دمشق – «القدس العربي»: رد المستشار السياسي للهيئة العليا للتفاوض والناطق الرسمي باسمها على مجموعة تساؤلات حول موقف الهيئة من أعضاء الوفد المفاوض ممن يحضرون مؤتمر «سوتشي» بعد إعلان «الهيئة العليا» مقاطعتها للمؤتمر، وعن خيارات المعارضة السورية بعد فشل مسار جنيف بنسخته التاسعة.
وأوضح الدكتور يحيى العريضي في حوار مع «القدس العربي» ان الإجراءات التي سوف تتخذها الهيئة العليا للتفاوض بحق أعضائها الذين سيشاركون في مؤتمر «سوتشي» لم تتبلور بعد، مضيفاً ان «الدعوة وجهت لافراد معينين، ولم توجه إلى كيانات سياسية معارضة وموقف الهيئة لم يتبلور بعد باتجاه هؤلاء الأشخاص، في حال أي مخالفات، ويبقى احترام الرأي الشخصي له سيادة، لكن احترام الرأي تحت مظلة ممارسة الديمقراطية كأداة عمل. وأشير هنا إلى انه بشكل ديمقراطي جرى تصويت الهيئة تحت العنوان «من يريد ان يذهب إلى سوتشي» ومن بين الـ39 عضواً وافق 9 اشخاص على حضور سوتشي، والقرار يحتاج إلى 25 عضواً، فكان القرار بالمقاطعة لأن الهيئة مبنية على أسس ديمقراطية».
وأضاف العريضي «صحيح أن المسألة حساسة ولها صفة استراتيجية ولكن حتى في هذه المسائل الرأي يحترم والديمقراطية العنوان، ونحن لسنا منظومة ديكتاتورية، لكن على الهيئة ان تتدبر هذا الامر في اجتماعها بشكل ديمقراطي وبشكل منطقي وموضوعي، حيث ستتم مناقشة هذا التصرف لأخذ موقف حياله، لان الامر الطبيعي هو الالتزام برأي الأكثرية في المنظومات الديمقراطية، ومن أراد ان يتصرف افرادياً فهذه حالة لا تمثل الهيئة».
ولدى سؤاله عن سبب دعوة اشخاص بعينهم من ضمن الهيئة العليا دون سواهم إلى «سوتشي»، عزا العريضي السبب إلى وجود «نوايا سيئة ومحاولات لاستهداف المعارضة بشكل عام، لان محاولات استهداف الهيئة ونسف مصداقيتها لم تتوقف وقد يكون توجيه الدعوات إلى شخصيات من صلب الهيئة العليا للتفاوض، هي من صلب هذه المحاولات، وتبقى البوصلة الاساسية هي مصلحة الشعب السوري بخلاصه من الاستبداد والديكتاتورية وتحقيقه بلداً منيعاً ذا سيادة حراً كريماً غير مستباح هذه هي المعاير ومخالفة هذه المعاير هي الطامة الكبرى».
فشل «جنيف»
ورد العريضي على رؤية المعارضة وخياراتها بعد فشل مسار جنيف في جولته التاسعة، بأن خيارات المعارضة لا حدود لها، مضيفا «ان المعارضة السورية بيدها قرارات دولية تقضي بعملية انتقال سياسي وإعادة سوريا إلى الحياة،و تقضي بالخلاص بمختلف الطرق من الحالة الموجودة فيها، والجانب الاخر من القوة هو القوة الدولية والأمم المتحدة ومجلس الامن الذي اصدر هذه القرارات، والتي لا يستطيع النظام ان يضرب بها عرض الحائط، او يلغيها، ويبقى من جانب ثالث حق السوريين كشعب عانى كل هذه المعاناة لا بد ان تكون حقوقه مصانة وهي موجودة في القرارات الدولية التي تصون حقه، وكل ذلك في مواجهة البلطجة ومحاولات التضييق على المعارضة وجعل خياراتها محدودة ومحاولات نسف مصداقيتها والسعي لتدميرها وتصوير الأمور بشكل كاذب ومزيف بانها طبيعية، والدعوة إلى مهرجان احتفالي او سيرك سوتشي الخالي من المعارضة». هذه خيارات موجودة و»للشعب السوري أصدقاء وللشعب ارادته وغضبه ورفضه للاستسلام وتضحياته التي لا تنسى، إضافة إلى سجل العذابات فكل هذه أوراق بيد الشعب السوري».
