■ تعدانا الزمن وتعدى حواراتنا، لقد حان الوقت «لرجل» الدين المسلم، و«لإمرأة» الدين المسلمة التي يجب عليها أن تدخل «الحلبة» اليوم، أن يطورا من الخطاب الديني وأن يعزلاه عن ذاك السياسي عزلاً تاماً. لقد أنعم علينا تاريخنا الطويل المظلم بلحظات مضيئة، بمصابيح فكرية هنا وهناك، فما كان منا الا أن قذفناها بالصخر مستعيدين الظلمة التي لا نستطيع أن نرى سوى في عتمتها المريحة، ولقد حان الوقت لأن نضع الصخر جانباً ونعلن الهدنة العقلانية.
ان الحوار الدائر في المملكة العربية السعودية حول قيادة المرأة هو حوار تعداه الزمن وتجاوزته طبيعة الأشياء، وهو اليوم مصدر لانتقاد وسخرية العالم الذي يشاهدنا ونحن نتجادل في ما هو ليس حق في الواقع، ولكن ضرورة معيشية يومية، عادة انسانية طبيعية لا يمكن لأحد أن ينقطع عنها.
حوارنا اليوم يجب أن يتخذ منحى آخر، حان لنا أن نتحدث عن مسألة المساواة التامة للمرأة بالرجل في كل مناحي الحياة (ليتبعها بعد ذلك حوار عن مدى صحة وضع الرجل كنموذج أساسي تقاس عليه الحقوق، وهذا حوار متطور لاحق).
حان للمفكرين الاسلاميين أن يطوروا من قراءاتهم الفكرية للقرآن والحديث بما يصل بهم لمساواة المرأة بالرجل في كافة الحقوق، دون أي استثناءات، فتلك خطوة مهمة باتجاه تعديل الفكر الشعبوي العام ليتقبل القوانين المدنية الحديثة التي يجب لها أن تكون المسيطرة في الدولة. ولقد حاول مفكرون ومفكرات متنورون ومتنورات أن يصدروا أبحاثاً بهذا الاتجاه أمثال د نصر حامد أبو زيد، د محمد أركون، فاطمة المرنيسي وغيرهم، الا أن نصيب هؤلاء لم يكن بأفضل من نصيب ابن رشد وابن سينا، فليس هناك مثلنا في اضطهاد العلماء الحقيقيين في النور ثم نعيهم في الظلام.
الدكتور نصر حامد أبو زيد مثلاً قدم في كتابه «دوائر الخوف» قراءة جديدة تماماً لموضوع الارث، الحجاب، تعدد الزوجات، حق الطلاق، وغيرها، مؤكداً على أن الترقرق الطبيعي للشريعة (الكلمات هنا لي)، ومعناها في اللغة الماء الجاري، هو أن تتجه باتجاه المزيد من الحريات والمساواة.
كذلك فعلت فاطمة المرنيسي في كتابها «الحريم السياسي» الذي قدمت فيه ليس فقط قراءة في هذه المسائل المستعصية ولكن أخرى تاريخية ونفسية لشخصية النبي محمد، وللدين الاسلامي في أول عصره، وكيف أن النبي كان انساناً ثائراً على كل الأوضاع الظالمة العنصرية مستبعداً كما تقول المرنيسي «فكرة الرقابة، الرقابة البوليسية، وذلك هو ما يفسر غياب رجال الدين CLERGE، وتشجيع كل مسلم بأن يتدبر لوحده فهم النص» (237).
ولربما آتي في المقالات المقبلة على تحليل أكبر لهذين الكتابين المهمين للمرنيسي وأبو زيد، على اعتبارهما ثوريين في قراءتهما التحريرية للمرأة كما في قراءتهما للدين والتاريخ وشخصية النبي، وفي ندائهما بالمساواة الكاملة غير المنقوصة.
وبكل تأكيد، عندما أقول مساواة كاملة، فأنا أعني حرفية الكلمة، وهي المساواة التي يمكن، اذا ما أراد المفكر، استقراؤها من التاريخ الاسلامي وفي فقهه. لا بد من المساواة التامة في حقوق الزواج والطلاق، بحيث يصبح للمرأة ذات الحق في التطليق وفي ذلك يقتبس أبو زيد من الامام محمد عبدو قوله «لا يمكن – مهما ضيقنا حدود الطلاق – أن تنال المرأة ما تستحق من الاعتبار والكرامة الا اذا منحت حق الطلاق» (222). لا بد من انهاء ممارسة تعدد الزوجات ومن التخلص من الفرق الارثي بين الذكور والاناث، وفي ذلك يقدم د أبو زيد قراءة جميلة يبين من خلالها أن حظ الرجــــال يقاس في الواقع بحظ الاناث في النص القرآني الذي يقـــول «للذكـــر مثل حظ الانثيين» وليس للأنثى نصف حظ الذكر، وعليه يصبح نصيب المرأة هو المقياس مما يفتح الباب أمام تطوير التشريع إلى مساواة نصيبها بذاك الذي للرجل. لابد كذلك من انهاء الدفع القسري بالحجاب على المرأة، الذي في حين يكون ارتداؤه حرية شخصية، فإنه لا يجب أن يكون هو القاعدة المفروضة على المرأة المسلمة التي يحق لها حريتها في جسدها ما يحق للرجل دون قصور أو استثناء.
هذا هو الخطاب الذي يجب أن نتداوله في القرن الواحد والعشرين، ليس خطابا حول ما اذا كان يحق للمرأة أن تقود سيارة أو تبحث في الانترنت أو تجلس على كرسي (نعم هناك فتاوى بتحريم ذلك)، ليس خطابا حول ارضاع الكبير وبول البعير ومعاشرة الزوجة بعد موتها وتحويلها إلى جارية حتى تستطيع أن تخلع حجابها (نعم هناك فتاوى من هذا النوع كذلك، وقادمة من أكثر الدول العربية عصرية وتقدماً)، الخطاب يجب أن يكون شيئا مختلفا تماماً، ملايين السنوات الضوئية في بعده عن خطابنا الآن. فمتى نترك «تلك العتمة الباهرة» خلفنا ونلحق بمسيرة الضوء؟
٭ رواية للرائع الطاهر بن جلون، وهي من أدب السجون.
د. ابتهال الخطيب
من قال ان سواقة المرأه لها علاقة بالدين من قريب أو بعيد . لماذا نقحم الدين في هذه القضايا . هل هناك حديث أو آيه في هذا الموضوع ؟ بالطبع لا . الم يمن يكن صحابيات الرسول يركبن الخيل والبعير …
انها قمة الجهل ان ننسب امرا مثل هذا للدين .
اما بالنسبة للارث .. فهناك سبعة وعشرون حاله ترث فيها المرأة اكثر من الرجل وخمس حالات فقط يرث فيها الرجل أكثر من المرأة … يا ليتنا نتعلم امور دينتا قبل الخوض في موضوع مثل هذا يدل عن جهل بثابت من ثوابت الدين
اما بالنسبة الحجاب … لنقرأ قول الله الله تعالى ” لا اكراه في الدين ” واستخدام حرف الجر في هنا دلالة على انه لا اكراه حتى في جزيئات الدين . لكن الاماكن العامه تخضع للقانون الاجتماعي لكل بلد وفق تقاليده . لو المرأة هنا في امريكا خرجت الى الشارع عاريه فانها سوف تعتقل لان القانون يمتع ذلك .
