رام الله ـ «القدس العربي»: ينطلق اليوم مشروع «مشي بلا توقف» عبر مسار إبراهيم الخليل للمشي داخل المدن والقرى الفلسطينية. وسيقطع العشرات من الفلسطينيين والأجانب 330 كيلومترا تستغرق 21 يومًا انطلاقًا من قرية رمانة شمال غرب جنين شمال الضفة الغربية وصولاً إلى قرية بيت مرسم جنوب غرب الخليل جنوب الضفة الغربية.
وقال جورج رشماوي المدير التنفيذي لاتحاد مسار ابراهيم الخليل، إن الفكرة هي للترويج للمسارات الفلسطينية خاصة وأنها تخلق الكثير من فرص العمل للسكان المحليين، والأهم في الفكرة هو تثبيت فكرة المسار على أنه «درب له خرائط» ومتوفرة على نظام GPS، مع وجود خدمات على طول المسار المتوفر طوال العام.
وأكد لـ«القدس العربي» أن فكرة المسار هي التنمية، من البعد الاقتصادي عبر خلق العديد من فرص العمل، وأيضًا إظهار الصورة الإنسانية الحقيقية للشعب الفلسطيني بعيدًا عن الاحتلال الإسرائيلي والصورة النمطية التي زرعها عن الفلسطينيين.
ويوفر المسار تجربة فريدة يختبر السائر فيها العديد من الأمور، فهو يدخل البيوت الفلسطينية خلال النهار ويتناول الطعام ويجرب المأكولات الشعبية الفلسطينية ويخلق صداقات، وزيارة أماكن تاريخية وأثرية ودينية لا تصلها السياحة التقليدية في فلسطين. كما يتم التعرف على التقاليد الشعبية المتوارثة من جيل إلى آخر.
ويتعرف السائر عبر هذه المسارات على حقب مختلفة تاريخيا في فلسطين، وكيف يمتلك الشعب الفلسطيني كل هذا الموروث الثقافي، من الحقبة الكنعانية إلى العثمانية واليونانية وكذلك البيزنطية، وغيرها من الحقب التي مرت عبر التاريخ الفلسطيني.
وتتميز فلسطين بتنوع مشهدها الطبيعي، فيمكن للسائر عبر المسارات وخلال ساعتين من المشي أن يختبر تجربة رؤية السهل والجبل والمناخ شبه الصحراوي وغور الأردن، كما تتنوع النباتات والحيوانات ما يوفر فرصة لمراقبة الطيور المهاجرة والمقيمة في فلسطين، فيما يقدم الدليل السياحي المرافق شرحا كاملا عن النباتات الطبية والبرية المستخدمة في الموروث الفلسطيني.
والمعروف أن السائح التلقيدي أو السياحة الدينية في فلسطين تقتصر على الوصول وزيارة أماكن دينية محددة في القدس وبيت لحم على وجه التحديد، والعودة إلى بلاده دون معرفة شيء عن فلسطين، لكن عبر مسار ابراهيم الخليل يمكن أن تبنى صداقات جديدة وتدخل إلى عمق التراث الفلسطيني والأهم ترفع من درجة انتماء الشباب على وجه الخصوص لأرضهم الفلسطينية لأنهم عبر هذه التجربة سيعرفونها أكثر.
وتعتبر تجربة مسار ابراهيم الخليل تجربة جديدة لشكل من أشكال المقاومة الفلسطينية، فهي تتبنى المقاومة الثقافية من خلال تثبيت الهوية الفلسطينية التي تجري محاولات عديدة لطمسها بشتى الطرق، كما أنها محاولة لإعادة امتلاك الرواية الفلسطينية التاريخية والدينية التي شوهتها إسرائيل ويعاد تقديمها إلى العالم بطريقة مختلفة تؤكد امتداد الفلسطينيين التاريخي في أرضهم.
ويرى رشماوي أن المقاومة هي التمكين، والتمكين يتم عبر خلق فرص عمل وتطوير مهارات الفلسطينيين، وكذلك إعطاء الشخص العادي الفرصة ليقول روايته بنفسه، وبالتالي كسر الصور النمطية للمقاومة ولتقديم فلسطين للعالم على حد سواء.
وعلمت «القدس العربي» أن القنصل الأمريكي في القدس يمشي في مسار ابراهيم الخليل بشكل أسبوعي من مكان إلى آخر في أرجاء الضفة الغربية، كما وصل إلى فلسطين مواطن برازيلي قرر الانضمام إلى مشروع «مشي بلا توقف» ليمشي في فلسطين مدة 21 يومًا ويعود بتجربته إلى بلاده ويشارك العالم بها.
