يعرف كل من تابع تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي منذ عدة ايام ان الرجل لم يبذل جهدا كبيرا في إخفاء رغبته في ان توسع روسيا غاراتها في سوريا لتشمل تنظيم «الدولة» في العراق. وفي ظل «عدم ممانعة روسية» بانتظار طلب رسمي «لأن الروس اناس محترمون لا يذهبون الى اي مكان بدون دعوة» حسب تعبير وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاسبوع الماضي، فإن الامر يبدو «مسألة وقت» او مرهون بانضاج معطيات اساسية في ظل وضع اقليمي شديد التعقيد والسيولة في آن.
وتختلط عند هذا المنحنى دلائل بعضها يخص الوضع في العراق، وبعضها يتجاوز شعار «مكافحة الارهاب» الذي رفعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الى ما يمكن وصفه بـ»زلزال استراتيجي» يقلب توازنات القوى في الشرق الاوسط، ويعيد تعريف قواعد الاشتباك، ورسم الخرائط مسارات الصراعات في الاقليم. وهنا بعض المحطات الرئيسية على هامش هذا التحول:
اولا: ان ضرب تنظيم «الدولة» في العراق لا يحتل أولوية متقدمة في الاجندة الروسية في الوقت الحالي لأسباب عديدة، بينها ان موسكو لا تريد ان تبالغ في استفزاز الولايات المتحدة او اهانتها، بتوسيع نفوذها شرقا على انقاض الفشل المدوي للتحالف الستيني وغاراته التي تجاوزت الاربعة آلاف خلال اكثر من عام في الحاق خسائر حقيقية بالتنظيم. ولا يتناقض هذا مع امكانية توسيع الغارات الروسية في المستقبل المنظور باعتبار انه لا يمكن لمن يرفع شعار «مكافحة الارهاب»، ويريد الاحتفاظ بمصداقيته، ان يحاربه في سوريا، كما يقول، ثم يتغاضى عن وجوده في العراق.
ثانيا: ان تدخلا روسيا في العراق قد يكرس الاستقطاب الطائفي ويزيد الاوضاع تعقيدا، ما قد يرتد على اهداف موسكو الآنية. وبينما تتطلع التنظيمات الشيعية المدعومة من ايران الى جني مكاسب واسعة على الارض نتيجة لتوسيع الغارات، فإن العشائر السنية المتشككة تخشى ان تدفع الثمن الباهظ لها. وبالفعل التقطت واشنطن هذه الرسالة وبدأت في التحذير من استفزاز روسي للأغلبية السنية في الشرق الاوسط، بعد ان نفت سماعها تصريحات وزير الخارجية المصري التي أيدت التدخل الروسي (..). وبين هؤلاء واولئك، ربما يجد العبادي في التدخل الروسي حلا وحيدا في تحقيق تقدم على الارض بعد ان تعثرت عملية تحرير الرمادي، ووصل الى حافة اليأس من فاعلية التحالف مع الولايات المتحدة، سواء من جهة تنفيذ صفقات الاسلحة، او إلحاق هزيمة بالتنظيم.
ثالثا- ان بوتين الذي احتفل امس بعيد ميلاده الثالث والستين بالمشاركة في مباراة في كرة الهوكي، اراد ان يبدو امام العالم، والغرب بشكل خاص، مثل قائد حرب منتصر عندما استقبل وزير دفاعه، وتابع بنفسه العمليات العسكرية في سوريا، فيما كان الاسطول الروسي في بحر قزوين يشن هجمات صاروخية على بعد الف وخمسمائة كيلومتر داخل سوريا. ووفق تقديرات بعض العسكريين فإن هجمات كهذه بدت استعراضية، ضمن حرب نفسية وتوتر مع حلف الناتو، اذ ان الطائرات الروسية كانت قادرة على ضرب تلك الاهداف بسهولة. والخلاصة ان روسيا تشن حربا تليق باستعادة المبادرة في صراع قوى عظمى، وفرض حضور قوي في اقليم حيوي، وليس مجرد مكافحة الارهاب كما تقول او حتى انقاذ نظام بشار الاسد كما يقول منتقدوها.
رابعا – ان عجز الولايات المتحدة وحلف الناتو عن الرد عمليا على التحدي الروسي، قد يكرس توجها استراتيجيا جديدا في الاقليم نحو اعادة التموضع، خاصة مع تكهنات بشأن انضمام مصر والاردن الى التحالف الرباعي الذي تقوده روسيا، وأقام بالفعل مركزا مخابراتيا في بغداد للتنسيق بشأن الحرب.