وبين العريضي ان المعارضة المرضية للنظام هي برأيه هي «التي تمهد استمراره ولو بشكله الحالي غير الطبيعي، ولو كان النظام وضعه طبيعياً لما صدر بحقه كل هذه القرارات».
الضغط على النظام
وفي إطار تسلح المعارضة السورية بكل هذه القرارات الدولية من دون وجود آلية حقيقية للضغط على النظام وروسيا لتطبيق هذه القرارات الشرعية قال العريضي «لو لم توجد آلية ضغط لما صدر ما سمي بـ «اللاورقة» من 5 دول، قبيل انعقاد مؤتمر سوتشي، وتتضمن الإجراءات والآليات لتنفيذ هذه القرارات الدولية، وتدعو إلى تطبيق القرارات وتحديد إمكانيات حقيقية للعملية الانتخابية ضمن بيئة آمنة، تتيح ممارسة حق الانسان السوري في اختيار من يشاء استناداً إلى القرارات الدولية، ولا تدعي تحولها إلى المرجعية لاحقاق الحق في سوريا بل تستند اليها كآليات من اجل تطبيقها والخلاص من الديكتاتورية، لاعطاء السوريين الحق باختيار من يشاؤون بحرية وامان من دون تدليس، بإشراف الأمم المتحدة، وليس على الطريقة الحالية باشراف افرع المخابرات.
«شبيحة» في سوتشي
وأضاف العريضي «نحن نعلم بان النظام السوري قد دعا أزلامه من المخابرات والجيش والحزب وأعضاء قيادة فرع لحضور مؤتمر سوتشي، ويكفي ان يكون خبر بهذا الاتجاه فهو ترجمة فعلية للتركيبة المكونة لسوتشي».
أحمد رمضان رئيس الدائرة الإعلامية لدى الهيئة العليا للتفاوض اكد في اتصال مع «القدس العربي» انه قد وجهت دعوات إلى شبيحة النظام لحضور مؤتمر ستوشي قائلاً «نحن لا نعرف طبيعة المدعوين لان هناك محاولات من قبل النظام لاستقدام شبيحته بعناصر مختلفة وباسماء غير حقيقية لحضور هذا المؤتمر».
بحجة الإرهاب
وقال مدير مركز دراسات مكافحة الإرهاب وائل الخالدي في اتصال مع «القدس العربي» انه تم «توقيف اثنين من المتحمّسين للذهاب إلى «سوتشي» مدة 9 ساعات بعد وصولهم إلى مطار المنتجع من قِبل الشرطة الروسية باعتبار أنهم مطلوبون للإرهاب، بالرغم من حيازتهم جوازات سفر أوروبية».
ومن المتوقع برأي المتحدث أن يصل عدد التوقيفات إلى أكثر من ثلاثين موقوفاً بحكم القانون، وباعتبار عدم وجود ضامن دولي ووجود الأمم المتحدة بصفة ممثل فقط، وليست كمنظم، مضيفاً «وبعد التدقيق بلوائح الأسماء فإن من بين هذه الأسماء مطلوبين بلوائح إنتربول ومحاكم ارهاب، وهم لا يعلمون حتى، ولكن احتمال اعتقالهم وارد بسبب غياب الضامن ورغبة الروس بتحصيل عدد من المخبرين تحت سلطة التهديد على طريقة المخابرات الجوية السورية».