إلى أن الذكاء الصناعي الذي تقوم أضخم شركات التكنولوجيا في العالم بتطويره في منطقة «وادي السيليكون» في كاليفورنيا سوف يؤدي يوماً ما إلى تدمير البشرية إذا استمر على حاله في التطور.
وجاء هذا التحذير على لسان عالم الفيزياء المعروف والحاصل على جائزة نوبل البروفيسور ستيفن هوكينغ، الذي أشار في حديث نقلته جريدة «دايلي ميل» البريطانية إلى أن «الذكاء الصناعي سوف يكون من الصعب أن يتوقف ما لم تتوافر الضمانات المناسبة لذلك»، مشيراً إلى أن سباق التكنولوجيا سوف يؤدي إلى صناعة رجل آلي يتطور ذكاؤه بصورة تسبق الإنسان وتتفوق على العقل البشري وبالتالي يمكن أن يخرج عن سيطرة البشر.
وقال إن «الذكاء الصناعي» المصمم ليكون مساعداً تقنياً للإنسان ومصمم لابتكار سيارات بدون سائق وطائرات بدون طيار وما إلى ذلك، إنما هو يتطور بصورة سريعة ليوجد له موطئ قدم ويصل الأمر يوماً إلى إنهاء البشرية.
وبحسب عالم الفيزياء الذي يوصف بأنه عبقري ويحظى بشهرة عالمية عالية المستوى، فإن الرجال الآليين يتطورون حالياً بوتيرة أسرع من العقول البشرية، وهو ما سيجعل أهدافهم وتصرفاتهم في المستقبل غير متوقعة.
وأضاف هوكينغ: «أنا لا أعتقد بأن التطورات التي يشهدها عالم الذكاء الصناعي سوف تكون بالضرورة أمراً حميداً»، وتابع: «عندما تصل الآلات إلى المرحلة الحرجة، وهي اللحظة التي تصبح فيها هذه الآلات قادرة على تطوير ذاتها، سوف لن يكون بمقدورنا توقع أهدافهم وتصرفاتهم».
وقال إن «الذكاء الصناعي أصبحت لديه القدرة على التطور بشكل أسرع في سباقه مع الإنسان» وهو ما يمكن أن يؤدي به إلى القدرة على حسم السباق مع البشر لصالحه، وتدمير البشرية في المستقبل.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحذر فيها هوكنغ من تكنولوجيا الذكاء الصناعي التي تشغل الشركات الكبرى حالياً، حيث سبق أن قال أن «نجاح تقنيات الذكاء الصناعي سوف تكون الحدث الأكبر في التاريخ البشري، إلا أنه قد يكون النجاح الأخير للبشر»، في إشارة إلى احتمالية أن تؤدي هذه التكنولوجيا إلى تدمير البشرية يوماً ما.
وكانت منظمة «هيومان رايتس وتش» وكلية القانون في جامعة «هارفارد» قد أصدرا تقريراً مشتركاً دعيا فيه إلى حظر دولي لأجهزة الروبوت «الرجال الآليون» القاتلة، مشيرين إلى ضرورة أن تظل كل أنظمة السلاح المستخدمة في العالم تحت سيطرة البشر، في الوقت الذي تشهد فيه التكنولوجيا تطورات متسارعة جداً.
وبينما يُحذر هوكنغ من «روبوت» قد يكون أذكى من الإنسان وقد يدمر البشرية قريباً، فإن رئيس مجلس إدارة شركة «غوغل» الأمريكية العملاقة إريك سكيمديت حاول طمأنة العالم في هذا الصدد ونفى المخاوف التي يجري الحديث عنها، مشيراً إلى أن «الذكاء الصناعي يتم تطويره لخدمة الإنسانية، وسوف تكون هناك أنظمة في الأماكن المناسبة للتحرك في حال حدوث ما يدعو إلى القلق».
وأضاف: «جميعنا شاهد هذه الأفلام» في اشارة إلى أفلام الخيال العلمي التي تصور لحظة تطور الرجل الآلي وتمرده على الإنسان. إلا أن سكيمديت يؤكد أن في الحقيقة فإن الناس دائماً يعرفون كيف يغلقون أنظمة الذكاء الصناعي ويوقفونها، ومن المفترض أنها لن تصل أبداً إلى مرحلة الخطر.
وكشف أن شركة «غوغل» سوف تقوم قريباً بإطلاق نظام ذكاء صناعي لديه القدرة على الرد أوتوماتيكياً على الرسائل الواردة من الناس.
ويُعرف علماء الكمبيوتر الذكاء الإصطناعي بأنه «سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الكمبيوترية تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، ومن أهم هذه الخاصيات القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة».
يشار أيضاً إلى أن علم الذكاء الصناعي لا يزال حديثاً نسبياً، حيث ظهر في أواسط الخمسينيات من القرن الماضي، عندما بدأ عدد قليل من العلماء استكشاف نهج جديد لبناء آلات ذكية، بناء على الاكتشافات الحديثة في علم الأعصاب، ونظرية رياضية جديدة للمعلومات، وتطور علم التحكم الآلي، وقبل كل ذلك، عن طريق اختراع الكمبيوتر الرقمي، تم اختراع آلة يمكنها محاكاة عملية التفكير الحسابي لدى الإنسان.
وتم تأسيس المجال الحديث لبحوث الذكاء الإصطناعي في مؤتمر في حرم كلية دارتموث في صيف عام 1956، حيث أصبح هؤلاء الحضور قادة بحوث الذكاء الاصطناعي لعدة عقود، وخاصة جون مكارثي ومارفن مينسكاي، وألين نويل وهربرت سيمون الذي أسس مختبرات للذكاء الإصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة كارنيجي ميلون (CMU) وستانفورد.
وبحلول منتصف الستينيات أصبحت تلك البحوث تمول بسخاء من وزارة الدفاع الأمريكية، وهؤلاء الباحثون قدموا الكثير من التوقعات، ومنها أن «الآلات ستكون قادرة، في غضون عشرين عاما، على القيام بأي عمل يمكن أن يقوم به الإنسان».
ويستخدم الذكاء الإصطناعي في اللوجستية، واستخراج البيانات، والتشخيص الطبي والعديد من المجالات الأخرى في جميع مجالات صناعة التكنولوجيا، ويتوقع أن يواصل تطوره، فضلاً عن أن سرعة تطوره في السنوات الأخيرة باتت أكبر بكثير مما كان عليه في السابق.
وتعمل الشركات العالمية حالياً على إنتاج سيارات بدون سائق، كما انتجت طائرات بدون طيار، فيما قامت شركة صناعية عملاقة في الصين بتشغيل رجال آليين كعمال في مصانعها ووجدت أنهم أفضل من الناحية الاقتصادية، ومن حيث الإنتاجية والأداء، من العمالة البشرية.

العالم يترقب كارثة: رجل آلي أذكى من الإنسان ويتطور أسرع منه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Assi:

    .Stephen Hawking did NOT win the Nobel Prize … yet

إشترك في قائمتنا البريدية