العجمي الوريمي: المرزوقي يسعى لإعادة التوازن للمشهد التونسي عبر مبادرة سياسية تستوعب النهضة و «يسار الوسط»

حجم الخط
0

تونس ـ «القدس العربي»: نفى القيادي في حركة النهضة العجمي الوريمي ما أُشيع حول محاولة الرئيس السابق منصف المرزوقي استقطاب قواعد الحركة ضمن تكتل سياسي جديد، مشيرا إلى أن أبناء حركة النهضة «ليسوا أيتاما ولا يحتاجون لزعيم جديد، فلهم حركتهم ومؤسساتهم وقيادتهم»، لكنه أكد بالمقابل أن المرزوقي يحظى باحترام كبير من قبل قيادات «النهضة» وعدد كبير من أنصارها.
وقال لـ «القدس العربي»: «عملنا مع المرزوقي لسنوات طويلة وما يجمعنا به أكثر مما يفرقنا، ولا أتصور أن لديه برنامجا (معلنا أو مضمرا) يسعى من خلاله لسحب البساط من تحت قيادة النهضة عبر محاولة استقطاب أنصارها، لكنه ربما يسعى إلى إيجاد حراك تكون النهضة وأبناؤها جزءا منه».
وأضاف «أبناء النهضة متمسكون بحركتهم، وهي متمسكة بعلاقتها مع الشركاء السياسيين، والمرزوقي لا ينكر دور الحركة وفضلها عليه في الدورتين الأولى والثانية للانتخابات الرئاسية، لأنه لولا الأصوات التي حصل عليها من أنصار النهضة ربما كانت نتيجته أقل من ذلك بكثير».
وكانت بعض وسائل الإعلام نقلت عن نائب رئيس حركة النهضة الشيخ عبدالفتاح مورو قوله إن عدم نجاح المرزوقي في الانتخابات ربما يؤدي إلى إحداث «شرخ» بين قيادة الحركة والقواعد التي صوت أغلبها للمرزوقي، متوقعا انسحاب جزء كبير من هذه القواعد من الحركة وانضمامها إلى «حزب» المرزوقي الجديد، فيما اعتبر الأمين العام السابق للحركة (والمنسحب منها مؤخرا) حمّادي الجبالي أن «النهضة» خسرت موقعها وجمهورها، الذي توقع أن يستقطبه المرزوقي لاحقا.
لكن الوريمي يؤكد أن أصوات جمهور حركة النهضة ذهبت في الدور الثاني لكلا المترشحين الباجي قائد السبسي ومنصف المرزوقي (الذي استأثر بحصة الأسد)، مذكّرا بأن الحركة اختارت أساسا الحياد في الدورين الأول والثاني من الانتخابات الرئاسية وتركت حرية الاختيار لناخبيها، و «بالتالي أبناء النهضة يعلمون مسبقا أنهم لا يخالفون قرار الحركة بالتصويت بما تملي عليه ضمائرهم، سواء صوتوا للمرزوقي أو للسبسي، أو فضلوا وضع ورقة بيضاء أو لم يذهبوا أساسا للاقتراع».
ويضيف «أبناء النهضة سيبقون في فضائها وهياكلها ومؤسساتها، ونحن لم نتلق حتى الآن أي طلب استقالة أو قرار بالانسلاخ من الحركة، قبل إعلان المرزوقي عن مبادرته أو بعدها، وأود الإشارة إلى أن الحركة ستعقد مؤتمرها الوطني في النصف الثاني من العام القادم، وسيتم خلاله تقييم المرحلة السابقة وتقديم رؤية للمستقبل، وسيكون ثمة مجال لمن يريد أن يعدل في الخط السياسي أو في موقع الحركة أو تحالفاتها أو من يريد إحداث تغيير في قياداتها وهياكلها».
وكان منصف المرزوقي أعلن مؤخرا عن تشكيل حركة جديدة موجهة أساسا للشباب التونسي بعنوان «حركة شعب المواطنين»، وقال إنها تهدف إلى قطع الطريق على من يحاولون إعادة الاستبداد إلى تونس، حيث توقع بعض المراقبين أن ينضم عدد من قيادات «النهضة» وقواعدها، وخاصة القيادي السابق حمادي الجبالي، للحركة الجديدة.
لكن رئيس حملة المرزوقي عدنان منصر وأمين عام حزب «المؤتمر» عماد الدايمي أكدا أن المرزوقي لم يعلن عن تأسيس حزب جديد وإنما «حراك سيسعى إلى تأطير (هيكلة) الهبّة الشعبية الواسعة التي فاجأت الجميع» عبر تكتل سياسي جديد، فيما نفى الجبالي ما أشيع حول انضمامه لمبادرة المرزوقي الجديدة، متهما من روجوا للفكرة بمعاداة «النهج الديمقراطي ومناخ الحرية الذي نبتغيه لبلادنا».
ويرى الوريمي أن المرزوقي يسعى حاليا لملء مكان شاغر كانت تحتله أحزاب الوسط (أو يسار الوسط كما يسميها الوريمي)، التي لم تحقق نتائج جيدة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، مؤكدا أن هذه المبادرة تسعى لإعادة التوازن للحياة السياسية في البلاد.
ويضيف «المرزوقي يعي جيدا أنه مسؤول عمن صوتوا له ومنحوه ثقتهم، ويرغب في تطمينهم بأنه لا يفكر باعتزال الحياة السياسية وإنما مواصلة الدفاع عن المبادئ الديمقراطية التي ناضل من أجلها، عبر استثمار الديناميكية التي أوجدتها الانتخابات ويواصلها، حتى لا تخبو أو تتحول إلى استقالة لفئات شبابية (من الحياة السياسية) أو انزلاق إلى أشكال أخرى من التعبير المباشر العنيف أو التعامل السلبي مع الأوضاع».
وكان القيادي في الحزب الجمهوري وسام الصغيّر أكد في تصريح سابق لـ «القدس العربي» وجود مشاورات غير رسمية بين بعض الأحزاب الديمقراطية لتشكيل جبهة أو ائتلاف وسطي (على غرار الجبهة الشعبية اليسارية)، ومن غير المعروف ما إذا كان المرزوقي سيقود هذا التكتل الجديد الذي لم تتوضح معالمه بعد، وسيسعى لفرض نفسه كقوة جديدة قد تعدّل المشهد السياسي التونسي خلال الأشهر المقبلة.

حسن سلمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية