الرباط ـ «القدس العربي»: وصل العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس الثلاثاء إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الـ69 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة ويتوقع ان تشكل تطورات النزاع الصحراوي على خطاب يلقيه وعلى مجمل اللقاءات التي سيجريها هناك، خاصة مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الامريكي باراك اوباما.
وأعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات المغربية أن محمد السادس سيتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحضور أشغال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، التي ستنعقد مدينة نيويورك. وان الملك سيلقي خطابا أمام الجمعية، كما يجري محادثات مع عدد من الشخصيات الدولية.
ونوه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بمبادرات الملك محمد السادس لفائدة السلام والاستقرار والانسجام بالعديد من البلدان الإفريقية، لا سيما بمنطقة الساحل.
واعتبر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن «الزعماء الروحيين والدينيين لهم دور رئيسي ينبغي الاضطلاع به من أجل تعزيز الانسجام بالساحل»، ونوه بان كي مون الملك محمد السادس الموافقة على طلب المجلس الإسلامي بنيجيريا من أجل تكوين أئمة نيجيريين بالمغرب.
وتشغل قضية الصحراء الغربية اروقة الامم المتحدة سنويا اثناء انعقاد الجمعية العامة، رغم ان ما يصدر عنها توصيات غير ملزمة الا انها تاخذ حيزا من الاعلام والدبلوماسية تلعب دورا في صياغة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ويلعب الوسيط الدولي بالنزاع، الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة دورا في توجيه مسار النقاش من خلال تقرير يقدمه وتدخله اثناء النقاش، الا ان علاقة المغرب مع هذا الوسيط، الدبلوماسي الامريكي كريستوفر روس، يشوبها نوع من الحظر والتحفظ، ادى سابقا الى تجميد التعاون معه ثم اشتراط حياديته ونزاهته تجاه مهمة قوات الامم المتحدة المنتشرة بالصحراء (المينورسيو) التي تبذل البوليساريو وانصارها جهودا لتوسيعها لتشمل مراقبة حقوق الانسان والتقرير بها لمجلس الامن وه ما ما يعتبره المغرب انتقاصا من سيادته على المنطقة التي استردها من اسبانيا 1976 بالاضافة الى الالتزام بعدم نقل الملف من البند السادس الى البند السابع الذي يعني فرض حل.
وتناقش اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو، وامام المتدخلين استفتاء تقرير المصير الذي جرى الخميس الماضي 18 ايلول/ سبتمبر الجاري، في اسكتلندا واسفر عن تاييد الاستمرار في اطار المملكة المتحدة والذي سيجري في كاتالونيا/ اسبانيا يوم 9 تشرين الثاني/ نوفمبر والذي قد تكون نتيجته الاستقلال، وسيدفع كل طرف من اطراف النزاع في عملية الاستقتاء ونتائجها، لحصد تأييد للمقاربة التي يتبناها، والدعوة للنظر بالاستفتاء من الزاوية التي يراها.
وترى جبهة البوليساريو ان استفتاء تقرير المصير للصحراويين في دولة مستقلة او الاندماج بالمغرب هو الحل وان هذا ما نصت عليه قرارات مجلس الامن ذات الصلة فيما يرى المغرب انه «لا قياس مع الفارق» حيث ان ظروف المنطقة وسكانها والنزاع حولها وتعقيداته جعلت الاستفتاء غير موضوعي وصعب التحقيق وىان قرارات مجليس الامن من 2007 تحدثت عن ذلك وان منح الصحراويين حكما ذاتيا ذات صلاحيات واسعة تحت السيادة المغربية يبقى هو الحل.
واعتبر محمد يتيم النائب الأول لرئيس مجلس النواب المغربي والقيادي البارز في حزب العدالة والتنمية/ الحزب الرئيسي في الحكومة، أن اختيار أغلبية الاسكتلنديين البقاء تحت سيادة بريطانيا على الاستقلال بعد استفتاء ديمقراطي، يبيّن بشكل واضح «من حيث المعنى والدلالة» أن التوجه العام عند الشعوب والأمم الراقية والديمقراطية هو اختيار الوحدة والائتلاف والبقاء ضمن إطار دول كبرى، لأن الناس في نظره يدركون أن مصالحهم وقوة بلادهم تكمن في ذلك.
ونقل موقع هسبرس عن يتيم أن الفكرة التي ذهب إليها أكدها سابقا استفتاء منطقة الكيبيك بكندا، وأكدها قبل أيام الاستفتاء في اسكتلندا، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق باستفتاءات ديمقراطية لشعوب وصفها بالمتحضرة وغير المحكومة بتطلعات بعض الشخصيات للزعامة والسلطة والكراسي ولو على كيانات ضعيفة ومجزأة وفاقدة لمقومات القوة الاقتصادية والسياسية والديمغرافية كما هو الشأن بالنسبة للمنطقة العربية، حيث «لا يزال منطق التفتيت والتجزئ وتقسيم المقسّم هو التوجه العام».
وفي اشارة للجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو قال يتيم «إنه لا يوجد في اسكوتلندا تدخل دولي أو إقليمي أو دولة جارة معاكسة تستخدم ورقة الانفصال في دولة مجاورة لتحقيق أطماع توسعية ولم يتم صناعة منظمة انفصالية من نظام عسكري»، لذلك كانت في رأيه عملية الاستفتاء باسكتلندا عملية ديمقراطية مبنية على أسس ديمقراطية قبلت جميع الأطراف نتائجها.
وقال أن منطق العقل ومنطق المصلحة ومنطق الاستقرار ومنطق الديمقراطية يقول أن الوحدة هي الأفضل، وأن هناك فرق كبير بين استفتاءات ديمقراطية في ظل هذه الثقافة، وبين المطالبة بالاستفتاء ضمن سياقات يتعذر فيها إجراؤه والحديث عنه أو المطالبة به في سياق «التفتيت والتجزيء والإضعاف وخدمة نزوعات هيمنية لدول محكومة بالاستبداد».
من جهتها اشادت جبهة البوليساريو بالاستفتاء الاسكتلندي دون ان تشيد بنتائجه وقال مسؤول العلاقات الخارجية للجبهة محمد ولد السالك، ان الاستفتاء الاسكتلندي «خطوة صحيحة ودرسا في الديمقراطية» بغض النظر عن النتيجة التي أفضى اليها لان الاستفتاء «احترام خيار الشعب الاسكتلندي في تقرير مصيره عبر استفتاء حر».
محمود معروف
على حكام الجزائر ان يمنحوا جزءا من بلدهم للبوليزاريو كي يؤسسوا دولتهم اما ارض المغرب فهي للمغاربة فقط,
والله لازلت لا أفهم ما يريده المغاربة بالضبط، ففي وقت يتكلمون باسهاب عن الاستفتاء الذي جرى مؤخرا في اسكتلندا، يتناسون أن هناك شعب في الصحراء الغربية لا يزال ينتظر منذ أكثر من أربعة عقود أن يعطى له الحق في تقرير مصيره عن طريق الاستفتاء. على الأقل الشعب الاسكتلندي اختار خيار البقاء مع المملكة المتحدة و لكن من خلال استفتاء شعبي عام، أي أن الاستفتاء هو الضامن و الوعاء الوحيد الذي يعبر و يعكس تطلعات و رغبات الشعوب………………في الاخير نشكر جريدة القدس العربي على مواكبتها لمختلف تطورات هذا النزاع الذي تناساه الأشقاء في الوطن العربي