اما في دول الخليج فإن ثمة قلقا لا يمكن انكاره من امتداد نفوذ موسكو الاقليمي على خط مستقيم ليصل الى شواطئها، فيما تحدثت تسريبات عن تلقيها «تحذيرات روسية» من ادخال مضادات طائرات الى سوريا، بينما تصعد ايران لهجة تهديد غير مسبوقة ضد السعودية.
وفي كل الاحوال، فإن الافعال وحدها اليوم، وليست حرب الكلمات والتصريحات ما يمكن ان يعول عليه في اقليم قد لا يعود ابدا كما كان قبل ايام قليلة.
رأي القدس
سوف تتغير خارطة التحالفات .. وحدهم أصحاب النظرة الاستراتيجية والقلوب الشجاعة والمواقف الثابتة سوف يبرهنون أنهم على حق. …
هل هذه حرب دوليه لانه تتواجد كل المكونات لتسميتها بحرب دوليه دول عظمى ودول ذات ثقل اقليمي تتراكم قواتها العسكريه في منطقه المشرق العربي السوآل هل يمكن لهذه القوي ان تتعايش مع بعضها دون احتكاك يؤدي الى حرب طاحنه فيما بينها.
روسيا لها حجم محدود
ومتى تعدت الحدود سيتم ردعها وبعنف
التدخل الروسي بسوريا أو حتى العراق يخدم المصالح الأمريكية
فالأمريكان قد خسروا المليارات بتسليح الجيش العراقي وبالطلعات الجوية المكلفة
ستكون سوريا مقبرة للمعتدين كل المعتدين
فالشعب السوري قد حسم أمره بأن لا بديل للنصر الا الشهادة
ويا الله ما لنا غيرك يا الله – ويا محلى النصر بعون الله – وليخسأ الخاسؤون
ولا حول ولا قوة الا بالله
روسيا الدولة الوحيدة على الأرض التي لاتزال بقادرة بالرد على الناتو كله :)
نظرية المؤامرة لضرب الاسلام والمسلمين اذا هي حقيقة. تعددت الدول التي تقوم بالعمليات العسكرية والحرب واحدة الامريكاان من جهة والروس الصين بريطانيا و فرنسا من جهات اخر.مصداقا لنبي هذه الامة المنكوبة صلوات الله عليه ، في تكالب امم الكفر علينا. فهي علامة من علامات القوة والنصر للمسلمين باذن الله والا لما يحاك لنا المكر. والله المستعان.
روسيا التي لم تعد شيوعية , يبارك غزوة جيشها قسيس من الكنيسة الأرذوكسية , العودة بقوة للمياة الدافئة مع حلفاءها , ومن بينهم الصين , التي قررت نقل المواجهة مع أمريكا من بحر الصين والمحيط الهادئ الي الغرب الأسيوى . القوى الكبرى تنظر لمنطقة الشرق العربي علي أنها سوق تجارية لمنتجاتها , من الإبرة للصاروخ , وتسعي للحصول علي نصيب الأسد من الزبائن . أو بالأحرى من بيقي منهم علي قيد الحياة , ولم يغادرها هربا من جحيم الحروب الطائفية المدمرة .
المشكلة اتكلنا على امريكا!
راي محترم و متزن ، روسيا دولة عظمى محترمة و هي لن تقيم علاقات فوق العادة مع ايران على حساب دول الخليج او الدول العربية كلها ، هذه كانت سياسة امريكا الخاطئة و كادت تودي بالمنطقة الى الجحيم لولا العودة الروسية ، ثانيا روسيا مسلموها أغلبيتهم سنة و لا يمكن لنفسها ان تخوض حروب طائفية او ضد المسلمون ، تدخلها صادق من اجل قضاء على الاٍرهاب يستفيد من تمدده الحلف الأطلسي و امريكا و هي تنتظر حس المسؤولية عند العرب جميعا من المحيط الى الخليج ان يتخذوا قرارهم بعد ان كشفت لهم كذبة امريكا وفرنسا و بريطانيا بمحاربة الاٍرهاب و ان هذه الكذبة كلن همها استنزاف طاقات الدول الخليجية و صنع الفوضى المدروسة ، ثالثا ليس روسيا من تتجه الى ايران و إنما الغرب و امريكا و ذلك لمتابعة الابتزاز للعرب و الايرانيون بنفس الوقت ، رابعا العرض الروسي للعرب للتعاون معهم و خلق عالم جديد خالي من الابتزاز الغربي و المسرحيات الامريكية لا يمكن لعاقل ان يرفضه .
تحية لتعليقاتك يا دكتور منصور الزعبي التي تقوم على المنطق و التفكير العروبي السليم
كل ولف على ولفه يلفي :)
اللهم انصر المنتصر واهزم المهزوم
عاش الأمير أبو التين
لازم كل دولة تعرف حجمها في المنطقة