فالله سبحانه وتعالى غني عن أن يعبده باكراه أو اجبار وهو الذي خاطب نبيه بقوة ناهيا ” أأنت تكره الناس على ان يكونوا مؤمنين ”
أتذكر مقولة العالم الفرنسي ” الحمدلله أنني عرفت الااسلام قبل أن أرى المسلمين ”
هدانا الله جميعا لما فيه نجاتنا بعد الموت
يا دكتوره ابتهال هنا اختلفنا وافترقنا
فنحن يادكتوره نتبع الدين ولسنا كالغرب يتبعهم الدين
وليس بمقدورنا تغيير القوانين الربانية بالقوانين الوضعية
مقالك السابق يا دكتوره كان تصالحيا ووحدويا ووسطيا
وكنا كاسلاميين وسطيين مرحبين بذاك الخطاب
السؤال هو هل كان ذاك المقال طعما
ولا حول ولا قوة الا بالله
الاخ الكروي داوود ،النرويج،بعد السلام والتحية والاحترام،عنوان المقال هو العتمة الباهرة و هو يشبه مصطلح الجهل المقدس، الحضارة والثقافة العربية الاسلامية هي الوحيدة من بين كل الحضارات التي قامت او تأسّسّت على الدّين و العقيدة،وهنا المشكلة الجوهرية و الاساسية والخطأ الكبير عند العرب والمسلمين،وكل الحضارات والثقافات يكون لها دور تاريخي او سياسي او اجتماعي وتنتهي حضارات سادت ثم بادت،وكيف للعرب ان يقبلوا بأن تنتهي حضارتهم الذي قامت وتأسّسّت على الدّين؟انتهى دور الحضارة العربية منذ سبعة او ثمانية قرون وبقى الدّين والعقيدة والمسلمين والعرب واجهو المشكلة الكبرى وهم لا يعرفوا كيف ان يتقدموا و يتطوروا و اخذو كل شيء من الغرب و اوربا واصبحنا نحن مستهلكين ومقلدين،والعرب فشلوا حتى في بناء الدولة و المؤسسة القوية الناجحة ،وفشل في جميع المستويات التي تقدم فيها الغرب والامريكيين و حتى الصينيين واليابانيين علينا نحن العرب والمسلمين،الحضارة الغربية كانت ثمرة عقول المثقفين و المفكرين والفلاسفة ،و السؤال هو ما هو دور الدّين و رجال الدّين في البلدان العربية ؟هل يستطيعوا ان ينهضوا بالامة ؟او ان يصنعوا حضارة و تقدم في البلدان الاسلامية؟ الجواب على الاكيد هو لا شبعنا فشل و اصبحنا في ذيل الامم،ولكن الاحداث في الشرق الاوسط و ما يسمى بالربيع العربي هذا يعني الامور هي في الطريق الصحيح ولكن الطريق والمسافة ما زالت طويلة جداً.سلام
عند أهل الراي والرأي الآخر, إن أتيتهم برأي من المريخ وليس حتى من الكرة الأرضية, ينظر إليك ويسألك ” أهل تظن الأمر كذلك؟ ” تجيبه بكل جوارحك وبكل لغاتك ” طبعا… طبعا .. نعم , صديقي أخبرني بالخبر فكونت رأيي” سيرد عليك ” أهاه “.
يعني ,ذاك رأيك وأنا سأحتفظ برأيي.
بما أننا لازلنا لم نصل هناك, نبدأ بإطلاق النار على كل من له رأي سديد يخالف رأي الماكينة الإجترارية.
علينا أن نكون سعداء إن كان في الأمة من لازالت له عين منفتحة ترى ملاتراه العشرات من الآلاف من البشر التي لاتزال تظن بأن الكرة الارضية لاتزال مسطحة الشكل.
العالم المتقدم يتقدم يوميا علميا ,طبيا مثلا في كل يوم خبر عن تقدم في ميدان طبي من هنا وهناك, تجارب ناجحة على الفئران لمعالجة مرض عضال, النتائج جيدة , بعد بضع سنوات ستستفيد الأمة البشرية , الإنسان, العالم , الابيض, الأسود , المسلم , المسيحي , اليهودي , الكل , الجميع, الرحمة والشفاء لبني البشر.
هل تعلمون أنه في الوقت الذي هم يزرعون ويحصدون العلم والمعرفة نحن منشغلون بماذا؟ بسير القدامى, عما إن كانت أم لم تكن وليس عما إن كانت تساير العصر والزمان, بالطبع السيدات السعوديات بإمكانهن ركوب البعير, لكن لايسمح لهن بسياقة السيارة, هناك فرق بين البعير وبين رباعيات الدفع.
” الراي والراي الآخر” دونه فقط التحجر والتخلف.
شكرًا د ابتهال على هذا المقال ….
اتفق مع الأخ سمير من أمريكا بان لا نخلط بين الدين كتشريع وبين تطبيقات البشر لهذا التشريع … و لكن ايضا اتفق معك د ابتهال بان لا نظل كشعوب محكومة بأشخاص يتحكمون بكيفية تطبيق الدين و كانهم أوصياء على البشر و الحجر …. لابد من تعميق الوعي العام بالدِّين و عدم الارتكاز دائما على فتاوى و وعاظ …. هنالك حقا مشكلة او معضلة في مجتمعاتنا وًهي ان كل مشاكلنا تقريبا هي بسبب فهم خاطئ لديننا … و لكن يجب ان نفهم لماذا …. لماذا نحن قادرن ان نفهم العلوم و الحساب و الكومبيوتر و لكن ليس الدين …يجب ان نسأل الأسئلة التي توصلنا للحقيقة و ان لا يكون الدين مجرد تقديس أشخاص و صلاة بلا عمل صالح و وعي لقيمة الحياة المجتمع … يجب تعميق فهم الدين من منظور الحياة كما الآخرة أيضا …. من منظور اننا بشر على هذه الارض نتشارك مع أخريين مختلفين عنا و لكن ليسوا بالضرورة أعداء لنا بل اخوة في الانسانية … الرسول الكريم ضرب أمثلة يقاس عليها للتقدم و التغير و ليس لتطبيق نفس الأمثلة على انها سنة لا يمكن تأويلها او الاستفادة من العبرة منها و الا نحن لن نواكب المتغيرات المستقبلية …
مثلا انا لم اعلم حتى اليوم قبل ان قرأت تعليق الأخ سمير عن حقوق المرأة في الميراث … و هذا يدل علىً مشكلة ذكرتها د ابتهال بان مقياس تعليمي الديني كان من منظور ذكري بحت على الرغم ان الدين جاء للجميع ذكر أنثى عرب عجم حتى المكان و الحيوانات ايضا لها أسس في التعامل في الدين … و هنا كنت دائمااسأل نفسي لماذا نفصل الرجال عن النساء في المساجد ادا كانوا يصلون معا في مكة و المدينة … أين العبرة
اعتقد ان د ابتهال اصابت في وصف المشكلة و لكن اخطات في الأمثلة المساقة و تعميم المشكلة على انها في تسريع الدين و ليس في التطبيق …
و دائما شكرًا على اثارة قضايا مهمة في حياتنا كعرب و مسلمين علىً هذه الارض …
“تلك العتنة الباهرة”رواية للكاتب الفرنسي كمايعرف نفسه من اصول مغربية”
تتناول قصة واقعية للسجين عزيز الذي اتهم مع مجموعة من العسكر بتدبير محاولة انقلاب الصخيرات علی الحسن الثاني ؛ والقصة طويلة فيها مشاهد من الألم عن الحفر التي كانو يوضعون فيها ومعاناتهم مع الظلام والحشرات والعقارب والوجوع قرابة العشرين عاما؛ تجعل قارئها يتفكر في حال مساجين العرب السياسيين الآن، الرواية حازت علی جائزة دبلن للآداب.
لكن مايؤخذ علی كاتب الرواية هو عدم تطرقه للأحداث التي اطلع عليها من 1971؛ ثم الحديث عنها في 2000 تاريخ إصدار الرواية ومنه اصدر منتدی الحقيقة والإنصاف بباريس بيانا يدين فيه الكاتب بسبب ماسبق ذكره.
الأخ العزيز أحمد اسماعيل من هولندا
بعد التحية والمحبة والاحترام أقول
شكرا لك يا أخي على تحليلك الواقعي
لا يوجد شيئ بالاسلام اسمه رجال دين
ولكن يوجد علماء دين ودنيا – وتأريخنا حافلا بهم
وللعلم فاءن ديننا الاسلامي يحض ويحث على العلم
لكن حكامنا الجهلة أبو الا الجهل لنا ولبلادنا – الله ينتقم منهم
الله سبحانه وتعالى يعترف بالرأي الآخر
ففي القرآن الكريم حوارات مجازية بين الله والمشركين – أليسوا خلقه
لكننا نختار دائما رأي الله لأنه علام الغيوب كما قال عنه المسيح عليه السلام
ما حرمه الله علينا لا يتعدى 001% والباقي حلال زلال – أين اذا المشكله
ولا حول ولا قوة الا بالله
غريب …الأخت غادة الشاويش ما علقت اليوم …. متعودين على اراءها المميزة … عسى خير ان شاء الله