ومن خلال السير عبر مسارات ابراهيم الخليل فإن أي شخص محلي أو دولي سيختبر الكثير من الأمور دينياً أو تاريخياً أو ثقافيًا، أو حتى أمور الحياة الفلسطينية البسيطة واليومية، وهذه التجربة ستوفر ما يلي:
رؤية الفن المعماري: ويعد الفن المعماري في فلسطين إرثا لكثير من الحضارات والثّقافات والديانات. حيث تأثرت فلسطين بالعديد من الثقافات التي سكنت الأرض منذ القدم. وتحافظ فلسطين على الغنى الثّقافي والحضاري الموجود فيها. ويضم الفن المعماري: الفن المعماري المملوكي، القصور الأمويّة، الحمّامات، الخانات- الفنادق، القرى التقليدية.
تذوق مأكولات المطبخ الفلسطيني الذي يُعرف الفلسطينيون أن لهم أسلوبهم الخاص في الطبخ كشوي الّلحوم والخَبز وطهي لبن الماعز الكثيف. ومن الأطباق الرئيسة: المسخّن، المقلوبة، المجدّرة، المنسف.
الحلويات: وتشمل البقلاوة، كنافة، هريسة، حلاوة، كعك بالسمسم، معمول وغيرها من المعجّنات المصنوعة من القمح والسّميد.
الوجبات الخفيفة:
وقد اعتاد المستضيفون الفلسطينيون على تقديم المكسرات، والبذور والتمر، والفواكه المجففة للضيوف باعتبارها مهمة وضرورية، وتعتبر بذور البطيخ والقرع وبذور عبّاد الشمس، وكذلك الفستق والكاجو هي الأكثر شيوعًا بينها .
الموسيقى:
وبالرغم من الانتشار الواسع للموسيقى الحديثة والشعبية، إلا أن الأغاني الشعبية التقليدية مثل على دلعونة وظريف الطّول لا تزال جزءًا مهما من الحياة في فلسطين. وتُغنّى وتُعزف الألحان و الأغاني الشعبيّة غالبا في المهرجانات الكبيرة، والرّقصات الشّعبيّة، وحفلات الزّفاف.
الدّبكة:
وهي عبارة عن رقصة شعبيّة تقليديّة لشعب فلسطين تبلورت مع توالي الأجيال ، وهي تتكوّن من خطوات وايقاعات موسيقيّة جميلة يؤدّيها الرّجال أو النساء أو كلاهما معًا. وغالبًا ما تكون في الأعراس وغيرها من المناسبات السّعيدة والاحتفالات الرّسميّة والشّعبيّة.
الحرف اليدويّة:
التّطريز: تستخدم النساء التّطريز كوسيلة لتعبّر عن اعتزازهِنَّ بتراثِهنّ و لتعكس هويّة المنطقة التي يسكنّها، وذلك من خلال التّصاميم وألوان التّطريز المستخدمة في صنع الأثواب حيث تختلف أنماط التّطريز من منطقةٍ إلى أخرى.
الفخّار والسيراميك: تشتهر التّصاميم البسيطة للفخّار الفلسطيني عالميًّا لاحتوائها على التّفاصيل المعقّدة وأنماط الزخرفة العربيّة.
خشب الزّيتون: يرجع أصل حِرفة خشب الزّيتون وأيضًا الصّدف، إلى الرّهبان الفرنسيسكان منذ زمن بناء كنيسة المهد (القرن الرّابع تقريبا).الذين علّموا السّكان المحليّين حرفة النّحت والتّرصيع.
الصّدف: انتشرت فكرة حرفة الصدف منذ بداية القرن السّابع حين قدم الرّهبان الفرنسيسكان من إيطاليا إلى فلسطين.
الزّجاج: من المعروف في فلسطين أنّ الخليل فيها أشهر صانعي ومصمّمي الزّجاج ووصلت شهرة الخليل إلى العالم أجمع حيث يقوم صانعو الزّجاج بصياغته بمختلف الألوان الرّائعة.
فادي أبو سعدى:
الرجاء بيان كيفية الاتصال مع هذه المجموعة بقصد المشاركة العملية، رقم هاتف ، عنوان بريدي، عنوان بريد الكتروني؟؟؟ وشكرا.